الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حيث شبه البيت الذي لا يُصلى فيه بالقبر الذي لا يتأتى فيه من ساكنه عبادة. واختلفوا في معنى هذا الحديث ، فقيل: إنه ورد في النافلة ، لأنه عليه السلام قد سن الصلوات في الجماعة، ورغب في ذلك، وتوعد من تخلف عنها لغير عذر، ولأنها إذا كانت في البيت كانت أبعد من الرياء والشغل بحديث الناس ، فحضّ رسول الله على النوافل في البيوت ، إذ السرّ فيها أفضل من الإعلان، وعلى هذا تكون " مِن " زائدة ، كأنه قال: اجعلوا صلاتكم النافلة في بيوتكم، وإلى هذا ذهب البخاري. وقيل: إنه ورد في الفريضة و " مِن " للتبعيض ، كأنه قال: اجعلوا بعض صلاتكم في بيوتكم ليقتدي بكم أهلوكم، ومَن لا يخرج إلى المسجد منهم، ومَنْ يلزمكم تعليمه لقوله تعالى:{قُوا أنفُسَكُمْ وأهْليكُمْ نَارًا} (1) . ومن تخفف عن جماعة لجماعة دان كانت أقل لم يتخلَف عنها، ومن أصاب في بَيته جماعةً فقد أصاب سُنَّة الجماعة وفضلها.
قلت: قد قررنا الكلام فيه مرةً وذكرنا أن " مِن " للتبعيض، وأنها لا ترادُ في الإثبات، وأن المراد من الصلاة: مطلق الصلاة، فيتناول الفرض والنفل، وأن المعنى: من بعض صلاتكم الذي هو النفل من مطلق الصلاة، فا فهم.
وقد ترجم البخاري على هذا الحديث " كراهة الصلاة في المقابر " يُريد أن القبور لا تجوز فيها الصلاة ، وهذا كلام بعيد، وترجمة غير مناسبة. والحديث أخرجه الجماعة.
***
333- بابٌ
(2)
أي: هذا باب، أي: نوع من أنواع ما يتعلق بالأبواب الماضية، أو بالباب الذي يليه.
(1) سورة التحريم: (6) .
(2)
في سنن أبي داود: " باب طول القيام ".