الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في جنات النعيم وجزاه عن الإسلام وأهله خيرًا، فقلت له: إن إمام هذه الدعوة محمد بن عبد الوهاب قال لجدكم محمد بن سعود: إن قمتم بهذا الأمر فلا يقاومكم أحد إلا إن كانت هذه العنز تقاوم هذا الجبل، فأعجبه ذلك وتأثر قليلًا: نخشى عدم القيام بهذا الأمر، غير أننا نسأل الله المعونة.
وبعدما تمتعنا برؤية واغتنمنا فرصة مشاهدته قمنا مودعين، فأقام في بريدة أيامًا ثم ارتحل منها وخلف ضيافة في بريدة بمرتب عشرة أكياس أرز وأربع صفائح سمن وبعير كل يوم فأصبح فقراء أهل القصيم يترددون إلى الضيافة كل يوم، منهم المتناول بيده والحامل بآنيته، ونفع الله الفقراء بهذا الضيف، وقد فرق نقودًا كثيرة.
ثم إنها عطلت السكة الأولى المتعامل بها وهي الريال الفرنسي وأبدلت بالريال العربي، وجعل لذلك بنك يقبض ويبدل وكان الريال العربي بقدر خمسي الريال الفرنسي، وله نصف وربع كلها من الفضة، أما القرش فكذلك من النيكل.
ذكر من توفى فيها من الأعيان
فمنهم قاضي عنيزة الشيخ عبد الله بن محمد بن مانع رحمه الله وعفا عنه، كان شيخًا كبيرًا فاضلًا ناسكًا ورعًا سكينًا، فمن روعه أنه كان إذا جلس للقضاء قد يحضر الكتاب للمراجعة ويطيب أنفس المتخاصمين ويحرص على الإصلاح، وقد يرضي أحد الخصمين بشيء من ماله، وكان في صفته أنه يخضب لحيته بالحناء، ومربوع القامة، وبعد وفاته لبثت عنيزة أيامًا بلا قاضي.
وممن توفى فيها أيضًا الشيخ حسين باسلامة الحضرمي مؤلف كتاب حياة سيد العرب، وتاريخ النهضة، وتاريخ المسجد الحرام، وتاريخ الكعبة المعظمة، وله غير ذلك، وهذه ترجمته:
هو حسين بن عبد الله بن محمد بن سالم بن عمر بن عوض باسلامة آل باداس الكندي الحضرمي المكي، تقدم ذكر ولادته، وتوفى عن عمر ناهز إحدى وستين
سنة، أخذ القرآن والتجويد والكتابة والإملاء والخط والحساب عن الشيخ فرج بن عبد الله سوداني، والشيخ علي المنصوري، والشيخ سليمان بن محمد فرج الغزاوي، وأكمل دراسته على الشيخ محمد الفارسي، والشيخ يوسف اليماني، وتعلم من الشيخ محمد عبيد الله أفندي علم التاريخ والجغرافيا، واتصل بالشيخ محمد شعيب المغربي فأخذ عنه علم مصطلح الحديث والتفسير والحديث وأصول الفقه، ثم بعد ذلك شرع في التأليف، فمنها ما ذكرنا ومنها الجوهر اللماع، والناسخ والمنسوخ من القرآن، وألّف كتابًا في وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، وكتابًا في تحريم المتعة، وكتابًا في معنى كرامة الأولياء، ونال عدة وظائف منها سكرتير مجلس الشيوخ في عهد الحسين بن علي الشريف 1335 هـ، وانتخب عضو في الجلس التأسيسي الذي وضع للنظام الأساسي لحكومة جلالة الملك عبد العزيز 1344 هـ ثم انتخب عضوًا في المجلس الاستشاري، بعدها بسنة ثم كان عضوًا في مجلس الشورى، ثم عين عضوًا في لجنة الحج في بدء تأسيسها، ثم كان عضوًا في مجلس الشورى، وانتخب عضوًا في مجلس المعارف وذلك في سنة 1350 هـ، ثم انتخب عضوًا في هيئة المطالبة بأوقاف الحرمين الشريفين، وذلك في سنة 1354 هـ، وقد استمر في هذه المجالس الثلاثة يشغل وظيفتها.
وفيها حدث سعال عظيم في الصبيان الصغار وهلك بسببه عدد كثير، فنسأل الله تعالى أن يجبر المصاب ويجعلهم شفعاء لوالديهم.
وفيها وقع خسف عظيم في فلسطين هلك بسببه أموال تقدر بسبعمائة طن، وسقط مائة وأربعون بيتًا، واختلف بسببه من الأنفس البشرية مائة ألف وثلاثون ألفًا، وتشققت الأرض، وجعل يفور منها دخان الكبريت.
وفيها في ليلة 15 ذي الحجة كثر الجراد جدًا في القصيم وخرج الناس لطلبه، وكثر أذاه.
وحج بالناس في تلك السنة نائب جلالة الملك ونجله فيصل بن عبد العزيز، وقد عني جلالة الملك بأمر الحجاج، فكان يبعث البرقيات تترى إلى سمو الأمير فيصل للسؤال عن الحجاج وراحتهم في كل مكان نزلوه، وذلك لشدة اهتمامه بشأنهم.