المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌344- باب الدعاء - شرح سنن أبي داود للعيني - جـ ٥

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌245- جِماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها

- ‌246- باب: في أي وقت يحول رداءه

- ‌247- باب: رفع اليدين في الاستسقاء

- ‌248- باب: صلاة الكسوف

- ‌249- باب: من قال: أربع ركعات

- ‌250- بَابُ: القراءة في صلاة الكُسُوف

- ‌251- بَاب: ينادي فيهَا بالصّلاةِ

- ‌252- بَابُ: الصدَقة فيها

- ‌253- بَابُ: العِتْق فِيهَا

- ‌254- بَابُ: مَنْ قَال: يَركَعُ رَكعَتيْن

- ‌255- بَابُ: الصلاة عند الظلمة ونحوها

- ‌256- بَابُ: السُّجُود عند الآيات

- ‌257- بَابُ: صَلاةِ المُسَافِر

- ‌258- بَابُ: مَتَى يَقْصُر المُسَافِرُ

- ‌259- بَابُ: الأذانِ في السَّفر

- ‌260- بَابُ: المُسَافر يُصَلِي وهو يَشُكّ فِي الوَقتِ

- ‌261- باب: الجمعُ بين الصَّلاتين

- ‌262- بَابُ: قصر القراءة في السفرِ فِي الصلاةِ

- ‌263- بَابُ: التَّطَوُّع فِي السَّفَر

- ‌264- باب: التطوع على الراحلة والوتر

- ‌265- باب: الفريضة على الراحلة من غير عُذر

- ‌266- باب: متى يتم المسافر

- ‌267- باب: إذا أقام بأرض العدو يقصر

- ‌268- باب: صلاة الخوف

- ‌269- باب: مَن قال: يقومُ صف مع الإمام وصفّ وُجَاه العدوِّ

- ‌270- باب: مَن قال: إذا صلى ركعة

- ‌271- بَابُ: مَن قال: يكبرون جميعاً وإن كانوا مستدبري القبْلة

- ‌ 272- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة [

- ‌273- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة

- ‌274- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة، ولا يقضون

- ‌275- باب: قول من قال: يصلي بكل طائفة ركعتين

- ‌276- باب: صلاة الطالب

- ‌277- باب: تفريع أبواب التطوع وركعات السُّنَّة

- ‌278- باب: ركعتي الفجر

- ‌279- باب: تخفيفها

- ‌280- باب: الاضطجاع بعدها

- ‌281- باب: إذا أدرك الإمام ولم يصل ركعتي الفجر

- ‌ 282- باب: من فاتته متى يقضيها

- ‌283- باب: الأربع قبل الظهر وبعدها

- ‌284- باب: الصلاة قبل العصر

- ‌285- باب: الصلاة بعد العصر

- ‌286- بَابُ: مَنْ رَخّصَ فِيهمَا إذا كانَت الشمسُ مُرْتفِعةً

- ‌287- بَابُ: الصَّلاةِ قبْل المَغْرِب

- ‌288- بَابُ: صَلاة الضُّحَى

- ‌289- بَابُ: صَلاةِ النهارِ

- ‌290- بَابُ: صَلاةِ التَّسْبِيح

- ‌291- بَابُ: رَكعَتِي المَغْرب أيْنَ تُصَليانِ

- ‌292- بَابُ: الصَّلاةِ بَعْد العِشَاءِ

- ‌294- بَاب: قيام الليل

- ‌295- باب: من نام عن حزبه

- ‌296- باب: من نوى القيام فنام

- ‌297- باب: أي الليل أفضل

- ‌298- باب: وقت قيام النبي- عليه السلام من الليل

- ‌299- باب: افتتاح صلاة الليل بركعتين

- ‌300- باب: صلاةُ الليل مثنى مثنى

- ‌301- باب: في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل

- ‌302- باب: في صلاة الليل

- ‌303- باب: ما يؤمر به من القصد

- ‌باب: تفريع أبواب شهر رمضان

- ‌304- باب: في قيام شهر رمضان

- ‌305- باب: في ليلة القدر

- ‌306- باب من قال: ليلة إحدى وعشرين

- ‌307- باب: من روى أنها ليلة سبع عشرة

- ‌308- باب: من روى في السبع الأواخر

- ‌309 - باب من قال: سبعاً وعشرين

- ‌310- باب من قال: هي في كل رمضان

- ‌311- باب: في كم يقرأ القرآن

- ‌312- باب: تحزيب القرآن

- ‌313- باب: في عدد الآي

- ‌314- باب: تفريع أبواب سجود القرآن، وكم فيه من سجدة

- ‌315- باب: من لم ير السجود في المفصل

- ‌316- باب: من رأى فيها السجود

- ‌317- باب: السجود في- {إذَا السماءُ انشَقَّتْ} و {اقْرَأ}

- ‌318- باب: السجود في " ص

- ‌319- باب: الرجل يسمع السجدة وهو راكب أو في غير صلاة

- ‌320- باب: ما يقول إذا سجد

- ‌321- باب: فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح

- ‌322- باب: استحباب الوتر

- ‌323- باب: فيمن لم يوتر

- ‌324- باب: كم الوتر

- ‌325- باب: ما يقرأ في الوتر

- ‌326- باب: القنوت في الوتر

- ‌328- بَاب: في الوِتْر قَبْلَ النَّوْم

- ‌329- بَابُ: وقْت الوتْرِ

- ‌330- بَاب: فِي نَقْضِ الوِتْرِ

- ‌331- بَابُ: القُنُوتِ في الصلَواتِ

- ‌332- بَابٌ: في فَضْلِ التطوع فِي البَيْت

- ‌333- بابٌ

- ‌334- بَابُ الحَثِّ عَلى قيام اللَّيل

- ‌335- بَاب: فِي ثواب قراءة القُرَانِ

- ‌336- بَابٌ: في فَاتحةِ الكِتَابِ

- ‌337- بَاب: مَنْ قالَ: هيَ مِنَ الطُّوَلِ

- ‌338- بَاب: مَا جَاء في آية الكُرسيِّ

- ‌339- بَاب: فِي سُورة الصَّمدِ

- ‌340- بَابٌ: في المُعَوِّذَتَيْن

- ‌341- كَيفَ يُستحبُّ التَّرَسُّلُ في القُرآنِ

- ‌342- بَابٌ: فِيمَنْ حَفِظَ القُرآنَ ثم نَسِيَهُ

- ‌343- بَابٌ: أُنزِل القُرآنُ على سبعة أحْرُفٍ

- ‌344- بابُ الدُُّّعاء

- ‌345- بابُ: التّسْبِيح بالحصى

- ‌346- بابُ: ما يقُول الرجل إِذا سلم

- ‌347- باب: فِي الاسْتغْفارِ

- ‌349- بابُ: الصّلاةِ على غيْر النبِي- عليها السلام

- ‌350- بابُ الدعاء بظهْرِ الغيبِ

- ‌351- باب: ما يقُول الرجلُ إذا خاف قوْمًا

- ‌352- بابُ الاسْتخارةِ

- ‌353- باب: فِي الاسْتِعاذةِ

الفصل: ‌344- باب الدعاء

ونحوه- ، وهذا الحكمُ إنما كان قبل الإجماع على ترتيب القرآن في المصحف العثماني، فلما وقع الإجماع على منع تغيير الناس القرآن لم يجُز لأحد أن يجْعل موضع " سميع عليم " مثلا " عزيزا حكيما."، ونحو ذلك قصدا وعمدا ، ولكن إذا جرى على لسانه من غير قصدٍ إلى التغيير فلا بأس بذلك، حتى لو كان في الصلاة لا تفسدُ صلاته.

1448-

ص- نا ابن المثنى: نا محمد بن جعفر: نا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبيِّ بن كعب، أن النبيّ- عليه السلام كان عند أضاة بني غفارِ، فأتاه جبريلُ- عليه السلام فقال:" إن الله يأمُرُك أن تُقرِئ أمتكً على حرْف، قال: أسأل الله مُعافاته ومغفرته، إن أمتي لا تُطيقُ ذلك، ثم أتاه ثانية فذكر نحوه هذا حتى بلغ سبْعة أحرف، قال: إن الله يأمُرُك أن تُقرِئ أمتك على سبْعة أحرف فأيّما حرْف قرءُوا عليه فقد أصابُوا "(1) .

ش- الحكم: ابن عُتيْبة، وعبد الرحمن: ابن أبي ليلى.

قوله: " كان عند أضاة بني غفار "- بفتح الهمزة، وبضادٍ معجمة مقصورة- وهي الماء المُستنقع كالغدير، وجمعُها: أضا كحصاة وحصى، وإِضاء- أيضا- بكسر الهمزة، والمد كأكم وإِكام. والحديث أخرجه: مسلم، والنسائي.

‌344- بابُ الدُُّّعاء

أي: هذا باب في بيان الدعاء، وفي بعض النسخ:" باب جماع الدُّعاء ".

1449-

ص- نا حفص بن عمر: نا شعبة، عن منصور، عن ذر، عن يُسيْع الحضرمي، عن النعمان بن بشِير، عن النبيِّ- عليه السلام قال:

(1) مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: القرآن نزل على سبعة أحرف (821)، النسائي: كتاب افتتاح الصلاة (940) .

ص: 393

" الدُّعاءُ هو (1) العبادةُ ، قال ربكم: (ادْعوني أسْتجبْ لكُمْ (2)) "(3) .

ش- منصور: ابن المعتمر، وذر: ابن عبد الله المُرهِبِي، ويُسيْع

- بضم الياء آخر الحروف، وفتح السين المهملة، وسكون الياء، وفي آخره عين مهملة- ويقال: أُسيْع- بالهمزة المضمومة موْضع الياء-، وقال أحمد بن حنبل: أخبرت أن أسيْعا هو يُسيْع بن معدان الحضرمي الكوفي. سمع: علي بن أبي طالب، والنعمان بن بشير. روى عنه: ذر، قال ابن المديني: هو معروف. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

قوله: " الدعاء هو العبادة " معناه: الدعاء هي (4) التي تختم بها العبادة، وقيل: نفسُ الدعاء هي (4) العبادة؛ لأنها مشتملة على ذكر الله تعالى بأسمائه وصفاته، وعلى التضرع إليه، والابتهال لديْه، والسؤال منه؛ فكل ذلك عبادة. والحديث أخرجه: الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

1450-

ص- نا مسدّد: نا يحيى، عن شُعْبة، عن زياد بن مخْراق، عن أبي نعامة، عن ابن لسعْد قال: سمعني أبِي وأنا أقول: اللهم إني أسألُك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذُ بك من النارِ وسلاسلها وأغلالِها وكذا وكذا، فقال: يا بُني " إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سيكونُ قومٌ يعتدُون في الدعاءِ، فإياك أن تكون منهم ، إنك إن أعْطِيت الجنة أعطيتها وما

(1) في الأصل: " هي"، وصوبها المصنف في الشرح.

(2)

سورة غافر: (60) .

(3)

الترمذي: كتاب تفسير القرآن، باب:" ومن سورة البقرة "(2969) ، وكتاب الدعوات، باب: ما جاء في فضل الدعاء (3372)، ابن ماجه: كتاب الدعاء، باب: فضل الدعاء (3828) .

(4)

كذا.

ص: 394

فيها من الخير، " أن أعنْت منها- يعني: من النارِ (1) - أعذْت منها وما فيها من الشر " (2) .

ش- يحيى: القطان، وزياد بن مخراق: أبو الحارث المزني مولاهم البصري. سمع: معاوية بن قرة، وشهر بن حوشب، وأبا نعامة. روى عنه: شعبة، وابن علية، وابن عُيينة وغيرهم. قال ابن معين: ثقة، وقال النسائي: ثقة، وقال شعبة: لا تكتبوا عن الفقراء شيئا ، فإنهم يكذبون لكم. وقال: اكتبوا عن زياد بن مخراق، فإنه رجل مُوسِر لا يكذبُ/ روى له: أبو داود.

وأبو نعامة: قيْسُ بن عباية الحنفِيّ.

قوله: " عنْ ابن لسعْد " سعْدٌ هذا هو ابن أبي وقاص، وابنه هذا لم يُسم، فإن كان عمرا (3) فلا يحتج به.

قوله: " وبهجتها " أي: زينتها.

قوله: " وسلاسلها " جمع سلسلةٍ، والأغلال: جمع " غل " بضم الغين، وهي الحديدة التي تجمعُ يد المغلول إلى عنقه.

قوله: " يعْتدون في الدعاء " هو الخروج فيه عن الوضع الشرعي، والسُّنة المأثور بها.

1451-

ص- نا أحمد بن حنبل: نا عبدُ الله بن يزِيد: نا حياة: أخبرني أبُو هانئ حُميد بنِ هانئ، أن أبا علي عمرو بن مالك حدثه، أنه سمع فضالة ابن عُبيْد صاحب رسول الله- عليه السلام يقولُ: سمع رسولُ الله رجلاً يدْعُو في صلاته لم يُمجد الله، ولم يُصلّ على النبيّ- عليه السلام، فقال رسولُ اللهِ- عليه السلام:" عجِل هذا " ثم دعاهُ فقال له أو لغيرِهِ:

(1) في سنن أبي داود: "وإن أعذت من النار".

(2)

تفرد به أبو داود.

(3)

في الأصل: (عمرو) .

ص: 395

"إذا صلى أحدُكُم فليبْدأ بتمجيد ربه، والثناء عليه، ثم يُصلي على النبي، ثم يدْعُو بما شاء (1) "(2)

ش- عبد الله بن يزيد: القرشي العدوي مولى آل عمر بن الخطاب، وحيوة: ابن شريح.

وحميد بن هانئ المصري أبو هانئ: الخولاني، من بني يعلى بن مالك ابن خولان. سمع: عمرو بن حريث. وروى عن: أبي عبد الرحمن الحبلى، وعمرو بن مالك، وشرحبيل بن شريك وغيرهم. روى عنه: الليث بن سعد، وحيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب وغيرهم، قال أبو حاتم: صالح. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة. روى له: الجماعة إلا البخاري.

وعمرُو بن مالك الجنبي أبو علي المصري. سمع: فضالة بن عبيد الأنصاري. روى عنه: حميد بن هانئ. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. وفضيلة بن عبيد: ابن نافذ بن قيس ابن صُهيْبة، شهد أحدا وبايع تحت الشجرة، وشهد خيبر مع النبي- عليه السلام، وولاه معاوية على الغزو، ثم ولاه على قضاء دمشق، وكان خليفة معاوية على دمشق، وابتنى بها دارا. رُوي له عن رسول الله- عليه السلام خمسون حديثًا. روى له: مسلم حديثين، وقد روى عن: عمر بن الخطاب، وأبي الدرداء. روى له: أمامة بن شفي، وعُلي بن رباح، وعمرو بن مالك، وغيرهم. مات بدمشق سنة ثلاث وخمسة، وقيل: سنة تسع وستين، وقبرُه بباب الصغير. روى له: الجماعة إلا البخاري.

قوله: " لم يُمجّد الله " من التمجيد ، وهو التعظيم.

(1) في سنن أبي داود: "يدعو بعد بما شاء".

(2)

الترمذي: كتاب الدعوات، باب: ادع تجب (3475)، النسائي: كتاب افتتاح الصلاة، باب: التمجيد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (1285) .

ص: 396

قوله: " عجل " أي: استعجل. وبهذا الحديث استدل الشافعي أن الصلاة على النبي- عليه السلام في الصلاة فرضٌ ، وهو قول أحمد حتى لو تركت لم تصح الصلاة. وعند أبي حنيفة، ومالك، والجماهير: هي سُنة فلا تفسد الصلاة بتركها، وقد مر الكلام في هذا الباب مستوفًى. والاستدلال بهذا الحديث على الفرضية غير صحيح على ما لا يخفى. والحديث أخرجه: الترمذي، والنسائي، وقال الترمذي: حديث صحيح. ورواه ابن خزيمة، وابن حبان في " صحيحهما" والحاكم في " المستدرك " وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ولا أعلم له علّة.

1452-

ص- نا هارون بن عبد الله: نا يزيد بن هارون، عن الأسود بن شيْبان، عن أبي نوفل، عن عائشة قالت: كان رسولُ الله- عليه السلام يسْتحبُّ الجوامع من الدعاءِ، ويدع ما سِوى ذلك (1) .

ش- الأسود بن شيبان: السدُوسي البصري.

وأبو نوْفل: مُعاوية بن مسلم بن " عمرو بن أبي عقرب، أبو يزيد الكناني الديلي العُريْجي، قال أبو حاتم: اسمُه: عمرو بن مسلم بن أبي عقرب، وقيل: مسلم بن أبي عقرب. سمع: أباه، وعبد الله بن عباس، وابن الزبير، وأسماء بنت أبي بكر الصديق. وروى عن: ابن عُمر، وعائشة، روى عنه: علي بن زيد بن جدعان، وابن جريج، وشعبة، والأسود بن شيبان، قال ابن معين: ثقة. روى له: مسلم، وأبو داود، والترمذي (2) .

قوله: " يستحب الجوامع من الدعاء " أي: التي تجمعُ الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة، أو تجمعُ الثناء على الله تعالى، وآداب المسألة.

(1) تفرد به أبو داود.

(2)

انظر ترجمته في تهذيب الكمال (34/7677) .

ص: 397

قوله: " ويدع ما سوى ذلك " أراد به الأدعية المطولة، والتي لا تجمعُ

الأغراض الصحيحة.

1453-

ص- نا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن

أبي هريرة، أن رسول الله- عليه السلام قال: " لا يقُولن أحدُكُم: اللهم

اغفرْ لي إن شئت، اللهم ارْحمنِي إِن شئت، ليعْزِم المسألة، فإنه لا مُكْرِه له " (1) .

ش- أبو الزناد: عبد الله بن ذكوان.

قوله:/ " ليعزم " أي: ليجد فيها وليقطع، ولا يسْتثني، وقيل: عزم المسألة: حُسن الظن بالله عز وجل في الإجابة، وقيل: كره الاستثناء

هاهنا لوجهين ، أحدهما: أن مشيئة الله تبارك وتعالى ثابتة معلومة، وأنه

لا يفْعلُ من ذلك إلا ما شاء، وإنما يتحقق استعمالُ المشيئة في حق منْ

يتوجه عليه الإكراه، والله تعالى منزه عن ذلك، والآخر: أن في هذا

اللفظ ظهور الاستغناء، إذ لا يستعمل هذا اللفظ إلا فيما لا يُضطر إليه الإنسان، فأما ما يضطر إليه فإنه يعزم عليه، ويلح فيه.

قوله: " فإنه لا مكره له " أي: فإن الشأن: لا مكره لله تعالى.

والحديث: أخرجه الجماعة.

1454-

ص- نا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عُبيد،

عن أبي هريرة، أن رسول الله- عليه السلام قال:" يُستجابُ لأحدكُم ما لم يعْجل فيقولُ: قد دعوْتُ فلم يُسْتجبْ لي "(2) .

(1) البخاري: كتاب الدعوات، باب ليعزم المسألة (6339)، الترمذي: كتاب الدعاء، باب: العزم بالمسألة (3492)، ابن ماجه: كتاب الدعاء، باب: لا يقول الرجل اغفر لي إن شئت (3854) ، وأخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء، باب: العزم بالدعاء (2679) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " من طرق عن أبي هريرة.

(2)

البخاري: كتاب الدعوات، باب: يستجاب للعبد ما لم يعجل (6340)، مسلم: كتاب الذكر والدعاء، باب: بيان ابنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول دعوت فلم يستجب لي (90/ 2735)، الترمذي: كتاب الدعوات، باب: ما جاء فيمن يستعجل في دعائه (3387)، ابن ماجه: كتاب الدعاء، باب: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل (3853) .

ص: 398

ش- أبو عُبيْد: اسمُه: سعد بن عُبيد المدني، مولى عبد الرحمن بن أزهر، ويقال: مولى عبد الرحمن بن عوف، وهو ابن عمه. سمع: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبا هريرة. روى عنه: الزهري، وسعيد بن خالد القارظي، قال الزهري: كان من الفقهاء والقدماء. توفي بالمدينة سنة ثمان وتسعين. روى له: الجماعة.

قوله: " يُستجابُ " قال الباجي: يحتمل يُستجاب " الإخبار عن وجوب وقوع الإجابة، والثاني: الإخبار عن جواز وقوعها، فإذا كان بمعنى الوجوب فالإجابة بثلاثة أشياء: إما تعجيل ما سأل فيه، وإما أن يكفر عنه به، وإما أن يدخر على ما جاء في الحديث. فإذا قال: دعوتُ فلم يُسْتجبْ لي نال وجوب أحد هذه الثلاثة، إذ عرّى الدعاء من جميعها، وإذا كان بمعنى الجواز لوقوع الإجابة فيمنع ذلك قول الداعي: قد دعوت فلم يستجب لي ، لأن ذلك من باب القُنوط، وضُعف النفس والسخط، وقيل: معناه: أنه يسأمُ من الدعاء ويتركُه فيكون كالمنان بدعائه، والمُبخل لربّه الكريم، وقيل: إنما ذلك إذا كان غرضه من الدعاء ما يُريد فقط، وإذا لم ينله ثقُل عليه الدعاء ، بل يجبُ أن يكون أبدا في دعائه باسم إظهار الحاجة إليه، والطاعة له وسِمة العبودية.

قوله: " ما لم يعْجل " أي: يقطع الدعاء. والحديث: أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجه.

455-

ص- نا عبد الله بن مسْلمة: نا عبد الملك بن محمد بن أيمن، عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق عن من حدثه، عن محمد بن كعب القُرظي قال: حدثني عبد الله بن عباس، أن رسول الله- عليه السلام قال:" لا تسْتُرُوا الجُدُر، من نظر في كتاب أخيه بغيرِ إذنه، فإنما ينظُرُ في النار، سلُوا الله ببُطُون أكُفكُم ولا تسألُوه بظُهُورِها، فإذا فرغْتُم فامْسحُوا بها وُجُوهكُم "(1)

(1) ابن " ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: من رفع يديه في الدعاء ومسح بهما وجهه (181 1) ، وكتاب الدعاء، باب: رفع اليدين في الدعاء (3866) .

ص: 399

ش- " لا تستروا الجدر " الجُحُر- بضمتين- جمعُ جدار ، وإنما نهى عن ذلك لما فيه من الإسراف، ونوع من التجبر، فإن قصد به دفع الحر أو البرد جاز.

قوله: " فإنما ينظر في النار " قيل: هو تمثيلٌ أي: فليحذر هذا الصنيع كما يحذرُ النار، إذْ كان معلومًا أن النظر في النار والتحديق لها يضر بالبصر، ويحتملُ أن يُريد بالنظر الدنو منها ، لأن النظر إلى الشيء إنما يتحقق بقرب المسافة بينك وبينه. وقيل: معناه: فإنما ينظر إلى ما يُوجب عليه النار فأضْمره. وزعم بعض أهل العلم انه أراد به الكتاب الذي فيه أمانة وسرّ، يكره صاحبه أن يطلع عليه احد دون الكتب التي فيها العلمُ، فإنه لا يحل منعه، ولا يجوز كتمانه، وقيل: هو عام في كل كتاب ، لأن صاحب الشيء أولى بماله، وإنما يأثم بكتمان العلم الذي يُسأل عنه، فأما أن يأثم في منعه كتابًا عنده وحبسِه عن غيره فلا وجه له والله أعلم. قوله:" سلوا " أصله: اسْألوا الله.

قوله: " ولا تسألوه بظهورها " قد صح عن رسول الله- عليه السلام أنه استسقى وأشار بظهر كفّيه إلى السماء من رواية أنس بن مالك، وقد تقدم. وهو اختيار جماعة من العلماء، واستحبوه، وهو الذي فسّره المفسرون بالرّهب في قوله تعالى:(يدْعُوننا رغبا ورهبا " (1) قالوا: وأما عند المسألة والرغبة فتُبْسط الأيدي وظهورها إلى الأرض وهو الرعبُ. والحديث أخرجه: ابن ماجه.

ص- قال أبو داود: رُوي هذا الحديثُ من غيرِ/ وجه، عن محمد بن كعبٍ كلُها واهية ، وهذا الطريقُ أمثلُها ، وهو ضعيف - أيضا.

ش- أي: كلها ضعيفة ساقطة ، وهذا الطريق الذي ذكره أمثلها يعني: أفضلها، وهو ضعيف- أيضًا- لأن فيه مجهولا.

1456-

ص- نا سليمان بن عبد الحميد البهْراني قال: قرأتُ (2) في

(1) سورة الأنبياء: (90) .

(2)

في حق أبي داود: " قرأته ".

ص: 400

أصلِ إسماعيل- يعني: ابن عياش- قال: حدثني ضمضم، عن شريح: نا أبو ظبْية أن أبا بحريّة السكوني حدّثه، عن مالك بن يسار السّكوني، ثم العوْفي، أن رسول الله- عليه السلام قال:" إذا سألتم الله تعالى فاسْألُوه بِبُطُونِ كُفكُّم ولا تسْألوهُ بِظُهُورِها "(1) .

ش- سليمان بن عبد الحميد: ابن رافع البهْراني أبو أيوب الحمْصي. روى عن: أبي اليمان، ومحمد بن عائذ، ومحمد بن إسماعيل بن عياش وغيرهم. روى عنه: أبو داود، وابن صاعد، وأبو عوانة الإسفراييني، قال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون.

وضمضم: ابن زُرْعة الحِمْصي، وشريح: ابن عُبيْد الحِمْصي.

وأبو ظبْية: الكلاعي الحمْصي. سمع: عمر بن الخطاب، وشهد خُطبته بالجابية، ومعاذ بن جبل، والمقداد بن الأسود، وعمْرو بن عبسة، وعمرو بن العاص، وابنه: عبد الله، وأبا أمامة الباهلي. روى عنه: شهر بن حوْشب، ومحمد بن سعد الأنصاري، وثابت الأنصاري، وشريح بن عُبيد الحضرمي، وغيرهم، قال ابن معين: ثقة، وقال الدارقطني: ليس به بأس، وقال أبو زرعة: لا نعرِفُ أحدا يُسمّيه. روى له: أبو داود، وابن ماجه.

وأبُو بحْرِيّة- بفتح الباء الموحدة، وسكون الحاء المهملة، وكسر الراء، وفتح الياء آخر الحروف المشددة- عبد الله بن قيس التراغمي الحمصي، شهد خطبة عمر بالجالية، وقدم دمشق، وحدث عن: معاذ بن جبل، واجبي هريرة، ومالك بن يسار السّكوني وغيرهم. روى عنه: خالد بن معدان، ويونس بن ميسرة، وضمرة بن حبيب وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. روى له: الترمذي، وابن ماجه، وأبو داود، والنسائي.

ورواة هذا الحديث كلهم حمْصيُّون. وهذا الحديث- أيضاً- محمول على حالة الرعب، وذلك "ل قلنا: إنه قد صغ السؤال بظهور الأكف في حالة الرهب.

(1) تفرد به أبو داود.

26 * شرح سنن أبي داوود 5

ص: 401

ص- قال أبو داود: قال سليمان بن عبد الحميد: له عندنا صحبة- يعني: مالك بن يسار-.

ش- أي: قال سليمان بن عبد الحميد المذكور شيخ أبي داود: له عندنا، أي:"لمالك بن يسار صحبة. وقال عبد الغني في " الكمال ": مالك بن يسار السكوني العوْفي. روى عن: النبي- عليه السلام: "إذا سألتم الله " الحديث. روى عنه: أبو بحْرية السكوني. روى له: أبو داود. انتهى. وفي نسخة: ماله عندنا صحبة، وقال أبو القاسم البغوي: ولا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث، ولا أدري لمالك بن يسار صحبة أم لا.

1457-

عر- نا عقبة بن مُكرّم: نا سلمُ بن قتيبة، عن عُمر بن نبهان، عن قتادة، عن أنس قال:" رأيتُ رسول الله- عليه السلام يدْعُو هكذا بباطِنِ كفيْهِ وظاهِرِهِما "(1) .

ش- سلم بن قتيبة: أبو قتيبة الخراساني الشّعيري الفِريابي، نزيل البصرة. روى عن: مالك بن أنس، وعكرمة بن عمار، والمسعودي وغيرهم. روى عنه: عمر [و] بن علي، ومحمد بن المثنى، وابن بشار وغيرهم. روى له: الجماعة إلا مُسلما.

وعُمر بن نبهان: العنبري البصري. روى عن: قتادة، وأبي عيسى سلام، والحسن البصري. روى عنه: أبو قتادة، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة وغيرهم. قال ابن معين: هو صالح، وقال عمرو بن علي: لا يُتابعُ في حديثه. روى له: أبو داود.

وفي " مختصر السنن ": وفي إسناده عُمر بن نبْهان، ولا يُحتجّ بحديثه. 1458- عر- نا مؤمل بن الفضْل الحرانِي: نا عيسى- يعْني: ابن يونس-: نا جعفر- يعني: ابن ميمون، صاحب الأنْماط-: حدثني

(1) تفرد به أبو داود.

ص: 402

أبو عثمان، عن سلمان قال: قال رسول الله: " إن ربكُم حيى كرِيم يستحي من عبدِهِ إذا رفع يديْهِ إليه أن يرُدهما صِفْرا "(1) .

ش- أبو عثمان: عبد الرحمن بن ملّ النّهْدي.

قوله: " حيى " فعيل ، وإطلاق الحياء على الله تعالى مجاز جارٍ على سبيل التمثيل. أي: الاستعارة التبعية التمثيلية ، شبّه ترك الله تعالى تخييب العبد ورد يديه إليه صفرا بترك الكريم، ثم ردّ المحتاج حياء، فقيل: ترك الله الرّد حياء كما قيل: ترك الكريم ردّ المحتاج حياء ، فأطلق الحياء ثمة كما أطلق الحياء هاهنا (2) .

قوله: " صفْرًا ":/ الصفْر- بكسر الصاد المهملة، وسكون الفاء، وراء مهملة- الشيء الخالي الفارغ، ويستعمل على لفظه في التثنية والجمع والتذكير والتأنيث. والحديث: أخرجه الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه.

1459-

ص- نا موسى بن إسماعيل: نا وهيب- يعني: ابن خالد- حدثني العباس بن عبد الله بن معْبد بن العباس بن عبد المطلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: المسألةُ: أن ترفع يديْك حذو منكبيْك أو نحوِهما، والاستغفار: أن تُشير بإصبع واحدةٍ، والابتهالُ: أن تمُد يديْك جميعًا (3) . ش- العباس المذكور: سمع: أباه، وعكرمة مولى ابن عباس روى عنه: ابن جريج، وابن عجلان، ووُهيب، قال ابن عيينة: كان رجلا صالحًا، وقال ابن معين: هو ثقة، وقال أحمد: لا بأس به. روى له: أبو داود.

(1) الترمذي: كتاب الدعوات، باب: حدثنا محمد بن بشار (3556)، ابن ماجه: كتاب الدعاء، باب: رفع اليدين في الدعاء (3865) .

(2)

بل الحياء صفة من صفاته سبحانه وتعالى، وليس حياؤه كحياء البشر، بل حياء يليق به سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) اعتقاد أهل السّنة والجماعة، وانظر العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام.

(3)

تفرد به أبو داود.

ص: 403

قوله: " المسألة " مبتدأ، و " أن ترْفع ": خبره، و "أن" مصدرية ، والمعنى: في السؤال من الله: ينبغي رفع اليدين حذْو المنكبين، وفي الاستغفار من الذنوب: يُشيرُ بإصبع واحدة، وفي الابتهال والتضرع إلى الله: يمدُ يديه جميعا.

1460-

ص (1) - نا محمد بن يحيي بن فارس: نا إبراهيم بن حمزة:

نا عبد العزيز بن محمد، عن العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس، عن أخيه: إبراهيم بن عبد الله، عن ابن عباس أن رسول الله- عليه السلام فذكر نحوه (2) .

ش- أي: نحو الحديث المذكور ، وهو حديث حسن.

وإبراهيم بن حمزة: ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي المدني. سمع: إبراهيم بن سعْد، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ويوسف بن الماجشون وغيرهم. روى عنه: البخاري، وأبو زرعة، وأبو داود، والنسائي، عن رجل، عنه وغيرهم، قال ابن سعْد: هو ثقة صدوق في الحديث. مات سنة ثلاثين ومائتين بالمدينة.

1461-

ص- نا عمرو بن عثمان: نا سفيان: حدثني عباس بنِ عبد الله ابن معبد بن عباس بهذا الحديث قال فيه: والابتهالُ هكذا- ورفع يديه وجعل ظُهُورهما مما يلِي وجهك (2) .

ش- وفي بعض النسخ: " مما يلي وجهه "(3) .

1462-

ص- نا قتيبة بن سعيد: نا ابن لهيعة، عن حرص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عنِ السائب بن يزيد، عن أبيه أن النبيّ- عليه السلام كان إذا دعى فرفع يديْه مسح وجهه بيديْه (2) .

ش- عبد الله: ابن لهيعة ، والحديث ضعيف به. وحفص المذكور:

(1) ذكر هذا الحديث في سنن أبي داود بعد الحديث الآتي.

(2)

تفرد به أبو داود.

(3)

كما في سنن أبي داود.

ص: 404

روى له: أبو داود، والسائب: صحابي، وكذا أبوه: يزيد بن سعيد ابن ثمامة الكندي، وقد ذكرناهما.

1463-

ص- نا مسدد: نا يحيى، عن مالك بن مغول: نا عبد الله بن بُريدة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمِع رجُلاً يقولُ: اللهم إني أسألُك أنّي أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إله إلا أنت، الأحدُ الصمدُ، الذي لم يلدْ ولم يولد، ولم يكن (1) لك كُفُوا أحدٌ، فقال:" لقد سألت الله بالاسم الّذِي إذا سُئل به أعْطى، وإذا دُعِي به أجاب "(2) .

ش- يحيى: القطان، وبُريدة: ابن حصيب الأسلمي الصحابي. وفي رواية: " لقد سأل الله باسمه الأعظم " لما يجئ الآن.

وقال الحافظ أبو الحسن المقدسي: هذا إسناد لا مطعن فيه، ولا أعلم

أنه رُوي في هذا الباب حديث أجود منه إسنادًا. وهو يدل على بطلان مذهب منْ ذهب إلى نفي القول بأن لله اسما هو الاسم الأعظم. والحديث أخرجه: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن غريب.

1464-

ص- نا عبد الرحمن بن خالد الرّقِّي: نا زيد بن حُباب: حدثني مالك بن مغول بهذا الحديث قال فيه: " لقد سأل الله باسْمه الأعظم "(3) . ش- أي: بالحديث المذكور، وقال فيه:" لقد سأل الله " أي: لقد سأل الرجل الله " باسْمه الأعظم،. وفيه: تصريح أن الدعاء المذكور هو اسم الله الأعظم. وأن نفْي الاسم الأعظم باطل- كما قلنا-.

1465-

ص (4) - نا عُبيد الله بن عُمر بن ميْسرة، ومحمد بن قُدامة في

(1) في سنن أبي داود: " لم يلد ولم يولد، ولم يكن له....."

(2)

الترمذي: كتاب الدعوات، باب: جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم (3475) ، النسائي في الكبرى، ابن ماجه: كتاب الدعاء، باب: اسم الله الأعظم (3857) .

(3)

انظر الحديث السابق.

(4)

لم يرد هذا الحديث في سنن أبي داود في هذا الموضع، وقد جاء بعد سبعة أحاديث، وانظر تعليق المصنف عليه.

ص: 405

آخرين قالوا: نا عثام، عن الأعمش، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: رأيتُ رسول الله- عليه السلام يعْقدُ التسْبيح. قال ابن قدامة: بيمِينِه (1) .

ش- عثام- بفتح العين المهملة، والثاء المثلثة المشدّدة- ابن علي بن هجيم (2) بن بُجير بن (3) زرعة بن عمرو بن مالك العامري الكلابي الكوفي أبو علي. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن، عروة،/ والأعمش. روى عنه: النُفيلي، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم، قال أبُو زرعة: ثقةٌ، وقال أبو حاتم: صدوق. مات سنة أربع وتسعين ومائة. روى له: الجماعة إلا مُسلما (4) . قوله: " عن أبيه " وهو السائب بن مالك الكوفي، أو السائب بن يزيد، وقد ذكرناه.

ويُستفاد من الحديث: جواز عقد التسبيح ونحوه بالأصابع. وأخرجه: الترمذي، والنسائي، وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث الأعمش، عن عطاء بن السائب. وهذا الحديث ليْس بمُناسِب في هذا الباب، وإن كان ذكر فيه في كثير من النسخ، والصواب: أن يذكر في الباب الذي يليه، وهو " باب التسبيح بالحصى " وكذا ذكر في " مختصر السنن " لزكي الدين " نذكره إن شاء الله تعالى.

1466-

ص- نا عبد الرحمن بن عُبيد الله الحلبِي: نا خلفُ بن خليفة، عن حفْص ابن أخي أنس، عن أنس أنه كان مع رسول الله جالسا ورجل يُصلّي ثم دعى: اللهم إني أسألُك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنّانُ، بديعُ السمواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرام، يا حيُّ يا قيومُ، فقال النبيُّ

(1) الترمذي: كتاب الدعوات، باب: عقد التسبيح باليد (3486)، النسائي: كتاب السهو، باب عقد التسبيح (3/79) .

(2)

في تهذيب الكمال " هُجير ".

(3)

مكررة في الأصل.

(4)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (9 1/ 3791) .

ص: 406

- عليه السلام: لا لقد دعى الله باسمه العظِيم، الذي إذا دُعِي به أجاب، وإذا سُئِل به أعْطى " (1) .

ش- عبد الرحمن بن عُبيد الله: ابن أحمد بن محمد الحلبي الأسدي، يُعرف بابن أخي الإمام. سمع: محمد بن قدامة، وأبا المليح الرقي، وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم. روى عنه: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر الباغندي، وأبو حاتم- وسئل عنه فقال: صدوق.

وخلف بن خليفة: ابن صاعد بن برام الأشجعي مولاهم، أبو أحمد الواسطي، كان بالكوفة ثم انتقل إلى واسط فسكنها مُدة، ثم تحول إلى بغداد فأقام بها إلى حين وفاته، رأى عمرو بن حريث صاحب النبي- عليه السلام (2) وسمع: الوليد بن سريع، ومنصور بن زاذان، ويزيد بن كيسان وغيرهم. روىْ عنه: هشيم، وقتيبة بن سعيد، ووكيع وغيرهم، قال ابن معين: ليس به بأس. مات سنة إحدى وثمانين ومائة ببغداد وهو ابن مائة سنة وستة. روى له: الجماعة إلا البخاري.

وحفص: ابن عبد الله بن أبي طلحة، وقيل: حفص بن عبيد الله بن أبي طلحة، وقيل: حفص بن عُمر بن عبد الله بن أبي طلحة، وقيل: حفص بن محمد بن عبد الله بن أبي طلحة. روى عن: عمه: أنس بن مالك. روى عنه: خلف بن خليفة وغيرهم، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال الدارقطني: ثقة. روى له: البخاري في " الأدب "، وأبو داود، والنسائي.

قوله: " المنان " أي: المُنعم المُعطي ، من المن وهو العطاء ، لا من المنّة، وكثيرا ما يرد المنُّ في كلامهم بمعنى الإحسان إلى من لا يْسّتثيبُه، ولا يطلبُ الجزاء عليه، وهو من أبنية المبالغة، كالوهابِ والعلاّم.

قوله: " بديع السموات والأرض " أي: مُبدِعهما ومُخْترعهما ، لا عن أصل ومادة. والحديث: أخرجه النسائي.

(1) أخرجه النسائي: كتاب: السهو، باب: الدعاء بعد الذكر (3/ 52) . (2) ولا تصح رؤيته لعمرو بن حريث، وانظر: تهذيب الكمال (8/ 287) .

ص: 407

1467-

ص- نا مسدد: نا عيسى بن يونس: نا عُبيد الله بن أبي زناد،

عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، أن النبي- عليه السلام قال:

"اسمُ اللهِ الأعظم في هاتين الآيتين (وإلهكم إلهٌ واحد لا إِله إلا هُو الرحمنُ

الرحيمُ) (1) ، وفاتحةُ سُورة آل عمران (الم. اللهُ لا إله إلاّ هُو الحيُّ

القيُّوم (2) " (3)

ش- عُبيد الله بن أبي زناد: القداح، أبو الحصن المكي. سمع:

عامر بن واثلة، وشهر بن حوشب، والقاسم بن محمد. روى عنه:

عيسى بن يونس، والثوري، ووكيع وغيرهم. قال ابن معين: ليس

بشيء. وقال أحمد: صالح. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي ولا بالمتين،

هو صالح يكتب حديثه، يحول من كتاب "الضعفاء " للبخاري. مات

سنة خمسين ومائة. روى له: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه.

وأسماء بنت يزيد: ابن السّكن بن رافع بن امرئ القيس بن عبد الأشهل

الأنصارية الأشهليّة، تكنى أم سلمة، ويقال: أم عامر، بايعتْ

رسول الله. وروت عنْه أحاديث صالحةً وشهدت اليرمُوك وقتلت يومئذ

تسعة من الروم بعمُود خبائها. روى عنها: مجاهد، وشهْر بن

حوشب، ومولاها: مهاجر وغير هم. روى لها: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

والحديث أخرجه: الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث

حسن. وفيه مقال من جهة عُبيد الله بن أبي زياد.

1468-

ص- نا عثمان بن أبي شيبة: نا حرص بن غياث، عن

الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن عائشة- رضي الله عنها قالت: سُرِقتْ ملحفةٌ لها، فجعلتْ تدْعو على من سرقها فجعل النبيُّ عليه السلام يقُولُ: لا تُسبخي عنه " (4) .

(1) سورة البقرة: (163) .

(2)

سورة آل عمران: (1، 2) .

(3)

الترمذي: كتاب الدعوات، باب: حدثنا عتيبة حدثنا رشدان بن سعد

(3478)

، ابن ماجه: كتاب الدعاء، باب: اسم الله الأعظم (3855) .

(4)

النسائي في (الكبرى) كتاب: السرقة.

ص: 408

ش- عطاء: ابن أبي رباح. ويُستفادُ من الحديث: أن الرجل إذا دعى على آخر يخفف عنه وإن كان ظالما.

ص- قال أبو داود: لا تُسبِّخِي: لا (1) تُخفِّفِي عنه.

ش- من التسبيخ- بالخاء المعجمة- وهو التخفيف، وقال أعرابي: الحمدُ لله، على (2) تسبيخ العُروق، وإساغة الريق، ومعناه: لا تخففي عنه ما يسْتحقه من الإثم.

1469-

ص- نا سُليمان بن حرْب: نا شعبة، عن عاصم بن عُبيد الله، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر قال: استأذنتُ النبيّ- عليه السلام في العُمرة فأذن لي وقال: " لا تنْسنا يا أخيّ من دُعائِك " فقال كلمةً ما يسرُّني أن لي بها الدُّنيا. وقال شعبة: ثم لقيتُ عاصمًا بعدُ بالمدينة فحدّثنِيه وقال: أشرِكْنا يا أخي في دُعائِك (3) .

ش- عاصم بن عبيد الله: ابن عاصم بن عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- ، وفيه مقال.

قوله: " فقال كلمة " وفي رواية: " فقال لي كلمةً " وأراد بها قوله- عليه السلام " لا تنسنا يا أخي من دعائك ". وفيه: استحباب طلب الدعاء من الرجل الصالح، ومن الذي يُريدُ الحج أو العمرة أن يدعو له في الأماكن الشريفة، وأن الدعاء له تأثير، وفيه ردّ لمنْ ينكر ذلك.

قوله: " بها " أي: بمُقابلتها ، والمعنى: قال لي كلمةً لو قابلوني بها الدُّنيا ما يسُرني ذلك.

فإن قيل: النبي- عليه السلام مستغني عن دعاء غيره له فما وجه ذلك؟ قلت: لا نُسلم استغناء أحد عن ذلك ، ولئن سلمنا فالمرادُ منه

(1) في سنن أبي داود: " أي: لا ".

(2)

في الأصل: " عندي ".

(3)

الترمذي: كتاب الدعوات، باب: حدثنا سفيان بن وكيع (3562)، ابن ماجه: كتاب المناسك، باب فضل دعاء الحاج (2894) .

ص: 409