الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
336- بَابٌ: في فَاتحةِ الكِتَابِ
أي: هذا باب في بيان فاتحة الكتاب.
1427-
ص- نا أحمد بن أبي شعيب الحراني: نا عيسى بن يونس: نا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قالَ رسولُ الله عليه السلام: " الحمدُ للهِ رَبَّ العَالَمِينَ: أمُّ القراَنِ، وأمُّ الكتابِ، وَالسبع المَثَاني "(1) .
ش- ابن أبي ذئب: محمد بن عبد الرحمن المدني، والمقبري: سعيد ابن أبي سعيد.
قوله: " أم القراَن " أي: أصلُه وأوله ، ومنه سُفيت مكة أم القرى ، لأنها أول الأرض وأصلها، ومنها دحيت. وقال الزمخشري: وتسمى أم القرآن لاشتمالها على المعاني التي في القرآن من الثناء على الله بما هو أهله، ومن التعبد بالأمر والنهي، ومن الوعد والوعيد. انتهى.
ويقال: لأن الأم في اللغة الأصلُ، سميت به لأنه لا يحتمل شيء مما فيه النَسْخ والتبديل ، بل آياتها كلها محكمة، فصارت أصلاً. وقيل: سميت [أم] القرآن ، لأنها تؤمُّ غيرها من القراءة كالرجل يؤم غيره فيُقدم عليه.
قوله: " والسبعْ المثاني " لأنها سبعُ آيات بالاتفاق ، إلا أن منهم من عد
" أنعمت عليهم " دون التسمية، ومنهم مَن مَذْهبه على العكس، وسبع وعشرون كلمةً ومائة واثنان وأربعون حرفا ، وسميت المثاني لأنها تثنى في الصلاة أو ثُني نزولها ، نزلت بمكة مرةً وبالمدينة أخرى، أو هي قسمين: ثناء ودعاء، وقيل: المثاني من الثناء كالمحامد من الحمد، أو من الاستثناء، لأنها استُثنِيت لهذه الأمة، وقيل: لأن أكثر كلماتها مثنى إلى
(1) البخاري: كتاب التفسير، باب: تفسيرا " لقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم " من سورة الحجر (4704)، الترمذي: كتاب التفسير، باب: سورة الحجر (3124) .
{وغير (1) الضالين} في قراءة عمر وعلي- رضي الله عنهما، وقيل: السَّبع: الفاتحة، والمثاني: القرآن، وقيل: السبْع: الطُوَل من البقرة إلى الأنفال مع التوبة، وقيل غير ذلك، وقد صح عن رسول الله- عليه السلام أن السبع المثاني هي الفاتحة، فلا يعرج على ما سواه، ولعل من قال غيره لم يطلع على ما صح عن رسول الله- عليه السلام واعلم أن لسورة الفاتحة ثلاثة عشر اسماً: فاتحة الكتاب، وأم القرآن، والكنز، والواقية، وسورة الحمد، والمثاني، وسورة الصلاة، والشفاء، والشافية، والكافية،
والأساس، والسؤال، والشكر، وسورة الدعاء. والحديث أخرجه: البخاري، والترمذي.
1428-
ص- نا عبيد الله بن معاذ: نا خالد: نا شعبة، عن خُبَيْب بن عبد الرحمن قال: سمعتُ حفص بن عاصم يُحدَث عن أبي سعيد بن المُعلى، أن النبي- عليه السلام مَر بهِ وهو يُصلي فدعَاهُ فقال (2) : فصليتُ ثم أتيتُه قال: فقال: " ما مَنَعَكَ أَن تُجيبَني؟ " قال: كنتُ أصلي، قال:" ألم يَقُل اللهُ {يا أيهَا الذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبوا لله ولِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لمَا يُحْييكُمْ} (3) ؟ لأعَلِّمنكَ سورةً أعظمَ سُورة (4) مِن- أوْ في " - شَك خالَد " القرآنِ (5) قبلَ أن أخْرُجَ مِن/ المسجد ". قال: قلتُ: يا رسولَ الله قولَك؟ قال: " الحمدُ لله رب العَالَمينَ، هيَ (6) السبع المَثَانِي التِي أوتيتُ، والقُرآنُ العظيمُ "(7) .َ
(1) كتب فوقها " صح ".
(2)
في سنن أبي داود: " قال ".
(3)
سورة الأنفال: (24) .
(4)
كلمة " سورة " الأولى غير موجودة في سنن أبي داود.
(5)
في سنن أبي داود: " أو في القرآن- شك خالد- ".
(6)
في سنن أبي داود: " وهي ".
(7)
البخاري: كتاب التفسير، باب: ما جاء في فاتحة الكتاب (4474)، النسائي: كتاب الافتتاح، باب: تأويل قوله تعالى {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} (2/ 139)، ابن ماجه: كتاب الأدب، باب: ثواب القرآن (3785) .