‌المبحث الرابع:الاستنباط بدلالة التضمن - الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

قال الخطيب رحمه الله: (في الآية دليل على أنّ إخوة يوسف عليه السلام كانوا علماء، وكان يوسف أعلم منهم).

(1)

- وعند قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الأنفال: 72]

قال الخطيب رحمه الله: ({وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} في ذلك ترغيب في العمل بما حث عليه من الإيمان والهجرة، وغير ذلك مما تقدّم وترهيب من العمل بأضدادها، وفي البصير إشارة إلى العلم بما يكون من ذلك خالصاً أو مشوباً، ففيه مزيد حث على الإخلاص).

(2)

‌

‌المبحث الرابع:

الاستنباط بدلالة التضمن

.

تُعرف دلالة التضمن بأنها: دلالة اللفظ على جزء المعنى الذي وضع له.

(3)

وقد بين بعض علماء الأصول أن دلالة التضمن تكون لفظية، بخلاف دلالة الالتزام فإنها تكون عقلية، وقد سميت دلالة التضمن بذلك لتضمن المعنى لجزء المدلول.

(4)

وهي الدلالة الأقل وروداً عند الخطيب بل هي نادرة، فلم أقف إلا على مثال واحد لها.

ومن أمثلة هذه الدلالة:

عند قوله تعالى: {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} [هود: 73]

قال الخطيب رحمه الله: ({قَالُوا} أي: الملائكة لسارة {أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} أي: بيت إبراهيم، وأهل منصوب على المدح أو النداء، .. ثم قال: وفيه دليل على أنّ أزواج الرجل من أهل بيته).

(1)