الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لترغيب الناس في الخير، كما أمرهم بالصَدقة. والحديث أخرجه البخاري.
***
254- بَابُ: مَنْ قَال: يَركَعُ رَكعَتيْن
أي: هذا باب في بنان قول من قال: يركع ركعتين في صلاة الكسوف. 1164- ص- نا أحمد بن أبي شعيب الحراني، حدثني الحارثُ بن عمير البصري، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير قال: كَسَفَت الشمسُ على عهد رسول الله- عليه السلام فَجَعَلَ يُصَلِّي رَكْعتينِ رَكْعتيَنِ ويَسأل عَنها حتىَ انْجَلَت (1) .
ش- الحارث بن عمير البصري أبو عمير، نزيل مكة. روى عن: أيوب السختياني. روى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو أسامة، وابن عيينة، ويعلى بن عبيد، وأحمد بن أبي شعيب، إبراهيم بن محمد الشافعي، وابنه: حمزة بن الحارث. وقال ابن معين: ثقة- وقال أبو حاتم: ثقة. وقال أبو زرعة: ثقة، رجل صالح. وقال ابن حبان: كان ممن يَرْوي عن الإثبات الأشياءَ الموضوعات. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، واستشهد به البخاري (2) . والحديث أخرجه النسائي، وابن ماجه، وقال البيهقي: هذا مرسل، أبو صلابة لم يسمع من النعمان.
قلت: صرح فيه الكمال بسماعه من النعمان. وقال ابن حزم: أبو قرابة أدرك النعمان، وروى هذا الخبر عنه. وصرح ابن عبد البر بصحة هذا الحديث وقال: من أحسن حديث ذهب إليه الكوفيون حديث
(1) النسائي: كتاب الكسور، باب: نوع آخر (3/ 141)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الكسوف (1262) .
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (5/ 1036) .
أبي قلابة عن النعمان، فصار قول البيهقي:" لم يسمعه منه " دعوى بلا
دليل.
1165-
ص- نا موسى بن إسماعيل، نا حماد، عن عطاء بن السائب،
عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو قال: انكَشفَت الشمسُ على عَهْد رسولَ الله
عليه السلام، فَقَامَ رسولُ الله لم يَكَدْ يَرْكَعُ ثم رَكَعِ، فلم يَكًدْ يَرْفَع ثم
رَفَعَ، فلم يَكَدْ يَسْجُدُ ثم سَجَدَ، فَلم يَكَد ْيَرفعُ ثم رَفع، فلم يَكَدْ يَسجدُ ثم
سَجَدَ، فلم يَكَدْ يرفعُ ثم رَفَعَ، وفَعَلَ في الركْعَة الأخْرَى مثلَ ذلك، ثم نَفَخ
في آخِرِ سُجُودهِ فقال: " أف أف "، ثم قالَ: لا رَبِّ، ألَمْ تَعدْنِي أن لا
تعَذبهُم وأنا فِيهم؟ ألَمْ تَعدْنِي أن لا تُعَذبهم وهم يَسْتَغفِرُونَ؟ " فَفَرخَ
رسولُ اللهِ من صلاِتهِ وقد أَمْحَصَتِ الشمسُ، وساقَ الحديثَ (1) .
ش- أبوه السائب بن مالك الثقفي، ويقال: الأشعري، ويُقال:
السائب بن يَزيد أبو يَحْيى، وهو والد عطاء. سمع: عليه بن أبي طالب
وعمار بن ياسر، وعبد الله بن عمرو بن العاص. روى عنه: ابنه عطاء،
وأبو إسحاق الطبيعي. روى له: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه (2) .
قوله: " لم يكد يرفع " يعني: لم يكد في القيام واقفا زمانا طويلاً ثم
ركع، فلم يكد يرفع رأسه، بمعنى: أنه أطال في الركوع.
قوله: " ثم رفع " أي: ثم رفع رأسه من الركوع وسجد فلم يكد
يَسجد، ووقف زمانا طويلاً ثم سجد فلم يكد يرفع رأسه من السجدة،
وقعد زمانا طويلاً، ثم رفع رأسه، وفعل في الركعة الأخرى مثل ما فعل
في الركعة الأولى.
قوله:" ثم نفخ في آخر سجُوده " فسر النفخ بقوله: " فقال: أف [2/ 107 - أ] أف" / بتسكين الفاء، و " أف " لا تكون كلاما حتى تشددَ الفاء، فتكون
(1) النسائي: كتاب الكسوف، باب: نوع آخر (3/ 137)، باب: القول في السجود في صلاة الكسوف (3/ 149) .
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (10/ 2173) .
على ثلاثة أحرُف من التأفيف، وهو قولك:" أف لكذا "، فأما " أف " والفاء خفيفة فليس بكلام، والنافخ لا يُخْرِجُ الفاءَ مُشددةً، ولا يكادُ يُخرجُها فاء صادقةً من مخرجها، ولكنه يفشيها من غير إطباق الشفة على الشفة، وما كان كذلك لا يكون كلاما، وبهذا استدل أبو يوسف على أن المصلي إذا قال في صلاة " أفْ " أو " أهْ " أو " أخ " لا تفسد صلاته. وقال أبو حنيفة ومحمد: تفسدُ لأنه من كلام الناس، وأجابا أن هذا كان ثم نسِخ.
قوله: "وقد أمحصَت الشمس " معناه: انجلت من الإمحاص، وأصل المحص: الخلوص، وقد محصته محصا إذا خلصته، وانمحص هو إذا خلص وقد تدغم فيقالُ افحص، ومنه تمحيص الذنوب وهو التطهير منها، وتمحص الظلمة انكسافها وذهابها، وفي رواية:" محضت الشمس " بالضاد المعجمة، والمعنى: نَصَع لونها، وخلُص نُورُها، وكل شيء خَلُص حتى لا يشوبُه شيء يُخالِطه فهو مَحْض.
والحديث: أخرجه الترمذي، والنسائي، وأخرجه الحاكم في! المستدرك " وقال: صحيح ولم يخرجاه من أجل عطاء بن السائب. قلت: قد أخرج البخاري لعطاء حديثا مقرونا بأبي بشر، وقال أيوب: هو ثقة.
1166-
ص- نا مسدد، نا بشر بن المفضل، نا الجُرَيري، عن حيان بن عمير، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: بينا أنا أتَرَفَى بأسْهُمِي (1) في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خَسَفَت الشمسُ، فَنَبَذتُهن وقلتُ: لأنظُرَن ما أحْدِثَ لرسولَ اللهِ في (2) كُسُوفِ الشمسِ اليومَ؟ فانتهيتُ إليه وهو رَافع يدَيْه يُسبحُ ويَحْمَدُ ويُهَللُ ويدْعُو، حتى حسرة عن الشمس، فَقرأ بسورَتين ورَكعً ركعتينِ (3) .ً
(1) في سنن أبي داود: " بينما أنا أترمي بأسهم ".
(2)
سقطت كلمة " في " من سنن أبي داود.
(3)
أخرجه مسلم: كتاب الكسوف، باب: ذكر النداء بصلاة الكسوف (26 / 913) =
4 5 شرح سنن أبي داوود 5