الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخلعت ثوب الحزم خلعة عاجزٍ
…
وليست للتسويف ثوبًا منكرا
إن لم أكن للظالمين مقارعًا
…
أو لم أكن للكافرين مصغرا
وعلى فعل المستطاع مناديًا
…
للناس إن الله يا قوم اشترا
قوموا معي ننفي الضلال ونثبت الأيـ
…
ـمان والشرع الشريف الأنورا
قوموا معي نبني حصونًا للهدي
…
والعدل والإحسان شامخة الذرا
إلى آخرها وهي جميلة، ولولا خشية الإطالة لأتينا بها وببعض قصائده، فرحمة الله على أموات المسلمين، ونسأل الله تعالى أن يرفع أهل طاعته في درجات الآخرة، ولما أن تولى الإمام يحيى كانت عاصمة اليمن صنعاء، ثم إنه اتخذ الإمام أحمد ين يحيى مدينة تعز وهي كبيرة تقع في جنوب اليمن، وكان اتخاذه لها عاصمة في هذه السنة.
ذكر من توفي فيها من الأعيان
فمنهم هؤلاء محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، وعثمان بن أحمد بن بشر، وفهد بن على الرشودي، ومحمد بن عبد الله بن سليم، وسنذكر لكل واحد ترجمة.
فأما محمد بن عبد اللطيف فهو الشيخ الإمام العالم العلامة، أبو عبد الرحمن محمد ابن الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ الإمام وكاشف الأوهام، ومجدد دين الله بعدما اندرس بين الأنام محمد بن عبد الوهاب، جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، وغفر لهم ورحمهم وجبر المسلمين بما أصيب به من فقدهم، وكان المترجم عالمًا كبيرًا، وبدرًا منيرًا، سلفيًا له خطوة سابقة في علم التوحيد، فلله دره من كريم تضرب الأمثال بكرمه وجوده وسخائه وبذله، فكان يبذل الأموال ويضيف وينفع طلاب العلم والمحتاجين، فكان ممتازًا بالتواضع وسلامة الصدر ولين الجانب، ولما أن توفى الله أخاه عبد الله كان جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن يحترمه ويوقره ويصدره في المجالس.
ولما أن عزمت الحكومة على طبع رسائل أئمة هذه الدعوة للمرة الأولى جعل الملك أمر ذلك إليه فقام بالتعهد لها، وجري بينه وبين مدير المطبعة وصاحبها محمد رشيد رضا صاحب مصر مجاوبات في شأنها، وأخذ عليه أن لا يتصرف بشيء من ألفاظها وكلماتها تعهدات، وقد برزت الرسائل المطبوعة بمطبعة المنار على أحسن ما يرام ولله الحمد، وكل ذلك بمساعي صاحب الجلالة عبد العزيز، وكم له من يد بيضاء، ومن أراد أن ينظر إلى مناقبه ويعرف فضائله فليراجع العقيدة التي جمعها وبعثها إلى رؤساء القبائل من أهل اليمن وعسير وتهامة وشهران وبني شهر وقحطان وغامد وزهران، وكافة أهل الحجاز، وذلك سنة 1339 هـ بأمر من جلالة الملك ابن السعود، وكان لها أحسن وقع، فلذلك جعلها الشيخ سليمان من جملة رسائل الهدية السنية، وكم لهذا العالم من رسالة أشاد بها التوحيد وهدم الشرك فجزاه الله عن المسلمين خيرًا، ولما مات رثاه الشعراء والأدباء، وهذه مرثية أنشأها الأديب ابن أخيه عبد الله بن الشيخ عمر بن الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ لما توفاه الله في 4/ 6، وقد أثبتنا ما وجدناه منها، نسأل الله تعالى أن يرفع درجاته في دار الآخرة:
على الشيخ فليبكي محبٌ مولعٌ
…
بكاء حزينٍ قلبه يتصدع
وينشر دمعًا من عيون غريقةٍ
…
فإن قلصت ماء فبالدم تدمع
وميتةٌ خير الخلق للناس كلهم
…
عزاءٌ به يسلو المصاب المفجع
فقد رحل الحبر الفقيه الذي به
…
قواعد دين الله تتلى وترفع
له همةٌ تسمو إلى هامة العلي
…
تقلدها مذ كان في الحجر يرضع
إمامٌ همامٌ ألمعيٌ مهذبٌ
…
فقيه نبيهٌ حافظٌ متضلع
مجالسه بالعلم أضحت منيرةٌ
…
بها أمهات الدين تقرأ وتسمع
مرابعه تبكيه من بعدما غدت
…
معطلةً أرجاؤها تترجع
ويبكيه أهل الدين إذ كان دأبه
…
مجدًا على تبيينه فهو يصدع