المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة النحل إمكانية سقوط بعض العقاب عن المؤمنين بفضل الله تعالى. {لِيَحْمِلُوا - الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

[أسماء بنت محمد الناصر]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌مجال البحث وحدوده:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌فأما الدراسات التي عنيت بتفسير الخطيب الشربيني فهي:

- ‌وأما دراسة موضوع الاستنباط لذاته أو عند المفسرين فقد سجل في رسائل علمية نوقش بعضها، والبعض لا يزال قيد الإعداد والمناقشة، وهي:

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج البحث:

- ‌التمهيد

- ‌أولاً: - تعريف الاستنباط، ونشأته، وعلاقته بالتفسير. - أهميته، وطرق التوصل إليه

- ‌أولاً: تعريف الاستنباط:

- ‌ثانياً: نشأة الاستنباط وعلاقته بالتفسير:

- ‌ثالثاً: أهمية علم الاستنباط:

- ‌طريق الوصول إلى الاستنباط:

- ‌ثانياً: التعريف بالخطيب الشربيني رحمه الله

- ‌اسمه ونشأته:

- ‌شيوخه:

- ‌مكانته العلمية وآثاره:

- ‌مؤلفاته:

- ‌عقيدته ومذهبه:

- ‌أولاً: التوحيد:

- ‌ثانياً: الإيمان:

- ‌ثالثاً: القرآن:

- ‌رابعاً: النبوات:

- ‌خامساً: القدر:

- ‌سادساً: السببية وأفعال المخلوقات:

- ‌سابعاً: التحسين والتقبيح:

- ‌وفاته

- ‌ثالثاً: التعريف بتفسير"السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير

- ‌القيمة العلمية لتفسير السراج المنير، ومنهجه فيه:

- ‌منهجه في التفسير:

- ‌الباب الأول:منهج الخطيب الشربيني في الاستنباطمن خلال تفسيره "السراج المنير

- ‌الفصل الأول:أقسام الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره

- ‌المبحث الأول:الاستنباط باعتبار موضوع المعنى المستنبط

- ‌المطلب الأول: الاستنباطات في علوم القرآن

- ‌ومن الأمثلة على استنباطاته في علوم القرآن:

- ‌أولاً: في مناسبات الألفاظ:

- ‌ثانياً: في أسرار التقديم والتأخير في القرآن

- ‌ثالثاً: في فوائد التكرار في القرآن الكريم:

- ‌رابعاً: في جواز وقوع النسخ في القرآن:

- ‌خامساً: في قصص القرآن:

- ‌سادساً: في المنطوق والمفهوم:

- ‌سابعاً: في الخصوص والعموم:

- ‌المطلب الثاني: الاستنباطات العقدية:

- ‌القسم الأول: استنباطات فيها تقرير مباشر لمسائل العقيدة، وهي على نوعين:

- ‌النوع الأول: تقرير مسائل على عقيدته الأشعرية:

- ‌النوع الثاني: تقرير مسائل على عقيدة أهل السنة والجماعة:

- ‌القسم الثاني: استنباطات فيها تقرير لمسائل عقدية على مذهب أهل السنة والجماعة والرد على مخالفيهم

- ‌المطلب الثالث: الاستنباطات الأصولية

- ‌المطلب الرابع: الاستنباطات الفقهية:

- ‌القسم الأول: استنباطات فقهية كلية، وهي ما يعرف بالقواعد الفقهية

- ‌حجية سد الذرائع:

- ‌الأصل في الأشياء الإباحة:

- ‌القسم الثاني: استنباطات لمسائل فقهية فرعية متنوعة، وهذا هو الأغلب في استنباطات الخطيب الفقهية

- ‌المطلب الخامس: الاستنباطات اللغوية

- ‌المطلب السادس: الاستنباطات التربوية السلوكية

- ‌المبحث الثاني:الاستنباط باعتبار ظهور النص المستنبط منه وخفائه

- ‌المطلب الأول: الاستنباط من ظاهر النص

- ‌المطلب الثاني: الاستنباط من نص غير ظاهر المعنى

- ‌المبحث الثالث:الاستنباط باعتبار الإفراد والتركيب

- ‌المطلب الأول: الاستنباط من الآية الواحدة

- ‌المطلب الثاني: الاستنباط بالربط بين آيتين أو أكثر

- ‌الفصل الثاني:دلالات وطرق الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره

- ‌المبحث الأول:الاستنباط بدلالة النص (مفهوم الموافقة)

- ‌المبحث الثاني:الاستنباط بدلالة المفهوم (مفهوم المخالفة)

- ‌المبحث الثالث:الاستنباط بدلالة الالتزام

- ‌المبحث الرابع:الاستنباط بدلالة التضمن

- ‌المبحث الخامس:الاستنباط بدلالة الاقتران

- ‌المبحث السادس:الاستنباط بدلالة الجمع بين النصوص

- ‌الفصل الثالث:أساليب الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره، ومميزاته

- ‌المبحث الأول:أساليب الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره

- ‌المبحث الثاني:مميزات الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره

- ‌الفصل الرابع:مصادر الاستنباط عند الخطيب الشربيني:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول:المصادر الأصلية، وهي التي يعتمد عليها غالباً

- ‌أولاً: الرازي:

- ‌ثانياً: البيضاوي:

- ‌ثالثاً: الزمخشري:

- ‌رابعاً: القرطبي:

- ‌خامساً: البغوي:

- ‌المبحث الثاني:المصادر الفرعية، وهي التي لا يعتمد عليها إلا قليلاً أو نادراً

- ‌أولا: الخازن

- ‌ثانياً: أبو حيان

- ‌ثالثاً: ابن عادل الحنبلي

- ‌رابعاً: البقاعي

- ‌الباب الثاني:جمع ودراسة الاستنباطات عند الخطيب الشربينيفي تفسيره من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم

- ‌سورة طه

- ‌سورة الحج

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة غافر

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة محمد

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة الذاريات

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة الملك

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة النازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة المطففين

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة البينة

- ‌سورة العاديات

- ‌سورة قريش

- ‌سورة المسد

- ‌سورة الناس

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌ ‌سورة النحل إمكانية سقوط بعض العقاب عن المؤمنين بفضل الله تعالى. {لِيَحْمِلُوا

‌سورة النحل

إمكانية سقوط بعض العقاب عن المؤمنين بفضل الله تعالى.

{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25].

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله تعالى-: ({كَامِلَةً} لئلا يتوهم أنه يكفر عنهم شيء بسبب البلايا التي أصابتهم في الدنيا وأعمال البرّ التي عملوها في الدنيا، بل يعاقبون بكل أوزارهم {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الذي لا شك فيه ولا محيص عن إتيانه. قال الرازي:«وهذا يدل على أنه تعالى قد يسقط بعض العقاب عن المؤمنين، إذ لو كان هذا المعنى حاصلاً في حق الكل، لم يكن لتخصيص هؤلاء الكفار بهذا التكميل فائدة»

(1)

).

(2)

الدراسة:

نقل الخطيب عن الرازي

(3)

استنباط إمكانية سقوط بعض العقاب عن المؤمنين بدلالة مفهوم المخالفة؛ إذ تخصيص أوزار الكافرين بكونها كاملة، يفيد أن أوزار غيرهم من المؤمنين تحتمل النقص.

وهذه لطيفة من لطائف الاستنباط عند الخطيب ملحظها حسن دقيق، إذ لا معنى لتقييد أوزار الكافرين بكونها كاملة إلا أن أوزار غيرهم من المؤمنين ليست كذلك.

(1)

ينظر: التفسير الكبير (20/ 197)

(2)

السراج المنير (2/ 253)

(3)

وهذه من المواضع التي صرَّح فيها الخطيب بمن نقل الاستنباط عنه.

ص: 538

وهي دلالة صحيحة؛ إذ ثبت أن الله تعالى يخفف العذاب عن بعض المؤمنين بل يرفعه عنهم بالكلية، وهذا مقتضى رحمته تعالى ولطفه بعباده المؤمنين، وكرمه، كما جاء في غير آية من القرآن، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48].

وفي الحديث القدسي عند مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر، ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة» .

(1)

وممن وافق الخطيب في استنباط هذه الدلالة من الآية: الخازن، وابن عادل، والنيسابوري، وطنطاوي، والألوسي، وغيرهم.

(2)

ويشهد لصحة دلالة هذه الآية أيضاً ما ثبت في القرآن أنه تعالى لا يخفف عن الكفار شيئاً من العذاب. كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} [فاطر: 36]، وقال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [غافر: 49 - 50]، فنصَّ تعالى على كمال عذاب الكفار وتمامه، وخصَّهم

(1)

أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى برقم (2687)(4/ 2068)

(2)

ينظر: لباب التأويل (3/ 73)، وغرائب القرآن 4/ 257)، واللباب في علوم الكتاب (12/ 42)، والتفسير الوسيط لطنطاوي (8/ 131)، وروح المعاني (7/ 365).

ص: 539

به في كثير من الآيات، وإذا ثبت هذا في حق الكفار كانت دلالة هذه الآية على جواز تخفيف بعض العقاب عن المؤمنين أقوى وأظهر، والله تعالى أعلم.

ص: 540

فائدة لفظ {مِنْ فَوْقِهِمْ} في قوله تعالى: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ}

والسقف عادة لا يكون إلا من فوقهم:

قال الله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} [النحل: 26]

قال الخطيب الشربيني رحمه الله: (فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} والسقف من فوقهم؟

أجيب: بأنهم قد لا يكونون تحته فلما قال تعالى: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} دلَّ على أنهم كانوا تحته، وحينئذٍ يفيد هذا الكلام بأنّ الأبنية قد تهدّمت وهم ماتوا تحتها).

(1)

وجه الاستنباط:

بدلالة الإشارة في قوله تعالى {مِنْ فَوْقِهِمْ} حيث أفادت التأكيد.

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على مناسبة لفظ {مِنْ فَوْقِهِمْ} في قوله تعالى: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} ، ومعلوم أن السقف من فوقهم، وهي الدلالة على أنهم كانوا تحته؛ حيث أفاد النص على {مِنْ فَوْقِهِمْ} التأكيد على أنّ الأبنية قد تهدّمت وهم ماتوا تحتها؛ لأنه يُحتمل أنهم لم يكونوا تحت السقف عند سقوطه، فلما قال {مِنْ فَوْقِهِمْ} عُلِم أنهم كانوا تحته، ورفعَ الإيهام في ذلك، وأنه

(1)

السراج المنير (2/ 254).

ص: 541

لما خرَّ عليهم أُهلكوا وماتوا في مأمنهم، وذلك أنهم لما اعتمدوا على قوة بنيانهم وشِدَّته، كان ذلك البنيان سبب هلاكهم.

(1)

قال ابن عطية في تأكيد هذه الدلالة: (معنى قوله {مِنْ فَوْقِهِمْ} رفعَ الاحتمالَ في قوله {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ} فإنك تقول: انهدم على فلان بناؤه وهو ليس تحته، كما تقول: انفسد عليه متاعه، وقوله {مِنْ فَوْقِهِمْ} ألزم أنهم كانوا تحته

(2)

).

(3)

وقد نصَّ على هذه الدلالة غيره من المفسرين كالرازي، والقرطبي، والخازن، وأبو حيان، والنيسابوري، والشوكاني، والألوسي، وغيرهم.

(4)

قال القرطبي في قوله {مِنْ فَوْقِهِمْ} : (وُكِّد ليُعلمك أنهم كانوا حالِّين تحته. والعرب تقول: خرَّ علينا سقف ووقع علينا حائط، إذا كان يملكه وإن لم يكن وقع عليه. فجاء بقوله: «من فوقهم» ليُخرج هذا الشك الذي في كلام العرب فقال: «من فوقهم» أي عليهم وقع، وكانوا تحته فهلكوا وما أفلتوا)

(5)

.

(6)

(1)

ينظر: لباب التأويل (3/ 74)

(2)

ذكر الزركشي احتمالاً آخر فقال: (رفعَ الاحتمال الذي يتوهم من أن السقف قد يكون مِن تحت بالنسبة؛ فإن كثيراً من السقوف يكون أرضاً لقوم وسقفاً لآخرين، فرفع تعالى هذا الاحتمال بشيئين: وهما قوله: [عليهم] ولفظة [خرَّ] لأنها لا تستعمل إلا فيما هبط أو سقط من العلو إلى سفل.) ينظر: البرهان في علوم القرآن (3/ 67).

(3)

المحرر الوجيز (3/ 388)

(4)

ينظر: التفسير الكبير (20/ 199)، والجامع لأحكام القرآن (10/ 97)، ولباب التأويل (3/ 74)، والبحر المحيط (6/ 521)، وغرائب القرآن (4/ 258)، وفتح القدير (3/ 189)، وروح المعاني (7/ 366).

(5)

حكاه عن ابن الأعرابي، وينظر قول ابن الأعرابي في: إعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين درويش (5/ 293)، وياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لمحمد بن أبي هاشم الباوردي (1/ 293).

(6)

الجامع لأحكام القرآن (10/ 97).

ص: 542

وهذه فائدة حسنة؛ إذ لو لم ينصّ على {مِنْ فَوْقِهِمْ} لما أفادت هذا المعنى، وتطرَّق الاحتمال لخرِّ السقف عليهم من وجوه كثيرة، والله تعالى أعلم.

قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 49 - 50]

قال الخطيب الشربيني رحمه الله: ({وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} أي: من الطاعة والتدبير، وفي ذلك دليل على أنّ الملائكة مُكلفون، مُدارون على الأمر والنهي، والوعد والوعيد، كسائر المكلفين، وأنهم بين الخوف والرجاء، وأنهم معصومون من الذنوب؛ لأنّ قوله تعالى:{وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} يدل على أنهم منقادون لخالقهم وأنهم ما خالفوا في

أمر من الأمور، كما قال تعالى:{لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} ([الأنبياء: 27].

(1)

هذه الآية فيها دلالتان:

الدلالة الأولى:

تكليف الملائكة، وأنهم بين الخوف والرجاء.

وجه الاستنباط:

أنه تعالى أخبر عن الملائكة أنهم يخافون ربهم ويفعلون ما يؤمرون، والخوف نوع من التكاليف الشرعية، وبه علَّل تخصيصهم بالسجود.

(2)

الدراسة:

(1)

ينظر: السراج المنير (2/ 235)

(2)

ينظر: البحر المحيط لأبي حيان (5/ 408)

ص: 543

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على تكليف الملائكة من قِبل الله تعالى، وأن الأمر والنهي مُتوجه عليهم كسائر المكلفين؛ لأنه تعالى قال {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} أي: من الطاعة والتدبير، وأنهم بين الخوف والرجاء، أما على الخوف فهو ظاهر، وأما على الرجاء فلاستلزام الخوف لأن الخوف يستلزم الرجاء.

(1)

وممن استنبط هذه الدلالة من معنى الآية: الزمخشري، والرازي، والبيضاوي، والنسفي، والنيسابوري، وحقي، والألوسي، وغيرهم.

(2)

وظاهر الكتاب والسنة تكليف الملائكة كما أخبر الله تعالى عنهم {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، وقوله {وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} [سبأ: 12]، وقال {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 20]، وقال:{وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 28]- {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: 12] وهذا كله تكليف وناشئ عن التكليف

(3)

، لكن الملائكة مطبوعون على طاعة الله، ليس لديهم القدرة على العصيان، قال تعالى:{لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]. فتركُهم للمعصية، وفعلهم للطاعة جبلّة، لا يكلفهم أدنى مجاهدة؛ لأنه لا شهوة لهم.

(1)

ينظر: روح المعاني للألوسي (7/ 397)

(2)

ينظر: الكشاف (2/ 610)، والتفسير الكبير (20/ 218)، وأنوار التنزيل (3/ 229)، ومدارك التنزيل (2/ 216)، واللباب في علوم الكتاب (13/ 481)، وغرائب القرآن (4/ 268)، وروح البيان (5/ 42)، وروح المعاني (7/ 397)

(3)

ينظر: لوامع الأنوار البهية للسفاريني 2/ 409.وحاشية العدوي (1/ 247)

ص: 544

ولعلّ هذا هو السبب الذي حمل فريقاً من العلماء إلى القول: إن الملائكة ليسوا بمكلفين، وإنهم ليسوا بداخلين في الوعد والوعيد.

(1)

والظاهر أن الملائكة ليسوا بمكلفين بالتكاليف نفسها التي كُلِّف بها أبناء آدم. أما القول بعدم تكليفهم مطلقاً، فهو قول مردود؛ لأنهم مأمورون بالعبادة والطاعة كما أخبر تعالى {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 50]. وفي الآية أنهم يخافون ربهم، والخوف نوع من التكاليف الشرعية، بل هو من أعلى أنواع العبودية، كما قال فيهم:{وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 28].

(2)

قال ابن القيم: (وأما الملائكة فليسوا بداخلين تحت أحكام تكاليف البشر حتى يصح قياسهم عليه

(3)

فيما يقولونه ويفعلونه، فأين أحكام الملك من أحكام البشر، فالملائكة رُسُل الله في خلقه وأمره يتصرفون بأمره لا بأمر البشر).

(4)

وبهذا يظهر أن الملائكة مكلفون تكليفاً خاصاً يختلف عن تكليفنا

(5)

، كاختلاف تكليفنا عن تكليف الجن، وأنهم لا يفعلون إلا ما أُمروا به، وأنهم

(1)

ينظر: المرجع السابق

(2)

عالم الملائكة الأبرار للدكتور عمر الأشقر (1/ 21)

(3)

يعني محل النزاع في المسألة التي تخللها الكلام عن الملائكة وهي: (هل يسوغ لأحدٍ أن يصلي على غير الرسول صلى الله عليه وسلم؟.)

(4)

ينظر: جلاء الأفهام (1/ 477)، وبدائع الفوائد (3/ 204)

(5)

ينظر: الحبائك في أخبار الملائك للسيوطي (1/ 256) قال السيوطي: (قال ابن جماعة: المكلفون على ثلاثة أقسام: قسم كُلف من أول الفطرة قطعاً وهم الملائكة وآدم وحواء عليهم السلام، وقسم لم يكلف من أول الفطرة وهم أولاد آدم، وقسم فيهم نزاع والظاهر أنهم مكلفون من أول الفطرة وهم الجان).

ص: 545

مخيّرون، إلا أن طبيعتهم لا تقبل الاعتراض؛ لأن الله فطرهم على الطاعة، ولم يخلق لهم الشهوات التي خلقها للبشر، كما دلت عليه هذه الآية، والله تعالى أجلّ وعلم.

ص: 546

الدلالة الثانية:

عصمة الملائكة من الذنوب.

وجه الاستنباط:

قوله تعالى {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} فهو يتناول فعل المأمورات، وترك المنهيات؛ لأن النهي أمر بالترك، ولأنه سيق في معرض المدح.

(1)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على أن الملائكة معصومون من الوقوع في الذنوب؛ لأنّ قوله تعالى: {وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} يدل على أنهم منقادون لخالقهم وأنهم ما خالفوا في أمر من الأمور، كما قال تعالى:{لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} (الأنبياء، 27). ولأنه تعالى قال {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ، وقال:{وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: 27] وهذا وأمثاله يتناول فعل المأمورات وترك المنهيات؛ لأن النهي أمر بالترك، ولأنه سيق في معرض المدح، والآيات في هذا المعنى كثيرة، فالله تعالى مدحهم على ترك المعاصي والمخالفة ودوام الطاعة.

ويؤيده أن الملائكة رسل الله لقوله تعالى: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا} [فاطر: 1]، والرسل معصومون، كما قال تعالى في تعظيمهم {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124] وهو يفيد المبالغة التامة في التعظيم، فهم أتقى الخلق، وقال تعالى:{لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 19 - 20].وهو يفيد المبالغة التامة في الاشتغال بالعبادة، وهذا يدل على

(1)

ينظر: الحبائك في أخبار الملائك للسيوطي (1/ 253).

ص: 547

العصمة.

(1)

كما أنه تعالى رفع منهم الشهوة، التي هي داعية الذنب، والمعصية، والهوى.

(2)

وقد اتفق أئمة المسلمين على أن حكم الرسل من الملائكة كجبريل وغيره حكم النبيين، في العصمة في البلاغ عن الله، وفي كل شيء ثبتت فيه عصمة الأنبياء فكذلك الملائكة، كما أجمع المسلمون على فضلهم وتزكيتهم.

وأما عدا الرسل فقد اختلف العلماء فيهم، فمِنهم من أثبت عصمتهم تمسكاً بقوله تعالى:{لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ} ، وخصَّصه آخرون بالمقربين من الملائكة كالحملة ونحوهم.

وقال بعضهم إنه يصح وقوع ذلك منهم، بدليل قصة إبليس، عند من يقول أنه كان من الملائكة

(3)

، والأظهر والله تعالى أعلم عصمتهم.

(4)

وممن استنبط عصمة الملائكة من موضع هذه الآية: الرازي، والنيسابوري

(5)

، وغيرهما.

(6)

(1)

قال البلقيني: العصمة واجبة لصفة النبوة والملائكية وجائزة لغيرهما، ومن وجبت له العصمة فلا يقع منه كبيرة ولا صغيرة ولذلك نعتقد عصمة الملائكة المرسلين منهم وغير المرسلين. أ. هـ ينظر: الحبائك في أخبار الملائك للسيوطي (1/ 253)، وينظر: التلخيص في أصول الفقه للجويني (2/ 228)، والبحر المحيط للزركشي (6/ 21)

(2)

ينظر: مجموع الفتاوى (4/ 351)، ومدارج السالكين (2/ 334)، ومفتاح دار السعادة (1/ 104)

(3)

والصحيح أنه ليس منهم، ينظر الاستنباط رقم:(14)

(4)

ينظر: التلخيص في أصول الفقه للجويني (2/ 228)، والبحر المحيط للزركشي (6/ 21)

(5)

ينظر: التفسير الكبير (20/ 217)، وغرائب القرآن (4/ 268)

(6)

نصّ على عصمة الملائكة غيرهم من المفسرين في غير موضع هذه الآية. ينظر: لطائف الإشارات للقشيري (2/ 499) والكشاف (2/ 727)، ولباب التأويل (1/ 66)، وتفسير ابن عرفة لأبي عبدالله محمد بن عرفة (1/ 239)، وروح المعاني (1/ 340)

ص: 548

قال ابن القيم: (ولفظ الملك يشعر بأنه رسول منفذ لأمر غيره، فليس لهم من الأمر شيء، بل الأمر كله لله الواحد القهار، وهم ينفذون أمره: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 27 - 28]{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 50]{لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].ولا تتنزل إلا بأمره، ولا تفعل شيئا إلا من بعد إذنه، فهم:{عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} [الأنبياء: 26].منهم الصافون، ومنهم المسبحون. ليس منهم إلا من له مقام معلوم، لا يتخطاه وهو على عمل قد أمر به لا يقصر عنه، ولا يتعداه، وأعلاهم الذين عنده سبحانه:{لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 19 - 20]).

(1)

وقال أبو حيان في غير موضع هذه الآية: (وكان من القواعد الشرعية والعقائد الإسلامية عصمة الملائكة من المعاصي والاعتراض.)

(2)

والذي يظهر أن الملائكة معصومون خلقوا للطاعة؛ بدلالة هذه الآية، ولأن الملائكة رسل الله، والرسل معصومون، والله تعالى أعلم.

(1)

إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/ 127)، وينظر: فتاوى الشبكة الإسلامية (1/ 1556).

(2)

البحر المحيط (1/ 231).

ص: 549

العهد غير اليمين.

قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل: 91].

قال الخطيب الشربيني رحمه الله: (فيه دليل على أن المراد بالعهد غير اليمين، لأنه أعم منه).

(1)

وجه الاستنباط:

عطف اليمين على العهد والعطف يقتضي التغاير.

(2)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية بدلالة الاقتران أن المراد بالعهد غير اليمين؛ لأنه أعم منه، وقد عطف اليمين على العهد، والعطف يقتضي التغاير، فلا يُحمل العهد على اليمين، لأنه لو حُمِل عليه لكان قوله بعدها:{وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} تكراراً؛ لأن الوفاء بالعهد، والمنع من النقض متقاربان، إذ الأمر بالفعل يستلزم النهي عن الترك، فدلَّ على أن العهد غير اليمين.

وممن استنبط هذه الدلالة من سياق الآية: ابن عطية، والقرطبي، والرازي، والخازن، والقاسمي، وغيرهم.

(3)

(1)

السراج المنير (2/ 288)

(2)

تقدم توثيقه.

(3)

ينظر: المحرر الوجيز (3/ 417)، والجامع لأحكام القرآن (10/ 169)، التفسير الكبير (20/ 263)، ولباب التأويل (3/ 96): ومحاسن التأويل (6/ 404).

ص: 550

وعلى هذه الدلالة ففي الآية حجة على من احتج بالآية أن العهد يمين

(1)

، وقد اختلف أهل العلم في ذلك فذهب الحنفية

(2)

والحنابلة

(3)

إلى أن العهد يمين، وللمالكية في ذلك قولان: أظهرهما عندهم أن العهد ليس بيمين.

(4)

، وذهب الشافعية إلى أنه لا يكون يميناً إلا بالنية

(5)

.

والأظهر والله أعلم ما ذهب إليه الأحناف والحنابلة أن عهد الله يعتبر يميناً

(6)

خلافاً لما حكاه الخطيب، لأن اليمين هي عهد الله على تحقيق شيء أو نفيه، فالوفاء بالعهد عام يدخل تحته اليمين، وهو من باب عطف الخاص على العام، حيث خصَّ الله اليمين بالذكر تنبيهاً على أنه أولى أنواع العهد بوجوب الرعاية.

(7)

قال في المبسوط: (النذر يمين وكفارته كفارة اليمين) وكذلك لو قال: عهد الله علي، فالعهد يمين. قال الله تعالى:{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} [النحل: 91]

(1)

وهم الشافعية والمالكية. كما سيأتي بيانه.

(2)

ينظر: بدائع الصنائع للكاساني (3/ 6)، والهداية في شرح بداية المبتدي (2/ 319)، والعناية شرح الهداية للبابرتي (5/ 75)

(3)

ينظر: مسائل الإمام أحمد (2/ 411)، والفروع لابن مفلح (10/ 452)، والإنصاف للمرداوي (11/ 31)، والفتاوى لابن تيمية (5/ 552)، والاختيارات الفقهية (1/ 621)

(4)

ينظر: الذخيرة للقرافي (4/ 8)، ومختصر خليل (1/ 82)، حاشية الدسوقي (2/ 128)، وحاشية العدوي (2/ 30)، والثمر الداني للأزهري (1/ 430)

(5)

ينظر: الأم (7/ 65)، والحاوي الكبير للماوردي (15/ 279)، والمهذب للشيرازي (3/ 97)

(6)

وممن جعل العهد في هذه الآية يمين: السمرقندي، والسمعاني، والبغوي، وغيرهم ينظر: تفسير القرآن للسمرقندي (2/ 288)، وتفسير السمعاني (3/ 197)، ومعالم التنزيل (3/ 93)

(7)

ينظر: التفسير الكبير للرازي (20/ 263)

ص: 551

ومعناه: إذا حلفتم، بدليل قوله تعالى:{وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل: 91].

(1)

وقال ابن عطية: («عهد الله» لفظ عام لجميع ما يعقد باللسان ويلتزمه الإنسان من بيع أو صلة أو مواثقة في أمر موافق للديانة، وبالجملة كل ما كان طاعة بين العاهد وبين ربه، كان فيه نفع للغير أو لم يكن، وقوله {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ} خصَّ في هذه الألفاظ العهود التي تقترن بها أيمان، اهتماماً بها وتنبيهاً عليها).

(2)

وعليه فدلالة الآية على أن العهد ليس بيمين كما قال الخطيب لا تظهر كل الظهور، بل الأقوى والأقرب أن العهد يمين كما تقدم.

قال ابن قدامة: (إذا حلف بالعهد أو قال: عهد الله وكفالته، فذلك يمين يجب تكفيرها إذا حنث فيها.)

(3)

والله تعالى أعلم.

(1)

المبسوط للسرخسي (7/ 23)

(2)

المحرر الوجيز (3/ 417)

(3)

المغني (9/ 506) وينظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/ 552).

ص: 552