المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌341- كيف يستحب الترسل في القرآن - شرح سنن أبي داود للعيني - جـ ٥

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌245- جِماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها

- ‌246- باب: في أي وقت يحول رداءه

- ‌247- باب: رفع اليدين في الاستسقاء

- ‌248- باب: صلاة الكسوف

- ‌249- باب: من قال: أربع ركعات

- ‌250- بَابُ: القراءة في صلاة الكُسُوف

- ‌251- بَاب: ينادي فيهَا بالصّلاةِ

- ‌252- بَابُ: الصدَقة فيها

- ‌253- بَابُ: العِتْق فِيهَا

- ‌254- بَابُ: مَنْ قَال: يَركَعُ رَكعَتيْن

- ‌255- بَابُ: الصلاة عند الظلمة ونحوها

- ‌256- بَابُ: السُّجُود عند الآيات

- ‌257- بَابُ: صَلاةِ المُسَافِر

- ‌258- بَابُ: مَتَى يَقْصُر المُسَافِرُ

- ‌259- بَابُ: الأذانِ في السَّفر

- ‌260- بَابُ: المُسَافر يُصَلِي وهو يَشُكّ فِي الوَقتِ

- ‌261- باب: الجمعُ بين الصَّلاتين

- ‌262- بَابُ: قصر القراءة في السفرِ فِي الصلاةِ

- ‌263- بَابُ: التَّطَوُّع فِي السَّفَر

- ‌264- باب: التطوع على الراحلة والوتر

- ‌265- باب: الفريضة على الراحلة من غير عُذر

- ‌266- باب: متى يتم المسافر

- ‌267- باب: إذا أقام بأرض العدو يقصر

- ‌268- باب: صلاة الخوف

- ‌269- باب: مَن قال: يقومُ صف مع الإمام وصفّ وُجَاه العدوِّ

- ‌270- باب: مَن قال: إذا صلى ركعة

- ‌271- بَابُ: مَن قال: يكبرون جميعاً وإن كانوا مستدبري القبْلة

- ‌ 272- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة [

- ‌273- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة

- ‌274- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة، ولا يقضون

- ‌275- باب: قول من قال: يصلي بكل طائفة ركعتين

- ‌276- باب: صلاة الطالب

- ‌277- باب: تفريع أبواب التطوع وركعات السُّنَّة

- ‌278- باب: ركعتي الفجر

- ‌279- باب: تخفيفها

- ‌280- باب: الاضطجاع بعدها

- ‌281- باب: إذا أدرك الإمام ولم يصل ركعتي الفجر

- ‌ 282- باب: من فاتته متى يقضيها

- ‌283- باب: الأربع قبل الظهر وبعدها

- ‌284- باب: الصلاة قبل العصر

- ‌285- باب: الصلاة بعد العصر

- ‌286- بَابُ: مَنْ رَخّصَ فِيهمَا إذا كانَت الشمسُ مُرْتفِعةً

- ‌287- بَابُ: الصَّلاةِ قبْل المَغْرِب

- ‌288- بَابُ: صَلاة الضُّحَى

- ‌289- بَابُ: صَلاةِ النهارِ

- ‌290- بَابُ: صَلاةِ التَّسْبِيح

- ‌291- بَابُ: رَكعَتِي المَغْرب أيْنَ تُصَليانِ

- ‌292- بَابُ: الصَّلاةِ بَعْد العِشَاءِ

- ‌294- بَاب: قيام الليل

- ‌295- باب: من نام عن حزبه

- ‌296- باب: من نوى القيام فنام

- ‌297- باب: أي الليل أفضل

- ‌298- باب: وقت قيام النبي- عليه السلام من الليل

- ‌299- باب: افتتاح صلاة الليل بركعتين

- ‌300- باب: صلاةُ الليل مثنى مثنى

- ‌301- باب: في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل

- ‌302- باب: في صلاة الليل

- ‌303- باب: ما يؤمر به من القصد

- ‌باب: تفريع أبواب شهر رمضان

- ‌304- باب: في قيام شهر رمضان

- ‌305- باب: في ليلة القدر

- ‌306- باب من قال: ليلة إحدى وعشرين

- ‌307- باب: من روى أنها ليلة سبع عشرة

- ‌308- باب: من روى في السبع الأواخر

- ‌309 - باب من قال: سبعاً وعشرين

- ‌310- باب من قال: هي في كل رمضان

- ‌311- باب: في كم يقرأ القرآن

- ‌312- باب: تحزيب القرآن

- ‌313- باب: في عدد الآي

- ‌314- باب: تفريع أبواب سجود القرآن، وكم فيه من سجدة

- ‌315- باب: من لم ير السجود في المفصل

- ‌316- باب: من رأى فيها السجود

- ‌317- باب: السجود في- {إذَا السماءُ انشَقَّتْ} و {اقْرَأ}

- ‌318- باب: السجود في " ص

- ‌319- باب: الرجل يسمع السجدة وهو راكب أو في غير صلاة

- ‌320- باب: ما يقول إذا سجد

- ‌321- باب: فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح

- ‌322- باب: استحباب الوتر

- ‌323- باب: فيمن لم يوتر

- ‌324- باب: كم الوتر

- ‌325- باب: ما يقرأ في الوتر

- ‌326- باب: القنوت في الوتر

- ‌328- بَاب: في الوِتْر قَبْلَ النَّوْم

- ‌329- بَابُ: وقْت الوتْرِ

- ‌330- بَاب: فِي نَقْضِ الوِتْرِ

- ‌331- بَابُ: القُنُوتِ في الصلَواتِ

- ‌332- بَابٌ: في فَضْلِ التطوع فِي البَيْت

- ‌333- بابٌ

- ‌334- بَابُ الحَثِّ عَلى قيام اللَّيل

- ‌335- بَاب: فِي ثواب قراءة القُرَانِ

- ‌336- بَابٌ: في فَاتحةِ الكِتَابِ

- ‌337- بَاب: مَنْ قالَ: هيَ مِنَ الطُّوَلِ

- ‌338- بَاب: مَا جَاء في آية الكُرسيِّ

- ‌339- بَاب: فِي سُورة الصَّمدِ

- ‌340- بَابٌ: في المُعَوِّذَتَيْن

- ‌341- كَيفَ يُستحبُّ التَّرَسُّلُ في القُرآنِ

- ‌342- بَابٌ: فِيمَنْ حَفِظَ القُرآنَ ثم نَسِيَهُ

- ‌343- بَابٌ: أُنزِل القُرآنُ على سبعة أحْرُفٍ

- ‌344- بابُ الدُُّّعاء

- ‌345- بابُ: التّسْبِيح بالحصى

- ‌346- بابُ: ما يقُول الرجل إِذا سلم

- ‌347- باب: فِي الاسْتغْفارِ

- ‌349- بابُ: الصّلاةِ على غيْر النبِي- عليها السلام

- ‌350- بابُ الدعاء بظهْرِ الغيبِ

- ‌351- باب: ما يقُول الرجلُ إذا خاف قوْمًا

- ‌352- بابُ الاسْتخارةِ

- ‌353- باب: فِي الاسْتِعاذةِ

الفصل: ‌341- كيف يستحب الترسل في القرآن

‌341- كَيفَ يُستحبُّ التَّرَسُّلُ في القُرآنِ

؟

أي: هذا بيان كيف يستحب للقارئ أن يترسل في قراءته ، يُقال: ترسَّل الرجلُ في كلامه ومَشْيه إذا لم يعجل ، والترسّل والترتل سواء. وفي بعض النسخ:" بابٌ في تَرتيلِ القرآن " وفي بعضها: " باب استحباب الترتل في القرآن "(1) .

1434-

ص- نا مُسددّ: نا يحيي، عن سفيان: حدثني عاصم بن بهدلة، عن زرّ، عن عبد الله بن عَمرو قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " يُقال لصَاحب القرآنِ: اقرأ وارْتَقِ ورتلْ كما كُنتَ تُرتِّلُ في الدنيا فإن مَنْزِلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تَقرؤُهَا "(2) .

ش- يحيي: القطان، وسفيان: الثوري، وزِرّ: ابن حُبَيْش.

قوله: " وارتق " أمر من ارتقى يَرتقي ، ومعناه: اصعَدْ إلى منزلك درجةً درجةً ، فإن منزلَه بحسَب قراءته من الآيات، وهو معنى قوله:" فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها " وجاء في الأثر أن عدد أي القرآن على قدر عدد درج الجنة، فمًن استوفى قراءة جميع القراَن استولى على أقصى درج الجنة، ومن قرأ جزءا منها كان رقيه في الدرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثواب على قدر منتهى القراءة. ويُستفاد منه: استحباب الترتيل في القراءة. والحديث: أخرجه الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن صحيحٌ.

1435-

ص- نا مسلم بن إبراهيم: نا جرير، عن قتادة قال: سألتُ أنَسًا عن قراءة النبي- عليه السلام، فقالَ: كان يَمُدُّ مَدا (3) .

(1) كما في سنن أبي داود، وعنده " القراءة " بدلا من " القرآن ".

(2)

الترمذي: ثواب القرآن، باب: من ليس في جوفه قرآن كالبيت الخرب (2914) ، تحفة (8627/6) .

(3)

البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب: مد القرآن (5045)، الترمذي: في " الشمائل "، باب: ما جاء في قراره رسول الله صلى الله عليه وسلم (316)، النسائي: كتاب الافتتاح، باب: تعوذ القارئ إذا مر بآية عذاب (2/ 176) ، =

ص: 381

- ش- جرير: ابن حازم البصري.

قوله: " كان يَمدّ " من مددتُ الشيء مَدا ومدادا وهو ما يكثَّرُ به الشيء ويُزادُ ، ولكن المرادَ من المدّ هَاهُنا هو المَدّ المُصطلح بَيْن أهلا القراءة، وذلك يحسُن به نظم القراَن، ويُعطي للحروف حَقها، ويَحْصلُ به الترتيلُ. والحديث أخرجه: البخاري، والترمذي، والنسائي، وا بن ماجه.

1436-

ص- نا يزيد بن خالد بن موهب الرمْلي: نا الليث، عن ابن أبي مُليكة، عن يَعْلى بن مَمْلَكٍ، أنه سألَ أمَ سلمة عن قراءة رسولِ الله عليه السلام وصلاته فقالت: ومَا لَكُم وصلاتَه، كان يُصلِّي ويَنامُ قدرَ ما صلى، ثم يُصلّي قدر ما نَامَ، ثم ينامُ قدرَ ما صلى حتى يُصْبحَ، ونَعتَتْ قراءته فإذا هِي تَنْعُتُ (1) حَرْفا حَرْفًا (2) .

ش- الليث: ابن سَعْد، وعبد الله: ابن أبي مُليكة. ويَعْلى بن مَمْلك

- بفتح الميم الأولى، وسكون الثانية، وبَعْدها لام وكاف-. روى عن: أم سلمة زوج النبي- عليه السلام. روى عنه: ابن أبي مليكة. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي.

قوله: " ونَعتَتْ " النَعْت: وصْف الشيء بما فيه من حُسْن، ولا يُقالُ في المذموم إلا أن يتكلف متكلف فيقول: نعت سُوء.

قِوله. " تنعت حرفا حرفًا " يعني: كان يقرأ القرآن حرفا حرفًا ، وذلك

لا يكون إلا بالترتيل والتأني، ورعاية مخارج الحروف، وإعطاء حقوقها، ورعاية الحدود بأجناسها ونحو ذلك. والحديثُ: أخرجه الترمذي

= ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسُنَة فيها، باب: ما جاء في القراءة في صلاة الليل (1351) .

(1)

في سنن أبي داود: " تنعت قراءته ".

(2)

الترمذي: ثواب القرآن، باب: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم (2924)، النسائي: كتاب الافتتاح، باب: تزيين القرآن بالصوت (2/ 179) .

ص: 382

/ والنسائي، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من [2/ 170- أ] ، حديث ليث بن سَعْد، عن ابن أبي مليكة، عن يَعلى بن مَملك.

1437-

ص- نا حفص بن عُمر: نا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن عبد الله بن مُغفّل قال: رأيتُ النبيَّ- عليه السلام يومَ فتح مكة وهو على ناقة يقرأ بسُورةِ الفتحِ وهو يُرجِّعُ (1) .

ش- الترجيع: ترديد القراءة، وقيل: هو تقارب حروف الحركات في الصوت. وفي " صحيح البخاري ": كيف كان ترجيعه فقال:

ثلاث مراتٍ ، وهذا إنما حصل منه- عليه السلام لأنه كان راكبًا، فجعلت الناقةُ تحركهُ فيحصلُ هذا من صوته. وقد جاء في حديث آخر أنه كان لا يُرجّع، قيل: لعلّه لم يكن راكبًا فلم يلجأ إلى الترجيع. والحديث أخرجه: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.

1438-

ص- نا عثمان بن أبي شيبة: نا جرير، عن الأعمش، عن طلحة عن عبد الِرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب قال: قال

رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " زينُوا القرآنَ بأصْوَاتكُم "(2) .

ش- جرير: ابن عبد الحميد، وَطلحة: ابن مُصرف الكوفي.

قوله: " زينوا القرآن بأصْواتكم " قيل: معناه: زينوا أصواتكم بالقرآن هكذا فسّره غير واحد من أئمة الحديث وقالوا: إنه من باب المقلوب كما قالوا: عرضت الناقة على الحوض، وكقولهم: استوى العُود على الجِرباء أي: استوى الجرباء على العود. وفي بعض طرُقه: " زينوا أصواتكم بالقرآن " والمعنى: اشغلوا أصواتكم بالقرآن، والهجوا بقراءته، واتخذوه شِعارا وزينةً ، وليس ذلَك على تطريب القول. وقال آخرون:

(1) البخاري: كتاب المغازي، باب: أين ركز النبي الراية يوم الفتح (4281)، مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: قراءة صلى الله عليه وسلم سورة الفتح يوم الفتح (794) ، الترمذي في " الشمائل "، النسائي في الكبرى: كتاب فضائل القرآن.

(2)

النسائي: كتاب الافتتاح، باب: تزيين القرآن بالصوت (2/ 179)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: في حسن الصوت بالقرآن (1342) .

ص: 383

لا حاجة إلى القلب. وإنما معناه: الحث على الترسل الذي أمر به في قوله تعالى: " ورتَلِ القُرآنَ تَرْتيلاً "(1) فكأن الزينة للمرتل لا للقرآن، كما يُقال: وَيْل للشًعْر من رُوَاة السُّوء، فهو راجع إلى الراوي لا إلى الشعر ، فهو حثّ على ما يزين من الترتيل، والتدبر ومراعاة الإعراب، وقيل: أراد بالقرآن القراءة أي: زينوا قراءتكم بأصْواتكم. والحديث أخرجه: النسائي، وابن ماجه.

1439-

ص- نا أبو الوليد الطيالسي، وقُتيبة بن سَعيد، ويزيدُ بن خالد ابن مَوهب الرملي بمعناه، أن الليث حدثهم عن عبد الله بن أبي مُليكة، عن عُبيد الله بن أبي نهيك، عن سَعْد بن أبي وقاص. وقال يزيدُ: عن ابن أبي مليكة، عن سعيد بن أبي سَعيد- وقال قتيبة: هو في كتابي عن سعيد بن أبي سَعيد- قال: قال رسولُ الله: " ليْس مِنَّا من لم يَتغنّ بالقراَنِ "(2) . ش- عُبيد الله بن أبي نهيك- بفتح النون وكسْر الهاء-. روى عن: سَعْد بن أبي وقاص. روى عنه: ابن أبي مُليكة. روى له: أبو داود، وذكره في " الكمال" في باب " عبد الله " بالتكبير في العبْد، وفي نسخ كثيرة من " السُنَن ": عُبَيد الله- بالتصغير.

قوله: " وقال يزيد " أي: قال يزيد بن خالد المذكور في روايته عن عبد الله بن أبي مليكة، عن سَعيد بن أبي سَعيد المقبري.

قوله: " وقال قتيبة " أي: قال قتيبة بن سعيد في روايته: إن الليث حدثه عن سعيد بن أبي سعيد، عن سَعْد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله. وروى هذا الحديث أبو صالح كاتب الليث، عن الليث، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن أبي نهيك، عن سَعْد بن أبي وقاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو صالح: هكذا حدّث به الليث، عن سَعْد - يعني: ابن أبي وقاص- وكان يُحدث قبلَ ذلك عن [ابن] أبي مليكة، عن سَعيد بن أبي سعيد. وقال الدارقطني: اختلف عن الليث في ذكر

(1) سورة المزمل: (4) .

(2)

تفرد به أبو داود.

ص: 384

سَعْد بن أبي وقاص ، فأما الغرباء عن الليث: فرووه على الصواب عن

سعد، وأما أهل مصر: فرَوَوه وقالوا: عن سعيد بن أبي سعيد مكان

سَعْدً، والصواب: ما رواه عمرو بن دينار، وابن جريج، عن ابن

أبي مًليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سَعْد.

قوله: " من لم يتغن بالقراَن " قال وكيع وسفيان بن عيينة: معناه: منْ

لم يَسْتغْن به. واختلف في معنى ذلك، فقيل: يستغني به عن الناس، وقيل: يستغني به عن غيره من الأحاديث والكُتب، وقيل: معناه من لم

يجهر به، وقيل: من لم يُحسن صوته، وقيل: من لم يجعله يجهر به.

وقال ابن الأعرابي: كانت العرب تتغنى بالركبان/ إذا ركبت وإذا جلست [2/170-ب] في الأفنية وعلى أكثر أحوالها، ف" نزل القراَن أحبّ النبي- عليه

السلام- أن يكون هَجيراهم بالقرآن مكان التغني بالركُبان. وأول مَن قرأ بالألحان: عُبيدُ الله بن أبي بكرة، فورثه عنه عُبيد الّله بن عمر، ولذلك

يُقالُ: قراءة العُمري، وأخذ ذلك عنه: سعيد العلاف الأباضِي. وقال الشافعي: معناه: تحسين القراءة وترقيقها. وقال أبو عُبيد القاسم بن

سلام: مَحملُ هذه الأحاديث التي ذكرناها في حُسْن الصَّوْت إنما هو على

طريق الحزن والتخويف والتشويق ، فهذا وجهُه لا الألحان المطربة المُلْهية.

قوله: " ليْسَ منا، بمعنى: ليس على سيرتنا، أو ليس بمهتد بهَدْينا،

ولا بمتخلق بأخْلاقنا. وذهبَ بعضهم إلى أنه أراد بذلك نفْيه عن دين

الإسلام ، وليس بصحيح، وكذا معنى قوله:" من غشنا " ونحو ذلك.

1440-

ص- نا عثمان بن أبي شيبة: نا سفيان بن عُيَينة، عن عَمرو،

عن ابن أبى مُليكة، عن عُبيد الله بن أبي نهيك، عن سَعْد قال: قال النبي

" مليه السلام- مثله (1) .

ش- أي: مثل الحديث المذكور.

1441-

ص- نا عبد الأعلى بن حماد: نا عبد الجبار بن الورْد قال:

(1) تفرد به أبو داود.

52.

شرح سنن أبي داود.

ص: 385

سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال عُبيد الله بن أبي يَزيد: مرّ بنا أبو لُبَابة فاتبعناه حتى دخَلَ بيتَه فدخلنا عليه، فإذا رجلٌ رَثُّ البَيْت، رَث الهيئة، فسمعتُه يقولُ: سمعتُ رسولَ الله- عليه السلام يقولُ: "َ ليسَ منا من لَم يَتَغَن بالقرآن ". قال: فقلتُ لابن أبي مُليكة: نا أبا محمد " أرأيتً إذا لم يكُن حسَنَ الَصوْتِ؟ قال: يُحَسنه ما استطاعَ (1) .

ش- عبد الأعلى بن حماد: ابن نصر النَرْسِي الباهلي أبو يحيى البصري، سكن بغداد، ونَرْس- بالنون- لقب لجدهم، وكان اسمُه نصرا فلقبته القبط نَرْساً. روى عن: مالك بن أنس، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وابن عُيينة وغيرهم. روى عنه: أبو داود، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والبخاري، ومسلم، والنسائي، عن رجل، عنه، وغيرهم. مات بالبصرة في سنة سبع وثلاثين ومائتين.

وعبد الجبار بن الورد: المكي، أخو وُهَيْب. روى عن: ابن أبي مليكة، وعمرو بن شعيب، وعطاف بن خالد. روى عنه: عبد الأعلى بن حماد، وبُسرة بنت صفوان، قال ابن معين، وأبو حاتم: هو ثقة، وقال أحمد: لا بأس به. روى له: أبو داود، والنسائي. وعبيد الله بن أبي يزيد: المكي مولى يل قارظ حُلفاء بني زهرة. سمع: ابن عباس، وابن عُمرَ، وابن الزبير، ونافع بن جبير، ومجاهدا. روى عنه: ابن جريج، وشعبة، وحماد بن زيد وغيرهم، قال ابن معين: ثقة. مات سنة ست وعشرين ومائة. روى له: الجماعة. وأبو لبابة: اسمُه: رفاعة بن عبد المنذر بن عنبر الأنصاري المدني، وقيل: اسمه: بَشير. روى له: مسلم، وأبو داود، وابن ماجه. قوله: " رَث البَيْت، الرث- بفتحِ اِلراء، وتشديد الثاء المثلثة- الشيء البالي، وفلان رَث الهيئة، وفي هيئَته رثاثة، أي: بذاءة، وأرَث الثوب، أي: أخْلقَ.

(1) تفرد به أبو داود.

ص: 386

قوله: " أرأيت " أي: أخبِرني " إذا لم يكن " أي: القارئ.

1442-

ص- نا سليمان الأنباري قال: قال وكيع وابن عيينة: يَسْتغنِي (1)(2) .

ش- أي: قال وكيع بن الجراح، وسفيان بن عيينة في تفسير قوله:" من لم يتغن ": من لم يَسْتغن، وقد ذكرناه الآن.

1443-

صِ- نا سليمان بن داود المَهْري: أنا ابنُ وهب: حدثني عُمر ابن مالك، وحيْوة، عَن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسولَ اللهِ- عليه السلام قال:" ما أذنَ اللهُ لشيء ما أذنَ لنبي حَسَن الصَوْت يَتَغنَّى بالقراَن يجْهَرُ بهِ "(3) .ًًًَ

ش- عُمر بن مالك: الشرعبي المصري، وحيوة: ابن شريح، ويزيد: ابن الهاد.

قوله: " ما أذن اللهُ " - بفتح الهمزة، وكسْر الذال " المعجمة- يُقال ": أذنتُ للشيء آذَنُ أذانا - بفتح الهمزة والذال- ، والمعنى: ما استمع لشيء كاستماعه لهذا، والله تعالى لا يَشْغلُه شأن عن شأنٍ ، دائما هي استعارة للرضا والقبول " لقراءته وعمله، والثواب عليه.

قوله: " ما أذن لنبي "" ما " مَصْدرية ، والتقدير: كأذَنِه لنبي.

قوله: " يتغنى بالقراَن " قد بينا الاختلاف في معناه، وهذه/ جملة حالية، وكذا قوله:" يَجْهر به " حال " أخرى مترادفة أو متداخلة، وقد

(1) في سنن أبي داود: " يعني: يستغني به ".

(2)

انظر التخريج المتقدم.

(3)

البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب: من لم يتغن بالقرآن (5023)، مسلم: كتاب صلاة المسافرين، باب: استحباب تحسين الصوت بالقرآن (792)، النسائي: كتاب الافتتاح، باب: في تزيين الصوت بالقرآن (1018) .

ص: 387