الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البخاري
في " أفعال العباد "(ص 91) ، إلى أنه لا يصح مرفوعا. وقد أخرجه العسكري عن
طاووس والحسن من قولهما كما في " الفتح "، وكذلك رواه ابن نصر في " قيام
الليل " (ص 71) عن شهر بن حوشب وأبي عبد الرحمن السلمي، وعلقه البخاري في
" الأفعال "(ص 72) عن السلمي، وقد روي عنه عن عثمان مرفوعا.
أخرجه البيهقي من طريق يعلى بن المنهال السكوني: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي
عن الجراح بن الضحاك الكندي عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن عن عثمان
مرفوعا به.
وهكذا أخرجه ابن الضريس عن الجراح به كما في " الفتح ". والجراح صدوق كما في
" التقريب "، وقال الذهبي:" صويلح "! وبقية رجاله ثقات غير يعلى بن
المنهال أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل "(4/2/305) من رواية حاتم
ابن أحمد بن الحجاج المروزي فقط عنه، ولم يذكر فيه توثيقا ولا تجريحا.
وقد تابعه الحماني عن إسحاق به مرفوعا.
أخرجه البيهقي أيضا وقال:
" ويقال: إن الحماني أخذ ذلك من يعلى والله أعلم ".
يعني أنه سرقه منه، فإنه متهم بسرقة الحديث، كما تقدم في الحديث (1329) .
وقد خالفهما يحيى بن أبي طالب، فرواه عن إسحاق بن سليمان به إلى أبي
عبد الرحمن موقوفا عليه من قوله.
وتابعه على ذلك غيره كما قال البيهقي. وقال الحافظ (9/54) :
" وقد بين العسكري أنها من قول أبي عبد الرحمن السلمي ".
وجملة القول أن الحديث ضعيف لا يصح من طريقيه، فالأولى ضعيفة جدا، والأخرى
ضعيفة، والصواب الوقف.
وقد روي من طريق أخرى مرفوعا في عجز الحديث الآتي:
1335
- " يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي
السائلين، وفضلا كلام الله على سائر الكلام،
كفضل الله على خلقه ".
ضعيف
أخرجه الترمذي (2/152) واللفظ له، والدارمي (2/441) وابن نصر في " قيام
الليل " (ص 71) والعقيلي في " الضعفاء " (375) والبيهقي في " الأسماء
والصفات " (ص 238) من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن عمرو بن
قيس عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فذكره. وقال الترمذي:
" حديث حسن غريب ".
قلت: بل هو ضعيف، فإن عطية وهو العوفي ضعيف.
ومحمد بن الحسن بن أبي يزيد متهم، وبه أعله العقيلي فقال:
" وقال أحمد: ضعيف الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال في موضع آخر:
يكذب ".
وكذلك كذبه أبو داود كما في " الميزان " وساق له هذا الحديث ثم قال:
" حسنه الترمذي فلم يحسن ".
وقال ابن أبي حاتم في " العلل "(2/82) عن أبيه:
" هذا حديث منكر، ومحمد بن الحسن ليس بالقوي ".
قلت: وكذلك لم يحسن الحافظ حين قال في " الفتح "(9/54) :
" أخرجه الترمذي ورجاله ثقات إلا عطية العوفي ففيه ضعف ".
فذهل عن الهمداني هذا وهو أشد ضعفا من عطية، وقد قال العقيلي:
" ولا يتابع عليه ".
لكن خالفه البيهقي فقال:
" قلت: تابعه الحكم بن بشير، ومحمد بن مروان عن عمرو بن قيس ".
قلت: فإذا صح السند بهذه المتابعة، فهي متابعة قوية، يبرأ محمد بن الحسن هذا
من عهدة الحديث، فالحكم بن بشير صدوق، كما في " التقريب "، ومحمد بن مروان
إن كان هو العقيلي البصري، فهو صدوق أيضا لكن له أوهام، وإن كان هو السدي
الأصغر فهو متهم وكلاهما من طبقة واحدة. والله أعلم.
وبالجملة، فقد انحصرت علة الحديث في العوفي.
وقد روي الحديث بشطره الأول عن عمر وحذيفة.
أما حديث عمر، فأخرجه البخاري في " خلق أفعال العباد " (ص 93 - هند) : حدثنا
ضرار: حدثنا صفوان بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق عن سالم بن عبد الله بن عمر
عن أبيه عن جده مرفوعا به.
قلت: وهذا سند ضعيف جدا، ضرار وهو ابن صرد - بضم المهملة وفتح الراء -
وشيخه صفوان بن أبي الصهباء ضعيفان، والأول أشد ضعفا، فقد قال البخاري نفسه:
" متروك ". وكذبه ابن معين.
وأما الآخر، فقال الذهبي:
" ضعفه ابن حبان وقال: يروي ما لا أصل له، ولا يجوز الاحتجاج بما انفرد به ".
ثم ذكره في " الثقات " أيضا!
وقال الحافظ في " التقريب ":
" مقبول، اختلف فيه قول ابن حبان ".
والحديث قال في " الفتح "(9/54) :
" وأخرجه يحيى بن عبد الحميد الحماني في " مسنده " من حديث عمر بن الخطاب،
وفي إسناده حذيفة فأخرجه أبو نعيم في " الحلية "(7/313) وابن عساكر في "
فضيلة ذكر الله عز وجل " (ق 2/2) بإسنادين عن أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد:
حدثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن ربعي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
" قال الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته قبل أن يسألني ". وقالا:
" حديث غريب تفرد به أبو مسلم ".
قلت: وثقه ابن حبان. وقال ابن عدي:
" يحدث بالمناكير عن الثقات، ويسرق الحديث ".
وقال الحافظ:
" صدوق يغلط ".