الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمهورية سوريا والملك ابن سعود، ثم سافر فخامة الرئيس شكري إلى العراق واجتماعه بالوصي على عرشه الأمير عبد الإله أعظم إبرام لميثاق الجامعة العربية، وقد أنابت كل دولة عنها مفوضين والقصد من هذه الجامعة هو تثبيت العلاقات الوثيقة والروابط العديدة التي تربط بين الدول العربية، وحرصًا على دعم هذه الروابط وتوطيدها على أساس احترام استقلال تلك الدول وسيادتها وتوجيهًا لجهودها إلى ما فيه خير البلاد العربية قاطبةً وصلاح أحوالها، وتأمين مستقبلها، وتحقق أمانيها وآمالها، فاتفقت هذه الدول على عقد اتفاقية وميثاق لهذه الغاية وإباحة الدخول لكل دولة عربية مستقلة، وقد تألف هذا الميثاق من عشرين مادة وحرر في 8 ربيع الثاني 1364 هـ 22 مارس 1945 م، وكان باللغة العربية في القاهرة بصفتها المقر الدائم لجامعة الدول العربية.
وقد ألحق بذلك مشكلة فلسطين وأن يوضع حل لذلك، ثم إنها اتفقت الدول الموقعة على هذا الميثاق على تعيين عبد الرحمن عزام بك أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية لمدة سنتين، وقد أقيم احتفال بقصر الزعفران بمصر واحتشدت الأمة لهذا المهرجان، وألقيت خطب من كل مندوب، وأعلى ما قيل خطاب ألقاه يوسف ياسين، فقد قوبل بالتصفيق والاستحسان.
ذكر سكون العرب وسقوط ألمانيا وتسليم اليابان
ولما كان في شهر فبراير الموافق لآخر صفر وأول ربيع الأول حققت الحلفاء الضرب على ألمانيا وانطلقت عليها القنابل من الجو كوقع المطر، وتقدم المارشال الجوي السيرار ثرتيدر الذي عين أخيرًا لتنسيق التعاون بين قوات الحلفاء الجوية البريطانية والأمريكية والروسية في المرحلة الأخيرة من الهجوم، فلو رأيت تلك القنابل تنقض على برلين وبلاد ألمانيا وثغورها فرجمت درسدن ولينرج، وميونخ، وهمبرج، وشتن، وغيرها، ولما صبت عليها القنابل كان في مبتدأ كانون الثاني قد قام عديد من حكام المناطق المحتلة ينتحرون مؤثرين هذه النهاية على تسليم أنفسهم للأعداء، وكان هتلر يتلقى أنباء الانتحارات وهو على فراش المرض فيعلق على
كل منها بكلمتين اثنتين: حسنًا فعل .. ولكنه انفجر باكيًا عندما أبلغه غورنغ أن غوليتر فيينا صرع امرأته وأولاده الأربعة قبل أن ينتحر، ثم التفت إلى زوجته إيفابرون وقال لها همسًا إنها نهاية شعرية، وأثرت حالة هتلر الصحية في حالته النفسية فأضحى سويدائي المزاج ولكنه لم يفقد الأمل بإنقاذ ألمانيا حتى عندما شرع الحمر في دق أبواب المدن الصغيرة القائمة إلى الشرق من برلين، بيد أنه في مساء 3 كانون الثاني يقول لفون ريبنتروب أن الدبلوماسية الألمانية لم تنجح في بذر بذور الشقاق في صفوف الحلفاء، وهاهم الغربيون يتدفقون على ألمانيا محاولين بلوغ برلين قبل حلفائهم الروس.
وقد اقترح الجنرال زيللر هذا الصباح اللجوء إلى الغارات السامة وحرب الجراثيم، ولكني رفضت لأن هذه الأسلحة الفتاكة لن تؤخر القضاء المحتوم.
أما الأسطولات البحرية فقد تقدم أسطول الولايات المتحدة في المحيط الهادي، وقام بهجوم ناجح على اليابان في جزر مارشال وجزائر جلبرت وأوقع خسائر باليابان، كما هاجمت طائرات الولايات المتحدة بقذائفها الأراضي اليابانية فانسحب الأسطول الياباني بعد أن خسر 15 بارجة غرقت في بكر المرجان، ولقد ألقت قاذفات الحلفاء على الجسور والموانئ والمصانع القنوات والسكك الحديدية في ألمانيا وفرنسا دون هوادة مليونين وسبعمائة ألف طن من القنابل والمتفجرات خلال غزواتها وغاراتها الهائلة الفتاكة، وتتابعت هزائم الألمان، وقد استسلم من قوات المحور في بعض الأماكن مائتا ألف وخمسون ألف يعدون من صفوة الفرق الألمانية والإيطالية، واستقال موسوليني من رئاسة الحكومة، فامر ملك إيطاليا فكتور عمانوئيل بالقبض عليه ثم غيب في السجن، وقامت الوزارة الجديدة في إيطاليا تفاوض الحلفاء سرًا لعقد هدنة، وبمقتضاها استسلم الإيطاليون دون قيد، وسلموا أسطولهم البحري والجوي إلى الحلفاء، وقد قامت سرية من جنود المظلات الألمانية فانقذت موسوليني، فقبض عليه مع نفر من أنصاره وأجريت له محاكمة صورية وحكم عليه بالإعدام مع بعض رفاقه، وعلقت جثثهم في بعض ميادين ميلانو، هذا وما كان يدور في الخلد أن يتقدم الألمان على مدينة عظيمة وهي ستالينغراد