الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ص- قال أبو داود: ليس هذا الحديث بالقويِّ، مسلمُ بنُ خالد ضعيف [2/ 151 - أ] ش - / أشار أبو داود إلى تضعيف الحديث بقوله:" مسًلم بن خالد ضعيف " وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن المديني: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بذاك القوي، منكر الحديث، لا يكتب حديثه، لا يحتج به، تعرف وتنكر، وقال صاحب " الكمال ": وقال يحيى بن معين: ثقة. وفي رواية: ليس به بأس، وقال ابن عدي: هو حسن الحديث، وأرجو أنه لا بأس به.
***
305- باب: في ليلة القدر
أي: هذا باب في بيان ليلة القدر، سميت ليلة القدر لما تكتب فيها الملائكة من الأقدار والرزاق والآجال، التي تكون في السَّنَة لقوله تعالى:{فيها يُفْرَقُ كُلّ أَمْر حكيمٍ} (ا) ويقال: سميت بذلك لعظم قدرها، وشَر فها.
1348-
ص- نا سليمان بن حرب، ومسدد، المعنى، قالا: نا حماد، عن عاصم، عن زر قال: قلتُ لأبيِّ بن كعب: نا أَخْبرنِي عن ليلة القَدرِ نا أبا المنذر، فإن صاحبَنَا سُئِلَ عنها، فقال: من يَقُمْ الحَوْلَ يُصبْهَا، فقال: رَحمَ اللهُ أباَ عبد الرحمنَ، والله لَقَد عَلمَ أنها في رَمضان، زَادَ مسَددٌ: ولكنْ كَرِهَ أن تَتَّكلُوا، أو أَحب أن لَا تتَّكلُواَ (2) . والله إنها لفِي رَمَضَانَ، ليلةَ سبع وعشرين، لا نَستثْنِي (3) قلتُ: أبَا المنذر، أنَى عًلمتَ ذلكَ؟ قال بالآية التي أخبرنا رسولُ الله، قلت لزِرٍّ: ما الآيةُ؟ قال: تصبحُ الشمُس صَبيحةَ تلك الليلة مثلَ الطّسْتِ، ليس لها شُعَاعٌ، حتى ترتفِعَ " (4) .
(1) سورة الدخان: (4) .
(2)
جاء في سنن أبي داود بعد قوله: " أن لا يتكلوا ": " لم اتفقا ".
(3)
في سنن أبي داود: " لا يستثنى " وسيذكر المصنف أنها نسخة.
(4)
مسلم: كتاب الصوم، باب: فضل ليلة القدر (762)، الترمذي: كتاب الصوم، باب: ليلة القدر (793) ، وكتاب التفسير (3351)، النسائي في الكبرى: كتاب التفسير.
ش- حماد بن سلمة، وعاصم بن بهدلة، وزر بن حبيش.
قوله: " من يقم الحول " أي: جميع السنَة " يصبها ".
قوله: " رحم الله أبا عبد الرحمن " وهو كنية عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه.
قوله: " ليلة سبع وعشرين " أي: في ليلة سبع وعشرين، وفي بعض النسخ:" لليلة سبع وعشرين ".
قوله: " لا نستثنى " بنون الجماعة على صيغة المعلوم، ويكون هذا من كلام أبَيِّ، والمعنى لا نستثني في يميننا، وفي بعض الرواية " بالياء " على صيغة الغيبة، ويكون هذا من كلام زر، والمعنى حلف أبي ولا يستثنى في يمينه، وموضع هذه الجملة النصب على الحال، وقد عرف أن الجملة الفعلية إذا وقعت حالا، وكان فعلها مضارعًا يجوز فيها الواو، وتركها، فافهم.
قوله: " أَنى علمت ذلك " أي: من أين علمت أنها ليلة سبع وعشرين؟ قوله: " قلت لزر " أي: قال عاصم: قلت لزر.
قوله: " مثل الطست " قد ذكرنا فيه لغات: طَست وطِست بالفتح والكسر، وطَس وطِس كذلك، وطَسَه وطِسَه كذلك.
قوله: " ليس لها شعاع " قيل: يحتمل أن هذه الصفة اختصت بعلامة صبيحة [الليلة] التي أنبأهم النبي- عليه السلام أنها ليلة القدر، وجعلها دليلاً لهم عليها في ذلك، لا أن تلك الصفة مختصة بصبيحة كل ليلة قدر، كما أعلمهم- عليه السلام أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، ً ويحتمل أنها صفة خاصة لها، وقيل في ذلك: إنه لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها، ونزولها إلى الأرض، وصعودها بما تنزلت به من عند الله، وبكل أمر حكيم، وبالثواب في الأجور، سترت أجسامها اللطيفة، وأجنحتها شعاعها، وحجبت نورها، والحديث أخرجه: مسلم، والترمذي، والنسائي.
1349-
ص- نا أحمد بن حرص، حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن
طهمان، عن عباد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن ضمرة بن
عبد الله بن أنيس، عن أبيه، قال:" كنتُ في مَجلسِ بني سلمةَ، وأنا أصغرُهم، فقالوا: من يَسألُ لنا رسولَ الله " يعن ليلةِ القدرِ؟ وذلك
صبيحةُ إحدى وعِشرينَ من رَمضانَ، فخرجتُ فَوافيتُ معَ رسول الله صَلاةَ
المغربِ، ثم قمتُ بباب بيتهِ، فَمَر بي، فقال: ادخلْ، فَدخلتُ، فأتِيَ
بعشائه، فرأيتُنِي (1) أكف عنه من قلَّته، فلما فَرغَ قال: نَاولُوني (2) نَعْلِي
فَقام، وَقُمتُ معه، فقال: كَأن لكَ حًاجةً؟ فقلتُ: أجلْ، أرْسَلنِي إليكَ
رَهْط من بني سلمة، يَسألُونكَ عن ليلةِ القدرِ، فقال: كم الليلةُ؟ فقال:
اثنتان وعشرون، قال: هي الليلة، ثم رَجَعَ، فقال: أو القَابلةُ، يريدُ ليلةَ
ثلاثٍ وعشرينَ " (3) .
ش- أحمد بن حفص بن الله بن رشاد السلمي السكري (4) أبو علي
النيسابوري قاضيها. سمع أباه وعبدان بن عثمان، ويحيى بن يحيى، وغيرهم. روى عنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وأبو حاتم
الرازي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وغيرهم، توفي ليلة الأربعاء،
لثلاث خلون من المحرم (5) ، سنة ثمان وخمسة ومائتين، ودفن بعد
المغرب (6) . [2/ 151 - ب] / وأبوه حفص بن عبد الله، قاضي نيسابور. سمع إبراهيم بن طهران، ومسعر بن كدام، والثوري، وغيرهم. روى عنه: ابنه أحمد،
والفضل بن لكن، وقطن بن إبراهيم، وغيرهم. روى عنه البخاري
حديثًا واحدة، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
(1) في سنن أبي داود: " قرآني".
(2)
في سنن أبي داود: " ناولني ".
(3)
النسائي في (الكبرى) كتاب: الاعتكاف.
(4)
قال محقق " تهذيب الكمال "(1/ 294) : " في حاشية النسخ تعليق للمؤلف:
" ذكر في نسبه السكري وأظنه وهما، لم أر كيره ذكره " ا. هـ. قلت
والقائل هو محقق التهذيب-: راجع الكمال (1/ الورقة: 167) فهو فيها
كذلك.
(5)
في الأصل: والمغرب " خطأ.
(6)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (1/ 27) .
وعباد بن إسحاق هو: عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث القرشي العامري، ويقال له: عباد بن إسحاق، وقد ذكرناه مرةً، وضمرة بن عبد الله بن أنيس الجهني، ويقال: الأسلمي الحجازي. روى عن أبيه. روى عنه: الزهري، وبكير بن عبد الله الأشج، وبكير بن مسمار. روى له: أبو داود، والنسائي.
قوله: " في مجلس بني سلمة " بكسر اللام بطن من الأنصار.
قوله: " فأتي بِعَشائه " بفتح العين.
قوله: " فرأيتُني " بضم التاء، أي: فرأيت نفسي.
قوله: " من قلته " أي: لأجل قلة الطعام، والحديث أخرجه: النسائي.
وقال أبو داود: هذا حديث غريب، وعنه لم يرو الزهريُ، عن ضمرة غير هذا الحديث.
1350-
ص- نا احمد بن يونس، نا زهير، نا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم، عن ابن عبد الله بن أنيس الجهني، عن أبيه، قال:" قلتُ: يا رسولَ الله إن لي بَاديةً كونُ فيها وأنا أصلي فيها بحمد الله، فمُرْنِي بليلة أنزِلُهَا إلى هذاَ المسجد، فقال: انزلْ ليلة ثلاث وعشرين، فَقلتُ لابنه: فكيفً كان أبوكَ يصنعُ؟ َ قال: كان يدخلُ المسجدَ إذا صلى العَصرَ، فلا يخرجُ منه لحاجة، حتى يصلي الصبحَ، فإذا صَلَّى الصبحَ، وَجَدَ دابتَهُ على بابِ المسجدِ، فجلسَ عليها، فلَحِقَ بباديَتِهِ "(1) .
ش- زهير بن معاوية، ومحمد بن إبراهيم القيمي، وابن عبد الله بن أنيس، هو ضمرة المذكور آنفا.
قوله: " إن لي بادية أكون فيها " والمعنى: إنه كان يسكن في البادية في خباء.
(1) تفرد به أبو داود.