الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روايتهما احتمالا، وهو ما ذكره محمد بن الحسن في صلاة الأثر، فقال: يحتمل أنه- عليه السلام أطال الركوع زيادة على قدر ركوع سائر الصلوات، فرفع أهل الصف الأول رءوسهم ظنا منهم أنه- عليه السلام رفع رأسه من الركوع، فمن خلفهم رفعوا رءوسهم، فلما رأى أهل الصف الأول رسول الله راكعا ركعوا، فَمَنْ خلفهم ركعوا، فلما رفع عليهما السلام رأسه من الركوع رفع القوم رءوسهم، ومَن خلف الصف الأول ظنوا أنه ركع ركوعه، فرووه على حسب ما وقع عندهم، ومثل هذا الاشتباه قد يقع لمن كان في آخر الصفوف، وعائشة- رضي الله عنها كانت واقعة في صف النساء، وابن عباس في صف الصبيان في ذلك الوقت، فنقلا كما وقع عندهما، فيحمل على هذا توفيقا بين الروايات.
***
249- باب: من قال: أربع ركعات
أي: هذا باب في بيان من قال: إن في صلاة الكسوف أربع ركعات. 1149- ص- نا أحمد بن حنبل، نا يحيي، عن عبد الملك، لا عطاء، عن جابر بن عبد الله قال:- كَسَفَت الشمسُ على عهدِ رسول الله، وكان ذلك اليوم (1) الذي مات فيه إِبراهيمُ ابْنُ رسول الله- عليه السلام-َ فقال الناسُ: إنما كَسَفَتْ لِمَوْت إِبراهيمَ (2) ، فقام النبي- عليه السلام فَصلى بالناسِ ست رَكَعَات فِي أَربع سَجَدَات، كبرَ، ثم قَرَأ فَأطالَ القِراءةَ، ثم رَكَعَ نَحواً ممرا قَامَ، ثم رفعَ رأسَه فَقَرَأ لُهنً القِراءَة الأولَى، ثم رَكَعَ نحوا مما قامَ، ثم رَفَعَ رأسَه فَقَرَأ قِراءة " (3) الثالثةِ لحُونَ القِرَاءةِ الثانية، ثم رَكَعَ نحوا مما قَامَ، ثم رَفعَ رَأسَه فانْحَدرَ للسجُودِ فَسَجَدَ سَجْدتَينِ، ثَم قَامَ فركعَ ثلاثَ ركعاتٍ
(1) في سنن أبي داود:" وكان ذلك في أليوم ".
(12 في سنن أبي داود: " إبراهيم ابنه صلى الله عليه وسلم ".
(3)
في سنن أبي داود:" القراءة ".
قبلَ أن يَسْجُدَ لَيْسَ فيها رَكعة إلا التي قبلها أطولُ من التي بعدَهَا إلا أن
رُكُوعَه نحو من قيامه، قال: ثم تَأخرَ في صَلاته فَتَأخرَت الصفُوفُ معه،
ثم تَقَدمَ فقام في مَقَاَمَه، وتَقدمت الصفُوفُ فًقًضَى الصَلاةَ وقد طَلَعت الشمسُ، فقال: " يا أيهَا الناسُ، إِن الشمسَ والقمرَ آيَتانِ من آيتان الله عَزَّ
وجَلُّ، لا يَنكَسفَانِ لمَوْت بَشَرٍ، فإذا رَأيْتُم شيئا من ذلك فَصَلُّوَا حَتى
تَنْجَلِيَ " وساقَ بقيَةَ الحدَيثِ (1) .
ش- يحيى القطان، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي (2) ،
[2/ 104 - أ] / وعطاء بن أبي رباح.
قوله: " إبراهيم ابن رسول الله " أمه: مارية القبطية، ولد في ذي الحجة
سنة ثمان، وتوفي سنة عشر وهو ابن ثمانية عشر شهراً هذا هو الأشهر
وقيل: ستة عشر شهراً وقيل: سبعة عشر شهراً وقيل: ستة عشر
شهرا وثمانية أيام، وقيل: سنة وعشرة أشهر وستة أيام. وتوفي يوم
الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر، وقد صحت الأحاديث
أن الشمس كسفت يوم وفاته.
فإن قيل: الكسوف في الشمس إنما يكون في الثامن والعشرين أو
التاسع والعشرين في آخر الشهر العربي، فكيف يكون ووفاته في العاشر،
وأجيب بأن هذا التاريخ يحكى عن الواقعي ذكره بغير إسناد، فقد تكلموا
فيما يسنده فكيف فيما يرسله؟ وقال الذهبي: لم يقع ذلك ولن يقع،
والله قادر على كل شيء.
قوله: " فصلى بالناس ست ركعات " يعني: في كل ركعة ثلاث
ركعات. وقد قال بعض الشافعية: إنما أخذنا بقول عائشة لأن فيه زيادة،
والأخذ بالزيادة أوْلى، فيرد عليهم هذا الحديث ، لأن الزيادة فيه أكثر،
(1) أخرجه مسلم: كتاب الكسوف، باب: ما عرض على النبي لمجلس في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار (10/ 904) .
(2)
في الأصل: " العزرمي " خطأ.
وكذا الحديث الذي أخرجه مسلم أيضاً: " انه صلاها في كل ركعة أربع ركعات "، وكذا الحديث الذي رواه أبو داود:" أنه صلاها في كل ركعة خمس ركعات "، وقد قيل: إن هذا بحسب مكث الكسوف، فما طال مكثه زاد تكرير الركوع فيه، وما قصر اقتصر فيه، وما توسط اقتصد فيه واعترض على هذا بأن طولها ودوامها لا يعلم من أول الحال، مع كون النبي- عليه السلام في المسجد لا يكاد يحقق أمرها، ولا رُوي ابنه برز إليها في الصحراء، ويمكن أن يجاب عنه بأنه قد يكون- عليه السلام اطلع في كل صلاة على حالها بوحي من الله، أو إخبار ملك له، اهو إلهام من الله تعالى، ولا يحتاج إلى مشاهدة، ولا خروج إلى الصحراء، وقال بعضهم: صلى النبي- عليه السلام صلاة الكسوف غير مرة وفي غير سنة، فروى كل واحد ما شاهده من صلاته، وضبطه من فعله. قوله:" ثم ركع نحو " قام " انتصاب " نحوا " على أنه صفة لمصدر محذوف تقديره: ثم ركع ركوعا نحواً، أي: مثلاً مما قام.
قوله: " فقرأ قراءة الثالثة " أي: الركعة الثالثة.
قوله: " فانحدر " أي: نزل للسجود.
قوله: " إلا أن ركوعه نحوٌ من قيامه "- ارتفاع " نحوٌ " على أنه خبر ما أنّ، أي: مثل وشبيه من قيامه، أو قريب من قيامه.
قوله: " ثم تأخر وتأخرت الصفوف معه " فيه دليل على أن العمل القليل
لا يبطل الصلاة.
وقال الشيخ محيي الدين (1) : وضبط أصحابنا القليل بما دون ثلاث خطوات متتابعات وقالوا: الثلاث المتتابعات تبطلها، ويتأولون هذا الحديث على أن الخطوات كانت متفرقة لا متوالية.
قلت: مذهب أبي حنيفة: أن ثلاث خطوات تبطلها، وكذا خطوتين
لا الخطوة، إلا إذا كانت متفرقة، فلا تبطلها ولو كانت ثلاثاً
(1) شرح صحيح مسلم (6/ 209) .
3، شرح منن أبى داود 5
قوله: " حتى تنجلي " أي: تنكشف. والحديث: أخرجه مسلم بطوله.
1150-
ص- لا مؤمل بن هشام، نا إسماعيل، عن هشام، نا أبو الزبير،
عن جابر قال: كَسَفَتِ الشمسي على عَهد رسول الله- عليه السلام في يَوم
شَديد الحَرِّ، فَصلى رسولُ الله بأصْحَابه، فأطَالً القيام حتى جَعلُوا يَخِرونَ،
ثم رَكًعَ فأطَالَ، ثم رَفَعَ فَأطَالً، ثم ركًعَ فأطَالَ، ثَم رَفَعَ فأطَالَ، ثم سَجَدَ سجدتين، ثم قَامَ فَصَنَعَ نَحواً من ذلك، فكان أرْبَعُ رَكَعَات وَأرْبَعُ سَجَدَات
وساقَ الحديث (1) .
ش- إسماعيل ابن علية، وهشام بن حسان، وأبو الزبير: محمد بن
مسلم بن تدرس.
قوله: " يخرون " أي: يقعون. والحديث: أخرجه مسلم، والنسائي.
1151-
ص- نا ابن السرح، نا ابن وهب ح، ونا محمد بن سلمه
المعادي، نا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب أخبرني عروةُ بن الزبير،
عن عائشةَ زوج النبيِّ- عليه السلام قالتْ: خَسَفَت الشمسُ في حياة
رسول الله- عليه السلام، فَخَرَجَ رسولُ الله- عليه السلام إلى الْمَسجدَ
فَقَامَ فًكَثرً، وَصُفَّ الناسُ وَرَاءَهُ فَاقْتَرَأ رسوَلُ الله- عليه السلام قراءةً
طَوِيلَةً، ثم كبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعا طَوِيلاً، ثم رَفَعَ رأسَه فقال: " سَمِعَ الله لمن
[2/ 104 - ب] حَمدَهُ / ربنا ولك الحمدُ ما، ثم قَامَ فاقْتَرَأ قرَاءَةً طَوِيلةً، هي أَدْنَى من القِرَاءَة الأوَلَى، ثم كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعا طَوِيلا، هو أَدْنَى من الرُّكُوع الأوَّل، ثم قال
" سَمِعَ اللهُ لمن حَمدَهُ، رَبَّنا ولك الحمدُ ما ثم فَعلَ في الركعة الأخْرَى مثلَ
ذلك، فاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَات، وانْجَلَتِ الشَمسُ قَبلَ أن
يَنْصَرِف (2) .
(1) أخرجه مسلم: كتاب الكسور، باب: ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة
الكسوف من أمر الجنة والنار (9/ 904)، النسائي: كتاب الكسوف، باب:
كيف الخطبة في الكسوف؟ (3/ 152) .
(2)
البخاري: كتاب الكسوف، باب: خطبة الإمام في الكسوف (1046) ،
ش- عبد الله بن وهب، ويونس بن يزيد.
قوله: " فاقترأ " بمعنى: قرأ.
وفيه من الفوائد: إثبات صلاة الكسوف، واستحباب فعلها في المسجد الذي تصلى فيه الجمعة، وقيل: إنما يخرج إلى المصلى لخوف فواتها بالانجلاء لسُنَة المبادرة بها، وفيه: استحباب الجماعة، وتجوز فُرَادَى، وفيه: الجمع بين التسميع والتحميد للأمام، وهو حجة أبي يوسف، ومحمد، والشافعي. والحديث: أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
1152-
ص- نا أحمد بن صالح، نا عنبسة، نا يونس، عن ابن شهاب قال: وكان كثير بن عباس يُحدثُ أن عبد الله بنَ عباس كان يحدثُ لا أن رسولَ اللهِ- عليه السلام صلى في كُسُوف الشمسِ " مثلَ حَديث عُروةَ، عن عائشةَ، عن النبي- عليه السلام، أنفه صلى ركعتين في كلّ رَكعة ركعتين (1) .ًَ ش- عنبسة بن خالد، ويونس بن يزيد الأيلي.
وكثير بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي المدينة. روى عن: أبيه، وأخيه عبد الله بن العباس. روى عنه: الأعرج، والزهري. روى له: مسلم، وأبو داود، والنسائي. وكنيته: أبو تمام، وُلِدَ سنة عشر قبل وفاة النبي- عليه السلام بأشهر، وليست له صحبة (2) .
= مسلم: كتاب الكسوف، باب: صلاة الكسوف (3/ 901)، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الكسوف (561)، النسائي: كتاب الكسوف، باب: نوع آخر منه عن عائشة (3/ 130)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الكسوف (1263) .
(1)
البخاري: كتاب الكسوف، باب: صحة الكسوف جماعة (1052)، مسلم: كتاب الكسوف، باب: ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار (907)، النسائي: كتاب الكسوف، باب: كيف صلاة الكسوف؟ (3/ 128) .
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (24/ 4947) .
والحديث: أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.
1153-
ص- نا أحمد بن الفرات بن خالد الرازي أبو مسعود، نا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن أبي جعفر الرازي قال أبو داودَ: وحُدّثت حديثا (1) عن عمر بن شقيق قال: نا أبو جعفر الرازي- وهذا لفظُهُ وهو أتمُّ- عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب قال: انكشفت الشمسُ على عهدِ رسول الله- عليه السلام، وإن النبي- عليه السلام -َ صلى بهمْ فَقَرَأ بسورة منه الأُوَل وَرَكَعَ خمْسَ رَكَعَات، وسَجَدَ سَجْدتنِ، ثم قًامَ الثانيةَ فَقَرَأ سُورة من الَطُّوَل، ورَكَعَ خَمْسَ ركًعَات وسَجَدَ سَجدتيْ، ثم جَلَسَ كما هو مُسْتَقْبِلَ القبلَة، يَدْعو حتى انجلَى كُسُوفُهَا (2) .
ش- محمد بن عبد الله بن أبي جعفر عيسى بن ماهان. روي عن: أبيه، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهم. روي عنه: أبو مسعود، ومحمد بن أيوب، وأبو حاتم الرازيون، وسئل عنه أبو حاتم فقال: صدوق. روي له: أبو داود (3) . وأبوه: عبد الله بن عيسى بن ماهان، روي عن: أبيه، وأيوب بن عتبة، وشعبة، وغيرهم. روي عنه: ابنه محمد، ومحمد بن عيسى بن الطباع، والحسن بن عمر، قال محمد بن حميد: سمعت من عبد الله ابن أبي جعفر عشرة آلاف حديث فرميت بها. وقال ابن عدي: وبعض حديثه لا يتابع عليه. روي له: أبو داود (4) .
وجده: عيسى (5) بن أبي عيسى ماهان كذا قال يحي بن معين، وحاتم بن إسماعيل، وقال يونس بن بكير: اسمه: عبد الله بن ماهان، أصله من مركز (6) ، سكن الري، وقيل: كان مولده بالبصرة. سمع:
(1) كلمة " حديثا " غير موجودة في سنن أبي داود.
(2)
تفرد به أبو داود.
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (25 / 5335) .
(4)
المصدر السابق (4 1/ 3208) .
(5)
مكررة في الأصل.
(6)
في الأصل:" مرو "، وما أثبتناه من تهذيب الكمال.
عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وقتادة، وابن المنكدر، وغيرهم.
روى عنه: ابنه عبد الله، وشعبة، ووكيع، وغيرهم. وقال محمد بن
سعد: كان ثقة، وكذلك قال ابن معين: وعنه يكتب حديثه ولكنه يخطئ
وفي لفظ: صالح. وقال ابن عمار: ثقة. وقال أبو زرعة: شيخ يهم
كثيراً وقال زكرياء بن يحيى الساجي: صدوق ليس بمتقن. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (1) .
وعمر بن شقيق بن أسماء الجرمي (2) البصري. روى عن: إسماعيل
ابن مسلم، وأبي جعفر الرازي. روى عنه: روح بن عبد المؤمن،
ويحيى بن حكيم. قال ابن عدي: هو قليل الحديث. روى له
أبو داود (3) .
والربيع بن أنس البكري الخراساني. سمع: أنس بن مالك، وأبا
العالية، والحسن البصري. روى عنه: سليمان التيمي، والأعمش، والثوري، وأبو جعفر الرازي، وغيرهم. قال أحمد بن عبد الله:
بصري ثقة. وقال أبو حاتم: هو صدوق. توفي في سدود قرية من قرى
مرة. روى له: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه (4) .
وأبو العالية: رفيع بن مهران البصري.
/ قوله: " من الطّويل لما بضم الطاء، وفتح الواو، جمع الطُولَى، مثل [2/ 105 - أ] الكُبَر في الكُبْرى، والسبع الطُّوَل هي البقرة، وآل عمران، والنساء،
والمائدة، والأنعام، والأعراف، والتوبة. وقال النووي في لا الخلاصة لا:
هذا الحديث لم يضعفه أبو داود، وهو حديث في إسناده ضُعْ ". قلت:
سكوت أبي داود يدل على أنه ليس بضعيف، إذ لو كان عنده ضعيهما لَلَوَّح
عليه.
(1) المصدر السابق (33/ 7284) .
(2)
في الأصل: " المخرمي "
(3)
المصدر السابق (21/ 4258) .
(4)
المصدر السابق (9/ 1853) .
1154-
ص- نا مسدد، نا يحيي، عن سفيان، نا حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي- عليه السلام: أنه صلى في كُسُوف (1) فَقَرَأ ثوم رَكَعَ، ثم قَرأ ثم رَكَعَ، ثم قَرَأ ثم رَكَعَ، ثم قَرَأ ثم رَكَعَ، ثم سَجَدَ، والأخْرى مِثلهَا " (2) -
ش- أي: الركعة الأخرى مثل الركعة الأولى. والحديث: أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي،
1155-
ص- نا أحمد بن يونس، نا زهير، لا الأسود بن قيس، حدثني ثعلبة بن عباد (3) العبدي ثم (4) من أهلِ البصرة، أنه شَهِدَ خُطبةً يوما لسَمُرَةَ بنِ جندبا قال: قال سَمُرَةُ بنُ جُندبٍ: بينمَا أنا وغُلام من الأنصارِ نَرْقِي غرَضَين لنا حتى إذا كانتا الشمسُ قيدَ رُمْحينِ أو ثلاثة في عينِ الناظِرِ من الأفُقِ اسوُدَتْ حتى آضَتْ كَأنها تنومة، فقالَ أحدُنا لصاحبه: انطلِقْ بنا إلى المسجد فو الله ليُحْدثَن شَأنُ هذه الشمسِ لرسولِ الله- عليه السلام في أمته حَدَثنا، قال "َ فَدَفَعْنَا فإذا هو بَارِز، فاسْتَقَدمَ فصَلىَ، فقام بنا كأطوَلِ ما قَامً بنا في صَلاة قَط، لا نَسمعُ له صوتاً قال: ثم رَكَعَ بنا كأطوَلِ ما رَكَعَ بنا في صَلاة قط، ً لا نَسمعُ له صوتاً قال (5) : ثم سَجَدَ بنا كأطوَلِ ما سَجَدَ بنا في صَلاةً قط، لا نَسمعُ له صَوتاً، قال (5) : ثم فَعَلَ في الركْعةِ الأخرى مثلَ ذلك، قال: فَوَافَقَ تَجَلِّيَ الشمسِ جُلُوسُه في الركْعَةِ الثانيةِ، قال: َ ثم
(1) في سنن أبي داود: " كسوف الشمس ".
(2)
مسلم: كتاب صلاة الكسوف، باب: ذكر من قال: إنه ركع ثمان ركعات في أربع سجدات (908)، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الكسوف (560)، النسائي: كتاب صلاة الكسوف، باب: كيف صلاة الكسوف (3/ 128، 129) .
(3)
كتب فوقها " معا "، أي: بفتح العين المهملة وكسرها.
(4)
كلمة " ثم " غير موجودة في سنن أبي داود.
(5)
كلمة " قال " غير موجودة في سنن أبي داود.
سَلَّمَ (1) فحمدَ اللهَ، وأثنى عليه، وشَهدَ أنْ لا إله إلا الله، وشَهدَ أنه عبدُ الله ورسولُهُ، ثم سًاقَ أحمدُ بنُ يُونُسَ خُطبًةَ النبيِّ- عليه السلام (2) .
ش- زهير بن معاوية.
والأسود بن قيس العَبْدي، وقيل: البجلي أبو قيس الكوفي. سمع: جندي بن عبد الله التجلي، وسعيد بن عمرو بن سعيد، وشقيق بن عقبة. روى عنه: الثوري، وابن عجينة، وشعبة، وزهير بن معاوية، وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. روى له الجماعة (3) .
وثعلبة بن عباد العادي البصري. سمع: سمرة بن جندل. روى عنه: الأسود بن قيس. روى له: أبو ما،. د، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (4) .
وعبَاد بكسر العن وتخفيف الباء الموحدة، له صحبة، ويقال: فيه عَباد بفتح العين وتشديد الباء؟ والأول أشهر.
قوله:" بينما " قد مر الكلام فيه غير مرة، أن أصله " بَيْن " فزيدت فيه "ما" وأن بينا وبينما ظرفا زمان بمعنى المناجاة، ويحتاجان إلى جواب يتم به المعنى، والجواب هاهنا.
قوله: " نَرْمي غَرضين " الغَرض- بفتح الآن، والراء-: الهَدفُ. قوله: " قيدَ رمحين " بكسر القاف، يقال: قِيلَ رمح، وقاد رمح، وقاب رمح، أي: قدر رمح.
قوله: " حتى آضت" أي: رجعت وصارت، من آل يوفر أيضاً
(1) في سنن أبي داود:، ثم سلم، ثم قام فحمد،.
(2)
الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في صفة القراءة في الكسوف (562)، النسائي: كتاب الكسوف، باب: نوع آخر (3/ 140)، ابن ماجه: كتاب أقامة الصحة، باب: ما جاء في صلاة الكسوف (1264) .
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (3/ 506) .
(4)
المصدر السابق (4/ 844) .
قوله: " تَنُّومةٌ " بفتح التاء ثالثة الحروف، وتشديد النون وضمها، وبعدها واو ساكنة وميم: نَوع من نبات الأرض فيها، وفي ثمرها سواد قليل، ويقال: هو شجر له ثمر كَمِدُ اللون.
قوله: " فإذا هو بارز " من البروز وهو الظهور. وقال الخطابي (1) : "هذا تصحيف من الراوي، وإنما هو بأزز، أي: بجمع كثيرِ، تقول العربُ الفصحاء منهم: أزز، والبيْت منهم أزَز، إذا غصَ بهم لكثرتهم ". قوله: " لا نسمع له صوتا ما هذا دليل على ابنه لم يجهر بالقراءة، وفي قول عائشة أيضا: " فحَزرتُ قراءته " دليل على أنه لم يَجهْر، وفيه حجة لأبي حنيفة. والذي روى البخاري ومسلم عن عائشة، أن النبي- عليه السلام جهر في صلاة الكسوف لبنان الجواز، ويُحتمل أن يكون جهرَ مرةً وخَفَتَ أخرى.
قوله: " فوافق تجلي الشمس جلوسُه " / ارتفاع جلوسه على أنه فاعل وافق ومفعوله قوله: " تجلي الشمس ". والحديث: أخرجه الترمذي مختصراً، والنسائي مُطولا ومختصرات، وابن ماجه مختصرات، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
1156-
ص- نا موسى بن إسماعيل، لا وُهَيب، عن (2) أيوب، عن أبي صلابة، عن قبيلة الهلالي قال: كَسَفَتِ الشمسي على عهد رسولِ الله عليه السلام فَخَرَجَ فزعا يَجُرُّ ثَوبَه وأنا معه يومَئذ بالمدينة، فصًلى رَكْعتين فأطَالَ فيهما القيام، ثم انصرَفَ وانجلت، فقال:"إنما هذه الآياتُ يُخَوف اللهُ بها، فإذا رَأيْتُمُوهَا فَصَلوا كأحدَث صَلاة صَلَيْتُمُوهَا من المَكْتُوبَةِ "(3) .ش- وُهَيب بن خالد، وأيوب السختياني، وأبو صلابة: عبد الله بن زيد الجرمي.
(1) معالم الحق (1/ 223) .
(2)
في سنن أبي داود:" حدثنا ".
(3)
أخرجه النسائي: كتاب صلاة الكسوف، باب: الأمر بالدعاء في الكسوف (3/ 144) .
وقبيصة بن المخارق بن عبد الله بن شداد بن أبي ربيعة الهلالي، وفد على النبي- عليه السلام، ورُوي له عنه ستة أحاديث. ربكما له مسلم حديثا واحداَ مقرونا بزهير بن عمرو الهلالي. ربكما عنه: كنانة بن نعيم، وأبو عثمان المهدي، وابنه قطن بن قبيحة، وأبو قرابة. روى له: أبو داود، والنسائي (1) .
قوله: " وهيب عن أيوب " وفي بعض النسخ: " وهيب أظنُّه عن أيوب " وليس في نسخة ابن الأعرابي لفظ " أظنه " وهي الصحيحة.
قوله: " فزعا " حال من الضمير الذي في " فخرج "، وكذا قوله:" يجرّ ثوبيه " حال، وكذا قوله:" وأنا معه ".
قوله: " إنما هذه الآيات " أي: العلامات، وهي إشارة إلى كسوف الشمس وغيره نحو: خسوف القمر، والزلزلة، وهبوب الريح الشد [يد] ة، والظلمة الشديدة، مع هذه كلها تشرع الصلاة، فلذلك قال:" فإذا رأيتموها " أي: تلك العلامات " فصلوا " لله تعالى " كأحدث صلاةٍ صليتموها من المكتوبة " بمعنى: أن آيةً من هذه الآيات إذا وقعت مثلاً بعد الصبح تصلى، ويكون في كل ركعة ركوعين، وإن كانت بعد المغرب يكون في كل ركعة ثلاث ركعات، دان كانت بعد الرباعية يكون في كل ركعة أربع ركوعان (2) ، ويجور أن يكون المراد الجهر والإضرار في الزراعة، بمعنى: أن آية من هذه الآيات إذا وقعت عقيب صلاةٍ جهرية، تصلى ويجهر فيها بالقراءة، وإن وقعت عقيب صلاةٍ سرية، تُصلى ويخافت فيها بالقراءة، والحديث رواه النسائي، والحاكم فيه المستدرك " بالسند المذكور، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ورواه البيهقي أيضا بالسند المذكور ثم قال: سقط بين أبي قرابة وقبيلة
(1) انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (3/ 254) ، وأسد الغابة (4/ 383) ، والإصابة (3/ 222) .
(2)
في الأصل: " ركعات ".