الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ستبكيه نجد في الصباح وفي المسا
…
وتندب شهمًا للكروب يقشع
بريدة تبكي عزها وفخارها
…
فيا سؤتًا كيف الثرى فيه يودع
لأن كان أمسى في الضريح مقامه
…
فقد طالما ينعي وذكراه ترفع
فما كان فينا ظله وبقاؤه
…
سوي الأمن مما شره يتوقع
لقد كان والي المسلمين يخصه
…
بتدبير آراء بها ظلٌ ينفع
ونقض وإبرام وحل مشاكلٍ
…
بها ضلت الأفكار والندب يبرع
لقد كان فخرًا للبلاد وأهلها
…
فحسبك من ذكراه عزٌ ومرفع
وقد أصبحت تنعاه في فقد ذاته
…
رياضٌ بها عادت قفارًا وبلقع
أبوها فلا ننساه في كل شدةٍ
…
لها بعد مولانا لقد ظل يدفع
عليه سلام الله ما حنَّ راعد
…
وما لاح في الآفاق برقٌ يلمع
ولا زال غفران الإله لروحه
…
ولله أولى بالجميل وأوسع
وأزكى صلاة الله ثم سلامه
…
على المصطفى من في القيامة يشفع
محمد الهادي وآلِ وصحبه
…
وأتباعهم ما لاح في الشرق طلع
وكانت وفاته في 3 ذي القعدة ظهرًا، فصليَّ عليه بعد العصر في جامع بريدة ودفن في المقبرة الجنوبية المعروفة باسم فلاجة، وأصيبت الأمة به وبكاه المسلمون.
محمد بن عبد الله بن سليم
هذا هو حفيد والد الأسرة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وكان المترجم توفي شابًا رحمة الله عليه، وهذه ترجمته:
هو الزاهد الورع المجدّ المجتهد في طلب العلم، العفيف الناسك، الذكي الفاضل، وسلالة الأكرمين الأفاضل محمد بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، ولد في آخر سنة 1339 هـ، فنشأ في حجر والده الشيخ القاضي عبد الله بن محمد، وأنبته الله نباتًا حسنًا، وكانت أمه أَعرابية، ولما تم له سبع سنين أدخله والده على المؤدب صالح بن محمد الصقعبي فقرأ القرآن وتعلم الكتابة، ثم إنه لازم والده
حتى مات، ثم لازم عمه الشيخ عمر بن محمد بن سليم، وأخذ عنه وأخذ أيضًا عن الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي، وكان عاقلًا سكينًا أديبًا ليس بفظ ولا غليظ، وجعلت العيون ترمقه، ورجي أن يكون خلفًا بعد آبائه وأجداده، ذلك لما قام به من آداب أهل العلم والدين ورحمة الضعفاء والمساكين، والعمل بما علم، ثم إنه وفي إمامة مسجد عمه الشيخ عمر المعروف بمسجد ناصر في قلب بريدة، وتزوج غير مرة، وحج عدة مرات، وكان عمه الشيخ عمر يقدره ويجله، وقد مرض مرةً بألم البواسير، فسعي جلالة الملك عبد العزيز بن سعود في جلب العلاج له وأدخل المستشفى فعافاه الله من علته.
ومما يجدر بنا ذكره أنه لما أراد أن يحج حجته الثانية حرص على أن يمتطي بعيرًا وقال: إني حججت الفرض ووافق حجي بأني لم تبرأ ذمتي بأداء الفرض على الوجه المطلوب، فلما أن كان في غرة ربيع الأول أصيب بمرض شديد، ثم إنه مات في 6 الشهر المذكور، فالله المستعان، وقد صلي عليه المسلمون بعد صلاة العصر من ذلك اليوم وحزنوا وبكوا، وكان له من العمر 26 وأشهر رحمة الله عليه، فلا حول ولا قوة إلى بالله.
وفيها في محرم نقل قاضي الدمام عبد الله بن محمد عامر إلى قضاء المويه القرية المعروفة في طريق مكة من جهة الشرق، ونقل قاضي جيزان عبد الله بن عودة السعوي إلى قضاء الدمام المذكور، ويقع في المقاطعة الشرقية، وكان قد قدم مندوب الباكستان مالك فيروز نون خان من الشرق الأوسط إلى جدة في طيارة وقابل ولي العهد سعود، وأعرب عن رئيس دولة الباكستان أنه يطلب من جلالة الملك المعظم أن يؤيد قضية فلسطين خاصة وقضايا المسلمين عامة، فهذه من رئيس دولة الباكستان محمد علي جناح نخوة حسنة، لا سيما وقد حصل على مسلمي أهل الهند أشد العذاب وأفدح الظلم، ودار عليهم دور خطير في تاريخهم وحياتهم، وقتل منهم عشرات الألوف، ومئات الألوف منهم أصبحوا لا مأوي لهم، وهم يهاجرون إلى الباكستان، وقد استولى الأعداء على أموالهم