الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونا ابن إدريس، عن الأجلح، عن الشعبي، عن زر بن حبيش،
قال: سمعت أبيّاً، يقول: " ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين، هي التي
أخبرنا بها رسول الله، أن الشمس تطلع بيضاء ترقرق ".
***
310- باب من قال: هي في كل رمضان
أي: هذا باب في بيان قول من قال: إن ليلة القدر في جميع شهر
رمضان.
1357-
ص- نا حميد بن زَنْجُويه النسائي، نا سعيد بن أبي مريم، نا
محمد بن جعفر بن أبي كثير، نا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن
سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عمر، قال: سُئِلَ رسولُ اللهِ وأنا أسْمعُ، عن
ليلة القدرِ؟ فقال: " هي في كلِّ رَمضانَ "(1)(2) .
شَ- حميد بن زَنْجُويه- بفتح الزاي، وسكون النورْ، وضم الجيم،
وفتح الياء- والنحاة يقولونه: زِنجويه مثل سيبويه ونحوه [
…
] (3) .
ومحمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم المدني، أخو
يحيى، وإسماعيل، وكثير. سمع سلمة بن دينار، وحميدا (4)
الطويل، وزيد بن أسلم، وغيرهم. روى عنه: سعيد بن أبي مريم،
ومعتمر بن سليمان، وخالد بن معدان، وغيرهم. روى له: الجماعة.
اختلف العلماء في محل ليلة القدر، فقال جماعة: هي متنقلة، تكون
في سنة في ليلة، وتكون في سنة أخرى في ليلة وهكذا، وبهذا جمع بين
الأحاديث، ويقال: كل حديث جاء بأحد أوقاتها، فلا تعارض فيها،
هذا قول مالك، والثوري، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور، وغيرهم،
قالوا: وإنما تنتقل في العشر الأواخر من رمضان، وقيل: بل في كله،
(1) جاء في سنن أبي داود بعد الحديث: " قال أبو داود: رواه سفيان، وشعبة،
عن أبي إسحاق موقوفا على ابن عمر، لم يرفعاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ".
(2)
تفرد به أبو داود.
(3)
بياض في الأصل قدر نصف سطر.
(4)
في الأصل: " حميد ".
وقيل: إنها معينة لا تنتقل أبدًا، بل هي ليلة معينة في جميع السنين لا
تفارقها، وعلي هذا قيل هي في السنة كلها، وهو قول ابن مسعود- رضي
الله عنه- وقيل: بل في شهر رمضان كله، وهو قول ابن عمر،
وجماعة من الصحابة، وبه قال أبو حنيفة، وقال: ليلة القدر، تكون
في شهر رمضان، لا في غيره، لكنها تتقدم وتتأخر 0 وقال أبو يوسف،
ومحمد: تكون في شهر رمضان في ليلة واحدة، لا تتقدم ولا تتأخر.
وفائدة الخلاف فيمن قال لعبده: أنت حر ليلة القدر، فإن قال ذلك
قبل دخول شهر رمضان عتق إذا انسلخ الشهر، وإن كان بعد مضي ليلة
من الشهر لم يعتق عبده حتى ينسلخ الشهر من العام القابل، لجواز أنها
كانت في الشهر الماضي في الليلة الأولى وفي الشهر الآتي في الليلة
الأخيرة، وعندهما إذا مضى ليلة من الشهر من العام القابل، فجاء مثل
الوقت الذي حلف عتق، لأن عندهما لا تتقدم ولا تتأخر، في ليلة من
الشهر في كل وقت، فإذا جاء مثل ذلك الوقت فقد تيقنا بمجيء الوقت
المضاف إليه العتق، فلهذا يعتق، كذا في " مبسوط " شمس الأئمة
السرخسي، وقيل: بل في العشر الوسط والأواخر، وقيل: في العشر
الأواخر، وقيل: يختص بأوقات العشر، وقيل: بأشفاعها، وقيل: بل
في ثلاث وعشرين، أو سبع وعشرين، وهو قول ابن عباس، وقيل:
تطلب في ليلة سبعة عشر، وإحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين،
وحُكي عن علي، وابن عباس، وقيل: ليلة ثلاث وعشرين، وهو قول
كثير من الصحابة، وقيل: ليلة أربع وعشرين، وهو مَحكي عن بلال
/وابن عباس، والحسن، وقتادة، وقيل: ليلة سبع وعشرين، وهو قول
جماعة من الصحابة، وقيل: سبع عشرة، وهو مَحكي عن زيد بن أرقم،
وابن مسعود أيضًا، وقيل: ليلة تسع عشرة، وحُكي عن ابن مسعود
أيضًا، وحُكي عن على أيضًا، وقيل: آخر ليلة من الشهر.
واختلفوا هل هي باقية أم كانت في زمن رسول الله- عليه السلام
خاصة، فقالت طائفة: قد رفعت لقوله- عليه السلام حين تلاحَى