الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحقَّ لها تبكيه إذ كان قائمًا
…
بغرس علوم الدين أيضًا ويجمع
أصولًا وتوحيدًا وفهمًا وكلما
…
رأي حسنًا منها لها يتتبع
فتلك جمادات غدونَ بفقده
…
يرجعن أصواتًا لها تتنوع
فيا ليتني أرويت قلبي بمجلسٍ
…
فاحفظ منه الجم إذلًا أضيع
فهيهات هيهات انقضت وتصرمت
…
لياليه بالإحسان فالله يجمع
فآهًا على العلم الشريف فإنه
…
يتيمًا غدا من بعدما كان يرفع
وما مثله في الجود إلا كحاتمٍ
…
جميع خصال الخير والفضل مودع
وصول لا رحام وإن قطعت له
…
عفوٌ حليمٌ ذو تقي متخشع
فيا حي يا قيوم ياسامع الدعا
…
ويا من له كل الخلائق تفزع
أنله الرضا وأحسن جميعًا لنا العزا
…
وأسكنه جناتٌ بها يتمتع
وابقٍ لنا شيخ الهدي علم الوري
…
يقرر هذا الأصل لا يتضعضع
وأعني به الحبر التقي محمدًا
…
سلالةً من للدين شادوا ويرفعوا
ويا أيها الأبناء للشيخ إنني
…
أوصيكم بالعلم فيه تولعوا
فمن فاته العلم الشريف فإنما بضاعته المزجاة دومًا يخدع
ويا رب ثبتنا جميعًا وكن لنا
…
معينًا على فهم الذي هو أنفع
وصلِّ إلهي كل وقتٍ وساعةٍ
…
على المصطفي من للخلائق يشفع
وآلٍ كرامٍ ثم صحبٍ ومن على
…
طريقتهم يقفوا وللرسل يتبع
عثمان بن أحمد بن بشر
هو الشيخ الإمام العالم الزاهد السلفي أبو أحمد، عثمان بن أحمد بن عثمان بن بشر النجدي الحنبلي، من رؤساء قبيلة بني زيد، أصله من أهل بلدة شقراء، كان المترجم متسمًا بصفات أهل العلم والديانة، يعلوه البهاء وتزينه السكينة والوقار، وقد خالط الأعراب للإرشاد والبيان، وقد يعتم بعمامة كعادة بعض المتنسكين وأهل الديانة، ولأنه كثير الأسفار، ثم إنه تركها قطعًا قبل وفاته بسبع سنين.
أما مشائخه الذي أخذ عنهم فإنه أخذ عن الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد، وذلك في بلدة حائل حين كان ابن بليهد فيها، وجثا بين يدي علماء هذه الدعوة، وأخذ عن الشيخ الإمام محمد بن عمر بن سليم، ولم يكثر، وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليم، وأخذ عن أخيه الشيخ عمر بن محمد بن سليم، وجدَّ واجتهد وزاحم العلماء، اتصف بصفاة المتقين.
وكان مولعًا في رثاء أهل العلم، وله قصائد، منها مرثيته في الشيخ محمد بن عبد العزيز العجاجي، ومنها مرثية أنشأها في الشيخ عبد العزيز العبادي، وقصيدة واقعة البلقا، وقصيدة في تهنئة الملك عبد العزيز بفتح حائل، وقصيدة في الموضوع هذا، وقصيدة في تهنئة الأمير عبد العزيز بن مساعد لما نصره الله على ابن الدرويش وأصحابه فأبادهم الله في أم رضمة، ومرثية في الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، ومرثية في الشيخ عمر بن محمد بن سليم، ومرثية في الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد.
وكان يلهج بذكر أهل الدين ومحبتهم ويظهر البشاشة، ويتواضع من غير ضعف، وله سمت حسن ووقار وعزة نفس.
وكان عاقلًا حليمًا قليل الغضب، وله شيمة، ويألف الناس ويألفونه يخضب لحيته بالحناء وهذه صفته:
كان طوالًا ضخمًا تام الخلقة، كث اللحية قد اتخذ بعدما كبر أسنانًا من العظم، نظيف الملابس، طيب الرائحة، يحب أهل الدين ويميل إليهم، ويبغض أهل الشر ويمقتهم ولا يداري في قصائده بل يشنع على المنافقين ويسبهم وينال منهم، وتلك خصال جميلة محمودة، وقد قدمنا شيئًا من قصائده.
وكان معاشرًا لعلماء هذه الدعوة ومحبًا لآل سعود، ولا يزال يتقلب في وظائفهم، وقد نال وظيفتين شريفتين في زمن طويل وشغلهما وهم قضاء الأسياح، وقضاء الأجفر، ونال مقام الثقة من حكومته وأمته.