الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمه عمر بأن جعله ككاتب صكوك في آخر عمره، فعاش بخير وتولى مهمة وظيفتين هما: إمامة مسجد في بريدة، ووظيفة التدريس في المدرسة الفيصيلية ببريدة، فقام بالإمامة في مسجد ابن عمه الشيخ محمد بن عمر بن سليم، وأخذ يعلم أبناء وطنه في علوم الفقه والتوحيد والحديث، وكان قد حصل عليهما في سنة وفاته، ثم إنه أصيب بذات الجنب وتوفاه الله تعالى في هذه السنة عن عمر يناهز الخمسين، فرحمة الله عليه، وقد قضى عمره في طاعة الله ورسوله، وطلب العلم والعبادة والصبر على ما يصيبه، فنرجوا له الغفران.
محمد بن عبد الله آل ربدي
كان هذا الرجل من الزعماء، ومن أكبر قبائل أهل القصيم، وكان وصولًا لرحمه مكرمًا لأقربائه، ولا يزال بيته يعيش فيه فقراء قرابته لأنه غني وذو ثروة، أضف إلى ذلك محبته لأهل الدين والانتماء إليهم ونصرتهم، وإكرامهم فجزاه الله خيرًا.
إبراهيم الحبيب بفتح الحاء وكسر الباء
كان مولعًا بالأذان للصلوات الخمس، ومحبًا لأهل الدين، وينتمي إليهم، وكثيرا ما يلهج بعلماء هذه الدعوة الوهابية، ويثني عليهم ويذكر ما منَّ الله به عليهم من التوفيق ومناصرة الدين، وقد شاب في آخر عمره وفقد بصره، غير أنه لا يزال في آذانه وعبادته حتى أتاه اليقين.
وختمت هذه السنة بحروب وزعازع بين الدول الأجنبية، فاستعملت الدبابات في فرنسا لإخراج العمال المضربين من المناجم، وحاولت أمريكا حل مشكلة ألمانيا ومطالبة روسيا والدول الغربية بالجلاء، حتى تكون ألمانيا تحكم نفسها بنفسها، أضف إلى ذلك مشكلة إسبانيا وما عليه اليهود من إحراقهم قرية صلحاء وقتلهم سكانها لرفضهم تسليم أسلحتهم، وإطلاقهم النار على المواقع المصرية، وقد كثرت واردات أمريكا إلى المملكة العربية السعودية من مصنوعات ومكائن، وحفارات للمياه، وجعل آبار ارتوازية.
وجادت عاطفة صاحب الجلالة عبد العزيز بن السعود على أهل بريدة بأن جعل عمالًا ينقبون عن الماء في موضعين من البلد: أحدهما يقع غربي قصر الحكم في وسط بريدة، والثاني يقع في مجرى وادي الخبيب الجنوبي المعروف بالصقعاء، وقد استمر العمل بالمكائن الارتوازية، غيي أنه لم ينجح إلا بعد أربع سنين، وكانت واردات أمريكا من القماش والحبوب وأنواع السيارات تفوق بكثير على ما سواها، هذا وقد عجت الإذاعة السعودية في مدينة جدة بالإذاعة والأخبار تذيع الأخبار وتنشر شيئًا من الأدب والتفسير وتلاوة القرآن.
ولما حججنا في هذه السنة رأينا من نشر الأمن وبذل الجهود في راحة الحجاج شيئًا عجيبًا، وبلغ عدد الحجاج الذين وقفوا بعرفات أربعمائة ألف وخمسين ألفًا، وحج بالناس في هذه السنة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن سعود.
هذا وقد تغلبت روسيا في هذه السنة على الصين وبسطت حماية ملكها عليه، وتفوقت في الصناعات، وظهرت مظهرًا عجيبًا في التقدم، وجعلت تتقرب إلى المسلمين لتزيل الأثر الذي علق في نفوسهم من مناصرة الصهيونيين وميلهم إلى المناصرة للعدوان الصهيوني.
أما بريطانيا فإنه لما كان قبل هذه السنة بعشرين عامًا بدي في استخراج البترول بواسطة الشركة الأمريكية، واتخذت مدينة الظهران قاعدة رئيسية لحقوله، وبما أن كمية استخراجه جعلت تزداد يومًا عن يوم مما يبشر كستقبل زاهر وحصول على مال منه وفير، كما مدت أنابيب من أبقيق إلى ميناء صيداء بلبنان قبل هذه السنة بسنتين تسهيلًا للنقل، حتى بلغ طول هذه الأنابيب سبعمائة واثنين وخمسين ميلًا، فإن بريطانيا لا تزال تتجرع مرارة فوات هذه الشركة، وكيف أنها لا تحل مكان أمريكا، ولقد كانت تبيت عرقلة المساعي لنجاح هذه الشركة بإزالة جهدها، غير أن الحكومة السعودية لا تزال متيقظة لدسائسها، وساهرة على شعبها، وسنلوح لذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى عند ذكر معادن المملكة وحاصلاتها.