الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحديث أخرجه: الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
***
326- باب: القنوت في الوتر
أي: هذا باب في بيان القنوت في الوتر.
1395-
ص- نا عتيبة بن سعيد. وأحمد بن جَوَّاس الحنفيُّ قالا: حدثنا أبو الأحول، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم/، عن أبي الحَوْراء [2/ 161- أ]، قال أبو داود: أبو الحَوْراء: ربيعة بن شَيْبان (1)، قال: قال الحسن بن علي: علَّمَني رسولُ الله- عليه السلام كَلمات أقولهن في الوترِ- قال ابنُ جَوّاس: في قُنوتَ الوتر-: " اللهمَّ اهْدنيً فيمَنْ هَدَيْتَ! وَعَافِنِي فيمَنْ عَافَيْتً! وتَولَّنِي فَيمَنْ تَولَّيْتَ! وباركَْ لي فيما أعطيتَ! وقني شَرَّ ما قضَيْتَ! إنك تَقْضي ولا يُقْضى عليكَ، وإنه لا يَذلُّ مَن والًيْتَ (2) . تَبَاركتَ ربنا وتَعَاليْتً "(3) .
ش- أحمد بن جَواس الحنفي: قد ذكر مرةً، وجَواس- بفتح الجيم وتشديد الواو، وفي آخره سين مهملة- وأبو الأحوص: سلام بن سليم، وأبو إسحاق: السبيعي.
وبُرَيْد- بضم الباء الموحدة وفتح الراء- ابن أبي مريم: السلولي البصري، واسم أبي مريم: مالك بن ربيعة. سمع: أباه، وأنس بن مالك، وأبا الحوْراء. روى عنه: ابنه: يحيى، وأبو إسحاق، وابنه: يونس، وشعبة، وغيرهم، قال ابن معين: كوفي ثقة، وقال أبو حاتم: صالح. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
(1) هذا النص ذكر في سنن أبي داود عقب الحديث الآتي.
(2)
في سنن أبي داود زيادة: " ولا يعز من عاديت " بعد قوله:"
…
واليت ".
(3)
الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في القنوت في الوتر (464)، النسائي: كتاب قيام الليل، باب: الدعاء في الوتر (3/ 248)، ابن ماجهِ: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في القنوت في الوتر (1178) .
وأبو الحَوْراء- ممدود- وهو بفتح الحاء المهملة، وسكون الواو، وبعدها راء مهملة، اسمه: ربيعة بن شَيْبان البصري. سمع: الحسن بن علي بن أبي طالب. روى عنه: بريد بن أبي مريم، وثابت بن عمارة الحنفي. روى له: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
قوله: " فيمَن هديت " أي: فيمَنْ هديَتَهم، وحذف المفعول كثير في الكلام، وكذلك حذف في " توليت " و " أعطيت ".
قوله: " وقِني " أي: احفظني " شر ما قضَيْته ".
قوله: " وإنه " أي: إن الشأن.
قوله: " مَنْ واليت " فاعل " لا يذلُّ " أي: مَنْ وَاليتَهُ بمعنى: لا يذل من كنتَ له ولنا حافظا وناصرًا.
قوله: " تباركت " أي: تعاظمتَ.
قوله: " ربنا " أي: نا ربّنا، وحرف النداء محذوف.
واستدل أصحابنا بهذا الحديث أن المستحب للقانت في الوتر: أن يقنت بهذا الدعاء، ونمو عليه- أيضًا- صاحب " الهداية " و " المُحيط ". والحديث: أخرجه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي، ولا نعرف عن النبي- عليه السلام في القنوت شيئا الحسن من هذا. ورواه أحمد في " مسنده " وابن حبان في " صحيحه " في النوع الثالث والعشرين من القسم الثاني منه، والحاكم في " المستدرك " في " كتاب الفضائل " وسكت عنه. ورواه البَيْهقي في " سننه ". ورواه في رواية بعد " واليت ":" ولا يَعزُّ مَنْ عاديت " وزادَ النسائي في رواية: " تباركتَ وتعاليتَ وصلى الله على النبيّ ". وقال النووي في " الخلاصة ": وإسنادهما صحيح أو حسَنٌ. ورواه إسحاق بن راهوَيْه، والدارمي، والبحار في مسانيدهم، قال الجزار: هذا حديث لا نعلم أحدًا يَرْويه عن النبي- عليه السلام إلا الحسن بن علي- رضي الله عنهما.
1396-
ص- نا عبد الله بن محمد النفيلي: نا زُهير: نا أبو إسحاق بإسناده ومعناه قال في آخره: قال: هذا يقولُ في الوترِ في القُنوتِ ولم يذكر: " أقولُهن في الوتْرِ "(1) .
ش- زهير: ابن معاوية، وأبو إسحاق: السبِيعي.
قوله: " بإسناده ومعناه " أي: بإسناد الحديث ومعناه المذكور.
1397-
ص- نا موسى بن إسماعيل: نا حماد، عن هشام بن عَمرو الفزاري، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن علي بن أبي طالب أن رسولَ اللهِ- عليه السلام كان يقولُ في آخرِ وتْرِه:" اللهمَ إِني أعوذُ برِضَاكَ من سَخَطكَ، وبمُعَافَاتكَ من عُقُوبَتكَ، وأعُوذُ بك منك، لا أحْصِي ثناءً عليكَ أنتَ كَما أثنيت علىَ نفسِك "(2) .
ش- حماد: ابن سلمة. وهشام بن عَمرو الفزاري: روى عن: عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. روى عنه: حماد بن سلمي، قال أحمد: هو من الثقات، وقال أبو حاتم: شيخ قديم ثقة. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام: بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو محمد القرشي المخزومي، أدرك عصر النبي- عليه السلام سمعَ: أباه، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبا هريرة، وعائشة، وأم سلمة، وهو أحد الرهْط الذين أمرهم عثمان بكتابة المصاحف. روى عنه: ابنه: أبو بكر، وهشام بن عمرو الوزاري، والشعبية، قال محمد بن عبد الله: هو تابعين ثقة، مات أبوه: الحارث في طاعون عَمْواس بالشام سنة ثمان عشرة، فخلف
(1) انظر: التخريج المتقدم.
(2)
الترمذي: كتاب الدعوات، باب: في دعاء الوتر (3566)، النسائي: كتاب الوتر، باب: الدعاء في الوتر (3/ 248)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في القنوت في الوتر (1179) .
22 هـ شرح سنن أبي داود هـ
[2/ 161 - ب] / عمر بن الخطاب على امرأته، وكان عبد الرحمن في حجر عمر، وكان عبد الرحمن شهد الجمل مع عائشة، وتوفي في خلافة معاوية.
روى له: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
قوله: " وأعوذ بك منك " أي: أستعيذ بك من عذابك، أو ألتجئ
أليك من سخطك.
قوله: " لا أحْصي ثناء عليك " أي: لا أقدر على إحْصاء الثناء عليك.
والحديث: أخرجه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال الترمذي:
هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث حماد بن
سلمة. واستدلّ لنا ابن الجوزي في " التحقيق " بهذا الحديث على وجوب
القنوت في السنة كلها. فكأنه بناه على أن " كان " يقتضي الدوام.
ص- قال أبو داود: هشام أقدمُ شيخ لحماد، وبلَغني عن يحيي بن مَعين
أنه قال: لم يَرْو عنه غيرُ حمادِ بن سلمة.
ش- أي: هشام بن عَمرو الفزاري أقدم شيخ لحماد بن سلمة. وقال البخاريّ: قال أبو العباس: قيل لأبي جَعْفر الدارمي: روى عن هذا
الشيخ غير حماد؟ فقال: لا أعلم ، وليس لحماد عنه إلا هذا.
قلت: أبو جعفر الدارمي هو احمد بن سعيد شيخ البخاري، ومسلم،
وأبو العباس: محمد بن إسحاق السراج.
ص- قال أبو داود: رَوى عيسى بنُ يونس، عن سعيد بن أبي عَروبةَ،
عن قتادة، عن سعيد بنِ عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عَن أبيِّ بنِ كعب،
أن رسولَ اللهِ- علليه اَلسلام- قلَتَ- يعني: في الوترِ قبلَ الركوع-.
ش- هذا الحديث الذي ذكره أبو داود مَعلَّقًا طرف من حديث قد أخرجه
النسائي في " سننه " بطوله، وقال النسائي، وابن ماجه: نا علي بن
ميمون الرقي: نا مخلد بن يزيد، عن سفيان، عن زُبيد اليامي، عن
سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه، عن أبيه بن كعب، " أن
رسولَ اللهِ- عليه السلام كان يُوتر فيَقْنت قبل الركوع ". انتهى لابن
ماجه، ولفظ النسائي: كان يوتر بثلاث: يقرأ في الأولى {سبح اسْمَ رَبك الأعْلَى} وفي الثانية {قُلْ يا أيُّهَا الكافرون} وفي الثالثة {قُلْ هوَ اللهُ أَحَدٌ} ويقنت قبل الركوع. انتهى. ورواه في " سننه الكبرى ": فإذا فرغ قال: " سبحان الملك القدوس " - ثلاث مرات- يُطيل في آخرهن، ثم قال: وقد روى هذا الحديث غير واحد عن زبيد النامي، فلم يقل فيه " ويقنت قبل الركوع ".
قلت: وبهذا الحديث استدلّ أصحابنا أن القنوت محلّه [قبل] الركوع. قلت: " (1) وفي الباب عن ابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر
رضي الله عنهم.
أما حديث ابن مسعود: فما رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " والدارقطني في " سننه " عن أبان بن أبي عياش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ين مسعود:" أن النبي- عليه السلام قنت في الوتر قبل الركوع ".
وأما حديث ابن عباس: فما رواه الحافظ أبو نعيم في كتابه " الحلْية " عن عطاء بن مسلم: ثنا العلاء بن المسيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس قال: أوتر النبي- كليه السلام- بثلاث فقنت فيها قبل الركوع.
وأما حديث ابن عمر: فما رواه الطبراني في " معجمه الوسط ": حدثنا محمود بن محمد المروزي: نا سهل بن العباس الترمذي: نا سعيد ابن سالم القداح، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي عليه السلام كان يوتر بثلاث ركعات، ويجعل القنوت قبل الركوع. قال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله إلا سعيد بن سالم. ومن الآثار: ما رواه الطبراني في " معجمه ": نا فضل بن محمد الملطي: نا أبو نعيم: نا أبو العُمَيْس: حدثني عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه قال: كان
(1) انظر: نصب الراية (2/ 123: 125) .
عبد الله بن مسعود لا يقنت في صلاة الغداة، وإذا قنت في الوتر قنت قبل الركوع. وفي لفظ: كان لا يقنت في شيء من الصلوات إلا في الوتر قبل الركعة. ومنها: ما رواه ابن أبي شيبة في " مُصنفه ": نا يزيد ابن هارون، عن هشام الدستوائي، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة أن ابن مسعود وأصحاب النبي- عليه السلام كانوا يقنتون في الوتر قبل الركوع (1) .
ص- وَرَوَى عيسَى بنُ يونسَ هذا الحديثَ- أيضًا- عن فطر بن خليفة، عن زُبَيْد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه، عنَ أبيٍّ، عن النبي عليه السلام مثله.
ش- أي: الحديث المذكور. وزُبَيْد: ابن الحارث اليامي، وقد مر ذكره عن قريبٍ. وأخرج البيهقي هذه الرواية- أيضًا- وصرح فيها بذكر القنوت قبل الركوع.
قوله: " مثله " أي: مثل الحديث المذكور الذي فيه التصريح بأن القنوت قبل الركوع.
[2/ 162 - أ] ص- ورُوي عن حفص بن غياث، عن مسْعر، عن/ زُبَيْد، عن سعيد ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعْب أن رسول اللَه- عليه السلام قنت في الوتر قبل الركوع.
ش- هذا تعليق آخر بإسنادٍ فيه التصريح بالقنوت قبل الركوع.
ص- قال أبو داود: وحديث سعيد، عن قتادة، رواه يزيدُ بن زُريعٍ، عن سَعْيد، عن قتادة، عن عَزْرَة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه، عن الًنبيِّ صلى الله عليه وسلم، لم يذكر القنوت، ولا ذُكِرَ أبي (2) .
ش- أي: حديث سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. رواه يزيد بن
(1) إلى هنا انتهى النقل من نصب الراية.
(2)
في سنن أبي داود: " ولا ذَكَرَ أبنا " وسيذكر المصنف أنها نسخة.
زُريع عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عَزْرة بن عبد الرحمن الخزاعي.
قوله: " ولا ذُكِرَ أبَي " برفع " أبيّ " في بعض النسخ على إسناد الفعل المجهول أيه، أي: ولا ذكر في هذه الرواية: أبيّ بن كعب. وفي بعض النسخ: " ولا ذكر أبنا، بالنَصْب على المفعوليّة.
ص- وكذلك رواه عَبْد الأعلى، ومحمد بن بشر العَبْدي، وسماعه بالكوفةِ مع عيسى بن يونس، ولم يذكرُوا القنوتَ.
ش- أي: كذلك روى هذا الحديث: عبد الأعلى بن عبد الأعْلى. قوله: " وسماعه " أي: سماع محمد بن بشر كان بالكوفة مع عيسى ابن يونس، كلاهما رونا عن سعيد بن أبي عروبة، وكذلك عبد الأعلى من جملة من روى عن سعيد بن أبي عروبة.
ص- وقد رواه- أيضَا- هشام الدستوائي، وشعبة، عن قتادة، لم يذكروا القنوتَ.
ش- أي: قد روى هذا الحديث- أيضًا- هشام الدستوائي، وشعبة ابن الحجاج، عن قتادة، وكلهم لم يذكروا فيه القنوت.
ص- وحديثُ زُبَيد رواه سليمانُ الأعمشُ، وشعبةُ، وعبدُ الملك بن أبي سليمان، وجريرُ بين حازم- كلهم-، عن زُبَيْد، لم يذكرْ أحد منهم القنوتَ إلا ما رُوي عن حفصة بن كنان، عن مسعرة، عن عُبيد، فإنه قال في حديثه: وأنه قَنتَ قبلَ الركوع، وَليسً هو بالمشهور رد من حديثه حفصة، يُخاف (1) أن يكون عن حفصة، عن غير مسعرٍ.
ش- العجبُ من أبي داود كيفَ يقولُ: " لم يذكر أحد منهم القنوتَ إلا ما رُوي عن حفص، عن مِسْعر، عن زُبَيْدٍ "؟ وقد روى هو ذكر القنوت قبل الركوع مِنْ حديث عيسى بن يونس، عن ابن أبي عروبة، ثم
(1) في سنن أبي داود: " نخاف "
قال: وروى عيسى بن يونس هذا الحديث- أيضًا- عن فطْر، عن زُبيد إلى آخره، وقد رواه النسائي، وابن ماجه- كما ذكرنا- وفي إسناد حديثهما: ابن ميمون، وثقه النسائي، وأبو حاتم، ومخلّد وثقه ابن معين، ويعقوب بن سفيان، وأخرج له الشيخان، فظهر بهذا أن ذكر القنوت عن زُبَيْد زيادة ثقة من وُجوه، فلا يصيرُ سكوت من سكت عنه حجة على مَنْ ذكره، وأما عيسى بن يونس: فقال فيه أبو زرعة: ثقة حافظ، وقال ابن المديني: بخ بخ، ثقة مأمون، وإذا كان كذلك فهو زيادة ثقة، ولا سيما جاء له شاهد وهو ما ذكرناه، فافهم.
ص- قال أبو داود: ويُروى أن ابَنا كان يَقنُتُ في النصفِ من رَمضانَ (1) . ش- ذكره أبو داود مُعلّقا، ثم ذكره بإسناده وبَيّن فيه أن النصف هو النصف الأخير من رمضان على ما يذكره الآن.
1398-
ص- نا أحمد بن حنبل: نا محمد بن بكر: أنا هشام، عن محمد، عن بعض " أصحابه أن أبي بنَ كعب أمَّهم- يعني: في رمضانَ- فكان يَقْنُت في النصفِ الأخيرِ (2) من رمضانَ (3) . ش- محمد بن بكر: ابن عثمان البَصْري، وهشام: ابن حسان، ومحمد: ابن سيرين. وهذا فيه شيئان ، الأول: أن فيه مجهولاً، والثاني: أنه فعلُ صحابي.
1399-
ص- نا شجاعُ بن مُخلد: نا هشيم: أنا يونس بن عُبيد، عن الحسَن أن عمرَ بنَ الخطابِ جمعَ الناسَ على أبيِّ بنِ كعب، فكانَ يُصفَي لهم عشرين ليلةً، ولا يَقْنُتُ بهم إلا في النصف الباقِي، فإَذا كانت العشرُ الأوَاخَرُ تخلَّف فصَلَّى في بَيْتِهِ، فكانوا يَقُولُون: أبَقَ أبي (4) .
ش- هُشيم: ابن بَشِير. والحسن: البصري. وهذا الحديث فيه
(1) في سنن أبي داود: " من شهر رمضان ".
(2)
في سنن أبي داود: " الآخر ".
(3)
تفرد به أبو داود.
(4)
تفرد به أبو داود.
شيئان ، الأول: أن فيه انقطاعًا ، فإن الحسن لم يدرك عمر بن الخطاب
لأنه ولد في سنة إحدى وعشرين، ومات عمر في أواخر سنة ثلاث وعشرين، أو في أول المحرم سنة أربع وعشرين، والثاني: أنه فعل
صحابي. وقال النووي في " الخلاصة ": الطريقان ضعيفان.
قلت: أراد بهما الأول والثاني.
/ ص- قال أبو داودَ: هذا يدل؟ على أن الذي ذُكرَ في القنوت ليْس [2/ 162 - ب] بشيء، وهذان الحديثانِ يدلانِ على ضعْفِ حديثِ أبي، أن النبي- عليه
السلامً- قَنَتَ في الوتر.
ش- هذا غيرُ مُسلم من أبي داود ، لأن الحديث الذي ذكر في القنوت
إسناده صحيح على ما بيناه، وكيف يقال فيه: ليْس بشيء؟ والحَديثان
اللّذان أشار أيهما ضَعيفان، فكيف يدلان على ضَعْف الحديث القوي؟
وهذا المقدار عجيب منه ، ولكن الرجلَ له هَفْوة، والجَوادَ له كَبْوة،
ونقل بعضهم هذا الكلام من أبي داود ثم قال: وهو مُنازعَ في ذلك.
***
327-
بَابٌ: فِي الدُّعاءِ في (1) الوِتْرِ
أي: هذا باب في بيان الدعاء في الوتر. وفي بعض النسخ: " باب
الدعاء بَعْد الوتر " وهو أصغ.
1400-
ص- نا عثمان بن أبي شَيْبة: نا محمد بن أبي عبيدة: نا أبي،
عن الأعمش، عن طلحة الإيامي، عن ذَر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن
أبزى، عن أبيه، عن أبي بنَ كعبٍ قال: كان رسولُ الله إذا سَلمَ في الوترِ
قال: " سُبحانَ الملكِ القُدُوسِ "(2) .
ش- محمد بن أبي عبيدة: ابن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
مسعود، واسم أبي عبيدة: عبد الملك الكوفي المسعودي الهذلي. سمع:
(1) في سنن أبي داود: " بعد "
(2)
النسائي: كتاب الوتر، باب: القراءة في الوتر (3/ 245) .
أباه. روى عنه: ابنا أبي شيبة، وأبو كريب، ومحمد بن الحسن بن إشكاب، قال ابن معين: ثقة. مات سنة خمس ومائتين. روى له: الجماعة إلا الترمذي.
وأبوه: أبو عبيدة عبد الملك بن مَعْين الكوفي. روى عن: الأعمش. روى عنه: ابنه: محمد، وابن المبارك، قال ابن معين: ثقة. روى له: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
؟ طلحة: ابن مُصرف الإيامي الهَمْداني، وذَرّ: ابن عبد الله الهَمْداني. قوله: " سبحان الملك القدوس " سبحان: علم للتسبيح كعثمان علم للرجل، وانتصابه على المصدر بفعل مضمر ، كأنه قال: أبرئ الله من السُوء براءةً ، واصل التسْبيح: التنزيه، والتقديس والتَبْرئة من النقائص. والقدُّوس: فُعّول، ومعناه الظاهر: المنزه عن العيوب والنقائص، وهذا (1) البناء للمبالغة، وقد تفتح القاف ، وليس بالكثير، وقد ذكرنا الكلام فيه مستوفى. والحديث: أخرجه النسائي.
1401-
نا محمد بن عَوْف: نا عثمان بن سعيد، عن أبي غسان محمد ابن مصرف المدني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يَسار، عن أبي سعيد قال: قال النبي- عليه السلام: " من نَامَ عن وترِه أو نَسيَه فليُصلِّه إذا ذَكَرهَ"(2) .ً
ش- عثمان بن سعيد: الحمْصي، وأبو سعيد: الخدري.
وهذا الحديث-أيضا- يدل عي وجوب الوتر ، لأنه- عليه السلام أمر بقضائه إذا نام عنه أو نسيَه، ولا يؤمر إلا بقضاء الواجب ، وهو حجة على الشافعي في قوله:" اَلوتر لا يُقضى ". وقال صاحب " المحيط ": ولو فاته الوتر يقضي ، خلافا للشافعي، أما عنده فلأنه واجب، وأما
(1) في الأصل: " وهذه ".
(2)
الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في الرجل ينام عن الوتر (465)، ابن ماء: كتاب إقامة الصلاة، باب: من نام عن وتر أو نسيه معه (1188)