الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زيارة حاكم باكستان
إن باكستان فيما ذكر عنها بلاد أسسها مسلموا الهند ليكونوا فيها أحرارًا في إقامة شعائر الدين الإسلامي، حتَّى نقل مؤسسها القائد الأعظم محمد علي جناح، إننا لم نؤسس باكستان لمسلمي الهند فحسب بل لتكون مقرًا للدعوة الإسلامية، وينسب إليهم شدة التمسك بالدين، ويا حبذا هذه الخصلة.
وإن الهدف الأساسي الذي من أجله أنشئت باكستان هو إتاحة الفرصة لمائة مليون من البشر حتَّى يعبدوا الله في حرمه ويحققوا العدالة فيما بينهم، كما جاء بها الإسلام وعاصمتها كراتشي، وإن المرأة متمسكة بتعاليم دينها محافظةً على تقاليدها، متصفةً بالأخلاق الفاضلة، وقد نالت قسطًا وافرأ من التعليم والتهذيب، وتمقت الخلاعة، وتنكر تقاليد الأوربيات في أزيائهن وتبرجهن، وأكثر نساء الباكستان يحافظن على الحجاب الشرعي.
ولما توفى القائد الأعظم محمد علي جناح أسف جلالة الملك عبدِ العزيز لوفاته جدًا وأمر أن تقام على روحه صلاة الغائب في المسجد الحرام، ومسجد المدينة، رحمة الله على أموات المسلمين.
ثم إن باكستان قد انتدبت قبل هذه السنة بأربع سنين وفدًا من قبلها لزيارة المملكة العربية السعودية برئاسة صاحب المعالي الخواجا وزير الداخلية، فكان موضع تقدير جلالة الملك ورجال حكومته.
ولما أن كان في هذه السنة في يوم الأربعاء 18/ 6 الموافق 4/ 3/ 1953 م قدم حاكم الباكستان صاحب الفخامة السيد غلام محمد بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية.
وكان قدومه في الرياض، فأطلقت المدفعية لقدومه إحدى وعشرين، واستقبل استقبالًا باهرًا، ورتب السير كهذا الدراجات النارية، وسيارات الجيب، والسيارات الملكية الخاصة، وسيارات أصحاب السمو الأمراء، وسيارات رجال الحاشية والحكومة.
وينبغي أن يكون السير بطيئًا ويرفع العلم الباكستاني إلى جانب العلم السعودي، ثم بعد ذلك أقلته الطائرة إلى جدة وأطلقت المدفعية 21 مدفعًا، ثم توجه إلى مكة المكرمة، وكانت أقواس النصر قد رفعت من مسافة طويلة، ثم إلى المدينة المنورة، وقد زار منى وعرفات بعدما أدى العمرة، وقد أطلقت المدفعية في المدينة لقدومه واحدًا وعشرين مدفعًا، ثم زار المسجد النبوي، وبعد ذلك استقل الطائرة إلى جدة، ثم منها إلى بلاده، وقد لقي في كل موضع حفاوة وإكرامًا عظيمًا، وكان عمره إذ ذاك ثانيًا وخمسين سنة.
أما نشأته وأعماله فإنه تلقى تعليمه في مدارس وجامعات مختلفة، وآخر ذلك قضى مدة قصيرة في ولاية بهويال 1932 - 1934 م.
ثم عين وكيلًا لمدير الحسابات العام بمديرية البرق والبريد بحكومة الهند، ثم عين في منصب هام بوزارة التموين عند بدء الحرب العالمية الثانية، ثم ارتقى إلى منصب السكرتارية، فعين سكرتيرًا ملحقًا، وقد قدرته الحكومة وعرفت لخدماته العظيمة حق معرفتها وقدرتها حق قدرها فمنحه لقب بطل الإمبراطورية الهندية، ثم منحته لقب الفروسية فيما بعد.
ثم تولى منصب وزارة المالية، ثم تولى شركة تاتا المشهورة، وهي شركة تجارية ذات مصالح جسيمة، ثم عين وزيرًا لمالية باكستان في عام 1947 م، فكان أول وزير مالية فيها، ثم عين وزيرًا للشؤون الاقتصادية والمالية وهي الوزارة التي أسست لتنظيم شؤون باكستان الاقتصادية، ثم إنه اختير بعد ذلك حاكمًا عامًا للباكستان في أكتوبر 1951 م الموافق لمحرم 1371 هـ بعد أن اعتزل هذا المنصب سلفه الحاكم العام خواجه، وكان غلام محمد هذا هو الساعد الأيمن لمحمد بنُ علي جناح مؤسس دولة الباكستان، وكان أديبًا ويعرف اللغات ويجبد الأوردية إجادة عظيمة إلى جانب إجادته الإنكليزية والفارسية، وله إلمام بالعربية، وكانت زيارته للملمكة السعودية قد استغرقت أسبوعًا كاملًا.
وفي هذه السنة نشرت إحدى الجرائد السعودية نشرة في جمادى الثانية لبعض