المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر نصيحة قواد الجيوش الألمانية لهتلر ورفضه ذلك - تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان - جـ ٤

[إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن]

فهرس الكتاب

- ‌ذكر بيعة ولي العهد سعود بن عبد العزيز سنة 1352 ه

- ‌مواعظ جلالة الملك لأبنه سعود ولي عهده

- ‌ذكر وفاة ملك العراق

- ‌ذكر الاضطرابات والمشاغبات بين الحكومة اليمنية والحكومة السعودية

- ‌ذكر ما جرى بعد ذلك

- ‌يحيى يبرم بيد وينقض بالأخرى

- ‌ذكر تقدم الجيوش السعودية في الحرب اليمنية

- ‌رجوع وفد يحيى

- ‌ثم دخلت سنة 1352 ه

- ‌صفة سقوط الحديدة

- ‌ذكر عقد الاتفاقية وانتصار ابن سعود

- ‌معاهدة الطائف

- ‌ انتهاء حالة الحرب

- ‌المادة الأولى:

- ‌المادة الثانية:

- ‌ صلات المتعاقدين

- ‌المادة الثالثة:

- ‌ خط الحدود

- ‌المادة الرابعة:

- ‌ عدم تحصين الحدود

- ‌المادة الخامسة:

- ‌ سحب الجنود

- ‌المادة السادسة:

- ‌ منع الغزو والعدوان

- ‌المادة السابعة:

- ‌ذكر الاعتداء على ابن سعود بأيد يمانية

- ‌ذكر تنصل اليمن من الحادث

- ‌ثم دخلت سنة 1354 ه

- ‌ذكر إمارة عبد الله بن فيصل في بريدة 1354 ه

- ‌المادة الأولى:

- ‌المادة الثانية:

- ‌المادة الثالثة:

- ‌ذكر عمارة المسجد الحرام 1354 ه

- ‌وفاة الأمير عبد الله بن جلوي أمير الأحساء رحمه الله وعفا عنه

- ‌ذكر شيء من صرامته وبطشه بالمجرمين

- ‌ثم دخلت سنة 1355 ه

- ‌عمارة قصر المربع في الرياض

- ‌ثم دخلت سنة 1356 ه

- ‌ثم دخلت سنة 1357 ه

- ‌ثم دخلت سنة 1358 ه

- ‌ذكر وفاة الشيخ العبادي 1358 هـ رحمة الله عليه

- ‌ذكر مشايخه الذين أخذ عنهم وتدريساته

- ‌ذكر تلامذته والآخذين عنه

- ‌ذكر محفوظاته وسعة علمه

- ‌ذكر مقدمات وفاته

- ‌ذكر من توفى فيها من الأعيان

- ‌ذكر وفاة ملك العراق

- ‌ذكر الحرب العالمية الثانية سنة 1258 هـ 1933 م

- ‌التعريف بهتلر

- ‌ثم دخلت سنة 1359 ه

- ‌ذكر ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق

- ‌ذكر من توفى فيها من الأعيان

- ‌ذكر الوظائف التي نالها

- ‌ذكر أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ومقاماته في الإسلام

- ‌تغيير السكة

- ‌ثم دخلت سنة 1360 ه

- ‌ذكر جهود بذلتها بريطانيا أمام تلك الأهوال الساحقة

- ‌موقف أمريكا

- ‌ضرب لندن وفتح الجباه على هتلر

- ‌ذكر من توفى فيها من الأعيان

- ‌ثم دخلت سنة 1361 ه

- ‌تنبيه

- ‌ذكر من توفى فيها من الأعيان

- ‌ذكر العرب مع روسيا

- ‌ذكر نصيحة قواد الجيوش الألمانية لهتلر ورفضه ذلك

- ‌ضرب روسيا وانتصار الزعيم هتلر

- ‌القوة البحرية

- ‌معركة موسكو

- ‌ثم دخلت سنة 1362 ه

- ‌ذكر وفاة قاضي بريدة الشيخ عمر بن سليم

- ‌الباب الأول: في ولادته ونشأته

- ‌الباب الثاني: في ذكر الوظائف التي نالها

- ‌الباب الثالث: في مجالسه وتدريساته وما ناله من العجب العجاب

- ‌الباب الرابع: في مشايخه وتلامذته الآخذين عنه

- ‌الباب الخامس: في سعة علمه وورعه في قضائه وفتياه

- ‌الباب السادس: في عبادته ونسكه وتلاوته

- ‌الباب السابع: في سجاياه وكيفيته وهيبته

- ‌الباب الثامن: في جوده ومكارم أخلاقه

- ‌الباب التاسع: في المحن التي جرت عليه

- ‌الباب العاشر: في مرضه ووفاته وما رثي به

- ‌ذكر المنامات والمرائي

- ‌ثم دخلت سنة 1363 ه

- ‌ذكر سفر الشيخ ابن مانع للعلاج

- ‌وزارة الدفاع

- ‌عجيبة ثالثة

- ‌هتلر والتطورات

- ‌ثم دخلت سنة 1364 ه

- ‌إعلان الحكومة السعودية الحرب على ألمانيا

- ‌زيارة ملك مصر فاروق للمملكة السعودية

- ‌ذكر الاتفاق بين الأقطاب الثلاثة وسفر ابن سعود إلى مصر

- ‌وفاة رئيس أمريكا روزفلت

- ‌الجامعة العربية 1364 - هجري

- ‌ذكر سكون العرب وسقوط ألمانيا وتسليم اليابان

- ‌ضربة قاضية وسلاح فتاك

- ‌جهود ضائعة ويأبى الله إلا ما أراد

- ‌ذكر ما جرى بعد سكون الحرب

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌ الشيخ عبد المحسين بن عبيد

- ‌الباب الأول: في نشأته وطلبه للعلم

- ‌الباب الثاني: فى عبادته وورعه وصبره

- ‌الباب الثالث في طريقة تعليمه ومحبة الناس له وصفته

- ‌الباب الرابع: في علمه ومؤلفاته

- ‌الباب الخامس: فى مرضه ووفاته

- ‌ثم دخلت سنة 1365 ه

- ‌ذكر الاستقبال العظيم لابن سعود

- ‌ذكر عجائب من الحوادث غير ما تقدم

- ‌ثم دخلت سنة 1366 ه

- ‌ذكر الاستعراض وما جرى من استبسال أهل القصيم وشجاعتهم

- ‌ذكر عودة جلالته إلى الرياض

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌ذكر ردة عبد الله بن علي القصيمي الصعيدي نسأل الله العافية والسلامة

- ‌ذكر فرقة الإطفاء واستعراضها

- ‌الاستعراض العسكري

- ‌ذكر من توفى فيها من الأعيان

- ‌ذكر الإصلاحات التى عملتها الحكومة السعودية في تلك الآونة

- ‌ثم دخلت سنة 1367 ه

- ‌ذكر مشكلة فلسطين

- ‌ذكر صيحة العرب وارتجاف الشرق الأوسط لأهل فلسطين

- ‌ذكر سطوة العاهل الضرغام والضيغم المقدام ملك المملكةالعربية السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود

- ‌الجواب الملكي:

- ‌الجهاد بالنفس والمال لإنقاذ فلسطين

- ‌ذكر زيارة الملك عبد الله للمملكة العربية السعودية

- ‌ذكر قتل الإمام يحيى

- ‌ذكر آمال عبد الله بن الوزير وقتله

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌عثمان بن أحمد بن بشر

- ‌فهد بن على الرشودي

- ‌محمد بن عبد الله بن سليم

- ‌ثم دخلت سنة 1368 ه

- ‌ذكر ما جرى بعد الجهاد في فلسطين

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌محمد بن عبد الله آل ربدي

- ‌إبراهيم الحبيب بفتح الحاء وكسر الباء

- ‌ثم دخلت سنة 1269 ه

- ‌ذكر من توفى فيها من الأعيان

- ‌سليمان بن علي الوهيبي

- ‌ثم دخلت سنة 1370 ه

- ‌ذكر وفاة وزير الدفاع منصور بن جلالة الملك عبد العزيز

- ‌ذكر مصرع الملك عبد الله

- ‌ثورة في بيروت

- ‌صفة قتل الشريف عبدِ الله

- ‌صدي الحادث في فرنسا

- ‌ثم دخلت سنة 1371 ه

- ‌إلغاء رسوم الحجاج

- ‌ذكر الاحتفالات الرائعة بزيارة الملك الهاشمي طلال بن عبدِ الله بن الحسين الشريف ملك الأردن للمملكة العربية السعودية

- ‌سكة الحديد السعودية

- ‌ذكر خلع الملك فاروق الأول

- ‌ذكر البرنامج الذى تمشى عليه الرئيس علي ماهر

- ‌ثم دخلت سنة 1272 ه

- ‌ذكر جبل ظلم

- ‌في ذمة الله، تنعي بريدة فقيدها العظيم

- ‌ عبدِ العزيز بنُ مشيقح رحمة الله عليه

- ‌ولادته ونشأته

- ‌ذكر شيء من مقاماته التى بذل مهجته فيها لمصالح الأمة

- ‌ظهور آثار البترول بين المملكة السعودية والكويت

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌ فضيلة الشيخ عبدِ العزيز بنُ ناصر بنُ عبدِ الرحمن الشعبي

- ‌نشأته ودراسته

- ‌ذكر الآبار الأرتوازية في منطقة القصيم

- ‌جمهورية مصر

- ‌حادث مفزع في مصر

- ‌زيارة حاكم باكستان

- ‌المشروع الزراعي وتربية الدواجن

الفصل: ‌ذكر نصيحة قواد الجيوش الألمانية لهتلر ورفضه ذلك

الحرب العامة في قصر المستشارية يوم 2 شباط 1941 م، ولما عرض عليهم مشروعه الجبار ساد الصمت قاعة الاجتماع، ولم يتجرأ قائد ألماني على أن ينبس ببنت شفة، واتجهت الأنظار إلى الجنرال فون براوخيتش الذي كان يخط بقلم الرصاص الذي بيده عبارة غيرت مجرى التاريخ، فالتفت إليه هتلر وهو يصيح بصوت عالي وبعصبية ظاهرة: ماذا تقول يا جنرال؟ فقام فون براوخيتش رئيس أركان الحرب العامة الألمانية وأدى التحية العسكرية لهتلر ثم تقدم إلى منصة الزعيم والأبصار شاخصة إليه، والجمع ساكت كأن على رأسه الطير، وقدم إلى هتلر الورقة التي كتب عليها بقلمه الرصاص، وهنا انفجرت مراجل غيظ الزعيم هتلر وهبَّ من مقعده ساخطًا ناقمًا وهو يصيح لقد صدق ظني فيكم يا أيها الجنرالات، إنكم تخونونني في وقت الحاجة إليكم، أنا لا أقبل استقالتك يا جنرال فون براوخيتش، إن استقالتك طعنة نجلاء في صدر جيوش الرايخ، طعنة لا يستطيع ستالين أن يركز مثلها في صدر جيشي لا أقبل. . أفهمت لا أقبل، وصمم على الاستقالة، ولما لم يفد الكلام شيئًا وأبدى الجنرال عذره عيّن هتلر مكانه الجنرال كايتل، وفي الخفاء تقرر الهجوم على روسيا في 2 شباط 1941 م، ولا يلام هتلر فإن هؤلاء الحمر يأتمرون منذ عدة أشهر بهتلر للهجوم عليه، فأراد هتلر أن يتغدى بستالين قبل أن يتعشا به، وأعتقد أنه على أثر انتصاراته الصاعقية الخاطفة في الجبهة الغربية قد كانت الجبهة الشرقية الروسية مفتوحة أمامه.

‌ذكر نصيحة قواد الجيوش الألمانية لهتلر ورفضه ذلك

لقد كانت الجيوش الألمانية موزعة تحت قيادة الجنرالات الهتلرية في الغرب والشرق ينفذون الخطة التي رسمها لهم ويتعاونون تعاونًا تامًا يدعو إلى التقدير والإعجاب، ولما أصدر أمره بالزحف على روسيا صار الرأي العام السديد عندهم بأن الحرب مع روسيا ستكون حربًا خاسرة، واجتمع القادة وعلى رأسهم الفيلد مارشال فون روندشتيت، والفيلد مارشال فون براوخيتش، والجنرال هالدر،

ص: 146

والجنرال كوسترينغ الذي كان ملحقًا عسكريًا لألمانيا في موسكو، وعرف روسيا جيدًا، وارتبط مع ستالين بصداقة شخصية وأجمعوا على الوقوف ضد الهجوم على روسيا منذ البداية، وقدموا نصيحة خالصة لهتلر بأنه إذا كان مصممًا تصميمًا جديًا للهجوم على روسيا الشيوعية فإن عليه قبل كل شيء أن يعقد صلحًا عاجلًا مع بريطانيا، وبناء على ما تقدم فإنه وقف هتلر أمام أعضاء الرايخشتاغ النازي يلقي خطابه المشهور الذي عرض فيه لأول مرة بعد تسليم فرنسا على بريطانيا الصلح حقنًا للدماء في الغرب، وكان يعتقد بأن في استطاعته أن يصنع ميونخ جديدة يحمل فيها بريطانيا على التسليم بمطالبه وعقد صلح معها، ولكن المستر تشرشل الذي تسلم الحكم في بريطانيا بعد حكومة سلفه تشمرلن قد تعلم الدرس الكافي من محاولة ميونخ، وأصرَّ على مواصلة القتال، ولقد صرح الفيلد مارشال فون روندشتيت بأن الحرب مع روسيا هي فكرة جنونية، وإذا كان هتلر لا يتجنب هذه الحرب فلمرارتها وقسوتها تكون بضعة أشهر لا تكفي لقهر روسيا، فعلينا أن نستعد لحرب طويلة، وأن نسير نحو أهدافنا خطوة خطوة، وإن صيفًا واحدًا لا يكفي لكسب النصر، وفي ذلك الحين زار برلين الرحالة الأسوجي الشهير سفن هيدين وكان من أكبر الشخصيات الأوربية التي تعطف على ألمانيا، فروى أنه التقى في ستوكهلم بتاجر إنكليزي كبير استنكر الحرب بين ألمانيا وإنكلترا وطلب هذا التاجر إلى سفن هيدين أن يدبر له زيارة خفية إلى برلين لكي يقابل هتلر ويقول له: اركب إلى لندن وقابل وزرائنا وقل لهم هائنذا، إن الاستمرار على القتال فيما بيننا هو ضرب من الجنون لا يفيد منه إلا روسيا عدوتنا وعدوتكم لكي تسحقنا فيما بعد الواحد تلو الآخر، هلموا فلنضع يدنا بأيديكم ولنتعاون بإخلاص من جديد، وهنا سأله سفن هيدين حسنًا ولكن ماذا يحدث إذا اعتقل الإنكليز هتلر حتى نهاية الحرب؟ فأجابه الإنكليزي أبدًا إن الإنكليز سيتأثرون بشجاعة هتلر ويتفقون معه، فلما أن سمعها هيس اغتر بها وبدأت الفكرة تجول في دماغه ليطير إلى الإنكليز فمنعه هتلر، وكاد بالرغم من ذلك أن يسافر على أثر زيارة مولوتوف وزير خارجية

ص: 147

ستالين لبلين، ولما أن صعد هيس الطائرة في كانون الأول 1940 م أصيبت بعطب بعد قليل فعاد بها إلى المطار وأوعز بتعديل بعض أجهزتها، ولما بدأ التوتر يشتد بين ألمانيا وروسيا اعتقد أن ساعة الصفر قد اقتربت، فطار نهائيًا في 11 أيار 1941 م وحلق نحو اسكتلندا ليهبط هناك بالمظلة قرب قصر دوق هاملتون وهو يتخيل أنه سيجتمع بأركان الحرب ويعقد الصلح على أهون سبب، ولما نزل منكسر الساق بالمظلة وعرض الصلح اعتقله الإنكليز وسجن، ولما علم هتلر بسفره جعل يهز قبضتيه بعدما أيس من إدراكه قبل نزوله هناك، واستمر هياجه هذا المعتوه. . هذا المعتوه لن يستطيع في هذه الحركة أن يتوصل إلى اتفاق مع إنكلترا.

ولا ريب أن استقالة رئيس أركان حربه الذي لم يخسر معركة واحدة في خلال سنتين قد أثرت تأثيرًا شديدًا في نفسية هتلر، فلقد تخلى عنه القائد الفحل وأصرَّ هتلر على الهجوم على روسيا لما قام به ستالين من التآمر ضد الرايخ لفتح جبهة ثانية في الشرق لغزو ألمانيا غزوًا مفاجئًا وطعنها من الوراء شأن الجبار الغادر الرعديد، لذلك قام هتلر يدرس مع أركان حربه خطة هجوم على روسيا في قاعة الخرائط، ولا نهمل حزمه وسياسته فإنه أراد أن يسكن روسيا حتى يسيطر على الغرب ثم يلتفت إلى الشرق، وكان نجاحه باهرًا، ولما ضايقته خيانة ستالين ولم يتوفق لعقد الصلح مع بريطانيا التي أصرت على مواصلة القتال بالرغم عن ضعفها المهلك إذ ذاك وقوة هتلر المخيفة، أدار هتلر سفينة الرايخ الثالث نحو الشرق وسلطها على رمال روسيا ووحولها وثلوجها، وحشد خمسة ملايين من فلول الجيوش الألمانية ووضعها أمام الجيوش الشيوعية التي كان عدد جنودها سبعة ملايين، وهم ليس كالجنود الألمانية الذين أهلكت قواهم حروب الغرب، فأربعة وعشرين شهرًا في المعارك الغربية هدت حيل الجيوش وأنهكت قواها، فكيف يراد منها أن تكلل جهودها في الجبهة الروسية، كان السلاح الجوي الألماني في حالة إرهاق بعد أن دوّخ الغرب فيحتاج لوقت طويل للراحة وإعادة التنظيم.

ولقد قام هتلر يشجع قواده ويعدهم بالنصر تارةً ويتهدد ويتوعد أخرى، وقد

ص: 148