الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصحاب رسول الله، فأغمد السيف، وعلقه، قال: ثم نودي بالصلاة، فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، قال: فكانت لرسول الله أربع ركعات، وللقوم ركعتين،، وأخرجه البخاري تعليقا، واستدل صاحب " الهداية " بهذا الحديث أن الإمام إذا كان مقيماً، صلى بالطائفة الأولى ركعتين، وبالطائفة الثانية ركعتين. ص- وكذلك قال سليمان اليشكري: عن جابر، عن النبي- عليه
السلام-.
ش- سليمان بن قيس اليشكري البصري، روى عن: جابر بن عبد الله. روى عنه: قتادة، وعمرو بن دينار. قال أو زرعة: بصري ثقة. وقال أبو حاتم: جالس سليمان اليشكري ص برأ، وسمع منه، وكتب عنه صحيفة، وتوفي وبقيت الصحيفة عند امرأته، وروى أبو الزبير، وأبو سفيان، والشعبي، عن جابر، وهم قد سمعوا من جابر، وكثره من الصحيفة، وكذلك قتادة. روى له: الترمذي، وابن ماجه (1) .
***
276- باب: صلاة الطالب
أي: هذا باب في بيان صلاة من يطلب العدو، ليقتله.
1220-
ص- نا عبد الله بن عمرو أبو معمر، نا عبد الوارث، نا محمد ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر، عن ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه، قال: " بَعَثَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بنِ سفيان الهُذِلي- وكان نحو عُرَنَةَ وَعَرَفَات، قال (2) : اذهب فاقْتُلهُ، قَال: فرأيتُه وحَضَرَتْ صلاةُ العصرِ، فقلتُ: ً إنه لأخَافُ أن يكونَ بينِي وبينه ما أنْ أؤَخرَ الصلاةَ، فانطلقتُ أمْشي، وأنا أصلي، أومئُ إيماءً نحوه، فلما دنَوْتُ منه، قال لي: مَنْ أنتَ؟ قلتَ: رَجُل من العَربِ، بَلَغَنِي أنك تَجْمَعُ لهذا الرَّجُلِ، فَجِئتُكَ في ذَاكَ،
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (12/ 2556) .
(2)
في سنن أبي داود:" فقال"
قال: إني لَفِي ذَاكَ، فمشيتُ معه سَاعة، حتى إذا أمكَنَنِي عَلَوْته بسيْفِي حتى بَرَدَ " (1) .
ش- عبد الوارث بن سعيد، ومحمد بن جعفر بن الزبير بن العوام. وابن عبد الله بن أنيس هذا هو: عبد الله بن عبد الله بن أنيس، جاء ذلك مبينا في رواية محمد بن سلمة الحراري، عن محمد بن إسحاق، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال: يروي عن أبيه في ليلة (2)[2/ 123 - ب] / القدر. روى عنه: محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (3) .
وعبد الله بن أنيس بن أسعد (4) بن حرام بن حبيب بن مالك، عداده في جهينة، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار، ولم يشهد بدراً، وشهد أُحُداً، والخندق، وما بعدها من المشاهد مع رسول الله، وبعثه رسول الله سرية وحده، روي له عن رسول الله- عليه السلام أربعة وعشرون حديثا، روى له مسلم حديثا واحدا في ليلة القدر. وروى عنه: جابر بن عبد الله، وأبو أمامة الباهلي، ومن التابعين: بسر (5) بن سعيد، وبنوه: عطية، وعمرو، وضمرة، وعبد الله بنو عبد الله. مات سنة أربع وخمسين. روى له: مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي (6) .
قوله: " بعثني رسول الله إلى خالد بن سفيان "، وكان خروجه من المدينة يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهراً من مهاجره، وذكره البيهقي في " الدلائل " تلو مقتل أبي رافع، وذلك أنه لما
(1) تفرد به أبو داود.
(2)
قوله: " في ليلة " مكررة في الأصل.
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (34/ 7739) .
(4)
في الأصل: " سعد "، وما أثبتناه من مصادر الترجمة.
(5)
في الأصل: " بشر " خطأ.
(6)
انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (2/ 258) ، وأسد الغابة (3/ 179) ، وا لإصابة (2/ 278) .
بلغه- عليه السلام أن خالد بن سفيان (1) قد جمع لرسول الله- عليه السلام فبعث إليه عبد الله وحده، فقال:" يا رسول الله، صفه لي، فقال: إذا رأيته هبته، وفرقت منه، وذكرت الشيطان، قال: وكنت لا أهاب الرجال، فاستأذنت رسول الله أن اقفل، فأذن لي، فأخذت سيفي، وخرجت، حتى إذا كنت ببطن عرنة لقيته يمشي، ووراءه الأحابيش، فعرفته بنعت رسول الله، وهبته، وحضرت صلاة العصر، فقلت: إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما أن أؤخر الصلاة، فانطلقت أمشي، وأنا أصلي، أومئ إيماء نحوه "، وفي رواية:" برأسي ""فقال: مَن الرجل؟ فقلت: من خزاعة، سمعت بجمعك لمحمد، فجئتك لأكون معك، قال: أجل، إني لأجمع، فمشيت معه وحدثته، واستحلى حديثي، وتفرق عنه أصحابه، حتى إذا هدأ الناس وناموا، اغتررته فقتلته، وأخذت رأسه، ثم دخلت غاراً في الجبل، وضَرَبَتِ العنكبوتُ علي، وجاء الطالب فلم يجدوا شيئاً، فانصرفوا، ثم خرجت فكنت أسير الليل، وأتوارى بالنهار، حتى قدمت المدينة، فوجدت رسول الله في المسجد، فلما رآني قال: افلح الوجه، قلت: أفلح وجهك يا رسول الله، فوضعت رأسه بين يديه، وأخبرته خبري، فدفع- إلي عصا، وقال: تحضر بهذه في الجنة، فكانت عنده، فلما حضرته الوفاة أوصى أهله أن يدرجوها في كفنه ففعلوا، وكانت غيبته ثمان عشرة ليلة، وقدم يوم السبت لسبع بقين من المحرم ".
قوله: " نحو عُرنة وعرفات " عرنة- بضم العين المهملة، وبالراء المفتوحة- وسكنها بعضهم، والأول أصوب، وبعدها نون مفتوحة، وتاء تأنيث، وبطن عرضة هو بطن الوادي الذي فيه المسجد، والميل كله، وهو من الحرم. وقال الشافعي: عرفة ما جاوز وادي عربة، وليس بالوادي، ولا المسجد من عينة، وعرفات علم للموقف، سمي بجمع كأس رعيت.
(1) في الأصل: " سفيان بن خالدة " كذا.
فإن قيل: لِمَ لم يمنع الصرف، وفيها السببان: التعريف، والتأنيث؟ قلت: التأنيث فيها لايح (1) ، إما أن يكون بالتاء التي في لفظها، صاما بتاء مقدرة كما في سعاد، فالتي في لفظها ليست للتأنيث، وإنما هي والألف التي قبلها علامة جمع المؤنث، ولا يصح تقدير التاء فيها ، لأن اختصاص هذه التاء بالجمع المؤنث مانعة من تقديرها، وإنما سميت بذلك لأنها وصفت لإبراهيم- عليه السلام فلما أبصرها عرفها، وقيل: الْتَقَى آدم وحواء فيها فتعارفا، وقيل: لأن الناس يتعارفون فيها.
قوله: " ما أن أؤخر الصلاة " كلمة " ما " اسم لقوله: " أن يكون " أعني: فاعله، وخبره قوله:" بيني وبينه "، وكلمة " أن " زائدة، وزعم الأخفش أن " أن " تجيء زائدة مع كونها تنصب المضارع، كما تجر من، والباء الزائدتان الاسم.
قوله: " إني لفي ذاك " أي: في جمع الناس لأجل محمد.
قوله: " علوته بسيفي " أي: ضربته به.
قوله: " حتى برد " أي: مات، وهو بفتح الراء.
[2/ 124 - أ] وقال الخطابي (2) في هذا الحديث: واختلفوا/ في صلاة الطالب. قال عوام أهل العلم: إذا كان مطلوبا كان له أن يصلي إيماء، وإذا كان طالبا نزل إن كان راكبا، وصلى بالأرض راكعاً، وساجداً، وكذلك قال الشافعي، إلا أنه شرط في ذلك شرطا لم يشترطه غيره، وقال: إذا قَل (3) الطالبون عن المطلوبين، وانقطع الطالبون عن أصحابهم، فيخافون عودة المطلوبين عليهم، فإذا كان هكذا كان لهم أن يصلوا يومئون إيماء، قال الخطابي: وبعض هذه المعاني موجودة في قصة عبد الله بن أنيس. وقال صاحب " المحيط ": والطالب إن كان راكبا لا يجور صلاته على الدابة لعدم ضرورة الخوف في حقه، وإن كان مطلوباً فلا بأس بأن يصلي
(1) كذا، ولعلها بمعنى: الا يخرج"
(2)
معالم السنن (1/ 236) .
(3)
في الأصل: " أنقل "، وما أثبتناه من معالم السنن.