الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يجوز للمعتكف من الأفعال:
3914 -
* روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها "كانت ترجل النبي صلى الله عليه وسلم وهي حائض، وهو معتكف في المسجد، وهي في حجرتها يناولها رأسه".
زاد في رواية (1): "وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفاً".
وفي رواية (2): "كان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان".
وفي رواية (3) قالت عائشة رضي الله عنها: "إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه، فما أسأل عنه إلا وأنا مارة".
وفي أخرى لأبي داود (4) قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون معتكفاً في المسجد، فيناولني رأسه من خلل الحجرة، فأغسل رأسه".
وفي رواية (5): "فأرجله وأنا حائض".
وفي أخرى لأبي داود (6) قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بالمريض وهو معتكف، فيمر ولا يعرج يسأل عنه".
وفي رواية (7) قالت: "والسنة للمعتكف ألا يعود مريضاً ولا يشيع جنازة، ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة، إلا لما لابد منه، قالت: ولا اعتكاف إلا بصوم، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع".
3914 - البخاري (4/ 286) 33 - كتاب الاعتكاف، 19 - باب المعتكف يدخل رأسه البيت للغسل.
مسلم (1/ 244) 3 - كتاب الحيض، 3 - باب جواز غسل الحائض رأس زوجها
…
إلخ.
(1)
البخاري (4/ 273) 33 - كتاب الاعتكاف، 3 - باب لا يدخل البيت إلا لحاجة.
(2)
مسلم: نفس الموضع السابق.
(3)
مسلم: نفس الموضع السابق.
(4)
أبو داود (2/ 333) كتاب الصوم، باب المعتكف يدخل البيت لحاجته.
(5)
أبو داود: نفس الموضع السابق.
(6)
أبو داود (2/ 333) كتاب الصوم، باب المعتكف يعود المريض.
(7)
أبو داود (2/ 333 - 334) الموضع السابق.
(ترجل) الترجيل: تسريح الشعر.
(حوائج الإنسان)، كثيرة، والمراد منها هاهنا: كل ما يضطر إليه مما لا يجوز له فعله في معتكفه.
قال الحافظ في (الفتح 4/ 273) عند الحديث رقم (2029).
وحوائج الإنسان: فسرها الزهري بالبول والغائط، وقد اتفقوا على استثنائهما، واختلفوا في غيرهما من الحاجات كالأكل والشرب، ولو خرج لهما فتوضأ خارج المسجد لم يبطل، ويلتحق بهما القيء والفصد لمن احتاج إليه، ووقع عند أبي داود رقم (2473) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:"السنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة ولا يباشرها ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه". قال أبو داود: غير عبد الرحمن لا يقول فيه: قالت السنة (وفي الفتح البتة وهو تصحيف) وجزم الدارقطني بأن القدر الذي من حديث عائشة قولها: لا يخرج إلا لحاجة، وما عداه ممن دونها. وروينا عن علي والنخعي والحسن البصري: إن شهد المعتكف جنازة، أو عاد مريضاً، أو خرج للجمعة بطل اعتكافه، وبه قال الكوفيون وابن المنذر. وقال الثوري والشافعي وإسحاق: إن شرط شيئاً من ذلك في ابتداء اعتكافه لم يبطل اعتكافه بفعله وهو رواية عن أحمد.
3915 -
* روى الشيخان عن علي بن الحسين رضي الله عنها أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"على رسلكما، إنها صفية بنت حيي"، فقالا: سبحان الله، فقال:"إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً"- أو قال: شيئاً-.
وفي رواية (1): أنها جاءت تزوره في المسجد في اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان- وفيه: حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة- ثم ذكر معناه، وقال فيه: "إن
3915 - البخاري (6/ 336) 59 - كتاب بدء الخلق، 11 - باب صفة إبليس وجنوده.
مسلم (4/ 1712) 39 - كتاب السلام، 9 - باب بيان أنه يستحب لمن رؤي خالياً بامرأة
…
إلخ.
(1)
أبو داود: نفس الموضع السابق.
(لأنقلب) الانقلاب: الرجوع من حيث جئت.
(على رسلكما) يقال: افعله على رسلك- بكسر الراء- أي: على هينتك ومهلك.
الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم".
ومن الرواة (1) من قال: عن علي بن الحسين: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته صفية.
قوله: مبلغ الدم، أي: كمبلغ الدم، ووجه الشبه بين طرفي التشبيه: شدة الاتصال وعدم المفارقة، وكان الشافعي في مجلس ابن عيينة، فسأله عن هذا الحديث، فقال: إنما قال لهما ذلك لأنه خاف عليهما الكفر، إن ظنا به التهمة، فبادر إلى إعلامهما بمكانها، نصيحة لهما في الدين قبل أن يقذف الشيطان في قلوبهما أمراً يهلكان به.
قال الحافظ في (الفتح 4/ 280):
وفي الحديث من الفوائد جواز اشتغال المعتكف بالأمور المباحة من تشييع زائريه، والقيام معهم والحديث مع غيرهم، وإباحة خلوة المعتكف بالزوجة، وزيارة المرأة للمعتكف، وبيان شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته، وإرشادهم إلى ما يدفع عنهم الإثم، وفيه التحرز من التعرض لسوء الظن والاحتفاظ من كيد الشيطان، والاعتذار، قال ابن دقيق العيد: وهذا متأكد في حق العلماء ومن يقتدى بهم، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلاً يوجب سوء الظن بهم وإن كان لهم فيه مخلص، لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم، ومن ثم قال بعض العلماء: ينبغي للحاكم أن يبين للمحكوم عليه وجه الحكم إذا كان خافياً نفياً للتهمة، ومن هنا يظهر خطأ من يتظاهر بمظاهر السوء، ويعتذر بأنه يجرب بذلك على نفسه، وقد عظم البلاء بهذا الصنف والله أعلم. وفيه إضافة بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليهن، وفيه جواز خروج المرأة ليلاً، وفيه قول: سبحان الله عند التعجب وقد وقعت في الحديث لتعظيم الأمر وتهويله، وللحياء من ذكره.
3916 -
* روى أحمد عن عبد الله بن عمر قال: بني لنبي الله صلى الله عليه وسلم بيت من سعف اعتكف في رمضان، حتى إذا كان ليلة أخرج رأسه فسمعهم يقرؤون. فقال: "إن المصلي
(1) البخاري (4/ 282) 33 - كتاب الاعتكاف، 12 - باب هل يدرأ المعتكف عن نفسه.
(يقذف) يلقى ويوقع في أنفسكم.
3916 -
أحمد (2/ 67).
ابن خزيمة (3/ 350، 351) كتاب الصيام، 266 - باب الرخصة في بناء بيوت السعف في المسجد للاعتكاف فيها، وإسناده حسن لغيره.
إذا صلى يناجي ربه فليعلم أحدكم ما يناجيه، يجهر بعضكم على بعض". يريد إنكار الجهر بعضهم على بعض.