الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثقة. روى له: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه. توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
وأبوه: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري. سمع: أبا سعيد الخدري. روى عنه: ابناه: محمد، وعبد الرحمن. روى له: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
قوله: " يَتقالُّها " - بتشديد اللام- أي: يراهَا قليلةً ، يُقال: تقلّلَ الشيءَ واستقله وتقالّه وَقَاله إذا رآه قليلاً.
قوله: " إنها " أي: سورة {قل هو الله أحد} " لتعدل ثلث القراَن " أي: لتُماثِلُ ، وفيه أقوال ، أحدها: أن القرآن العزيز لا يتجاوزُ ثلاثة أقسام، وهي الإرشادُ إلى معرفة ذات الله وتقديسه، ومَعْرفة أسمائه وصفاته، أو معرفة أفعاله وسُنته في عباده، ف" اشتملت سورة الإخلاص على أحد هذه الأقسام الثلاثةَ وهو التقديس، وازَنَها رسولُ الله بثلث القرآن، والثاني: أن القرآن الكريم أنزل أثلاثا ، فثلث أحكام وثُلث وعد ووعيد، وثُلث أسماء وصفات ، وقد جمع في {قل هو الله أحد} أحد الأثلاث وهي الصفات، والثالث: أن من عمِل بما تضمنه من الإقرار بالتوحيد والإذعان للخالق، كان كمنْ قرأ ثلث القرآن، والرابع: قال ذلك لشخص بعَيْنه قصدهُ رسولُ الله ، وهذا يقدح فيه أن رسول الله حَشَدَ الناسَ، وقال: " سأقرأ عليكم ثلث القرآن " فقرأ {قل هو الله أحدٌ} ، والخامس: أن الله تعالى يتفضلُ بتضعيف الثواب لقارِئها ويكون مُنتهى التضعيف ثلث ما يَستحقّ من الأجر على قراءة القرآن من دون تضعيف أجرٍ، والسادسُ: أنه إنما قال هذا للذي رَددها، فحصل له من تردادهاَ وتكرارها قدر تلاوته ثلث القرآن.
***
340- بَابٌ: في المُعَوِّذَتَيْن
أي: هذا باب في بيان فضائل المعوذتين ، وهما سورة {قل أعوذ بربّ
الفلق} ، و {وقل أعوذ برب الناسِ} و {قل أعوذ برب الفلق} مدنية، وهي خمس آيات، وثلاث وعشرون كلمة (1) ، وثلاث وسبعون حرفًا، و {قل أعوذ برب الناس} مكيّة في قول قتادة وعكرمة، وفي قول ابن عباس: مدنية، وهي ست آياتٍ، وعشرون كلمةً، وتسعة وسبْعون حرفاً.
1432-
ص- نا أحمد بن عمرو بن السَّرْح: أنا ابن وهب: أخبرني معاوية، عن العلاء بن الحارث، عن القاسم مولى معاوية، عن عاقبة بن عامر قال: كُنتُ أقُودُ لرسول الله ناقتَه في السَّفرِ فقال لي: يا عُقبة! ألا أعلِّمُكَ خيرَ سُورتَيْنِ قُرئَتَا "َ فعلَّمِني {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} و {قُلْ أعُوذُ بِرب النَّاسِ} . قال: فلم يَرَنِي سَرُرْتُ بهما جدا، ف" نَزل لصلاة الصبح صَلَّى بهما صَلاةَ الصبحِ للناس، ف" فَرغَ رسولُ اللهِ من الصلاةَ التفتَ إليَّ فقال:" يا عُقبة! كيفَ رَأيت؟ "(2) .
ش- عبد الله: ابن وهب، ومُعاوية: ابن صالح قاضي الأندلس. والقاسم: ابن عبد الرحمن القُرشي الأموي مولاهم الشامي، مولى معاوية بن أبي سفيان، وكذا قاله الطبراني، ويقال: مولى خالد بن يزيد ابن معاوية، وقد ذكرناه مستوفى. وعقبة بن عامر: الجُهني.
قوله: " ألَا أعلمك " كلمة " ألا " للتحضيض والتنبيه ، وقد ذكر غير مرة.
قوله: " فلم يرني سَرُرْتُ بهما " بضم الراء الأولى ، لأنه من باب فعل يفعلُ بالضم فيهما.
قوله: " كيف رأيت؟ " إنما قال، له ذلك ترغيبا له، وتنبيها على فَضْل السُّورتَيْن وتأكيدا " قاله أوّلا.
(1) قوله " وثلاث وعشرون كلمة " مكرر في الأصل.
(2)
النسائي: كتاب قيام الليل، باب: الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة (3/ 68) .
1433-
ص- نا عبد الله بن محمد النُّفيلي: نا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عقبة بن عامر قال: بَيْنا أنا أسيرُ معَ رسولِ الله- عليه السلام بينَ الجُحْفة والأبْواء، إذ غشيتْنا رٍيحٌ وظُلَمة شَديدةٌ، فجَعل رسولُ اللهِ- عليه السلام يتعوَّذُ ب {أعُوَذُ بِربِّ الفَلَقِ} ، و {أعُوذُ بِرَبِّ الناسِ} ويقول:" يا عُقبة " تعوذ بهما، فمَا تعوَّذ مُتعوذ بمثلِهِمَا ". قال: وسمِعْتُه يَؤُمنا بهما فِي الصلاةِ (1) .
ش- " بَيْنا " أصله " بَيْن " زيدت فيه الألف للإشباع ، وقد مر الكلام فيه غير مرة وجوابه: قوله: " إذ غشيتنا " أي: أحاطتنا ، والجُحفة،- بضم الجيم- قرية جامعة بها منبر (2) بين مكة [2/169- ب] والمدينة ، وسُمّيت/ الجُحفة ، لأن السْيل اجتحفها وحمل أهلها، وهي على ثمان مراحل من المدينة، وهي على ستة أميال من البَحْر، وكان اسمها " مهيعة " فلما أجحف السَّيْلُ أهلها سُميت الجُحفة. ومَهيعة - بفتح الميم، وسكون الهاء، وفتح الياء آخر الحروف، وبعدها عين مهملة مفتوحة، وتاء تأنيث-، وقيدها بعضهم بكسر الهاء ، والأول أكثر، وقيل: إن مهيعة قريبة من الجُحفة، وفي الحديث إنها الجُحفة. والأبْواء- بفتح الهمزة، وسكون الباء الموحدة ممدودة- قريةٌ من عمل الفُرْع من ناحية المدينة ، سُميت بذلك للوباء الذي بها ، وهذا لا يصح إلا على القلب، كان يجب أن يُقال: أوباء ، وقيل: سمّيت بذلك لأن السيول تتبوأها أي: تَحلّ بها.
قلت: الأبواء في الشمال عن الجُحفة على ثمان مراحل.
قوله: " وسمعتُه يؤمنا بهما " أي: سمعْتُ النبي- عليه السلام يؤمنا بهاتين السورتين في الصلاة ، وهذا نص صريح أنهما من القرآن ، إذ لو لم يكونا منه " جازت الصلاة بهما. وقد رُوي عن ابن مسعود أنهما لَيْستا من القرآن ، والصحيح: أنهما من القرآن ، وإنما لم يَثبتا في مصحف ابن مسعود للأَمْن عن نسيانهما ، لأنهما تجريان على لسان كل إنسان ، وإلا فهما من القرآن.
(1) تفرد به أبو داود.
(2)
في الأصل:" قرية جامعة بمنبر".