الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: الاستنباط بالربط بين آيتين أو أكثر
.
وهو ما يسمى بدلالة التركيب أو الجمع بين الآيات، وهذا النوع من الاستنباط من أدقَّ أنواع الاستنباط وألطفه.
قال ابن القيّم بعد أن ذكر دلالة الإفراد: (أو بدلالة التركيب، وهو ضم نصٍ إلى نص آخر، وهي غير دلالة الاقتران، بل هي ألطف منها وأدق وأصح).
(1)
والاستنباط بدلالة التركيب هو الأقل وروداً عند الخطيب رحمه الله من بين مجموع الاستنباطات.
ومن الأمثلة على الاستنباط بدلالة التركيب عند الخطيب:
- عند قوله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15]
قال الخطيب رحمه الله: (وفي ذلك دلالة على أنّ أقل مدّة الحمل ستة أشهر، لأنه لما كان مجموع مدة الحمل والرضاع ثلاثين شهراً، وقال تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ
(1)
إعلام الموقعين عن رب العالمين (1/ 273)
يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة: 233]، فإذا أسقطنا الحولين الكاملين وهي أربعة وعشرون شهراً من ثلاثين بقي مدة الحمل ستة أشهر).
(1)
قال الخطيب رحمه الله: (في هاتين الآيتين دليل على أنّ البغي لا يزيل اسم الإيمان؛ لأنّ الله تعالى سماهم إخوة مؤمنين مع كونهم باغين).
(2)
(1)
السراج المنير (3/ 21)
(2)
السراج المنير (4/ 51)