الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اختيار سفيان الثوري، ومذهبه. وقال أبو داود: هو أحوط الصور. قلت: إنما كانت هذه الصورة أحوط الصور ، لأنها رويت بطرق كثيرة - كما ذكرناه- والفقهاء لما رجح بعضهم بعض الروايات على بعض احتاجوا إلى ذكر سبب الترجيح، فتارة يرجحون بموافقة ظاهر القرآن، وتارة بكثرة الرواية، وتارة بكون بعضها موصولا، وبعضها موقوفا، وتارة بالموافقة للأصول في غير هذه الصلاة، وتارة بالمعاني، كما أن أبا حنيفة اختار حديث ابن عمر، وروايته ، لأنها توافق الأصول في أن قضاء الطائفة بعد سلام الإمام- لما سنبينه إن شاء الله تعالى-
***
269- باب: مَن قال: يقومُ صف مع الإمام وصفّ وُجَاه العدوِّ
أي: هذا باب في بيان قول من قال في صلاة الخوف: يجعل صفان: صف يقوم مع الإمام، وصف تجاه العدو.
ص- فيُصَلّي بالذين يَلُونَهُ رَكعةً، ثم يَقُومُ قَائما حتى يُصَلّيَ الذين معه رَكْعةً أخْرَى، ثم يَنْصَرفوا فَيَصُفُّوا (1) وجَاه العَدُوً، وَتجيءُ الطائفةُ الأخْرَى فَيُصَلِّي بهم رَكعةً، وَيثْبتُ جَالسا، فَيُتمّونَ لَأنفُسِهِم رَكَعةً أخْرَى، ثم يُسَلِّمُ بهم جميعاً. َ
ش- " يلونه " أي: يلون الإمام.
قوله: نا وِجاه العدو " بكسر الواو وضمها، أي: قبالتهم.
قوله: " وتجيء الطائفة " الطائفة: الفرقة والقطعة من الشيء، تقع على القليل والكثير، لكن الشافعي قال: أكره أن تكون الطائفة في صلاة الخوف أقل من ثلاثة، فينبغي أن تكون الطائفة التي مع الإمام ثلاثة فكثر، والذين في وجه العدو كذلك.
وقال الخطابي (2) : " وإلى هذه الصورة ذهب مالك، والشافعي إذا كان العدو من ورائهم ".
(1) في سنن أبي داود:، " ثم ينصرفون فيصفون ".
(2)
معالم السنن (1/ 233) .
8 هـ شرح عند أبى داوود 5
وقال الشيخ محيي الدين (1) : " وبهذا أخذ مالك، والشافعي، وأبو ثور، وغيرهم،، ولم يذكر ما ذكره الخطابي.
1208-
ص- نا عبيد الله بن معاذ، نا أبي، نا شعبة، عن كبد الرحمن ابن القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خَوَّات، عن سهل بن أبي حثمةَ " أن النبي- محليه السلام- صلى بأصْحَابه في خَوْف، فَجَعَلَهُم خَلفَهُ صَفين، فَصلى بالذينَ يَلُونَهُ رَكْعةً، ثم قَامَ فَلًم يَزَلْ قَائما حتى صلى الذين خَلفَهم رَكْعةً، ثم تَقَدمُوا، وتأخر الذين كَانُوا قُدَامَهُم، فَصَلَّى بهم النبي- عليه السلام رَكعةً، ثم قَعَدَ حتى صلى الذين تَخَلفُوا رَكْعةً، ثم سلم "(2) . ش- صالح بن خوات- بفتح الخاء المعجمة، وتشديد الواو، وفي آخره تاء مثناة من فوق- ابن جبير بن النعمان الأنصاري المدني. روى عن: سهل بن أبي حثمة. روى عنه: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ويزيد بن رومان (3) ، وخوات له صحبة.
قوله: " ثم سلم " وفي رواية مسلم: " سلم بهم جميعاً " والحديث أخرجه: الجماعة كلهم، ورواها مالك في " الموطأ " (4) موقوفة. وقال الترمذي ": وقال احمد: وقد روي عن النبي- عليه السلام صلاة الخوف على أوجه، وما اعلم في هذا الباب إلا حديثا صحيحاً واختار حديث سهل بن أبي حكمة، وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم، قال: قد
(1) شرح صحيح مسلم (6/ 125) .
(2)
البخاري: كتاب المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع (4129)، مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الخوف (309/ 841)، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الخوف (565)، النسائي: كتاب الصلاة (1535)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الخوف (1259) .
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (13/ 4 280) .
(4)
كتاب صلاة الخوف، باب: صلاة الخوف (2) .
(5)
جامعه (2/ 454- 455) .
ثبتت الروايات عن النبي- عليه السلام/ في صلاة الخوف، فرأى كل [2/ 119 - ب] ، ما روي عن النبي- عليه السلام في صلاة الخوف فهو جائز، وهذا
على قدر الخوف. قال إسحاق: ولسنا نختار حديث سهل بن أبي حثمة
على غيره من الروايات.
ص- قال (1) أبو داودَ: وأما روايةُ يحيى بن سعيد، عن القاسم، نحو
رواية يزيد بن رُومان، إلا أنه خَالَفه في السلام، ورواية عبيد الله نحو رواية
يحيى بن سعيد، قال:" وبثبُتُ قَائِما ".
ش- رواية يحيى بن سعيد رواها الترمذي، وقال (2) : حدثنا محمد
ابن بشار، نا يحيى بن سعيد القطان، نا يحيى بن سعيد الأنصاري،
عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات بن جبير، عن سهل بن
أبي حثمة، أنه قال في صلاة الخوف، قال ، " يقوم الإمام مستقبل
القبْلة، وتقوم طائفة منهم معه، وطائفة من قبل العدو وجوههم إلى
العَدو، فيركع بهم ركعة، ويركعون لأنفسهم، ويسجدون لأنفسهم
سجدتن في مكانهم، ثم يذهبون إلى مقام أولئك، ويجيء أولئك فيركع
بهم ركعة، وسجد بهم سجدتن، فهي له ثنتان، ولهم واحدة، ثم
يركعون ركعة، ويسجدون سجدتين ".
قال أبو عيسى: قال محمد بن بشار: سألت يحيى بن سعيد عن هذا
الحديث؟ فحدثني، عن شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، ثن
أبيه، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة، عن النبي- عليه السلام بمثل حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، وقال لي يحيى بن
سعيد: اكتبه إلى جنبه، ولست أحفظ الحديث، ولكنه مثل حديث يحيى
ابن سعيد، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، لم يرفعه يحيى
ابن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، هكذا رَوى أصحاب
(1) جاء هذا النص في سنن أبي داود بعد حديثين، وذكر محققه أنه موجود في النسخة الهندية في كلا الموضعين.
(2)
الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الخوف (565) .