الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى عنه: يحمى بن أبي كثير، والأوزاعي، وعوف الأعرابي وغيرهم. قال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: ثقة. روى له الجماعة. وأبو أسماء: عمرو بن مرثد الشامي الرحبي الدمشقي. سمع: ثوبان مولى النبي- عليه السلام، وأبا هريرة، وشداد بن أوس، وأوس بن أوس وغيرهم. روى عنه: أبو قلابة الجرمي، وأبو عمار، وأبو الأشعث الصنعاني، قال أحمد بن عبد الله: تابعي ثقة. والرحبي: نسْبةٌ إلى رحبة دمشق، قرية من قراها بينهما ميلٌ. روى له: الجماعة إلا البخاري.
قوله: " فذكر معنى حديث عائشة " وهو الذي رواه عبد الله بن الحارث، عن عائشة. والحديث أخرجه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
* * *
347- باب: فِي الاسْتغْفارِ
أي: هذا باب في بيان الاستغفار؛ وهو طلب المغفرة من الله تعالى. 1485- ص- نا النفيلي: نا مخْلدُ بن يزيد قال: حدثنا عثمان بن واقد العمري، عن أبي نُصيرة، عن مولى لأبي بكر الصد يق، عن أبي بكر الصديق- رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ- عليه السلام: " ما أصر من استغفر وإنْ عاد في اليوم سبْعين مرة "(1) .
ش- عبد الله بن محمد: الطفيلي، ومخلد بن يزيد: الجاري الحراني. وعثمان بن واقد: ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي. روى عن: أبيه، ونافع مولى ابن عمر، وأبى نُصيرة. روى عنه: المسْعودي، لهذيل بن بلال، وزيد بن الذُباب، قاله أحمد: لا أرى به بأسا، وقال ابن معين: ثقة. روى له: أبو داود، والترمذي.
(1) أخرجه الترمذي: كتاب الدعوات، باب (107) رقم (3559) .
وأبو نُصيرة- بضم النون، وفتح الصاد المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها راء وتاء تأنيث- وقال في " الكمال ": أبو نصيرة مولى أبي بكر الصديق، ويقال: أبو نصير، عن: مولى لأبي بكر. روى عنه: عثمان بن واقد (1) البصري العمري، قال أحمد بن حنبل: أبو نصيرة واسطي ثقة. روى عنه: هشيم ويزيد، وقال ابن معين: أبو نُصير: مسلم بن عبيد صالح، وقال ابن أبي حاتم: مسلم بن عُبيد أبو نُصيرْ الواسطي. روى عن: أنس بن مالك، وأبو عسِيب، وعن: مولى لأبي بكر، وأبي رجاء العطاردي. روى عنه: حشرج بن نباتة، والضحاك بن حُمرة وغيرهم. روى له: أبو داود، والترمذي.
قوله: " وإن عاد " أي: إلى ذنبه، والمراد منه: الحث والتحريض على الاستغفار وأن لا يتقاعد عنه ، وليس المراد منه: أنه يُذنبُ- بناء على انه يستغفر، ثم يذنب كذلك ، لأن مثل هذا اجتراء وإقدام على الذنوب، واغترار بكرم الله تعالى، وأمن من مكره وعقابه. والحديث أخرجه: الترمذي، وقال: هذا حديث غريب، إنما نعرفه (2) من حديث أبي نُصيْرة، وليْس إسناده بالقوي.
486 -
ص- نا سليمان بن حرب، ومسدد قالا: نا حماد، عن ثابت، عن أبي بردة، عن الأغر المزني- قال مسدد في حديثه: وكانت له صحبة- قال: قال. رسول الله: " إنه ليغانُ على قلبي، وإني لاستغفرُ الله في كل يوم مائة مرة "(3) .
ش- حماد: ابن سلمة/، وثابت: البناني، وأبو بُردة: ابن أبي موسى الأشعري. والأغرّ: ابن يسار المُزني، ويقال: الجُهني. روى عنه: عبد الله بن عمر، وأبو بُردة. روى له: مسلم حديثا، وأبو داود، والنسائي.
(1) في الأصل: " مرقد " خطأ.
(2)
قوله: " إنما نعرفه" مكررة في الأصل.
(3)
أخرجه ، مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: استحباب الاستغفار والاستكثار منه 41- (2702) .
قوله: " وقال مسدد في حديثه: وكانت له صحبة " أي: للأغر صحبة. قوله: " إنه " أي: إن الشأن " ليُغانُ ". قال الخطابي: أصله من الغين ، وهو الغطاء وكل حائل بينك وبين شيء فهو غين ، ولذلك قيل للغيم غين.
وقال غيره: يُغان: يلبس ويُغطي، قيل ذلك بسبب أمته وما اطلع عليه من أحوالها بعده حتى كان يستغفر لها، وقيل: إنه لما شغله من النظر في أمور المسلمين ومصالحهم حتى يرى انه قد شغل بذلك، وان كان في أعظم طاعة وأشرف عبادة عن أرفع مقام مما هو فيه، وأشرف درجة، وفراغه لتفرده بربّه وصفاء وقته، وخلوص همه من كل شيء سواه، وأن ذلك غض من حالته هذه العلية، فيستغفر الله لذلك. وقيل: هو مأخوذ من الغين والغيم ، وهو السحاب الرقيق الذي يغشى السماء، فكأن هذا الشغل والهم يغْشى قلبه ويغطيه عن غيره حتى يسْتغفر الله منه. وقيل: قد يكون هذا الغين السكينة التي يغشى (1) قلبه ، لقوله:" فأنزل اللهُ سكينتهُ عليْه "(2) واستغفاره لها: إظهار للعبودية والافتقار. ويحتمل أن تكون حالة خشية وإعظام يغشى القلب، واستغفاره شكر لله، وملازمة للعبودية، كما قال:" أفلا أكون عبدا شكوراً ". وقيل: كان يترقى من حال إلى حال، فتصير الحالة الأولى بالإضافة إلى الثانية في التقصير كالذنب، فيقع الاستغفار لما يبدو له من عظمة الرب، ويتلاشى الحال بما يتجدد من الثانية.
وقال ابن الأثير: وقيل: الغين شجر مُلتف، أراد ما يغشاه من السهْو الذي لا يخلو منه البشرُ، لأن قلبه أبدًا كان مشغولا بالله تعالى، فإن عرض له- وقتا ما- عارض بشرِي يُشغله من أمور الأمة والملّة ومصالحهما، عن ذلك ذنبًا وتقصيرًا، فيفزع إلى الاستغفار. والحديث أخرجه: مسلم.
(1) كذا.
(2)
سورة التوبة: (40) .
1487-
ص- نا الحسن بن علي: نا أبو أسامة، عن مالك بن مِغول، عن محمد بن سُوقة، عن نافع، عن ابن عمر قال: إن كُنا لنعدُّ لرسول الله عليه السلام في المجلس الواحدِ مائة مرة: " رب اغفِرْ لي وتُبْ عليًّ، إنك [أنت] التواب الرحيم "(1) .
ش- أبو أسامة: حماد بن أسامة.
ومحمد بن سُوقة- بضم السن المهملة، وفتح القاف- أبو بكر الغنوي الكوفي، رأى أنس بن مالك. وسمع: محمد بن المنكدر، ونافعا مولى ابن عمر، ونافع بن جبير وغيرهم. روى عنه: مالك بن مغول، وسفيان الثوري، وابن عيينة وغيرهم، وقال أحمد بن عبد الله: ثبتٌ. روى له الجماعة.
قوله: " إن كنا "" إن " مخففة من الثقيلة أي: إنه كنا. وفيه: استحباب كثرة الاستغفار ، وذلك لأنه- عليه السلام مع كونه مغفورا [له] قطعا، كان يسْتغفر في المجلس الواحد مائة مرة، فغيره الذي هو غريق في الذنوب بالأوْلى والأحرى أن يكثر الاستغفار، على أنه- عليه السلام كان فعله ذلك تعليمًا لأمته، وإرشادا لهم إلى طريق الاستغفار. والحديث أخرجه: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
1488-
ص- نا موسى بن إسماعيل: حدثني حفصُ بن عمر الشنيُّ: حدثني أبي: عُمر بن مرة قال: سمعتُ هلال بن يسار بن زيد مولى النبي عليه السلام قال: سمعتُ أبي يُحدّثنيه عن جدي، أنه سمع النبي- عليه السلام يقولُ:" منْ قال: أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحيُّ القيومُ وأتوب إليه، غُفِر له وإن كان فرّ (2) من الزّحْفِ "(3) .
(1) الترمذي: كتاب الدعوات، باب: ما يقول إذا قام من المجلس (3433) ، النسائي في " عمل اليوم والليلة "، ابن ماجه: كتاب الأدب، باب: الاستغفار (3814) .
(2)
في سنن أبي داود: "وإن كان قد فر".
(3)
أخرجه الترمذي: كتاب الدعوات، باب: في دعاء الضيف (3577)
ش- حفصُ بن عُمر: ابن مرة الشني البصري. سمع: أباه. روى عنه: موسى بن إسماعيل. روى له: أبو داود، والترمذي.
وأبوه: عُمر بن مُرة الشني البصري. روى عن: هلال بن يسار بن زيد مولى النبي- عليه السلام. روى عنه: ابنه: حرص. روى له: أبو داود، والترمذي.
والشنّي: نسْبة إلى شنٍّ قبيلة، وقال الجوهري: وشن حي من عبد القيس ، وهو شن بن أفصى بن عبد الريس بن أفصي بن دُعمت بن جُديلة بن أسد بن (1) ربيعة بن نِزار.
وهلال بن يسار بن زيد: أبو عقال مولى النبي- عليه السلام. روى عن: أبيه، عن جده، وعن: أنس بن مالك/. روى عنه: عمر بن محمد العُمري، وإبراهيم بن سُويْد، وعمر بن مُرّة الشني، قال البخاريّ: في حديثه مناكير، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. روى له: أبو داود، وابن ماجه.
واعلم أنه وقع في كتاب أبي داود: هلال بن يسار بن زيد، عن أبيه، عن جدّه- بالهاء. ووقع في كتاب الترمذي وغيره وفي بعض بنسخ سنن أبي داود- أيضا-: بلال بن يسار- بالباء الموحدة- وقد أشار الناس إلى الخلاف فيه، وذكره البغوي في " معجم الصحابة " بالباء وقال: ولا أعلم لزيد مولى رسول الله غير هذا الحديث، وذكر أن كنيته أبو يسار - بالياء آخر الحروف وسين مهملة- وأنه سكن المدينة، وذكره البخاري في "تاريخه الكبير"- أيضا- بالباء، وذكر أن بلالا سمع من أبيه: يسار، وأن يسارًا سمع من أبيه: زيْدٍ. وذكره في " الكمال " أوّلا- فيه كتاب الباء فقال: بلال بن يسار بن زيد مولى النبي- عليه السلام. روى عن أبيه، عن علىّ، ثم ذكره- أيضا- في كتاب الهاء فقال: هلال بن يسار ابن زيد، على ما ذكرناه.
وأبوه: يسار بن زيد. روى عن: أبيه. روى عنه: ابنه: بلال أو هلال. روى له: أبو داود، والترمذي.
(1) مكررة في الأصل.
وجده: زيد أبو يسار مولى النبي- عليه السلام. روى عنه: ابنه: يسار. روى له: أبو داود، والترمذي.
قوله: " وإن كان فر من الزحف " أي: من الجهاد ولقاء العدو في الحرْب ، والزحف: الجيش يزحُفون إلى العدو. أي: يمشون، يُقال: زحف إليه زحفا إذا مشى نحوه. وقد عُد الفرار من الزحف من الكبائر ، فإذا غفر لصاحب الكبيرة بقوْلِ هذا الدعاء فلصاحب الصغيرة أولى وأجدر. والحديث: رواه الترمذي وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
1489-
ص- نا هشام بن عمار: نا الوليد بن مسلم: نا الحكم بن مُصعب: نا محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، أنه حدثه عن ابنْ عباس، أنه حدثه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لزِم الاستغفار جعل الله له من كل ضِيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيثُ لا يحتسِبُ "(1) .
ش- الحكم بن مصعب: القرشي الدمشقي. روى عن: محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. روى عنه: الوليد بن مسلم، قال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه غيره. قال الحافظ: ولا أعرف له سوى حديث الاستغفار. روى له: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
والحديث أخرجه: النسائي، وابن ماجه، وقال في " مختصر السنن ": وفي إسناده الحكم بن مصعب، ولا يحتج به.
1490-
ص- نا مسدد: نا عبد الوارث ح ونا زياد بن أيوب: نا إسماعيل- المعنى-، عن عبد العزيز بن صهيب قال: سأل قتادةُ أنسا: أي دعْوة كان النبي- عليه السلام يدْعو بها (2) ؟ قالي: كان أكثر دعوة يدْعو بها: " اللهم (3) آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرةِ حسنة، وقِنا عذاب
(1) النسائي في "عمل اليوم والليلة"، ابن ماجه: كتاب الأدب، باب: الاستغفار (3819) .
(2)
في سنن أبي داود: "يدعو بها أكثر".
(3)
في سنن أبي داود: "اللهم ربنا".
النار ". وزاد زيادٌ: وكان أنس " إذا أراد أن يدْعُو بدعوة دعى بها، وإذا أراد أن يدْعُو بدعاء دعى بها فيها (1) .
ش- عبد الوارث: ابن سعيد، وإسماعيل: ابن عليةْ.
قوله: "آتنا في الدنيا حسنةً " أي: أعطنا في الدنيا نعمة، وقال قتادة: عافيةً، وقال الثوري: حسنة الدنيا: العلم والعبادة، وحُسنُ الآخرة: العفو والمغفرة، وقال الحسن: آتنا في الدنيا: عبادةً، وفي الآخرة: جنة، وقال السدي: المال والجنّة، وقال عطاء: القناعة والرضا، وقيل: ثناء الخلق ورضا الخالق، وقيل: الإيمان والأمان، وقيل: الإخْلاص والخلاص، وقيل: السنة والجنة، وقال علي- رضي الله عنه: المرأة الصالحة، والحور العين، والعذاب: هو المرأة السوء.
قوله: " وزاد زياد" أي: زاد زياد بن أيوب في روايته: " وكان أنس ابن مالك- رضي الله عنه إذا أراد أن يدعو بدعوة دعى بها " أي: بهذه (2) الدعاء، وإذا أراد أن يدعو بدعاء غير ذلك كان يدعو بها، أي بهذه (2) الدعاء فيها أي: في دعائه التي غير هذه الدعاء. والحديث أخرجه: البخاري، ومسلم، والنسائي بنحوه.
1491-
ص- نا يزيد بن خالد الرملي: نا ابن وهب: نا عبد الرحمن ابن شريح، عن أبي أسامة بن سهل بن حُنيف، عن أبيه قال: قال رسول الله عليه السلام: " منْ سأل الله الشهادة بِصدق (3) بلغهُ اللهُ/ منازل الشهُّداءِ، وإن مات على فِراشِهِ "(4) .
(1) البخاري: كتاب الدعاء، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم ربنا آتنا في الدنيا حسنة (4/ 73)، مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة 26- (2690) .
(2)
كذا.
(3)
في سنن أبي داود: " صادقا ".
(4)
مسلم: كتاب الإمارة، باب: ذم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو (157/1909)، الترمذي: كتاب فضائل الجهاد، باب: ما جاء فيمن سأل الشهادة (53 6 1) ، النسائي (6/ 37) كتاب الجهاد، باب: مسألة الشهادة (2/ 316)، ابن ماجه: كتاب الجهاد، باب: القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى (2797) .
ش- عبد الله: ابن وهب.
وعبد الرحمن بن شريح: ابن عبيد الله بن محمود الإسكندراني المصري، أبو شريح المعافري. روى عن: يزيد بن أبي حبيب، وعبد الكريم بن الحارث، وسهْل بن أبي أمامة وغيرهم. روى عنه: ابن وهب، وابن المبارك، وعبد الله بن صالح وغيرهم، قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لا بأس به. توفي بالإسكندرية سنة سبع وستين ومائة. روى له الجماعة.
وأبو أمامة بن سهْل بن حُنيْف: الأنصاري. والمحفوظ في هذا الإسناد عن ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن شريح، عن ابن أبي أمامة بن سهْل، عن أبيه، عن جده، وهكذا في " مُوطأ ابن وهب " وذكره كذلك مسلم بن الحجاج، وأبو عبد الرحمن النسائي، عن شيوخه، عن ابن وهب. وقال في " الكمال ": سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني. سمع: أباه، وأنس بن مالك. روى عنه: يزيد بن أبي حبيب، وأبو شريح: عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، وعبد الرحمن بن سعيد المري (1)، قال ابن معين: ثقة. روى له: الجماعة إلا البخاري.
قوله: " بصدق " أي: بإخلاصِ وحُسْن ظن. والحديث أخرجه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
1492-
ص- نا مسدد: نا أبو عوانة، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن عليّ بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم الفزاري قال: سمعت عليا يقولُ: كنتُ رجلاً إذا سمعتُ من رسول الله- عليه السلام حديثًا نفعني اللهُ منه بها شاء أن ينْفعني، وإذا حدثني أحد من أصحابه استحْلفته، فإذا حلف لي
(1) كذا وفي تهذيب الكمال (12/ 172)" عبد الرحمن بن سعد المدني" وقال محققه: " وقع في حواشي النسخ من تعقيبات المؤلف على صاحب "الكمال". قوله: " كان فيه عبد الرحمن بن سعيد المري، وهو وهم".
صدقته قال: حدّثني أبو بكر- وصدق أبو بكر- أنه قال: سمعتُ رسول الله- عليه السلام يقولُ: " ما مِن عبد يُذنبُ ذنبًا فيُحسن الطهُور، ثم يقومُ فيُصلِي ركعتين، ثم يسْتغفرُ الله، إلا غفر اللهُ له، ثم قرأ هذه الآية " والذين إذا فعلُوا فاحشةً أوْ ظلمُوا أنفُسهُمْ ذكرُوا (1) الله فاسْتغْفرُوا لذنُوبِهِمْ (2)" إلى آخرِ (3) الآية (4) ".
ش- أبو عوانة: الوضاح، وعثمان بن المغيرة: هو عثمان الأعشى ، وقد ذكر.
وعلي بن ربيعة: الوالبي الأسدي أبو المغيرة الكوفي. روى عن: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، والمغيرة بن شعبة، وأسماء بن الحكم الفزاري. روى عنه: أبو إسحاق السبيعي، وعثمان بن المغيرة، ومحمد بن قيس الأسدي، قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. روى له: مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه. ْ وأسماء بن الحكم الفزاري: أبو حسان الكوفي. روى عن: علي بن أبي طالب. روى عنه: علي بن ربيعة، قال البخاري: يعد في الكوفيين، قال أحمد بن عبد الله: هو (5) كوفي تابعي ثقة. روى له: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
قوله: " من أصحابه " أي: من أصحاب النبي- عليه السلام.
قوله: " وصدق أبو بكر " جملة حالية، وفيه تعظيم علي لأبي بكر. قوله:" فيحُسِن الطهور "- بضم الطاء- إلي: الوُضوء. وفيه:
(1) في الأصل: " وذكروا ".
(2)
" فاستغفروا لذنوبهم " غير موجود في سنن أبي داود.
(3)
سورة آل عمران: (135) .
(4)
الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في الصلاة عند التوبة (406) ، وكتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة آل عمران (3006)، النسائي (الكبرى) : كتاب التفسير، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في أن الصلاة كفارة (1395) .
(5)
مكررة في الأصل.
فضل الوضوء والصلاة والاستغفار. وفيه فائدة أخرى: وهي جواز استحلاف المُخبر بشيءٍ. وأخرجه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه،
وقال الترمذي: حديثٌ حسنٌ لا نعْرفه إلا من هذا الوجه، وذكر أن
بعضهم رواه فوقفه.
493،- ص- نا عُبيدُ الله بن عمر بن ميْسرة: نا عبدُ الله بن يزيد المُقْرئ:
حدثني حيوةُ بن شريح: حدثني عُقبة بن مُسلم يقولُ: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله- عليه السلام أخذ بيده وقال:" يا معاذُ " واللهِ إني لأحبك (1)" فقال: " أوصيك يا مُعاذُ لا تدعن في دُبرِ كل صلاةٍ تقولُ ، اللهمّ أعنِّي على ذِكرِكً وشُكرِك وحُسْنِ عبادتِك ". وأوْصى بذلك معاذ الصنابحي، وأوْصى به الصُنابحيُ أبا عبد الرحمن (2) .
ش- عُقبة بن مسلم: التُجيبي المصْري. وأبو عبد الرحمن: اسمه:
عبد الله بن يزيد الحُبُلي- بضم الحاء المهملة والباء الموحدة- وقد ذكر
مرةً. والصُنابحي: هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن عُسيْلة ، وقد ذكر، الصنابحي: نسْبة إلى صُنابح بن زاهر، بطنٌ من مراد.
قوله: " تقول " في محل النصب على المفعولية، وأصله: أن تقول بأن
المصدرية ، والتقديرُ: لا تدعنّ قولك: " اللهم اعني " إلى آخره. وفيه:
استحباب قول الرجل لمن يُحبه: إني أحبك، وجواز/ الحلِف على ذلك، واستحباب الوصية بالخير، واستحباب المواظبة على الدعاء المذكور
عقيب كل صلاةٍ. والحديث: أخرجه النسائي، ولم يذكر الوصية.
1494-
ص- نا محمد بن سلمة المرادي: نا ابن وهب، عن الليث بن
سعْد، أن حُنين بن أبي حكيم حدثه، عن عُليِّ بن رباح اللخمي، عن عقبة
(1) قوله: " والله إني لأحبك " جاء في سنن أبي داود مكررا.
(2)
النسائي: كتاب السهو، باب: نوع آخر من الدعاء (3/ 53) .
28 * شرح سنن أبي داوود
ابن عامر قال: أمرنِي رسولُ الله- عليه السلام أن أقْرأ بالمعوذات دبر كل صلاة (1) .
ش- حُنين بن أبي حكيم: القرشي الأموي المصري، مولى سهل بن عبد العزيز أخي عمر بن عبد العزيز. روى عن: عُلي بن رباح، ونافع مولى ابن عمر، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم. روى عنه: الليث بن سعْد، وابن لهيعة، وسعيد بن أبي هلال، قال ابن عدي: ولا أعلم يروي عنه غير ابن لهيعة، ولا أدري البلاء منه أو من ابن لهيعة؟ إلا أن أحاديث ابن لهيعة عن حنين غير محفوظة. روى له: أبو داود، والنسائي.
قوله: " بالمعوذات " أراد بها سورة الفلق وسورة الناس؛ وإنما جمعها باعتبار أن ما يُستعاذ منه فيهما كثير، فافهم. والحديث: أخرجه الترمذي، والنسائي، وقال الترمذي: حديث غريب.
1495-
ص- نا أحمد بن علي بن سُويد السّدُوسي: نا أبو داود، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، أن رسول اللهِ- عليه السلام كان يُعجِبُهُ أن يدعو ثلاثا، ويسْتغفر ثلاثا (2) .
ش- أبو داود: الطيالسي سليمان بن داود، وإسرائيل: ابن يونس، وأبو إسحاق: السبيعي، وعبد الله: ابن مسعود. والحديث أخرجه: النسائي.
1496-
ص- نا مسدد: نا عبد الله بن داود، عن عبد العزيز بن عُمر، عن هلال، عن عمر بن عبد العزيز، عن ابن جعْفر، عن أسماء بنت عُميس
(1) الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب: ما جاء في المعوذتين (2903)، النسائي: كتاب السهو، باب ، الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة (3/ 68) .
(2)
النسائي: في عمل اليوم والليلة (148) .
قالت: قال لي رسولُ الله- عليه السلام: " ألا أعلِّمُك كلمات تقُولِهِن (1) عنْد الكربِ، أو في الكربِ: اللهُ اللهُ ربِّي، لا أشرك به شيئًا "(2) .
ش- عبد الله بن داود: الخُريْبي البصْري.
وعبد العزيز بن عمر: ابن عبد العزيز بن مروان، أبو محمد القرشي الأموي المدني، أخو عبد الملك، وعاصم وآدم، وإبراهيم. سمع: أباه، وقزعة بن يحيى، ونافعا مولى ابن عمر وغيرهم. روي عنه: شعبة، ويحيى القطان، ووكيع، ومسْعر، وابن جرير وغيرهم، قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال أبو زرعة: لا بأس به. روى له الجماعة.
وأسماء بنت عميس: الخثعمية من بني خثعم بن أنمار بن معد بن عدنان، كانت تحت جعفر بن أبي طالب، وهاجرت معه إلى ارض الحبشة، ثم قتل عنها يوم مُؤتة، فتزوجها أبو بكر الصديق فمات عنها، ثم تزوجها علي، وولدت لجعفرٍ: عبد الله، وعونًا، ومحمدًا، وولدت لأبي بكر: محمدًا، وولدتْ لعلي: يحيي، فولد جعْفر وولد أبي بكر إخوة لأم (3) . روى عنها: عبد الله بن عباس، وابنها: عبد الله بن جعْفر، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وعروة بن الزبير. روى لها: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. والحديث أخرجه: النسائي مُسندا ومرسلاً، وأخرجه ابن ماجه.
ص- قال أبو داود: هذا هلال مولى عمر بنِ عبد العزيزِ، وابنُ جعفر: هو عبد الله بن جعْفرٍ.
ش- هلال: أبو طعمة مولى عمر بن عبد العزيز. روى عن: عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعمر بن عبد العزيز. روي عنه: ابن لهيعة،
(1) في سنن أبي داود: " تقولينهن ".
(2)
ابن ماجه: كتاب الدعاء، باب: الدعاء عند الكرب (3882) .
(3)
كذا، والجادة:" فولد جعفر وولد أبي بكر وولد عليه إخوة لأم ".
قال أبو سعيد بن يونس: وكان يُقرئ القرآن بمصر. روى له: أبو داود، وابن ماجه. وعبْد الله بن جعْفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، وقد ذكرناه.
1497-
ص- نا موسى بن إسماعيل، نا حماد، عن ثابت، وعلي بن زيد، وسعيد الجُريري، عن أبي عثمان النهدي، أن أبا موسى الأشعري قال: كنتُ مع رسول الله- عليه السلام في سفرِ، فلما دنوْا من المدينة كبّر الناسُ، ورفعُوا أصواتهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:(يا أيها الناسُ! إنكم لا تدْعُون أصم ولا غائبا، إن الذي تدْعونه بيْنكم وبيْن أعناقِ رِكابكُم " ثم قال رسولُ الله- عليه السلام: " يا أبا مُوسى! ألا أدلك على كًنْزِ من كُنُوزِ الجنة؟ " فقلتُ: وما هو؟ قال: " لا حوْل ولا قوة إلا بالله " (1) .
ش- حماد: ابن سلمي، وثابت: البياني، وعلي بن زيد: ابن جدعان البصري القرشي الأعمى، وسعيد: ابن إياس الجريري، وأبو عثمان: عبد الرحمن بن ملّ النهدي.
قوله: " لا تدعون أصم ولا غائبا " وقد فسره في حديث آخر بقوله: "إنكم تدْعُون سميعًا قريبًا وهو معكم ".
قوله: " بينكم وبين أعناق ركابكم " وهذا مجاز كقوله تعالى: " ونحْنُ أقْربُ إِليْهِ مِنْ حبْلِ الوريدِ "(2) والمراد: تحقيق سماع الدعاء (3) . وفي
(1) البخاري: كتاب الجهاد، باب: ما يكره من رفع الصوت، مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: استحباب خفض الصوت بالذكر (2704)، الترمذي: كتاب الدعوات، باب: ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد (3461) ، النسائي في "الكبرى"، ابن ماجه: كتاب الأدب، باب: ما جاء في " لا حول ولا قوة إلا بالله "(3824) .
(2)
سورة ق: (16) .
(3)
بل قرب الله من عباده قربا حقيقيا يليق بكماله وجلاله، " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" وهو كنزوله سبحانه في الثلث الأخير من الليل، وكتقربه من عباده شبرا بذراع، وذراعا بباع، وهذا لا ينافي علوه سبحانه، فهو سبحانه علِي في دنوه، قريب في علوه، اعتقاد أهل السُنة والجماعة، وانظر العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام.
رواية لمسلم:/ " الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم ". والركاب- بكسر الراء- الإبل التي يُسارُ عليها ، الواحدة: راحلة، ولا واحد لها من لفظها، والجمع الركُب مثال الكُتُب.
قوله: " ألا أدلك "" ألا " كلمة تنبيه يُنبِّهُ بها المتكلمُ السامع على أمر عظيم الشأن.
قوله: " على كنز " الكنز في اللغة: ما دفن من الأموال والأمتعة، ومعناه هاهنا: إن هذا القول يُعدُّ لقائله، ويُدخر له من الثواب ما يقع له في الجنة موقع الكنز في الدنيا ، لان من شأن الكانزين أن يستعدوا به، ويستظهروا بوجدان ذلك عند الحاجة إليه. وقال الشيخ محيي الدين: قال العلماء: سبب ذلك: أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله عز وجل، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا راد لأمره، وإن العبد لا يملك شيئا من الأمر، ومعنى الكنز هاهنا: أنه ثوابٌ مدخر في الجنة وهو ثواب نفيس، كما أن الكنز أنفسُ أموالِكم. والحديث أخرجه: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه بنحوه مُطولا ومختصرا.
1498-
ص- نا مسدد: نا يزيد بن زُريع: نا سليمان التيْمي، عن أبي عثمان، عن أبي موسى الأشعري أنهم كانوا مع رسول اللهِ- عليه السلام وهم يتصعّدُون في ثنيّة، فجعل رجلٌ كلما علا الثنيّة نادى: لا إله إلا الله والله كبرُ. فقال نبي الله: " إنكُم لا تُنادون أصمّ ولا غًائبا " ثم قال: "يا عبد اللهِ بن قيسٍ " " فذكر معناه (1) .
ش- " يتصعدون " أي: يتكلفون الصعود في الثنية، وهي العقبة في الجبل، وقيل: هو الطريق العالي فيه، وقيل: أعلى المسيل في رأسه.
(1) انظر الحديث السابق.
قوله: " فذكر معناه " أي: معنى الحديث المذكور.
1499-
ص- نا أبو صالح: أنا ألو إسحاق الفزاري، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى بهذا الحديث قال فيه: فقال النبي- عليه السلام: " يا أيها "يأيها الناس! أرْبعُوا على أنفسِكُم " (1) .
ش- أبو صالح: محبوب بن موسى الأنطاكي الفزاري. روى عن: أبي إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك، ومخلد بن الحُسن. روى عنه: أبو داود، والنسائي، عن رجل، عنه وجماعة آخرون، قال أحمد ابن عبد الله: ثقة صاحب سنة. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو إسحاق الفزاري: اسمُه: إبراهيم بن محمد بن الحارث، وقد ذكرناه مرةً. وعاصم: الأحول، وأبو عثمان: عبد الرحمن النهدي، وأبو موسى: عبد الله بن قيس الأشعري.
قوله: " أربعُوا "- بكسر الهمزة، وسكون الراء، وفتح الباء الموحدة- معناه: أرْفُقوا بأنفسكم واخفِضُوا أصواتكم ، فإن رفع الصوت إنما يفْعله الإنسان لبُعْد من يخاطبُه لِيُسْمِعه وأنتم تدعون الله تعالى وهو سميع قريب، وهو معكم بالعلم والإحاطة وقال ابن السكيت: ربع الرجل يرْبعُ إذا وقف وتحتس. وفي الحديث: النّدب " إلى خفض الصوت بالذكر إذا لم تدع حاجة إلى رفعه ، فإنه إذا خفضه كان ابلغ في توقيره وتعظيمه، فإن دعت حاجة إلى الرفع رفع كما جاءت به أحاديث.
1500-
ص- نا محمد بن رافع: نا أبو الحُسين زيد بن الحُباب: أخبرني عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني: حدثني أبو هانئ الجولاني أنه سمع أبا علي التُّجِيبي، أنه سمع أبا سعيد الخدري، أن رسول الله- عليه السلام
(1) انظر الحديث قبل السابق.
قال: " من قال: رضيتُ بالله ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولا، وجبتْ
له الجنةُ " (1) .
ش- أبو هانئ: حميد بن هانئ المصري، وأبو علي: اسمُه: عمرو
ابن مالك الجنبِي أبو علي المصري، ويُقال: التُّجِيبي- كما في "السُّنن ".
قوله: " رضيت بالله ربا " أي: قنعتُ به، واكتفيت به، ولم أطلب
معه غيره.
قوله: " وبالإسلام دينًا " أي: رضيت بالإسلام دينا بمعنى: لم أسْع في
غير طريق الإسلام، ولم أسْلك إلا ما يوافق شريعة محمد- عليه السلام.
قوله: " وبمحمد رسولا " أي: رضيت بمحمد رسولا بمعنى: آمنتُ به
في كونه مُرسلا إليّ وإلى سائر المسلمين. وانتصاب " ربا " و " دينًا "
و" رسولا " على التمييز، والتمييز وإن كان الأصل أن يكون في المعنىِ
فاعلا يجوز أن يكون مفعولا- أيضًا- كقوله تعالىْ " وفجرْنا الأرْض
عُيُونًا " (2) ويجوز أن يكون نصبها على المفعولية لأن" رضِي " إذا عُدي
بالباء يتعدى إلى مفعول آخر، وقد مر الكلام فيه مرةً مستوفًى. والحديث
أخرجه: النسائي/ وأخرجه: مسلم، والنسائي من حديث أبي عبد الرحمن الحُبُلي عبد الله بن يزيد (3) ، عن أبي سعيد أتم منه.
1501-
ص- نا سليمان بن داود العتكي: نا إسماعيل بن جعْفر، عن
العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول اللهِ- عليه
السلام- قال: " منْ صلّى عليّ واحدةً فصلى (4) اللهُ عليه عشرة "(5)
(1) النسائي: في " عمل اليوم والليلة " عن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن زيد ابن الحبيب، به.
(2)
سورة القمر: (12) .
(3)
في الأصل: " زيدا خطأ.
(4)
في سنن أبي داود: " صلى ".
(5)
مسلم: كتاب الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد له (408)، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في فضل الصلاة على=
ش- إسماعيل بن جعفر: ابن أبي كثير الأنصاري، والعلاء بن عبد الرحمن: ابن يعقوب الحرقي.
وأبوه: عبد الرحمن بن يعقوب، الحُرقي. روى عن: عبد الله بن عمر، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري. روى عنه: ابنه: العلاء، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، سئل أبو حاتم: هو أوثق أو المسيب بن رافع؟ فقال: ما أقربهما. روى له: الجماعة إلا البخاري. قوله: " فصلى الله " بالفاء في رواية أبي داود. وأخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي وفي حديثهم:" صلى الله عليه عشرا، بدون الفاء. ومعنى صلاة الله على عبْده عبارة عن الرحمة والمغفرة ، وهذه مسألة مشهورة. 1502- ص- نا الحسنُ بن علي: نا حُسيْن بن علي، عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس قال: قال النبي- عليه السلام: " إن مِن أفضلِ أيامكُم: يوم الجُمُعة، فأكثِرُوا عليّ من الصلاة فيه؟ فإن صلاتكُمْ معْروضة عًليّ " قال: فقالوا: يا رسول الله " كيف (1) تُعرضُ صلاتُنا عليك وقد أرمْت؟ قال: يقولون: بلِيت، قال. " إن الله حرم على الأرضِ أجساد الأنْبياءِ " (2) .
ش- حسين بن علي: ابن الوليد الجُعْفي مولاهم الكوفي. وعبد الرحمن ابن يزيد بن جابر: أبو عتبة الشامي الدمشقي، وأبو الأشعث: شراحيل ابن آدة، وقد مر.
وقد تقدم الحديث بعيْنه بأتم منه في " باب فضل يوم الجمعة،. والحديث: أخرجه النسائي، وابن ماجه. وله علّة، وقد جمعت طرقه في جزء مفرد وذلك أن حسين بن علي الجُعْفي حدّث به عن عبد الرحمن
= النبي صلى الله عليه وسلم (485)، النسائي: كتاب السهو، باب: الفضل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (3/ 50)(1296) .
(1)
في سنن أبي داود: " وكيف".
(2)
تقدم تخريجه برقم (1018)، باب: تفريع أبواب الجمعة.
ابن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، ومنْ نظر ظاهر هذا الإسناد لم يرْتبْ في صحته لثقة رواته وشهرتهم، وقبول الأئمة أحاديثهم، واحتجاجهم بها، وحدث بهذا الحديث عن حسين الجُعْفي جماعة من النبلاء، وعلته: أن حُسين بن علي الجُعْفي لم يسمع من عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا يحتج به، في حدّثه حسين الجُعفي غلط في اسم الجد فقال: ابن جابر ، بيّن ذلك الحُفاظ ونبهوا عليه ، قال البخاري في " التاريخ الكبير ": عبد الرحمن بن يزيد ابن تميم السلمي الشامي، عن مكحول. سمع منه: الوليد بن مسلم، عنده (1) مناكير، ويُقال: هو الذي روى عنه أهل الكوفة أبو أسامة، وحسين فقالوا: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وابن تميم أصح. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فقال: عنده مناكير، فقال: هو الذي روى عنه: أبو أسامة، وحسن الجُعفي وقالا: هو ابن يزيد بن جابر ، وغلطا في نسبه ، ويزيد بن تميم أصح ، وهو ضعيف الحديث. وقال أبو بكر الخطيب: روى الكوفيون أحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ووهموا في ذلك. وقال موسى بن هارون الحافظ: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذلك وهما منه، هو لم يلق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، إنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، فظن أنه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف.
قوله: " أرمت " على وزن ضربت؟ وأصله: " أرممْت " أي: بليت وصرت رميما ، فحذفوا إحدى الميميْن ، وهي لغة كما قالوا: ظلت في ظللت، وقد مر الكلام فيه مستوفى في " باب الجمعة "
***
(1) في الأصل: " عدة " خطأ، وانظر:" التاريخ الكبير "(5/ الترجمة 1156) .
348-
بابُ: النّهْي أنْ (1) يدْعو الإنسانُ على أهْله وماله
أي: هذا باب في بيان النهي عن دعاء الإنسان على أهله وعياله وأمواله، وفي بعض النسخ:" باب النهي عن دعاء الإنسان على أهله وماله ".
1503-
ص- نا هشام بن عمار، ويحيي بن الفضل، وسليمان بن عبد الرحمن قالوا: نا حاتم بن إسماعيل: نا يعقوب بن مجاهد أبو حزْرة، عن عُبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله- عليه السلام: " لا تدْعُوا على أنفسكُم، ولا تدْعُوا على أولادكُم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيسْتجيب لكم (2) "(3) .
ش-/ يحيى بن الفضل: السِجسْتاني، وسليمان بن عبد الرحمن: التميمي الدمشقي، وحاتم بن إسماعيل: الكوفي، وأبو حزْرة- بفتح الحاء المهملة، وسكون الزاي، وفتح الراء- وقد مرّ مرةً.
قوله: " على خدمكم " الخدم- بفتحتين- جمع خادمٍ، ويقع الخادم على الذكر والأنثى لإجرائه مجرى الأسماء غير المأخوذة من الأفعال كحائض وعاتق.
قوله: " ساعة نيْل " النيْل: الإصابة، مصدر من نال ينالُ، والمعنى: ساعة إصابة فيها عطاء.
قوله: " فيستجيب لكم " بالنصْب؛ لأنه جواب النهي، والمعنى (4) :
(1) في سنن أبي داود: " عن أن ".
(2)
جاء في سنن أبي داود بعد الحديث قوله: " قال أبو داود: هذا الحديث متصل الإسناد، فإن عبادة بن الوليد بن عبادة لقي جابرا "
(3)
مسلم: كتاب الزهد والرقائق، باب: حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر (3009) .
(4)
مكررة في الأصل.