الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
سحب الجنود
"
المادة السادسة:
يتعهد كل من الفريقين الساميين المتعاقدين بسحب جنده فورًا عن البلاد التي أصبحت بموجب هذه المعاهدة تابعة للفريق الآخر مع صون الأهلين والجند عن كل ضرر.
"
منع الغزو والعدوان
"
المادة السابعة:
يتعهد الفريقان الساميان المتعاقدان بأن يمنع كل منهما أهالي مملكته عن كل ضرر وعدوان على أهالي المملكة الأخرى في كل جهة وطريق الخ.
ثم كانت المادة الثامنة: في حل المشاكل سلميًا الخ.
ثم كانت المادة التاسعة: في التحالف في دفاع الهجوم: يتعهد كل من الفريقين الساميين المتعاقدين بأن يمنع بكل ما لديه من الوسائل المادية والمعنوية استعمال بلاده قاعدة ومركزًا لأي عمل عدواني، أو شروع فيه أو استعداد له ضد بلاد الفريق الآخر، كما أنه يتعهد باتخاذ التدابر الآتية بمجرد وصول طلب خطي من حكومة الفريق الآخر الخ، ثم ضبطت هذه المادة وأحكمت إحكامًا تامًا، وعلى قياس ذلك بقية المواد التي بلغت عقد العشرين، ولولا الإطالة لأتينا بها كلها.
وفيها بعث حضرة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود إلى رؤساء العلماء، وهم: الشيخ عمر بن محمد بن سليم، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ يطلب منهم قضاة ومرشدين وأئمة مساجد لبلدان اليمن التي استقرت يده عليها، فقام العلماء وألقوا أناسًا فضلاء من أهل العلم وطلابه، وهؤلاء هم:
الشيخ عثمان بن حمد بن مضيان، والشيخ عبد الرحمن بن عقيل صاحب عنيزة، وعبد الله بن عودة آل سعوي، وإبراهيم العمود، وعبد الله بن محمد بن عامر، وصالح بن سليمان بن حميدة، وعلي بن عبد الرحمن بن عطية، وعبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، وعبد الرحمن بن طرباق، فذهب هؤلاء وغيرهم كابن سلطان، وابن طاسان للحج، وبعد الحج بعثوا إلى مقر أعمالهم.
وكان قد شجعهم جلالة الملك لما أن استلموا مرتباتهم، وأخبرهم أن القليل من علمهم كثير لأنهم سيقدمون على أمم جهال فاستقر كل منهم ببلدة، واستمروا في أعمالهم، فكان على قضاء أبو عريش الشيخ عثمان، وعلى جيزان الشيخ ابن عقيل، وعلى قضاء صبيا الشيخ ابن عودة وهكذا، وجعلوا يعلمون ويرشدون وينهون عن الشرك بالله والبدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، ويوضحون إخلاص العبادة لله وتوحيده، فكان لدعوتهم أثر عظيم يذكر، وأبانوا لأولئك الناس الذين طال عليهم الأمد واندرست فيهم معالم الشريعة لضعف الداعي وقلة الاعتناء بتقاليد الملة، فأصبحوا مبصرين وعن غيهم مرتدعين، وجعلوا يغرسون فيهم بذور الحق، ويدأبون في محق الباطل.
وما أحسن الغاية التي يقصدونها، والخطة التي يسلكونها، والضالة التي ينشدونها، نسأل الله تعالى أن يظهر دينه وينصر حزبه، ويرشد الجاهلين، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، هذا وإني ألفت نظر القارئ إلى ما لهؤلاء الأئمة الأمجاد والسادة الكرام الذين هم كانوا ذخرًا في الأزمات والأهوال والأنكاد، وهم آل سعود الذين طهر الله بهم الأرض من المصائب، ورفع بهم أعلام الهدى، حتى نالت أعلى المراتب، وجدوا في نصرة الدين، وبذلوا مهجهم في الجهاد لكبح المشركين، نسأل الله تعالى أن يجزيهم عن الإسلام والمسلمين خيرًا، وأذكرك بالله أيها المسلم ما قام به محمد بن سعود ونجله وحفيده، وما سار به على نهجهم الإمام تركي بن عبد الله ونجله فيصل، وسار على نهجهم أمير المؤمنين وخليفة المهتدين أبو تركي عبد العزيز بن عبد الرحمن الذي ذكرنا بعدله وهدايته ودينه وتوفيقه وآثار آبائه وأجداده، وإنها لمفخرة عالية لهذه المملكة وأهلها أن يقوم من بين ظهرانهم أولئك الأئمة الذين رفع الله قدرهم وأشاد في العالمين ذكرهم، أولئك الأسود الغطارفة الذين بنوا في الدنيا فخرًا لا ينسى، ونسأل الله تعالى أن يوفق أبناءهم ويهديهم لمكارم الأخلاق والتأسي بآبائهم وأجدادهم.
هذا ويعلم الله أني لست متآكلًا ولا مستجلبًا لعطاء، بل كنت أقرّ بالفضل
لأهله واضح المديح لمن يستحقه، وإني لأشكر الملك الراحل عبد العزيز على ما اتصف به من الفضائل والمكارم، ولله در الشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين، حيث يقول في مرثية الإمام عبد الرحمن بن الإمام فيصل بن تركي تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته، وإن كان الأولى بها أن تذكر في ترجمته ذلك بأنه إمام المسلمين وقدوة الموحدين، وسلالة الأمجاد الأكرمين:
تعز وإني والمصاب جليل
…
فخل الجموع الجامدات تسيل
رزئنا زمام الفضل والدين والتقى
…
نعم نجله الميمون منه بديل
بدور علا هذا هوى لمغيبه
…
وذا في سماء المكرمات يجول
فيالك بدرًا أطلع الشمس بعده
…
وثجاج مزن أعقبته سيول
دعا عابد الرحمن للفوز ربه
…
وجنات عدنِ ظلهن ظليل
مضى طاهر الأعراض والشيم التي
…
بجسم العوالي غرةٍ وحجول
مضى كافل الأيتام في كل شتوةٍ
…
إذا عمُّ أقطار البلاد محول
مضى هضبة الدنيا التي يلتجي بها
…
طريد جنايات جفاه قبيل
ترجع فيه المكرمات حنينها
…
كما رددت رجع الحنين عجول
فلا ذخر بعد اليوم للدمع والأسى
…
وإن كان لا يشفى بذاك غليل
فلله كم عين تحلب دمعها
…
وكم زفرةٍ إثر البكاء وعويل
فلو كان يفدى بالنفوس ولو غلت
…
فداه همام أشوس ونبيل
ولو كان من خصم تنمردونه
…
رجالٌ بأيديهم قنا ونصول
إذا ما اعتلوا قب الأباطل لم يكن
…
لهم أوبة أو يستباح قتيل
ولكن قضاء مبرمٌ يستوي به
…
مليكٌ عزيزٌ في الورى وذليل
نؤمل في الدنيا بقاءً وصحةً
…
وهذا محال لو صحون عقول
وفي سيد الكونين للناس أسوة
…
مصابٌ به كل الأنام ثكول
هو المرء في الدنيا غريبٌ مسافرٌ
…
ولا بد من بعد الرحيل نزول
سقى جدثًا وارى المكارم والعلا
…
من العفو رجاس السحاب همول