الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أنس بن أبي أنس، وإنما هو: عمران بن أبي أنس، وقال: عن عبد الله ابن الحارث، وإنما هو: عبد الله بن نافع، عن ربيعة بن الحارث، وربيعة بن الحارث هو ابن المطلب، فقال هو: عن المطلب. والحديث عن الفضل بن عباس، ولم يذكر فيه الفضْل، ورواه الليث على الصواب عن عبد ربه بن سعيد، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الله ابن نافع بن العَمْياء، عن ربيعة بن الحارث، عن الفضل بن عباس، عن النبي- عليه السلام قال: وهو حديث لا يُتابَعُ عليه ولا يُعرفُ سماع بعضهم من بعض.
* * *
290- بَابُ: صَلاةِ التَّسْبِيح
أي: هذا باب في بيان صلاة التسبيح ، وإنما سميت صلاة التسبيح لأن مُصلِيها يُسبح الله فيه بعد الفراغ من القراءة وفي الركوع، وعند رفع رأسه من الركوع، وفي السجود، وبين السجدتين على ما يجيء بيانه الآن إن شاء الله تعالى.
1267-
ص- ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري: نا موسى ابن عبد العزيز: لا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي عليه السلام قال للعباس بن عبد المطلب: " يا عباس، يا عماه، ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ أَلا أجيزُكَ؟ (1) / أَلا أفعلُ بك (2) ؟ عَشْرَ خصال [2/135-ب] إذا أَنْتَ فعلتَ ذلك غفر اللهُ لَك ذنبَك أوله وآخرَه وقديمَه وحدِيثَه وخطأه وعمدَه صغيرَه وكبيرَه سره وعَلانِيتَه، عشرُ خصال: أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كُلّ ركعةَ فاتحة الكتاب وسورةً، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعةٍ وأنت قائم قلت: سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، والله كبرُ
(1) في سنن أبي داود: " أحبوك "، وذكر المصنف أنها رواية.
(2)
كذا، وقد ذكرها في الشرح " لك "، وذكر أنه في رواية " بك "، وهي المذكورة في سنن أبي داود.
خمس عشرة مَرةً، ثم تركعُ فتقولُها وأنتَ راكع عشراً، ثم ترفع رأسكَ من الركوع فتقولُها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً، ثم ترفعُ رأسك من السجود فتقولها عشراً َ، ثم تسجدُ فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراًً فذلك خمسٌ وسَبْعون في كلِ ركعة، تَفْعل ذلك في أربع ركعات إن استطعتَ أن تُصليها في كل يوم مرةً فافعًلْ، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرةً، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرةً، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرةً، فإن لم تفعَلْ ففي عُمرك مَرة " (1) .
ش- عبد الرحمن بن بشر بن الحكم: ابن حبيب بن مهران العبدي، أبو محمد النيسابوري. سمع: ابن عُيينة، ويحيى القطان، وموسى بن عبد العزيز، وغيرهم. روى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وأبو حاتم، وجماعة آخرون. وقال صالح بن محمد: صدوق. وقال الحاكم: العالِم ابن العالِم ابن العالِم. توفي سنة ستين ومائتين (2) .
وموسى بن عبد العزيز: أبو شعيب اليماني العدني القِنباري. سمع: الحكم بن أبان العدني. روى عنه: عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ومحمد بن أسد. قال ابن مَعين: ما أرى به بأساً (3) .
والقِنْباري: نسبة إلى قِنبار- بكسر القاف، وسكون النون، وبعدها
باء موحدة مفتوحة، وبعد الألف راء- وهو ليف الجوْز الهندي، يقال لمن يَفْتله ليحزز به المراكب البحرية: قنْباري. ورأيتُ في بعض المواضع أنه نسبة إلى قُنبارَةَ ، قرية مِنْ قرى اليمنَ، وضبَطُوها بضم القاف. والحكم بن أبان: العَدني، وعكرمة: مولى ابن عباس.
قوله: " يا عماه " أصله: يا عمي، فأرادوا التخفيف فقلبوا كسرة
(1) ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في صلاة التسابيح (1387) . (2) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (16/ 3765) .
(3)
المصدر السابق (29/ 6279) .
الميم ألفاً فصار يا عَما، ثم ألحقوه الهاء في الوقف لبيان الألف، فصار "يا عَماه ".
قوله: " ألا أعطيك " كلمة " ألا " للتَنْبيه، فتدل على تحقق ما بعدها. قوله:" ألا أمنحك " منْ منحَ يَمنحُ إذا أعْطَى، والاسم: المنْحة ، وهي: العطية.
قوله: " ألا أجيزك " من أجازه يُجيزه إذا أعْطاه ، والجائزة: العَطيةُ. وفي بَعْض الروايات: " ألا أحْبُوك "َ موضع " ألا أجيزك " من حَبَاه كذا وبكذا إذا أعْطاه، والحِبَاءُ: العَطيّةُ، والحَبْوَةُ- بالفتح- المَصْدرُ. قوله:" ألا أفعلُ لك " أي: "لأجلك. وفي بعض النُسخ: " ألا أفْعلُ بك " أي: أفعلُ بك خيراً.
قوله: " عشرُ خصال " مرفوع على أنه خبر مبتدإ " محذوف أي: هي عشرُ خصال، ويجوز أَن يكون انتصاب " عشر " على أن يكون مفعولَ قوله: " أفعَلُ ".
قوله: " ذلك " يَرجعُ إلى ما وَعَده به مما يبينه باعتبار التقدير.
قوله:، " أوله " لما بدل من قوله:" ذنبك " وما بعده عطف عليه.
قوله: " صغيره " نصب على البدلية- أيضاً- وكذا قوله: " سره" قوله: " عشر خصال " أي: هي عشر خصال، وهي أن تغفر له أولَ ذنبه وآخره وقديمه وحديثه وخطؤُه وعمده وصغيرُه، وكبيرُه وسره وعلانيتُه، وقد اندرج في هذا سائر أنواع الذنب، ولا يمكن أن يُقال فيه: المراد من الذنوب: الصغائر ، لأنه صرح بغفران الكبيرة- أيضاً
قوله: " أن تصلي " في محل الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: تلك العطية التي أعطيك إياها أو تلك المِنحة أو تلك الجائزة هي: أن تصلي أربع ركعات.
قوله: " فذلك خمس وسبعون " لأنه يقول أولاً خمس عشرة مرةَ ثم
يقول: عشراً عشراً ست مرات ، فذلك ستون، ويَصيرُ مع الأول خمسة وسبعين، ويصير الجميع ثلثمائة مرة؛ لأنها أربع ركعات في كل ركعة خمسة وسبعون. والحديث أخرجه: ابن ماجه.
[2/135-ب] 1268- ص- نا محمد بن/ سفيان الأبُلّي: نا حَبان بن هلال أبو حبيب: نا مهدي بن ميمون: نا عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء: حدثنى رجل كانت له صحبة يُرَوْن عبد الله بن عَمرو قال: [قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ائتني غداً أحْبُوك وأثيبُك وأعْطيكَ حتى ظننت أنه يُعطيني عطيةً قال: إذا زَال النهارُ فقم فصَل أرَبع ركعاتَ، فذكر نحوه، قال:" ثم ترفعُ رأسك من السجدة (1) الثانية فاسْتَوِ جًالسا ولا تقُم حتى تَسبّح عشراً وتحمْد عشراً وتكبر عشراً وتُهلل عشراً، ثم تَصْنع ذلك في الأربع ركعات، قال: فإنك لو كنتَ أعظم أهل الأرض ذنباً كُفر لك ذلك (2) ، قلتُ: فإن لم أستطع أن أصليها تلك الساعةَ؟ قال: " صَلهَا من الليل وَالنهارِ " (3) .
ش- محمد (4) بن سفيان: ابن أبي الزرد الأبُلي. روى عن: حبان ابن هلال. روى عنه: أبو داود. والأبلي- بضم الهمزة والباء الموحدة وتشديد اللام-: نسبة إلى أبُلة.
ومَهْدي بن ميمون: أبو يحيى الأرْدي المَغولي مولاهم البصري. سمع: الحسن البصري، وابن سيرين، وهشام بن عروة، وغيرهم. روى عنه: ابن المبارك، ووكيع، وأبو داود، وأبو الوليد الطيالسيان، وجماعة آخرون. قال أحمد وابن معين: ثقة. مات سنة سنتين وتسعين ومائة (5) .
وعمرو بن مالك: النُّكْري- بضم النون- أبو يحيى. سمع:
(1) في سنن أبي داود: " يعني: من السجدة ".
(2)
في سنن أبي داود: " بذلك ". (3) تفرد به أبو داود. (4) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (25/ 5251) .
(5)
المصدر السابق (28/ 6224) .
أبا الجوزاء. روى عنه: مهدي بن ميمون، وحماد بن زيد، وابنه: يحيى بن عمرو. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (1) . وأبو الجَوْزاء- بفتح الجيم، وبعد الواو الساكنة زاي- اسمه: أوس بن عبد الله البصري.
قوله: " يُرَوْن " على صيغة المجهول أي: يظنون عبد الله بن عمرو بن العاص.
قوله: " وأثيبك " من أثابَه يُثيبُه إثابةً أي: أعطاه جَائزةً، والاسمُ: الثواب، ويكوَن في الخير والشرَ ، إلا أنه بالخير أخص! وكثر استعمالاً. قوله:" ذنباً " نصب على التمييز.
قوله: " من الليل " أي: في أي جُزْء كان من الليل والنهار، ويُستثنى منها الأوقات المكروهة.
ص- قال أبو داود: حبَان بن هلال خالُ هلال الرَأي.
ش- حَبان - بفتح الحاء وتشديد الباء الموحدة - بن هلال الباهلي، وقد يُقال: الكِنَاني أبو حَبيب البَصْري. روى عن: شعبة، وحماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد العطار. روى عنه: عليّ بن المديني، وابن المثنى، والبخاري، وأحمد بن سعيد الدارمي، قال أحمد: إليه انتهى التثبت بالبصرة. وقال ابن معين والترمذي: ثقة. مات بالبصرة في شهر رمضان سنة ستة عشر ومائتين (2) .
وهلال الرَأي: 000 (3) .
ص- قال أبو داود: رواه المُستمر بن الريان، عن أبي الجوزاء، عن عبد الله بن عَمرو مَوْقوفٌ (4) .
(1) المصدر السابق (22/ 4441) . (2) المصدر السابق (5/ 1064) . (3) بياض في الأصل قدر ثلثي سطر.
(4)
في سجن أبي داود: " موقوفاً "، وأشار المصنف إلى أنها نسخة.
ش- أي: روى الحديث المذكور: المستمر بن الريان الإيادي البصري،
وهو رأى أنس بن مالك، وسمع: أبا نضرة العبدي. روى عنه: يحيى
القطان، وشعبة، ومسلم بن إبراهيم، وأبو داود الطيالسي، وغيرهم.
قال ابن معين: هو ثقة. وقال ابو حاتم: شيخ ثقة. وقال أبو داود:
كان صدوقاً ثقة. روى له: مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي (1) .
قوله: " موقوف " أي: هو موقوف على ابن عَمْرو. وفي بعض
النسخ: " موقوفاً " فيكون حالاً من الضمير الذي في " رواه " أعني:
الضمير المنصوبَ.
ص- ورواه روح بن المُسيب، وجَعْفر بن سليمان، عن عَمْرو بن مالك
النكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس قوله، وقال في حديث روح:
فقال حديث النبي- عليه السلام.
ش- أي: روى الحديث المذكور- أيضاً- روح بن المُسيب، وجعفر
ابن سُلَيمان الضبعي، عن عمرو بن مالك النُّكْري- بضم النون-، عن
أبي الجوْزاء أوْس بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس " قوله " أي: قول
ابن عباس ، وهذا- أيضاً- موقوف.
قوله: " وقال في حديث رَوحْ: فقال النبي- عليه السلام " أشار بهذا إلى
أنه رفعه وروح بن المُسيب 000 (2) .
[2/136-أ] / 1269- ص- نا أبو توبة الربيع ابن نافع: نا محمد بن مهاجر، عن عُرْوة بن رُوَيْم قال: حدثني الأنصاري أن رَسولَ الله- عليه السلام قال لجَعْفر بهذا الحديث، فذكر نحوهم، قال في السجدة الثانية من الركعة الأولى كما قال في حديث مهدي بن مَيْمون (3) .
ش- عروة بن رُوَيم: أبو القاسم اللخمي الشامي الأرْدُني، وكانت له
بدمشق دار بناحية قنطرة سنان. سمع: أبا ثعلبة الخُشَني- وقال
(1)
المصدر السابق (27/ 5892) . (2) تفرد به أبو داود.
(2)
بياض في الأصل قدر ثلثي سطر.
عبد الرحمن: لم يَسْمع-، وسمع: أنس بن مالك، وعبد الله بن الدَّيْلمي، وعبد الرحمن بن قرط. وروى عن: أبي ذر، وثوبان، وأبي كبشة الأنماري، وجابر بن عبد الله، وعبد الرحمن بن غنم، وحكيم بن معاوية مُرسلاً. وروى من طريق ضعيف عن أبي مالك الأشعري، وهشام بن عروة، والقاسم أبي عبد الرحمن. روى عنه: الأوزاعي، وأبو فروة، وزيد بن سنان الرهاوي، ومحمد بن مهاجر، وجماعة آخرون. وقال أبو حاتم: عامّة أحاديثه مراسيل. وقال ابن معين: ثقة. مات سنة أربع وأربعين ومائة بذي خُشُب، وحُمل إلى المدينة فدُفن بها. روى له: أبو داود (1) .
الأنصاريُّ: جماعة؛ ولكن المراد هاهنا: جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي.
قوله: " قال لجَعْفر بهذا الحديث " أي: الحديث المذكور، وجَعْفر:
هو 000 (2) .
قوله: " كما في حديث مهدي بن ميمون " وهو رواية أبي الجوزاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وقد أخرج حديث صلاة التسبيح: الترمذي، وابن ماجه من حديث أبي رافع مولى رسول الله. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي رافع، وقال- أيضاً- وقد رُوي عن النبي- عليه السلام غير حديث في صلاة التسبيح، ولا يصح منه كبيرُ شيء. وقال: وفي الباب عن ابن عباس، وعبد الله بن عَمرو، والفضل بن عباس، وأبي رافع. انتهى. وقال أبو جعفر محمد ابن عمر العقيلي الحافظ: ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت. وقال غيره: وقد وقع لنا حديث صلاة التسبيح من حديث العباس بن عبد المطلب، وأنس بن مالك، وغيرهما. وفي كلها مَقال، وأمثل الأحاديث فيها: حديث عكرمة [عن] ابن عباس، وهو الذي ذكر في أول هذا
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (20/3904) . (2) بياض قدر نصف سطر.