الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1420-
ص- نا محمد بن بشار: نا يحيي: نا ابن عجلان: نا القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله- عليه السلام: " رَحِمَ اللهُ رَجُلاً قامَ من الليلِ فصلَّى، وأيقظَ امرأته فصلَّت، فإنْ أبَتْ نَضَحَ في وَجْهِهِا الماءَ، رَحِمَ اللهُ امرأةً قامَتْ من الليل فصَلَّتْ، وأيْقظتْ زَوْجَهَا، فإن أبى نَضَحَتْ في وَجْهِهِ الماءَ "(1) .
ش- يحيى: القطان، ومحمد: ابن عجلان، وأبو صالح: ذكوان الزيات. والحديث قد تقدم مرة. وأخرجه النسائي.
1421-
ص- نا محمد بن حاتم بن بَزِيع: نا عُبيد الله بن مُوسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن علي بن الأقمرِ، عن الأغرِّ أبي مُسلمٍ، عن أي سعيد، وأي هريرة قالا: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ استيقظَ من الليل وأيقظَ امرأتَه فصفنا ركعتَيْنِ جميعًا كُتِبَا من الناكِرِينَ اللهَ كثيرا والذَّاكِرَاتِ "(2) . ش- شيبان: ابن عبد الرحمن النحوي، والأغر: اسمه سلمان. وقد تقدم- أيضًا- في " باب قيام الليل " وزاد هاهنا في هذه الرواية قوله " كثيرًا".
***
335- بَاب: فِي ثواب قراءة القُرَانِ
أي: هذا باب في بيان ثواب قراءة القرآن.
1422-
ص- نا حفص بن عمر: نا شعبة، عن علقمة بن مَرثد، عن سَعْد بن عُبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان، عن النبي- عليه السلام قال:" خَيرُكُم مَنْ تعلَّمَ القُراَنَ وعلَمهُ "(3) .
(1) النسائي: كتاب قيام الليل والتطوع بالنهار، باب: الترغيب في قيام الليل (2/ 205)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: من أيقظ أهله من الليل (1336) وتقدم برقم (1278) .
(2)
النسائي: كتاب قيام الليل والتطوع بالبهاِر، باب: الترغيب في قيام الليل (3/ 203)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنَة فيها (1335) وتقدم برقم (1279) .
(3)
البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمها=
ش- أبو عَبْد الرحمن هذا: اسمه: عبد الله بن حبيب بن رُبَيعة
- بضم الراء، وفتح الباء- الكوفي السلمي أخو خرشة، لأبيه صحبة، وقد ذكرنا ترجمته مستوفًى، والله أعلم بالصواب.
قوله: " عَلَمه " أي: وعلّم القراَن غيره، ومفعوله الثاني محذوف. والحديث: أخرجه البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
1423-
ص- نا أحمد بن عمرو بن السَرْح: أنا ابن وهب: أخبرني يحيي بن أيوب، عن زبان بن فائد، عن سَهل بن معاذ الجهني، عن أبيه أن رسولَ الله- عليه السلام قال:" مَنْ قَرَأ القرآنَ، وعَمِلَ بما فيه، ألبسَ وَالِدَاهُ تَاجاً يومَ القيامة: ضوءه أحسنُ من ضَوْء الشمسِ في بُيوًت الدنيا لو كانتْ فِيكُم، فما ظنكم بالّذي عَمِلَ بهذا "؟ (1) .
ش- زبان: بفتح الزاي، وتشديد الباء الموحدة، وفائد: بالفاء، وقد مر ذكره.
وهذا الحديث هو الذي نظم مضمونه أبو القاسم الشاطبي بقوله:
هنيئا مريئا وَالِدَاك عليهما
…
ملابسُ أنوار من التاج والحُدا
فما ظنكم بالنجل عند جزائه
…
أولئك أهلُ الله والصَفْوة المَلا
والحديث معلول بزبان وسَهْلٍ ، وكلاهما ضعيفان.
1424-
ص- نا مسلم بن إبراهيم: نا هشام وهمام، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سَعْد بن هشام، عن عائشة، عن النبي- عليه السلام قال:" الذي يَقرأ القرآنَ وهو مَاهرٌ به معَ السَّفَرَةِ الكرام البَرَرةِ، والذي يَقرأهُ وهو يَشتد عليه فله أجْرانِ "(2)
= (5027)، الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب: ما جاء في تعليم القرآن (2907)، ابن ماجه: كتاب المقدمة، باب: فضل من تعلم القرآن وعلمه
(1)
تفردا به أبو داود.
(2)
البخاري: كتاب التفسير، باب: سورة، " عبس "(4937)، مسلم: كتاب=
ش- هشام: ابن أبي عبد الله الدستوائي، وهمّام: ابن يحيي العَوْذي. قوله: " الذي يقرأ القراَن " في محل الرفع على الابتداء، والواو في قوله:" وهو ماهر " للحال.
وقوله: " مع السفرة " خبر المبتدإ. والماهرُ: الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا تشق عليه القراءة لجودة حفظه وإتقانه. والسفرةُ: جمع سافرٍ ، ككتَبة جامع كاتب ، والسافرُ: الرسولُ، والسَفرةُ: الرُّسُل ، لأنهم يَسْفرون إلى الناس برسالات الله تعالى، وقيل: السفرة: الكتبة ، وسُمِي الكاتب سافرا لأنه يُبيّن الشيء ويُوضحه، قيل: سُموا بذلك لأنهم ينزلون بوحي الله، وما يقع به الصلاح بين الناس، فشبهوا بالسفير الذي بين الاثنين، وقيل: لأنهم يسفرون بين الله وأنبيائه.
قوله: " الكرام البررة " الكرام: جمع كريم، والبررة: جمع بارّ ، وهو المطيع من البر وهو الطاعة. قال القاضي: يحتمل أن يكون معنى قوله: " مع السفرة " يعني: مع الملائكة. أي: له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقًا للملائكة السفرة، لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى. قال: ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم، وسالك مسلكهم. قوله:" والذي يقرأه " في محل الرفع- أيضًا- على الابتداء، وخبره: قوله: " فله أجران "، وإنما دخل الفاء في جوابه لتضمن المبتدإ معنى الشرط.
/ قوله: " وهو يَشتدُّ عليه " جملة حالية أي: يتعب ويجهدُ عليه لأجل [2/ 167 - أ] الحفظ ، وإنما كان له أجران، لأن أحدهما لقراءته، والآخر لتعبه. والحديث أخرجه الجماعة.
= صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل الماهر بالقرآن والذي يتمتع به (244/ 798)، الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب: ما جاء في فضل قارئ القرآن (2904)، ابن ماجه: كتاب الأدب، باب: ثواب القرآن (3779) .
1425-
ص- نا عثمان- بن أبي شيبة: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحِ، عن أبي هريرة، عن النبيِّ- عليه السلام قال:" ما اجتمعَ قوم في بيْت من بُيوت الله تعالى، يَتْلُونَ كتابَ الله، ويتدارسُونَه بينهم، إلا نَزَلتْ عليهمً السكينةُ، وَغشيَتْهُمُ الرحمة، وحَفتهُمُ الملائكةُ، وذكَرَهم الله فيمَنْ عندَه "(1) .َ
ش- أبو معاوية: محمد بن خازم الضرير، وأبو صالح: ذكوان الزيات. والسكينة: شيء من مخلوقات الله تعالى فيه طمأنينة ورحمة ومعه الملائكة.
قوله: " وحفتهم " أي: أحاطتهم الملائكة وأحدقت بهم.
قوله: " فيمَن عنده " أي: فيمن بحضرته من الملائكة.
1426-
ص- نا سليمان بن داود المهْري: أنا ابن وهب: نا موسى بن عُلَي بن رباح، عن أبيه، عن عُقْبة بن عامر الجهني قال: خَرَجَ علينا رسولُ الله- عليه السلام ونحنُ في الصُّفةِ فقال: " أيكم يُحبُّ أن يَغْدو إلى بُطحانَ أو العقيقِ، فيأخذُ ناقتَيْنِ كَوْمَاوين زَهْراوَيْنِ بِغَير إثم بالله ولا قطع رَحمٍ؟ " قالوا: كلنا يا رسولَ الله، قال:" فَلانْ يَغدُوَ أحدُكُم كل يَوْمٍ إلى المسْجد فيتعلَّمَ آيتَيْن من كتاب اللَه خير له من ناقتَيْنِ، وإنْ ثلاث فثلاثٌ، مثلُ أعدَادهن مِن الإبل "(2) .َ
ش- عَبد الله: ابن وهب، ومُوسى بنِ عُلي- بضم العين، وقيل: بفتحها- ابن رباح- بالباء الموحدة- بن نصر بن قشيب بن يَينَع- بباءين آخر الحروف، ونون- بن أردة بن حجر بن جَديلة بن لخم اللخمي المصري، أبو عبد الرحمن أمير مصر لأبي جعفرَ المنصور ست سنين
(1) جزء من حديث أخرجه أبو داود في كتاب الأدب (4946)، ومسلم: كتاب الذكر والدعاء، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر
(269/ 38)، ابن ماجه: المقدمة، باب: فضل العلماء (225) .
(2)
مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل قراءة القرآن (802) بنحوه.
وشهرين. روى عن: أبيه، والزهري، ويزيد بن أبي حبيب. روى عنه: الليث بن سعد، وأسامة بن زيد- وهو أقدم وفاةً منه وأكبر-، وابن لهيعة، وابن وهب، وابن المبارك، وغيرهم، قال أحمد، وابن معين: ثقة. مات سنة ثلاث وستين ومائة. روى له: الجماعة.
وأبوه: عُلَيُّ بن رباح. سمع عَمرو بن العاص، وابنه عبد الله، وعقبة بن عامر، وأبا هريرة، وأبا قتادة الأنصاري، وغيرهم. روى عنه: ابنه مُوسى، ويزيد بن أبي حبيب، ومعروف بن سُوَيد وغيرهم، قال أحمد: ما علمت إلا خيرًا، وقال أحمد بن عبد الله وابن سَعد: هو ثقة. توفي بإفريقية سنة أربع عشرة ومائة. روى له: مسلم، وأبو داود. قوله:" ونحنُ في الصّفة " الصفة- بضم الصاد وتشديد الفاء- مَوْضع مُظلَّلٌ كان في مَسْجد المدينة يَسْكنونه.
قوله: " إلى بُطحان " - بضم الباء الموحدة، وسكون الطاء- واد بالمدينة ، هكذا قيده أهل الحديث، وحكى فيه أهلُ العربية فتح الباء، وكسر الطاء. والعقيقُ: واد من أودية المدينة ، وهو الذي وردَ فيه أنه واد مبارك، وفي المدينة عقيق آخًرُ على مقربة منه، وقال الأزهري: والعرب يقولُ لكل ما شَقه السَّيلُ في الأرض فأنهَره ووسَّعَه عقيق، وذكر أربعة أعقةٍ، وذكر غيرهُ عشرة أعقةٍ.
قوله: " كوْماوَيْن " تثنية كَوْماء- بفتح الكاف- العظيمة السنام.
قوله: " زَهْراوَيْن " صفة بعد صفةٍ من الزهرة ، وهي الحُسن والبَهجةُ. قوله:" بغير إثم بالله " متعلقٌ بقوله " فيأخذ " في محل الحال أي: فيأخذُ حال كونه غير مُلتبس بخطيةٍ وإثر في اتخذه ذلك، بأن كان في غير ملك أحد، ليتعلق الإثم بأخذه من غير رضاه وإذنه.
قوله: " ولا قطع رحمٍ " عطف عليه؟ والمعنى: فيأخذُ بغير قطع رحم يعني: حال كونه غير ملتبس بقطع رحم في أخذه بأن لم يكن لأحد من ذوي أرحامه حتى إذا اتخذه من مِلك أحد منهم بغير رضاه يؤدي ذلك إلى
24*شرح سنن أبى داوود
الضراب، المُنتج للانقطاع، الذي هو قطع الرحم. وفي بعض الرواية:" ولا قطيعة رحم ".
قوله: " خير له " مرفوع على أنه خبر قوله: " فلأن يغدو " واللامُ فيه للتكيف، و " أن " مصدرية.
قوله: " وإن ثلاث فثلاث " أي: وإن كان الذي يتعلمه هو ثلاث آياتٍ ، فالنوقُ ثلاث، بمعنى: فخير له من ثلاث نياق، وكذا إن أربع فأربع، وإن خمس فخمس، وهلم جرًا مثل أعدادهنً من الإبل. والحديث: أخرجه مسلم بنحوه.
[2/167-ب] / ص- قال أبو عُبيد: الكَوماءُ: الناقةُ العظيمة السَّنام.
ش- كأنهم شبهُوا سنامها لِعِظَمه بالكوْم ، وهو الموضعُ المُشرفُ ، وليس هذا بثابت في بعض النسخ.
وأبو عُبيد: هو القاسمُ بن سَلام- بتشديد اللام- كان أبوه عبدا روميا لرجل من أهل هراةَ، واشتغل أبو عُبيد بالحديث والأدب والفقه. وروى عن: أبي زيد الأنصاري، والأصمعي، وأبي عبيدة، وابن الأعرابي، والكسائي، والفراء وغيرهم. وروى الناس من كتبه المُصنفة بضعةً وعشرين كتابًا في القرآن الكريم، والحديث وغريبه، والفقه، وله الغريب المصنف، والأمثال، ومعاني الشعْر، وغير ذلك من الكتب النافعة، ويقال: إنه أول من صنفَ في غريب الحديث. وقال محمد بن وَهْب المِسْعَري: سمعتُ أبا عُبيد يَقولُ: كنتُ في تصنيف هذا الكتاب أربعة سنةً، وربما كنت استفيد الفائدة من أفواه الرجال فأضعُها في مَوْضعها من الكتاب فأبيتُ ساهرًا فرحًا مني بتلك الفائدة، وأحدكم يجيئني فيُقيم أربعة [أو] خمسة أشهر فيقول: قد أقمت كثيرًا، وولي القضاء بمدينة طرسوس ثماني عشرة سنة، وقدم بغداد فسمع الناسُ منه كُتُبَه، ثم حج فتوفى بمكة سنة اثنين أو ثلاث وعشرين ومائتي، وكان مولده بهرام سنة خمسين ومائة (1) ، والله أعلم.
***
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (23/ 4792) .