المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌343- باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف - شرح سنن أبي داود للعيني - جـ ٥

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌245- جِماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها

- ‌246- باب: في أي وقت يحول رداءه

- ‌247- باب: رفع اليدين في الاستسقاء

- ‌248- باب: صلاة الكسوف

- ‌249- باب: من قال: أربع ركعات

- ‌250- بَابُ: القراءة في صلاة الكُسُوف

- ‌251- بَاب: ينادي فيهَا بالصّلاةِ

- ‌252- بَابُ: الصدَقة فيها

- ‌253- بَابُ: العِتْق فِيهَا

- ‌254- بَابُ: مَنْ قَال: يَركَعُ رَكعَتيْن

- ‌255- بَابُ: الصلاة عند الظلمة ونحوها

- ‌256- بَابُ: السُّجُود عند الآيات

- ‌257- بَابُ: صَلاةِ المُسَافِر

- ‌258- بَابُ: مَتَى يَقْصُر المُسَافِرُ

- ‌259- بَابُ: الأذانِ في السَّفر

- ‌260- بَابُ: المُسَافر يُصَلِي وهو يَشُكّ فِي الوَقتِ

- ‌261- باب: الجمعُ بين الصَّلاتين

- ‌262- بَابُ: قصر القراءة في السفرِ فِي الصلاةِ

- ‌263- بَابُ: التَّطَوُّع فِي السَّفَر

- ‌264- باب: التطوع على الراحلة والوتر

- ‌265- باب: الفريضة على الراحلة من غير عُذر

- ‌266- باب: متى يتم المسافر

- ‌267- باب: إذا أقام بأرض العدو يقصر

- ‌268- باب: صلاة الخوف

- ‌269- باب: مَن قال: يقومُ صف مع الإمام وصفّ وُجَاه العدوِّ

- ‌270- باب: مَن قال: إذا صلى ركعة

- ‌271- بَابُ: مَن قال: يكبرون جميعاً وإن كانوا مستدبري القبْلة

- ‌ 272- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة [

- ‌273- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة

- ‌274- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة، ولا يقضون

- ‌275- باب: قول من قال: يصلي بكل طائفة ركعتين

- ‌276- باب: صلاة الطالب

- ‌277- باب: تفريع أبواب التطوع وركعات السُّنَّة

- ‌278- باب: ركعتي الفجر

- ‌279- باب: تخفيفها

- ‌280- باب: الاضطجاع بعدها

- ‌281- باب: إذا أدرك الإمام ولم يصل ركعتي الفجر

- ‌ 282- باب: من فاتته متى يقضيها

- ‌283- باب: الأربع قبل الظهر وبعدها

- ‌284- باب: الصلاة قبل العصر

- ‌285- باب: الصلاة بعد العصر

- ‌286- بَابُ: مَنْ رَخّصَ فِيهمَا إذا كانَت الشمسُ مُرْتفِعةً

- ‌287- بَابُ: الصَّلاةِ قبْل المَغْرِب

- ‌288- بَابُ: صَلاة الضُّحَى

- ‌289- بَابُ: صَلاةِ النهارِ

- ‌290- بَابُ: صَلاةِ التَّسْبِيح

- ‌291- بَابُ: رَكعَتِي المَغْرب أيْنَ تُصَليانِ

- ‌292- بَابُ: الصَّلاةِ بَعْد العِشَاءِ

- ‌294- بَاب: قيام الليل

- ‌295- باب: من نام عن حزبه

- ‌296- باب: من نوى القيام فنام

- ‌297- باب: أي الليل أفضل

- ‌298- باب: وقت قيام النبي- عليه السلام من الليل

- ‌299- باب: افتتاح صلاة الليل بركعتين

- ‌300- باب: صلاةُ الليل مثنى مثنى

- ‌301- باب: في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل

- ‌302- باب: في صلاة الليل

- ‌303- باب: ما يؤمر به من القصد

- ‌باب: تفريع أبواب شهر رمضان

- ‌304- باب: في قيام شهر رمضان

- ‌305- باب: في ليلة القدر

- ‌306- باب من قال: ليلة إحدى وعشرين

- ‌307- باب: من روى أنها ليلة سبع عشرة

- ‌308- باب: من روى في السبع الأواخر

- ‌309 - باب من قال: سبعاً وعشرين

- ‌310- باب من قال: هي في كل رمضان

- ‌311- باب: في كم يقرأ القرآن

- ‌312- باب: تحزيب القرآن

- ‌313- باب: في عدد الآي

- ‌314- باب: تفريع أبواب سجود القرآن، وكم فيه من سجدة

- ‌315- باب: من لم ير السجود في المفصل

- ‌316- باب: من رأى فيها السجود

- ‌317- باب: السجود في- {إذَا السماءُ انشَقَّتْ} و {اقْرَأ}

- ‌318- باب: السجود في " ص

- ‌319- باب: الرجل يسمع السجدة وهو راكب أو في غير صلاة

- ‌320- باب: ما يقول إذا سجد

- ‌321- باب: فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح

- ‌322- باب: استحباب الوتر

- ‌323- باب: فيمن لم يوتر

- ‌324- باب: كم الوتر

- ‌325- باب: ما يقرأ في الوتر

- ‌326- باب: القنوت في الوتر

- ‌328- بَاب: في الوِتْر قَبْلَ النَّوْم

- ‌329- بَابُ: وقْت الوتْرِ

- ‌330- بَاب: فِي نَقْضِ الوِتْرِ

- ‌331- بَابُ: القُنُوتِ في الصلَواتِ

- ‌332- بَابٌ: في فَضْلِ التطوع فِي البَيْت

- ‌333- بابٌ

- ‌334- بَابُ الحَثِّ عَلى قيام اللَّيل

- ‌335- بَاب: فِي ثواب قراءة القُرَانِ

- ‌336- بَابٌ: في فَاتحةِ الكِتَابِ

- ‌337- بَاب: مَنْ قالَ: هيَ مِنَ الطُّوَلِ

- ‌338- بَاب: مَا جَاء في آية الكُرسيِّ

- ‌339- بَاب: فِي سُورة الصَّمدِ

- ‌340- بَابٌ: في المُعَوِّذَتَيْن

- ‌341- كَيفَ يُستحبُّ التَّرَسُّلُ في القُرآنِ

- ‌342- بَابٌ: فِيمَنْ حَفِظَ القُرآنَ ثم نَسِيَهُ

- ‌343- بَابٌ: أُنزِل القُرآنُ على سبعة أحْرُفٍ

- ‌344- بابُ الدُُّّعاء

- ‌345- بابُ: التّسْبِيح بالحصى

- ‌346- بابُ: ما يقُول الرجل إِذا سلم

- ‌347- باب: فِي الاسْتغْفارِ

- ‌349- بابُ: الصّلاةِ على غيْر النبِي- عليها السلام

- ‌350- بابُ الدعاء بظهْرِ الغيبِ

- ‌351- باب: ما يقُول الرجلُ إذا خاف قوْمًا

- ‌352- بابُ الاسْتخارةِ

- ‌353- باب: فِي الاسْتِعاذةِ

الفصل: ‌343- باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف

‌343- بَابٌ: أُنزِل القُرآنُ على سبعة أحْرُفٍ

أي: هذا باب في بيان أن القرآن أنزل على سَبْعةِ أحرفٍ، وفي بعض النسخ:" باب في قوله: نزل القرآن على سبْعة أحرف " وفي بَعضِها: " أنزل القرآن على سبْعة أحْرف " بدون لفظ الباب.

1445-

ص- نا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزُّبير، عن عبد الرحمن بن عَبْدٍ القارِي قال: سمعتُ عمرَ بن الخطاب يَقولُ: سمعتُ هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سُورةَ الفُرقانِ على غَيْر ما أقرؤُهَا، وكان رسولُ الله أقرأنيهِ (1) ، فكِدتُ أنْ أعْجلَ عليه، ثم أمْهَلتُهُ حتى انصرفَ، ثم لبَبْتُه بِرَدائِي، فجئتُ به رسولَ الله فقلتُ: نا رسولَ الله! إني سمعتُ هذا يَقرأ سُورةَ الفرقانِ على غيرِ ما أقْرَأتَنَيهَا، فقال له رسولُ الَله:" اقْرأ " فقرأ القرَاءَة التي سمعتُه يقرأ، فقالَ رسولُ اَللهِ:" هكذا أنزِلَتْ " ثم قال لي: " اقرأَ " فقرأتُ، فقال:" هكذا أنزِلَتْ " ثم قال: " إن هذا القُرآنَ أنزِلَ على سبعة أحرُفٍ، فاقْرءُوا ما تيَسر منهُ "(2) .

ش- عبدَ الرحمن بن عبد- بالتنوين، والقارِيّ- بالتشديد- نِسْبة إلى قارة- وقد ذكرناه.

وهشام بن حكيم بن حزام- بكسر الحاء المهملة، وفتح الزايَ- ابن خويلد بن أسد بن عبد العزَى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، أسلم يوم الفتح. رُوي له عن رسول الله ستة أحاديث. روى له: مسلم حديثًا واحدًا. روى عنه: عروة بن الزبير، وقتادة البصري- والد عبد الرحمن بن قتادة-، وجبير بن نُفير، مات قبل أبيه، وقيل ": إنه استشهد بأجنادين. روى له: أبو داود، والنسائي.

(1) في سنن أبي داود:" أقرأنيها".

(2)

البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف (4992) مسلم: كتاب صلاة المسافرين، باب: القرآن على سبعة أحرف (818)، الترمذي: كتاب القراءات، باب: القرآن أنزل على سبعة أحرف

(4 294)، النسائي: كتاب الافتتاح (937، 939) .

ص: 389

قوله: " ثم لببته " - بتخفيف الباء وتشديدها، والتخفيف أعرف-

ومعناه: جمعت عليه ثوبه عند صَدْره في لبته، ومَسكته بها وسُقتُه

واللبّة: المنحر، ووقع هاهنا " لببته بردائي "، ولفظ البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي " بردائه " ويحتمل أن يكون جمعهما له " حصل

عنده من الإنكار عليه.

قوله: " على سَبعة أحرُف " قال العلماء: سبب إنزاله على سبعة أحرف

التخفيف والتَّسْهِيل ، ولهذا قال- عليه السلام:" هُون على أمتِي ".

واختلفوا في المراد بسَبْعة أحرف ، " (1) قال القاضي: قيل: هو

توسعة وتَسْهيل لم يقصد به الحصْر، وقال الأكثرون: هو حَصْرٌ للعدد في [2/171-ب] ، سَبْعة، ثم قيل: هي سَبْعة في المعاني/ كالوَعْد والوعيد، والمحكم والمُتشابه، والحلال والحرام، والقصص والأمثال، والأمر والنَهْي.

ثم اختلف هؤلاء في تعيين السَبْعة، وقال آخرون: هي في صورة

التلاوة وكيفية النطق بكلماتها من إدغام وإظْهار، وتفخيم وترقيق، وإمالة

ومَد ، لأن العرب كانت مختلفة اللغات في هذه الوجوه، فيسّرَ اللهُ تعالى عليهم، ليقرا كل إنسان بما يُوافقُ لغتَه، ويَسْهلَ على لسانه. وقال

آخرون: هي الألفاظُ والحروفُ.

ثم اختلف هؤلاء، فقيل: سبْعُ قراءات وأوجُه. وقال أبو عُبيد:

سبْع لغات للعرب يمنها ومعدها، وهي أفصح اللغات وأعْلاها، وقيل:

بل السبْعة كلها لمُضَر وحدها، وهي متفرقة في القرآن غير مجتمعة في

كلمة واحدة. وَقيل: بل هيِ مجتمعة في بعض الكلمات كقوله تعالى:

" وعَبَدَ الطَّاغُوتَ " و" نرْتَعْ ونَلعَبْ " و" " بَاعدْ بينَ أسْفَارِنَا "

و" بعَذاب بَئيس " وغير ذلك. وقال القاضي أبو بكَر ابن الباقلاني: الصحَيح: أن هًذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضَت عن رسول الله

عليه السلام، وضبطتها عنه الأمة، وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف، وأخبروا بصحتها، وإنما حذفوا منها ما لم يثبت متواترا، وأن

(1) انظر: شرح صحيح مسلم (6/99 -100) .

ص: 390

هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى، وليست متضادةً ولا

متنافية.

وقال الطحاوي: إن القراءة بالأحرف السبْعة كانت في أول الأمر خاصةً للضرورة لاختلاف لغة العرب، ومَشقّة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كثر الناسُ والكتاب، وارتفعت الضرورة عادت إلى قراءة واحدة. وقال الداودي: وهذه القراءات السبْع التي يقْرأ الناسُ اليوم بها ليس هو كل حرف منها هو أحد تلك السبْعة؟ بل قد تكون متفرقة فيها. وقال أبو عبد الله ابن أبي مقرن: هذه القراءات السبْع إنما شرعت من حرف واحد من السبعة المذكورة في الحديث، وهو الذي جمع عثمان- رضي الله عنه عليه المصحفَ. وكذا ذكره النحاسُ وغيرُه. وقال غيره: ولا تكن القراءة بالسبْعة المذكورة في الحديث في ختمة واحدة، ولا ندري أي هذه القراءات كان آخر العرض على النبي- عليه السلام، وكلها مستفيضة عن النبي- عليه السلام ضبطها عنه الأئمة، وأضافت كل حرف منها إلى من أضيف إليه من الصحابة أي: إنه كان أكثر قراءة به، كما أضيفت كل قراءة منها إلى من اختار القراءة بها من القراء السَّبْعة وغيرهم. قال المازري: وأما قول من قال: المراد سبعة مَعان مختلفة كالأحكام والأمثال والقصص فخطأ ، لأن النبي- عليه السلام أشار إلى جواز القراءة بكل واحد من الحروف، وإبدال حرف بحرف، وقد تقرر إجماع المسلمين: أنه يحرم إبدال آية أمثال بآية أحكام. قال: وقول من قال: المراد: خواتيم الآي فيجعل مكان " غفور رحيم ": " سميع بصير" فاسد - أيضا- للإجماع على منع تغيير القرآن للناس (1) ، والله أعلم.

وا لحديث أخرجه: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.

1446-

ص- نا محمد بن يحيي بن فارس: نا عبد الرزاق: أنا معمر قال: قال الزهري: إنما هذه الأحرفُ في الأمرِ الواحد ، ليْسَ يختلفُ في حلال ولا حرامٍ (2) .

(1) إلى هنا انتهى النقل من شرح صحيح مسلم. (2) تفرد به أبو داود.

ص: 391

ش- عبد الرزاق: ابن همام، ومعمر: ابن راشد، ومحمد بن مُسلم: الزهري.

قوله: " إنما هذه الأحرف " أي: الأحرف السبعة المذكورة " في الأمر الواحد ليس يختلف " أي: الأمر الواحد مثلا إذا كانت سبع لغات في كلمة واحدة، وهي سَبعْ قراءات لا يختلف حكم تلك الكلمة في الحلال والحرام بسبب الاختلاف في اللفظ، فافهم.

1447-

ص- نا أبو الوليد الطيالسي: نا همام بن يحيي، عن قتادة، عن يحيى بن يَعْمُر، عن سليمان بن صُرَد الخُزاعي، عن أبيِّ بن كعب قال: قال النبيُّ- عليه السلام: " يا أبى! إِني أقرِئْتُ القرآنَ فقيلَ لي: على حرف أو حرفَيْنِ، فقال المَلَكُ الذي معي: قل: على حرفَيْنِ. قَلتُ: على حرفينِ، فقيلَ لي: على حرفين أو ثلاثٍ، فقال المَلَكُ الذي معي: قلْ: على ثلَاث (1) ، قلتُ: على ثلاث (1) حتى بَلَغَ سبعةَ أحرف، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلتَ: "سَميعًا عليمًا، عزيزًا حكًيمًا، ما لم تختم آيةَ [2/172-أ] عذاب/ برحمة، أو آيةَ رحمة بعذاب " (2) .

ش- سُليماًن بن صُرد: الصحًابيّ. روى عن: أبيّ بن كعب الصحابيّ.

قوله: " أقرِئتُ " على صيغة المَجْهول.

قوله: " ليس منها إلا كاف شاف " أي: ليْس من هذه الأحرف السَبْعة حرفٌ إلا وهو حَرْف كاف لكل شيًءٍ، شاف مِن كل ذنب. والحاصل: أن حكم الجميع حكم القرًآَن في كونه كافيا شاًفيا.

قوله: " إن قلت: سميعا عليما " واصل بقوله " كاف "، يعني: إن قلت: سميعا عليما موضع عزيزٍ حكيم، أو بالعكس" فهو كاف ما لم تَختم آية عذاب برحمة، مثلا تكون الآية في العذاب ثم يَخْتمها بقوله " غفور رحيم، أو تكون في رَحْمة ثم يختمها بقوله:" تشديد العقاب "

(1) في سنن أبي داود: " ثلاثة ". (2) تفرد به أبو داود.

ص: 392