المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌312- باب: تحزيب القرآن - شرح سنن أبي داود للعيني - جـ ٥

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌245- جِماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها

- ‌246- باب: في أي وقت يحول رداءه

- ‌247- باب: رفع اليدين في الاستسقاء

- ‌248- باب: صلاة الكسوف

- ‌249- باب: من قال: أربع ركعات

- ‌250- بَابُ: القراءة في صلاة الكُسُوف

- ‌251- بَاب: ينادي فيهَا بالصّلاةِ

- ‌252- بَابُ: الصدَقة فيها

- ‌253- بَابُ: العِتْق فِيهَا

- ‌254- بَابُ: مَنْ قَال: يَركَعُ رَكعَتيْن

- ‌255- بَابُ: الصلاة عند الظلمة ونحوها

- ‌256- بَابُ: السُّجُود عند الآيات

- ‌257- بَابُ: صَلاةِ المُسَافِر

- ‌258- بَابُ: مَتَى يَقْصُر المُسَافِرُ

- ‌259- بَابُ: الأذانِ في السَّفر

- ‌260- بَابُ: المُسَافر يُصَلِي وهو يَشُكّ فِي الوَقتِ

- ‌261- باب: الجمعُ بين الصَّلاتين

- ‌262- بَابُ: قصر القراءة في السفرِ فِي الصلاةِ

- ‌263- بَابُ: التَّطَوُّع فِي السَّفَر

- ‌264- باب: التطوع على الراحلة والوتر

- ‌265- باب: الفريضة على الراحلة من غير عُذر

- ‌266- باب: متى يتم المسافر

- ‌267- باب: إذا أقام بأرض العدو يقصر

- ‌268- باب: صلاة الخوف

- ‌269- باب: مَن قال: يقومُ صف مع الإمام وصفّ وُجَاه العدوِّ

- ‌270- باب: مَن قال: إذا صلى ركعة

- ‌271- بَابُ: مَن قال: يكبرون جميعاً وإن كانوا مستدبري القبْلة

- ‌ 272- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة [

- ‌273- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة

- ‌274- باب: من قال: يصلي بكل طائفة ركعة، ولا يقضون

- ‌275- باب: قول من قال: يصلي بكل طائفة ركعتين

- ‌276- باب: صلاة الطالب

- ‌277- باب: تفريع أبواب التطوع وركعات السُّنَّة

- ‌278- باب: ركعتي الفجر

- ‌279- باب: تخفيفها

- ‌280- باب: الاضطجاع بعدها

- ‌281- باب: إذا أدرك الإمام ولم يصل ركعتي الفجر

- ‌ 282- باب: من فاتته متى يقضيها

- ‌283- باب: الأربع قبل الظهر وبعدها

- ‌284- باب: الصلاة قبل العصر

- ‌285- باب: الصلاة بعد العصر

- ‌286- بَابُ: مَنْ رَخّصَ فِيهمَا إذا كانَت الشمسُ مُرْتفِعةً

- ‌287- بَابُ: الصَّلاةِ قبْل المَغْرِب

- ‌288- بَابُ: صَلاة الضُّحَى

- ‌289- بَابُ: صَلاةِ النهارِ

- ‌290- بَابُ: صَلاةِ التَّسْبِيح

- ‌291- بَابُ: رَكعَتِي المَغْرب أيْنَ تُصَليانِ

- ‌292- بَابُ: الصَّلاةِ بَعْد العِشَاءِ

- ‌294- بَاب: قيام الليل

- ‌295- باب: من نام عن حزبه

- ‌296- باب: من نوى القيام فنام

- ‌297- باب: أي الليل أفضل

- ‌298- باب: وقت قيام النبي- عليه السلام من الليل

- ‌299- باب: افتتاح صلاة الليل بركعتين

- ‌300- باب: صلاةُ الليل مثنى مثنى

- ‌301- باب: في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل

- ‌302- باب: في صلاة الليل

- ‌303- باب: ما يؤمر به من القصد

- ‌باب: تفريع أبواب شهر رمضان

- ‌304- باب: في قيام شهر رمضان

- ‌305- باب: في ليلة القدر

- ‌306- باب من قال: ليلة إحدى وعشرين

- ‌307- باب: من روى أنها ليلة سبع عشرة

- ‌308- باب: من روى في السبع الأواخر

- ‌309 - باب من قال: سبعاً وعشرين

- ‌310- باب من قال: هي في كل رمضان

- ‌311- باب: في كم يقرأ القرآن

- ‌312- باب: تحزيب القرآن

- ‌313- باب: في عدد الآي

- ‌314- باب: تفريع أبواب سجود القرآن، وكم فيه من سجدة

- ‌315- باب: من لم ير السجود في المفصل

- ‌316- باب: من رأى فيها السجود

- ‌317- باب: السجود في- {إذَا السماءُ انشَقَّتْ} و {اقْرَأ}

- ‌318- باب: السجود في " ص

- ‌319- باب: الرجل يسمع السجدة وهو راكب أو في غير صلاة

- ‌320- باب: ما يقول إذا سجد

- ‌321- باب: فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح

- ‌322- باب: استحباب الوتر

- ‌323- باب: فيمن لم يوتر

- ‌324- باب: كم الوتر

- ‌325- باب: ما يقرأ في الوتر

- ‌326- باب: القنوت في الوتر

- ‌328- بَاب: في الوِتْر قَبْلَ النَّوْم

- ‌329- بَابُ: وقْت الوتْرِ

- ‌330- بَاب: فِي نَقْضِ الوِتْرِ

- ‌331- بَابُ: القُنُوتِ في الصلَواتِ

- ‌332- بَابٌ: في فَضْلِ التطوع فِي البَيْت

- ‌333- بابٌ

- ‌334- بَابُ الحَثِّ عَلى قيام اللَّيل

- ‌335- بَاب: فِي ثواب قراءة القُرَانِ

- ‌336- بَابٌ: في فَاتحةِ الكِتَابِ

- ‌337- بَاب: مَنْ قالَ: هيَ مِنَ الطُّوَلِ

- ‌338- بَاب: مَا جَاء في آية الكُرسيِّ

- ‌339- بَاب: فِي سُورة الصَّمدِ

- ‌340- بَابٌ: في المُعَوِّذَتَيْن

- ‌341- كَيفَ يُستحبُّ التَّرَسُّلُ في القُرآنِ

- ‌342- بَابٌ: فِيمَنْ حَفِظَ القُرآنَ ثم نَسِيَهُ

- ‌343- بَابٌ: أُنزِل القُرآنُ على سبعة أحْرُفٍ

- ‌344- بابُ الدُُّّعاء

- ‌345- بابُ: التّسْبِيح بالحصى

- ‌346- بابُ: ما يقُول الرجل إِذا سلم

- ‌347- باب: فِي الاسْتغْفارِ

- ‌349- بابُ: الصّلاةِ على غيْر النبِي- عليها السلام

- ‌350- بابُ الدعاء بظهْرِ الغيبِ

- ‌351- باب: ما يقُول الرجلُ إذا خاف قوْمًا

- ‌352- بابُ الاسْتخارةِ

- ‌353- باب: فِي الاسْتِعاذةِ

الفصل: ‌312- باب: تحزيب القرآن

ش- عيسى بن شاذان- بالشين، والذال المعجمتين- البصري نزيل

مصر. روى عنه: أبو داود.

‌312- باب: تحزيب القرآن

أي: هذا باب في بيان تحزيب القرآن، وتحزيب القرآن أن يجعله حزبًا

حزبًا، وقد ذكرنا أن الحزب ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة، وكذا

عن صلاة، كالورد.

1362-

ص- نا محمد بن يحيى بن فارس، نا ابن أبي مريم، أنا يحيى

ابن أيوب، عن ابن الهاد قال: سألَني نافع بنُ جبير بن مطعم، فقال لي: في

كَمْ تَقرأ القُرآنَ؟ فقلتُ: ما أحزبه، فقالَ لي نافعٌ: لا تقلْ: ما أحزِبُه، فان

رسولَ الله قال: " قرأتُ جُزءًا من القرآن " قال: حسبْتُ أنه ذكره عن المغيرة

ابن شعبةَ (1) .

ش- سعيد بن أبي مريم، ويحيى بن أيوب المصري، وابن الهاد هو

يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.

قوله: " لا تقل ما أحزبه " طاهر كلامه أن لا يقال: أحزب القرآن، ولا

حزبته، ونحو ذلك، ولكن قوله- عليه السلام قرأت جزءا من القرآن

لا يدل على نفي القول بالتحزيب، فافهم.

1363-

ص- نا مسدد، نا قُرَّانُ بن تمام ح، ونا عبد الله بن سعيد، نا

أبو خالد- وهذا لفظه- عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، عن عثمان

ابن عبد الله بن أوس، عن جده. قال عبد الله بن سعيد في حديثه: أوس بن

حذيفة، قال: " قَدِمْنَا على رسولِ الله في وَفْدِ ثقيف، قال: فنزلَت الأحلافُ

على المغيرة بنِ شعبةَ، وانزلَ رسول" الله بني مالكً في قُبة له، قاَل مسدد:

وكان في الَوَفد الذين قَدمُوا على رسولِ الله من ثقًيف، قًال: كان كل ليلة

يأتينا بعدَ العشاَءِ، يحدثناَ، قال أبو سعيدٍ: قَائمًا على رًجليه حتى يُرَاوح بينً

(1) تفرد به أبو داود.

ص: 296

رِجليه من طُوِلِ القيام، وكثرُ ما يحدثنا ما لَقيَ من قومه من قريش، ثم

يقولُ: لا سواء، كنا مستضعفين، مُستذِّلين، قالَ مسدد: بَمَكة، فلما خرجْنَا

إلى المدينة كانت سجَالُ الحرَب بيننا وبينهم، لدَالُ عليهم ويُدَالُون عَلينا؟

فلما كانت ليلةً أبطَأ عندَ (1) الوَقت الذي كان يأتينا فيه، فقلنا: لقد أبطأت

عنا الليلةَ قال: إنه طَرأَ علب جُزئيِ مَن القراَن، فكرهت [أن] أجيءَ حتى

أتمَهُ، قال أوس: سألتُ أصحاب رسول الله، كيف يحزَبون القرآنَ؟ قالوا:

ثَلاثٌ، وخمسٌ، وسبعٌ، [وتسع] ، وإحدى عشر ةَ، وثلاث عشرةَ،

وحزب المفصلِ وحدَه، وحديثُ أبي سعيد أتمّ " (2) .

ش- قُران- بضم القاف، وتشديد الرًاء، وفي آخره نون- ابن تمام،

أبو تمام الأسدي الكوفي، سكن بغداد. سمع هشام بن عروة، ويزيد

ابن سنان، وسهيل بن أبي صالح، وغيرهم. روى عنه: أحمد بن

منيع، والحسن بن عرفة، وأحمد بن حنبل، قال ابن سعد: قدم بغداد،

وكان ينتخس في الدواب، وكان ضعيفًا، وقال ابن معين: صدوق،

ثقة، توفي سنة إحدى وثمانين ومائة. روى له: أبو داود، والترمذي.

وأبو خالد الأحمر.

وعثمان بن عبد الله بن أوس بن حذيفة الثقفي. روى عن: جده

أوس، وعمه عمرو بن أوس. روى عنه: عبد الله بن عبد الرحمن

الطائفي، وأبو داود الطيالسي، ومحمد بن مسلم. روى له: أبو داود،

وابن ماجه، وأوس بن حذيفة بن ربيعة بن أبي سلمة بن عَنزَة بن

أبي عوف، وهو ابن أبي أوس، وله أحاديث، منها حديث في المسح

على القدمين، وفي إسناده ضعف، وحديث في وفد ثقيف، وتحزيب

القراَن. روى له: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

قوله: " فنزلت الأحلاف " الأحلاف/أحد قبيلي ثقيف، لأن ثقيفا

(1) في سنن أبي داود: " عن ".

(2)

ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: في كم يستحب يختم القرآن (1345) .

ص: 297

فرقتان: بنو مالك، والأحلاف، والأحلاف أيضا بطن من كلب،

والأحلاف من قريش ست قبائل: عبد الدار، وجمح، وسهم،

ومخزوم، وعدي، وكعب، لهم ذكر في حلف المطيبين، ويقال في

النسبة إليهم: أحلافي وهذا أحد ما جاء من النسب إلى الجميع، لأن

الأحلاف صار اسمًا لهم، كالأنصار صار اسمًا للأوس، والخزرج.

قلت: أصله من الحلف، وهو المعاقدة، والمعاهدة، على التعاضد،

والتساعد، والاتفاق، وقال الجوهري: الأحلاف، والحليف المحالف.

قوله: " في قُبة له " القبة من الخيام، بيت صغير مستدير، وهو من

بيوت العرب.

قوله: " وقال مسدد: وكان " أي: قال مسدد في روايته: وكان أوس بن

حذيفة.

قوله: " كان كل ليلة " أي: كان رسول الله- عليه السلام كل ليلة

يأتينا بعد العشاء، يحدثنا، يعني: بما لقي من قومه، وغير ذلك.

قوله: " قال أبو سعيد " هو عبد الله بن سعيد الأشج، شيخ البخاري،

ومسلم، وأبي داود.

قوله: " قائمًا " حال من الضمير الذي في " يحدثنا " وقول: " قال

أبو سعيد " معترض بينهما.

قوله: " حتى يراوح بين رجليه " أي: يعتمد على إحديهما مرة، وعلى

الأخرى مرة، ومنه صلاة التراويح، لأنهم كانوا يستريحون بين

الترويحتين، وقيل: سميت التراويح، لأن المصلي يطول قيامه، فيتروح

بالقيام على إحدى القدمين.

قوله: " لا سواء " معناه لا نحن سواء، فحذف المبتدأ، والمعنى حالنا

الآن غير ما كانت عليه قبل الهجرة، ألا ترى إلى قوله: " كنا

مستضعفين مستذلين بمكة؟ ".

قوله: " قال مسدد: بمكة " أي: قال مسدد في روايته: " كنا مستضعفين

مستذلين بمكة " أي: لما كنا فيها.

ص: 298

قوله: " سجال الحرب " أي: نوبها، أي: مرة لنا، ومرة علينا، من

مساجلة المستعين على البئر بالدلاء، فينزع هذا سجلاً، وهذا سجلاً،

يتناوبان بينهما السقي، فيكون هذا من ساجلت الرجل مساجلة،

وسجالاً، والسجال جمع السجل، أيضًا وهو الدلو الكبيرة.

قوله: " ندال عليهم، ويدالون علينا " يريد أن الدولة تكون لنا عليهم

مرة، ولهم علينا أخرى، والدولة: الظفر، والظهور، وقال ابن الأثير:

الدولة الانتقال من حال الشدة إلى الرخاء، وقوله: ندال من الإدالة،

وهي الغلبة، يقال: أديل لنا على أعدائنا، أي: نصرنا عليهم.

قوله: " طرأ علي جزئي " مهموز، يريد أنه كان قد أغفله عن وقته، ثم

ذكره، فقرأه، وأصله من قولك: طرأ علي الرجل، إذا خرج عليه فجأة

طروءًا فهو طارئٌ، كأنه فجئه الوقت الذي كان يؤدي فيه ورده، وجعل

ابتدائه فيه طرؤاً منه عليه، وَقد يترك الهمز فيه، فيقال: طَرَا يَطرو طُرُوا.

قوله: " قالوا: ثلاث " مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي:

أحزابه ثلاث، وخمس إلى أخره.

قوله: " وحزب المفصل " والمفصل من سورة محمد، أو الحجرات إلى

أخر القراَن، وقد مر غير مرة، وقال ابن معين: إسناد هذا الحديث

صالح، وحديثه عن النبي- عليه السلام في تحزيب القراَن ليس بالقائم.

1364-

ص- نا محمد بن المنهال، نا يزيد بن زريع، نا سعيد، عن

قتادة، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله- يعني: ابن

عمرو- قال: قال رسولُ الله- عليه السلام: " لا يفقَهُ مَن قَرَأ القرآنَ في

أقلِّ من ثلاثٍ " (1) .

ش- سعيد بن أبي عروبة.

(1) الترمذي: كتاب القراءات، باب: حدثنا عبيد بن أسباط بن القرشي

(2949)

، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: في كم يستحب يختم

القرآن (1347) .

ص: 299

قوله: " لا يفقه " أي: لا يفهم، وقد تقدم مثله، والحديث أخرجه:

الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث صحيح.

1365-

ص- نا نوح بن حبيب، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن سماك

ابن الفضل، عن وهب بن منبه، عن عبد الله بنِ عمرو " أنه سأَلَ النبيَّ عليه السلام في كَمْ يَقرأُ القرآنَ؟ قال: في أربعين يَوما، ثم قال: في شهر، ثم

قال: في عشرين، ثم قال: في خمس عشرةَ، ثم قال: في عشرة (1) ، ثم

قال: في سبعٍ، لم يَنزلْ من سبعٍ " (2) .

ش- عبد الرزاق بن همام، ومعمر بن راشد، وسماك بن الفضل

الخولاني، اليماني الصنعاني. روى عن وهب بن منبه، ومجاهد،

وعمرو بن شعيب. روى عنه معمر. روى له: أبو داود، والترمذي.

قوله: " في كم يقرأ القرآن " أي: في كم يوم يقرأ القرآن؟ وهذا

الحديث يوافق الحديث الذي رواه أبو سلمة، عن عبد الله بن عمرو.

الذي ذكر في أول " باب في كم يقرأ القرآن "؟ في حكم أدنى المدة التي

[2 /154- ب] ، يقرأ فيها، ويخالفه في نهاية المدة، فإن هنا/ نهايتها أربعون يومًا، وهناك ثلاثون يومًا، وحكم الثلاثين يندرج تحت حكم الأربعين، فيحمل عليه، وبه قال أصحاب أبي حنيفة: أن القارئ ينبغي أن يختم القرآن في كل أربعين يومًا مرة، ولا يزيد على ذلك، أعني: في المدة، والحديث أخرجه: الترمذي، والنسائي، وقال الترمذي: حسن غريب، وذكر أن بعضهم رواه مرسلاً.

1366-

ص- نا عباد بن موسى، نا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل،

عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود، قالا: " أتى ابنَ مسعود رَجلٌ، فقال:

أني أقرأ المُفَصَّلَ في ركعةِ، فقال: أهذا كَهَذ الشعرِ؟ ونَثراًَ كنثرِ الدَّقَلِ؟

(1) في سنن أبي داود: " عشر ".

(2)

الترمذي: كتاب القراءات، باب: حدثنا عبيد بن أسباط (2947)، النسائي: في الكبرى (2948) .

ص: 300

لكن النبيَّ- عليه السلام كان يقرأُ النظائر، السورتين في ركعة:(الرحمن، والنجمَ)(1) في ركعة، و (اقتربتْ والحاقة) في ركعةَ، و (الطورَ، والذاريات) في ركعة، و (إذا وقعتْ، ونونْ) في ركعًة، و (سألَ سائل، والنازعَات) في ركعة، و (ويل للمطففين، وعبسَ) فهي ركعة، و (المدثرَ، والمزملَ) في ركعة، و (هل أتَى، ولا أقسمُ ببوم القيامة) في ركعة، و (عمَ يتساءلون، والمرسلات) في ركعة، و (الدخَانَ، وإَذا الشمسُ كُورتْ) في ركعةٍ " (2) .

ش- إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، وإسرائيل بن يونس، وأبو إسحاق السبيعي.

قوله: " أهَذا " الألف فيه للاستفهام، أي: أتهذ هذا كهذ الشعر، والهذ سرعة القراءة، أي: بسرعة كسرعة من يسرع في قراء الشعر. وقال الشيخ محي الدين: الهذ - بتشديد الذال- هو شدة الإسراع، والإفراط في العجلة، ففيه النهي عن الهذ، والحث على الترتيل، والتدبر، وبه قال جمهور العلماء، قال القاضي: وأباحت طائفة قليلة الهذ، وقال في:" كهذ الشعر" معناه في تحفظه وروايته، لا في إنشاده وترنمه، لأنه يرتل في الإنشاد والترنم في العادة.

قلت: انتصاب هذا على المصدر.

قوله: " ونثراً " عطف على قوله: " أهذا ".

قوله: " كنثر الدقَلِ "، الدقل- بفتح الدال، والقاف، وفي آخره لام- ثمر الدوم، وهو يشبه النخل، وله حب كبير، وفيه نوى كبير، عليه لحيمة عَفصَةٌ، يؤكل رطب، فإذا يبس صارت شبه الليف، وقيل: الدقل أردأ التمر، والبرني أجوده، وتراه ليبسه ورداءته لا يجمع، ويكون منثورًا، وقيل شبهه بتساقط الرطب اليابس من العذق إذا هُزَّ.

(1) في سنن أبيَ داود: " النجم والرحمن ".

(2)

تفرد به أبو داود.

ص: 301

قوله: " كان يقرأ النظائر " جمع نظيرة، وهي السور التي تشبه بعضها بعضًا في الطول والقصر.

قوله: " السورتين " نصب على أنه بدل من قوله: " النظائر ".

قوله: " الرحمن والنجم " يجوز بالنصب على أن يكون بدلا من السورتين، ويجوز بالرفع على أن يكون خبر مبتدأ محذوف، تقديره وهما " الرحمن والنجم "، وكذلك الكلام في الباقي، وقد أخرج مسلم في " صحيحه " طرفًا منه في ذكر الهذ والنظائر، من حديث أبي وائل شقيق بن سلمي، عن عبد الله بن مسعود (1) .

ص- قال أبو داود: هذا تأليفُ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه.

ش- أي: الذي ذكر من كل سورتين في ركعة على هذه الهيئة تأليف عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه، والمعنى أنه بيان للنظائر، التي كان رسول الله يقرن بينهن سورتين في ركعة، وهي عشرون سورة في عشر ركعات من المفصل.

1367-

ص- نا حرص بن عمر، نا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: سألتُ أبا مسعود وهو يَطُوفُ بالبيت؟ فقال: قال رسولُ الله: " من قَرَأَ الآيتين من آخره سُورة البقرة في ليَلة كَفَتَاه "(2) ش- منصور: ابن المعتمر، وإبراهيم: النخعي.

وعبد الرحمن بن يزيد: ابن قيس النخعي أبو بكر الكوفي، أخو

(1) مسلم: كتاب صلاة المسافرين، باب: ترتيل القراءة واجتناب الهذ (722) .

(2)

البخاري: كتاب المغازي، باب: حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث (4008)، مسلم: كتاب صلاة المسافرين، باب: فضل الفاتحة وخواتيم صورة البقرة (225/ 807)، الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب: ما جاء

في آخر صورة البقرة (2881)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما

جاء فيما يرجى أن يكفي من قيام الليل (1369) .

ص: 302

الأسود بن يزيد. سمع عثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود، وأبا مسعود البدري، وسلمان الفارسي، وعائشة، وغيرهم. روى عنه: الشعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وإبراهيم النخعي، وغيرهم، قال ابن معين: ثقة. روى له: الجماعة.

قوله: " كفتاه " قيل: أجزأتاه عن قيام الليل، وقيل: كفتاه من كل شيطان وهامة، فلا يقربه ليلته، وقيل: كفتاه ما يكون من الآفات تلك الليلة، وقيل: معناه حسْبُه بهما فضلا وأجراً، والحديث أخرجه البخاري / ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. [2/155 - أ]

1368-

ص- نا أحمد بن صالح، نا ابن وهب، أنا عمرو، أن أبا سُوِيَّةَ حدثه، أنه سمع ابن حجيرة يخبر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " مَن قَامِ بعشرِ آيات لم يُكتبْ من الغَافِلينَ، ومَن قام بمائةِ آيةٍ كُتِبَ مَن القَانِتين، ومن قَامَ بألفِ آلية كُتِبَ من المُقَنطَرِينَ "(1) . ش- عبد الله بن وهب، وعمرو بن الحارث، وأبو سوية- بفتح السين المهملة، وكسر الواو، وتشديد الياء آخر الحروف- اسمه عبيد بن سوية من الأنصار. روى عنه: حياة، وعمرو بن الحارث، وابن لهيعة، توفي سنة خمسة وثلاثين ومائة.

قوله: " لم يكتب من الغافلين " أي: الغافلين عن ذكر الله تعالى.

قوله: " من القانتين " أي: المطيعين، أو الخاشعين، أو المصلين، أو الداعين، أو العابدين، أو القائمين.

قوله: " من المقنطرين " بفتح الطاء، أي: من الذين أعطوا قنطارا من الأجر. ورُوي عن: معاذ بن جبل، أنه قال: القنطار ألف ومائتا أوقية، والأوقية خير مما بين السماء والأرض. وقال أبو عبيد: القناطير واحدها قنطار، ولا تجد العربَ تعرف وزنه. وقال ثعلب: المعروف المعمول عليه عند العرب أكثر أنه أربعة آلاف دينار، وإذا قالوا: قناطير مقنطرة، فهي

(1) تفرد به أبو داود.

ص: 303

اثنا عشر ألف دينار، وقيل: القنطار ملء جلد ثور ذهبًا، وقيل: ثمانون ألفا، وقيل: هي حملة كثيرة مجهولة من المال.

ص - قال أبو داود: ابنُ حُجيرةَ الأصغرُ عبدُ الله بن عبد الرحمن بن حُجيرة.

ش- ابن حجيرة الأكبر هو عبد الرحمن بن حجيرة، والأصغر ابنه عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة. روى عن: أبيه. روى عنه: إبراهيم بن نشيط، وغيره ذكره ابن حبان في " الثقات ". روى له: النسائي في " اليوم والليلة " حديثًا واحدًا.

1369-

ص- نا يحي بن موسى البلخي، وهارون بن عبد الله، قالا: نا عبد الله بن يزيد، نا سعيد بن أبي أيوب، حدثني عياش بن عباس القتباني، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:" أتَى رجل رسولَ الله، فقال: أقرِئْنِي يا رسولَ الله، فقال: " اقرأ ثلاثاً من ذَوَاتِ " الر " فقال: كَبرَتْ سنِّي، واشتد قَلبِي وغلظَ لسَانِي، قال: فاقرأ ثلاثا من ذَوَات " حم ". فقالَ: مثلَ مَقَالَتِهِ، فقال:" اقرَأ ثلاثا من المُسبحاتِ " فقال مثلَ مَقَالته، فقال الرجل: يا رسولَ اللهِ، أقرِئني سورةً جامعةً، فأقرأه النبي عليه السلام {إذا زلزِلَتِ} حتى فَرغَ منها، فقال الرجلُ: والذي بَعَثَكَ بالحقِّ، لا أزيدُ عليها أبداً، ثم أدبَرَ الرجلُ، فقال النبي- عليه السلام أفَلَحَ الرويجِلُ مَرَتِين " (1) .

ش- عبد الله بن يزيد المقرئ، وسعيد بن أبي أيوب: مقلاص المصري، وعياش- بالياء آخر الحروف المشددة، والشين المعجمة- ابن عباس المصري، وقتبان - بكسر القاف، وسكون التاء المثناة من فوق، وفتح الباء الموحدة، وفي آخره نون- مِن رُعَينٍ.

وعيسى بن هلال الصدفي المصري. روى عن: عبد الله بن عمرو بن العاص. روى عنه: عياش المذكور، وكعب بن القمة، ودراج أبو السمح. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي.

(1) النسائي: في عمل اليوم والليلة (716) .

ص: 304