الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَبْعًا من المَثَانِي الطُّولِ، وأوتيَ مُوسى- عليه السلام سِتا، فلما أَلقَىَ الألواح رُفعت ثِنتانِ وبَقِينَ (1) أرْبع " (2) .
ش- جَريرُ: ابن عبد الحميد، ومُسلم: ابن عمران البَطين الكوفي. قوله: " أوتي رسول الله " أي: أُعْطِي " سَبْعا من المثاني الطُول "، وقد فسّرنا الطُّولَ آنفًا ، وإنما سُميت بالمثاني لتثنِي الأحكام والعِبَر، أو لأنها جاوزت المائة الأولى إلى الثانية.
قوله: " وأوتي موسى- عليه السلام " أي: أعطي موسى- عليه السلام " ستا من المثاني " فلما ألقى الألواح غضبًا على قومه- وكانت سبْعةً من زمردة خضراء ، قاله مجاهد، وقال سعيد بن جبير: من ياقوتة حمراء- رفعت ثنتان- أي: سورتان-، وبقيت أربع سُوَرٍ. وروى عن: ابن عباس: لما ألقى الألواح فتكسرت فرُفعت إلا سُدْسُها، وفيما رُفع تفصيل لكل شيء وما بقي هُدًى ورحمة، وقال قتادة: ألقاها تحيرا من كثرة فضائل هذه الأمة.
قوله: " وبقين أربع " والقياس: بقيت أربع ، لأن الفعل إذا أسند إلى الظاهر لا يثنى ولا يجمع إلا على لغة أكلوني البراغيث. والحديث أخرجه: النسائي.
***
338- بَاب: مَا جَاء في آية الكُرسيِّ
أي: هذا باب في بيان ما جاء من الفضائل في آية الكُرسيِّ.
1430-
ص- نا محمد بن المثنى: نا عبد الأعلى: نا سعيد بن إياس، عن أبي السَّليل، عن عبد الله بن رَباح الأنصاري، عن أُبيّ بن كعْب قال: قال رسولُ الله: " أبا المُنذرِ! أي آيةٍ مَعَكَ مِن كتابِ اللهِ أعظمُ؟ " قال:
(1) في سنن أبي داود: " وبقي ".
(2)
النسائي: كتاب الافتتاح، باب: فاتحة الكتاب (2/ 139) .
قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلم. قال: " أبا المنذر! أي آية معكَ من كتابِ الله
أعظمُ؟ " قال: قلتُ: {اللهُ لا إِلَه إلَاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} قال: فضَربَ في
صَدْرِي فقال: " ليَهْنِ لك أبا المنذر (1) العِلمُ "(2) .
ش- عبد الأعلى: ابن عبد الأعلى السَّامي، وسعيد بن إياس الجُريري
البَصْري.
وأبو السَّليل- بفتح السن المهملة، وكسر اللام- اسمُه: ضُريب
- بالضاد المعجَمة المضمومة- ابن نُقير- بالنون والقاف- ابن سُمَيْر
- بالسن المهملة- القيسي الجُريري البصري، ويُقال: ابن نفير- بالفاء-،
ويُقال: ابن نقيل- باللام وبالقاف ، والراء أصح. روى عن: عبد الله
ابن رباح، وزهدم بن مضرب الجرمي، ومعاذة العدوية. روى عنه:
سليمان التيمي، وكهمس بن الحسن، والجُريري، قال ابن معين: ثقة.
روى له: الجماعة إلا البخاريّ.
قوله: " أبا المنذر " أي: نا أبا المنذر. وحرف النداء محذوف،
وأبو المنذر: كنية أبي بن كعب- رضي الله عنه.
قوله: " أعظم " " (3) قال القاضي:/ فيه حجّة للقول بجواز تفضيل [2/68- أ] بعض القرآن على بعض، وتفضيله على سائر كتُب الله تعالى. قال: وفيه خلاف للعلماء ، فمنع منه: أبو الحسن الأشعري، وأبو بكر الباقلاني، وجماعة من الفقهاء والعلماء؟ لأن تفضيل بعضه يقتضي نقص المفضول، وليس في كلام الله نقص، وتأول هؤلاء ما ورد من إطلاق
أعظم وأفضل في بعض الآيات والسوَر بمعنى عظيم وفاضل. وأجاز ذلك
إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء والمتكلمين، قالوا: وهو راجع إلى
عظم اجْر قارئ ذلك، وجزيل ثوابه. والمختار: جواز قول هذه الآية أو
(1) في سنن أبي داود: " يا أبا المنذر ".
(2)
مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي 258- (810) .
(3)
انظر: شرح صحيح مسلم (6/93- 94) .