المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ صيام عاشوراء: - الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام - جـ ٦

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء السادسفي الصيام والاعتكاف وإحياء ليلة القدروصلاة التراويح وفي الفطر

- ‌المقدمة

- ‌الباب الأولفي الصيام

- ‌عرض إجمالي

- ‌الفصل الأولفي فضل الصيام وبعضآدابه وأحكامه العامة

- ‌ الصوم لله وهو يجزي به:

- ‌ لماذا كان الصوم لله وهو يجزي به مع العلم أن العبادات كلها لله وثوابها يعود على فاعلها

- ‌ شفاعة الصوم:

- ‌ طيب الصائم والصوم:

- ‌ عظم أجر الصوم:

- ‌ باب الريان للصائمين:

- ‌ مغفرة ذنوب الصائمين:

- ‌ فتح أبواب السماء وإغلاق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين:

- ‌ حفظ الصوم من الشوائب

- ‌ الإكثار من أعمال الخير في رمضان

- ‌ ما يقول إذا دعي الصائم إلى طعام

- ‌ فضل المضيف الصائم وما يقول إذا قدَّم طعاماً:

- ‌ السواك للصائم:

- ‌ المحافظة على السحور:

- ‌ استحباب الدعاء عند الفطر:

- ‌ تعجيل الفطر إذا دخل وقته:

- ‌ الإفطار قبل صلاة المغرب:

- ‌ ما يقول إذا رأى الهلال

- ‌ ما يقول في ليلة القدر:

- ‌ إثم المفطر:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌ الصوم لغة:

- ‌ صوم شهر رمضان ركن من أركان الإسلام وفرض من فروضه

- ‌ متى يجب الصوم

- ‌ شروط وجوب الصوم:

- ‌ يستحب للصائم

- ‌ مكروهات الصيام:

- ‌الفصل الثانيفي ثبوت هلال رمضانوثبوت هلال شوال

- ‌مسائل وفوائد

- ‌ كيفية إثبات هلال رمضان وهلال شوال:

- ‌الفصل الثالثفي النية في صوم الفريضة وغيرها

- ‌عرض إجمالي

- ‌النية:

- ‌شروط النية:

- ‌1 - تبييت النية:

- ‌2 - تعيين النية في الفرض:

- ‌3 - الجزم بالنية:

- ‌4 - تعدد النية بتعدد الأيام:

- ‌ في صفة النية:

- ‌ نية الفريضة:

- ‌ نية صوم التطوع وإبطاله

- ‌الفصل الرابعفي السحور والإفطار ومتى يبدأصوم الصائم ومتى ينتهي

- ‌مقدمة

- ‌ فضل السحور:

- ‌ وقت السحور:

- ‌ وقت الإفطار:

- ‌ فضل تعجيل الفطر:

- ‌ على ماذا يفطر الصائم:

- ‌ الدعاء عند الإفطار:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفصل الخامسفي الأعذار التي تبيح الفطر

- ‌عرض إجمالي

- ‌ الأعذار المبيحة للفطر:

- ‌1 - السفر:

- ‌2 - المرض:

- ‌3 - 4 - الحمل والرضاع:

- ‌5 - الهرم:

- ‌6 - إرهاق الجوع والعطف:

- ‌7 - الإكراه الملجئ:

- ‌ الفطر للمسافر وفضل الفطر عند المشقة:

- ‌ حكم الإفطار لمن شرع بالسفر بعد الفجر وكان قد نوى الصيام:

- ‌ الفطر للحامل والمرضع عند المشقة:

- ‌ الفطر للشيخ الهرم:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌ من مات وعليه صيام شيء من رمضان

- ‌ فائدة حول صيام أصحاب الأعمال الشاقة:

- ‌ السائق الذي يسافر باستمرار

- ‌الفصل السادسفيما يفطر الصائم وما لا يفطرهوما يترتب على من اعتبر مفطراً

- ‌عرض إجمالي

- ‌ ما لا يفسد الصوم عند الحنفية:

- ‌ حكم الإمساك بعد الفطر بعذر:

- ‌ ما يفسد الصوم عند الحنفية

- ‌ ما يفسد الصوم عند الشافعية

- ‌ قضاء الصوم وحكمه:

- ‌ الكفارة وموجبها:

- ‌ حكم الفدية: الوجوب وسببها:

- ‌ حكم القيء:

- ‌ الحجامة للصائم:

- ‌ الكحل للصائم

- ‌ الجنابة لا تفطر الصائم:

- ‌ عدم فطر من أكل أو شرب وهو ناس:

- ‌ من ظن أن الشمس غربت فأفطر ولم تكن غربت

- ‌ في القضاء:

- ‌ في الصوم عن الميت الذي عليه قضاء الصوم:

- ‌ في الكفارة:

- ‌مسائل لم يرد فيها نص إن كانت تبطل الصوم أو لا:

- ‌ مسألة الحقنة في الجلد أو في العروق:

- ‌ القطرة في العين والأذن:

- ‌ الحقنة الشرجية والتحميلة:

- ‌ دخول الماء إلى الدبر أثناء الاستنجاء وكذا إدخال الأصبع:

- ‌ التقطير في الإحليل:

- ‌ في الجائفة والآمة:

- ‌الفصل السابعفيما يستحب صيامه

- ‌ صيام ست من شوال:

- ‌ صوم يوم عرفة التاسع من ذي الحجة:

- ‌ صيام عاشوراء:

- ‌ فضل الإكثار من الصوم مطلقاً وخاصة في رجب وشعبان:

- ‌ صيام الإثنين والخميس:

- ‌ الأيام البيض:

- ‌ التطوع بصيام ثلاثة أيام مطلقاً من كل شهر:

- ‌ صيام يوم وإفطار يوم:

- ‌الفصل الثامنفيما يحرم صيامه أو يكره

- ‌ النهي عن تطوع المرأة بالصيام إلا بإذن زوجها إن كان حاضراً:

- ‌ النهي عن صيام يومي الفطر والنحر:

- ‌ النهي عن صيام أيام التشريق:

- ‌ في يوم الشك:

- ‌ النهي عن إفراد يوم الجمعة بصوم لذاته:

- ‌ في صيام يومي السبت والأحد:

- ‌ النهي عن مواصلة الصوم والنهي عن صيام الدهر:

- ‌ حديث جامع:

- ‌الباب الثانيفي الاعتكاف وليلة القدر وساعة الاستجابةكل ليلة وقيام رمضان وصلاة التراويح

- ‌مقدمة

- ‌أولاً: الاعتكاف:

- ‌ثانياً: ليلة القدر:

- ‌ثالثاً: صلاة التراويح وقيام الليل وصلاة التهجد:

- ‌ عدد ركعات صلاة التراويح

- ‌أدلة الأئمة المجتهدين:

- ‌الفصل الأولفي الاعتكاف

- ‌ اعتكاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمانه ومكانه ومدته:

- ‌مسألة في مكان الاعتكاف:

- ‌ما يجوز للمعتكف من الأفعال:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفصل الثانيفي ليلة القدر وساعة الاستجابة

- ‌ فضل ليلة القدر:

- ‌ وقت ليلة القدر وعلاماتها:

- ‌ الاعتكاف وسط الشهر كان ابتداءً:

- ‌الباب الثالثفي صدقة الفطر

- ‌مقدمة

- ‌العرض الإجمالي

- ‌النصوص

- ‌ وجوب زكاة الفطر وحكمتها ووقتها:

- ‌ من تجب عليه ومقدارها:

- ‌خاتمة

- ‌الجزء السابعفي الحج والعمرة والهدي والأضاحيوفي العتيرة والعقيقة

- ‌مقدمة

- ‌عرض إجمالي

- ‌ الحج لغة:

- ‌ شروط الحج:

- ‌ والأعمال الرئيسية في الحج:

- ‌ والعمرة حج أصغر وأعمالها الرئيسية:

- ‌ وحَجَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم حُجة على الناس

- ‌الحج مدرسة متكاملة:

- ‌الباب الأولفي الحرمين الشريفين وبعض أحكامهماوفي المساجد الثلاثة ومسجد قباء

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأولفي فضل مكة- شرفها الله- وبعض معالمها

- ‌ في فضل مكة وما خصها الله به:

- ‌ في فضل الكعبة والحجر الأسود:

- ‌ في بناء المسجد الحرام:

- ‌ في ما يهدى إلى المسجد الحرام من مال:

- ‌ في بعض معالم مكة:

- ‌ في فضل زمزم:

- ‌ النهي عن حمل السلاح بمكة بلا حاجة:

- ‌الفصل الثانيفي فضل المدينة وبعض معالمها

- ‌ في فضل المدينة:

- ‌ حرمة المدينة:

- ‌ دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة أن تحبب للصحابة:

- ‌ فيمن أحدث في المدينة أو أراد بأهلها سوءاً:

- ‌ في الترغيب بالإقامة في المدينة:

- ‌ في فضل وادي العقيق:

- ‌ فضل جبل أحد:

- ‌ الوفاة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌ في النهي عن تسمية المدينة بيثرب:

- ‌الفصل الثالثفي المساجد الثلاثة ومسجد قباء

- ‌النصوص

- ‌الفصل الرابعفي نصوص تتحدث عما يجري لمكة والمدينة

- ‌ المدينة مجمع الإيمان:

- ‌ هجرة أهل المدينة منها:

- ‌ توسع عمران المدينة:

- ‌ حراسة الملائكة للمدينة من الدجال والطاعون:

- ‌ حراسة مكة من الدجال:

- ‌ استحلال الحرم والخسف بجيش يغزو الكعبة:

- ‌ خراب الكعبة:

- ‌ تكرار هدم البيت:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الباب الثانيفي فضل الحج والعمرة وبعض آدابهما وأحكامهما

- ‌عرض إجمالي

- ‌ الحج:

- ‌شروط وجوب الحج:

- ‌ أركان الحج عند الحنفية:

- ‌واجبات الحج خمسة:

- ‌سنن الحج:

- ‌سنن الحج العامة:

- ‌مكان الإحرام:

- ‌العمرة: لغة:

- ‌أركان العمرة:

- ‌ واجبات العمرة:

- ‌النصوص- في فضل الحج:

- ‌ الحج المبرور أفضل الجهاد:

- ‌ الحج والعمرة ينفيان الذنوب والفقر:

- ‌ فضل التلبية:

- ‌ الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة:

- ‌ فضل العمرة في رمضان:

- ‌ الحاج والمعتمر والغازي: وفود الله:

- ‌ أفضل الحج:

- ‌ الحج يهدم ما كان قبله:

- ‌ فضل الوفود على الله في كل خمسة أعوام:

- ‌ أفضل الأعمال التي أمرنا بها:

- ‌ فضل أعمال الحج:

- ‌ في فرضية الحج:

- ‌ شروط وجوب الحج:

- ‌ مشروعية العمرة:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الباب الثالثفي أشهر الحج وفي عشر ذي الحجة وفي يومعرفة ويوم النحر وأيام التشريق

- ‌ الأشهر الحرم:

- ‌ متى يحرم الحاج:

- ‌ متى يهل الحاج:

- ‌ فضل العشر الأوائل من ذي الحجة:

- ‌ فضل يوم عرفة:

- ‌ فضل يوم النحر:

- ‌الباب الرابعفي المواقيت

- ‌عرض إجمالي

- ‌النصوص

- ‌ المواقيت:

- ‌ مكان الإحرام لمن كان داخل المواقيت:

- ‌ جواز محاذاة الميقات لمن لا يمر به:

- ‌ جواز الإحرام قبل الميقات:

- ‌الباب الخامسفي أحكام الإفراد والقران والتمتعوفسخ الحج والعمرة

- ‌عرض إجمالي

- ‌النصوص

- ‌ الإفراد بالحج:

- ‌ في القران:

- ‌ من جمع بين الحج والعمرة يكفيه طواف وسعي واحد:

- ‌ في التمتع:

- ‌الباب السادسفي الإحصار والفوات والفدية والاشتراط

- ‌عرض إجمالي

- ‌أما الإحصار:

- ‌أما الفوات:

- ‌رفض الإحرام:

- ‌النصوص

- ‌ التحلل لعذر المرض وغيره:

- ‌ الاشتراط في الحج:

- ‌الصبر على المرض حتى يتحلل بعمرة:

- ‌ الإحصار بالعدو والحبس:

- ‌ ما يجب على المتحلل:

- ‌ بعث الهدي إلى الحرم لمن استطاع:

- ‌ التحلل بعمرة لمن فاته الوقوف بعرفة:

- ‌الباب السابعفي الإحرام ولباسه وفي التلبية وما يحل للمحرموما يحرم عليه وفي الجنايات على الإحرام والحج

- ‌عرض إجمالي

- ‌ دخول مكة من غير إحرام لغير مريد النسك:

- ‌ من صد عن الحرم:

- ‌ جواز الإتجار للحاج:

- ‌ بدأ الإحرام والتلبية لمريد النسك:

- ‌ ما يفعل من أراد الإحرام وجواز الطيب له:

- ‌ متى يقطع الحاج والمعتمر التلبية:

- ‌ استحباب الاغتسال لمن أراد الإحرام وجواز غسل الرأس للمحرم:

- ‌ صيغة التلبية:

- ‌ رفع الصوت بالتلبية:

- ‌ كيف كان يلبي المشركون:

- ‌ إحرام المرأة في وجهها إلا لعذر:

- ‌ جواز السروال والخف لمن لم يجد غيرهما:

- ‌ جواز إلقاء الثوب على البدن ووجوب خلع الثوب:

- ‌ خلع الثوب للمحرم:

- ‌ النهي عن الطيب للمحرم:

- ‌ احتجام المحرم:

- ‌ النهي عن الكحل وجواز تضميد العين:

- ‌ نكاح المحرم وخطبته:

- ‌ النهي عن الصيد للمحرم، وجواز أن يأكل من صيد لم يصد له ولم يعن عليه:

- ‌ حكم من صاد صيداً:

- ‌ جواز قتل المحرم الفواسق:

- ‌ ما تصنع الحائض والنفساء:

- ‌ تنظيف المحرم دابته:

- ‌ من أصاب أهله قبل أن يفيض:

- ‌ حكم من ترك شيئاً من الواجبات:

الفصل: ‌ صيام عاشوراء:

3817 -

* روى البخاري عن ابن عباس رفعه: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء".

3818 -

* روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط".

أقول: قد ندبنا صلى الله عليه وسلم بقوله إلى الصيام في العشر من ذي الحجة، فالندب موجود وإن لم يصم الرسول صلى الله عليه وسلم الأيام التسعة مجتمعة.

-‌

‌ صيام عاشوراء:

3819 -

* روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان عاشوراء يصام قبل رمضان، فلما نزل رمضان كان من شاء صام، ومن شاء أفطر".

وفي رواية (1) قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصيام يوم عاشوراء

" الحديث.

وفي أخرى (2) قالت: "كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان، وكان يوماً تستر فيه الكعبة، قالت: فلما فرض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شاء أن يصومه

الترمذي (3/ 117) 6 - كتاب الصوم، 40 - باب ما جاء في صوم المحرم.

النسائي (3/ 206، 207) 20 - كتاب قيام الليل وتطوع النهار، 6 - باب فضل صلاة الليل.

ابن ماجه (1/ 554) 7 - كتاب الصيام، 43 - باب صيام أشهر الحرم.

3817 -

البخاري (2/ 457) 13 - كتاب العيدين، 11 - باب فضل العمل في أيام التشريق.

أبو داود (2/ 325) كتاب الصوم، باب في صوم العشر.

الترمذي (3/ 130) 6 - كتاب الصوم، 52 - باب ما جاء في العمل في أيام العشر.

3818 -

مسلم (2/ 833) 14 - كتاب الاعتكاف، 4 - باب صوم عشر ذي الحجة.

أبو داود (2/ 325) كتاب الصوم، باب في فطر العشر، إلا أنه أسقط منه لفظة "في".

الترمذي (3/ 129) 6 - كتاب الصوم، 51 - باب ما جاء في صيام العشر.

3819 -

البخاري (8/ 177) 65 - كتاب التفسير، 2 - سورة البقرة، 24 - باب {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

إلخ}.

مسلم (2/ 792) 13 - كتاب الصيام، 19 - باب صوم يوم عاشوراء.

(1)

البخاري (4/ 244) 30 - كتاب الصوم، 69 - باب صيام يوم عاشوراء.

(2)

البخاري (3/ 454) 25 - كتاب الحج، 47 - باب قول الله تعالى:[97 - المائدة] {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ

إلخ}.

ص: 2640

فليصمه، ومن شاء أن يتركه فليتركه".

وفي أخرى (1) قالت: "كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه".

وفي أخرى (2)"فلما فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه".

وفي أخرى (3): أن قريشاً كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه، حتى فرض رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شاء صامه، ومن شاء فليفطر".

أقول: لا يزال صيام عاشوراء مستحباً على أن يصام يوم قبله أو يوم بعده.

3820 -

* روى الشيخان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما "أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه والمسلمون قبل أن يفرض رمضان، فلما افترض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه".

وفي رواية (4) قال: "ذكر عند النبي يوم عاشوراء، فقال: ذاك يوم كان يصومه أهل الجاهلية، فمن شاء صامه ومن شاء تركه".

وللبخاري (5) قال: "صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك، وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه".

(1) البخاري: نفس الموضع السابق.

(2)

مسلم: نفس الموضع السابق.

(3)

البخاري (4/ 102) 30 - كتاب الصوم، 1 - باب وجوب صوم رمضان.

3820 -

البخاري (8/ 177) 65 - كتاب التفسير، 2 - سورة البقرة، 24 - باب {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

إلخ}.

مسلم (2/ 792، 793) 13 - كتاب الصيام، 19 - باب صوم يوم عاشوراء.

(4)

مسلم: نفس الموضع السابق ص 793.

(5)

البخاري (4/ 102) 30 - كتاب الصوم، 1 - باب وجوب صوم رمضان.

ص: 2641

ولمسلم (1) مثل الثانية، وقال:"فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه، ومن كره فليدعه".

أقول: قوله عليه الصلاة والسلام: (يوم من أيام الله) يفيد تعظيم أيام الله، والظاهر أن أهل الجاهلية ومنهم قريش كانوا متأثرين بفعل اليهود إذ اليهود هم الذين كانوا يعظمون هذا اليوم كما سيمر معنا فيما بعد.

3821 -

* روى مالك عن حميد بن عبد الرحمن أنه "سمع معاوية بن أبي سفيان خطيباً بالمدينة، يعني في قدمة قدمها خطبهم يوم عاشوراء- وفي حديث البخاري: عام حج- على المنبر يقول: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء صامه، ومن شاء فليفطر".

3822 -

* روى الشيخان عن علقمة بن قيس النخعي "أن الأشعث بن قيس دخل على عبد الله بن مسعود وهو يطعم يوم عاشوراء، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إن اليوم يوم عاشوراء، فقال: قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك فإن كنت مفطراً فاطعم".

ولمسلم نحوه، إلا أنه قال:"كان يوماً يصومه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان تركه".

وله في أخرى (2) مختصراً قال: "دخل الأشعث على عبد الله يوم عاشوراء فقال: ادن

(1) مسلم: نفس الموضع السابق ص 793.

3821 -

الموطأ (1/ 299) 18 - كتاب الصيام، 11 - باب صيام يوم عاشوراء.

البخاري (4/ 244) 30 - كتاب الصوم، 69 - باب صيام يوم عاشوراء.

مسلم (2/ 795) 13 - كتاب الصيام، 19 - باب صوم يوم عاشوراء.

النسائي: رواه في سننه الكبرى.

3822 -

البخاري (8/ 178) 65 - كتاب التفسير، 24 - باب {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

} الآية.

مسلم (2/ 794) 13 - كتاب الصيام، 19 - باب صوم يوم عاشوراء.

(يطعم) طعم الرجل يطعم: إذا أكل.

(2)

مسلم، الموضع السابق.

ص: 2642

فكل، فقال: إني صائم، قال: كنا نصومه، ثم ترك".

3823 -

* روى البزار عن عائشة "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام عاشوراء يوم العاشر".

أقول: التحقيق أنه لا زال صيام يوم عاشوراء مندوباً وإن فهم بعض الصحابة أن هذا الندب قد نسخ.

3824 -

* روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود، وتتخذه عيداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموه أنتم".

وفي رواية (1)"كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء، يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فصوموه أنتم".

3825 -

* روى الشيخان عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق بموسى منكم، فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه".

وفي رواية (2)"فقال لهم: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه".

3823 - كشف الأستار (1/ 492) باب أي يوم عاشوراء.

مجمع الزوائد (3/ 189) وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.

3824 -

البخاري (4/ 244) 30 - كتاب الصوم، 96 - باب صيام يوم عاشوراء.

مسلم (2/ 796) 13 - كتاب الصيام، 19 - باب صوم يوم عاشوراء.

(1)

مسلم، الموضع السابق.

(شارتهم) الشارة، الرواء والمنظر الحسن والزينة.

3825 -

البخاري (4/ 244) 30 - كتاب الصوم، 69 - باب صيام يوم عاشوراء.

مسلم (2/ 796) 13 - كتب الصيام، 19 - باب صوم يوم عاشوراء.

(2)

مسلم: الموضع السابق.

ص: 2643

وفي أخرى (1) بنحو ذلك، وفيه "فنحن نصومه تعظيماً له".

3826 -

* روى الشيخان عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً من أسلم: أن أذن في الناس: من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء".

وفي رواية (2)"أنه قال لرجل من أسلم: أذِّن في قومك- أو في الناس- بالشك".

3827 -

* روى الترمذي عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يوم عاشوراء: إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".

3828 -

* روى مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع- يعني: يوم عاشوراء".

وفي رواية (3) قال: "حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام القابل- إن شاء الله- صمت اليوم التاسع، فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وفي رواية (4) الحكم بن الأعرج قال: "انتهيت إلى ابن عباس وهو متوسد رداءه في زمزم، فقلت: أخبرني عن صوم عاشوراء؟ فقال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، وأصبح يوم التاسع صائماً، قلت: هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم يصومه؟ قال: نعم".

وفي رواية ذكرها رزين (5) عن عطاء قال: سمعت ابن عباس يقول: "صوموا التاسع

(1) أبو داود (2/ 326) كتاب الصوم، باب في صوم يوم عاشوراء.

3826 -

البخاري (4/ 245) الموضع السابق.

مسلم (2/ 798) الموضع السابق.

(2)

النسائي (4/ 192) 22 - كتاب الصيام، 66 - إذا لم يجمع من الليل هل يصوم.

3827 -

الترمذي (3/ 126) 6 - كتاب الصوم، 48 - باب ما جاء في الحث على صوم يوم عاشوراء، وسنده حسن.

3828 -

مسلم (2/ 798) الموضع السابق.

(3)

مسلم (2/ 798) الموضع السابق.

(4)

مسلم (2/ 797) الموضع السابق.

(5)

ذكرها رزين في مسنده.

ص: 2644