الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحيى بن سعيد الأنصاري موقوفا، ورفعه شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم.
قوله: " نحو رواية يزيد بن رومان " وهي التي رواها القعنبي عن مالك، عن يزيد بن رومان، عن صالح بن خوات، عمَّن صلى مع رسول الله عليه السلام فذكر نحوه، ورواها الترمذي أيضاً معلقة، وعن مالك: حديث يزيد بن رومان أحب ما سمعت إليّ.
ويزيد بن رومان القرشي الأسدي، مولاهم أبو روح المدني مولى اَل الزبير بن العوام. روى عن: عبد الله بن الزبير، وأنس بن مالك، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وصالح بن خوات. روى عنه: أبو حازم المديني، والزهري، وهشام بن عروة، ومالك بن أنس، وجماعة آخرون. قال محمد بن سعد: توفي سنة ثلاثين ومائة، وكان عالما كثير الحديث ثقة. روى له الجماعة (1) .
قوله: " ورواية عبيد الله نحو رواية يحيى بن سعيد " أي: رواية عبيد الله ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب مثل رواية يحيى بن سعيد الأنصاري المذكورة، إلا أنه قال في روايته:" ويثبت قائما " يعني الإمام، بعد أن يركع بهم ركعة يثبت قائما إلى أن يركعوا لأنفسهم، ويسجدوا لأنفسهم سجدتين في مكانهم، ثم يذهبون إلى مقام الطائفة التي تجاه العدو، ويجيء أولئك فيركع بهم، إلى آخر ما بينا.
***
270- باب: مَن قال: إذا صلى ركعة
أي: هذا باب في بيان من قال: إذا صلى الإمام ركعة بإحدى الطائفين.
ص- " وثبت قائماً أَتَموا لأنفُسهم ركعةَ، ثم سَلمُوا، ثم انصَرَفُوا، فكانوا وِجَاهَ العَدُوَّ "، واختُلفَ في السَلَام.
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (32/ 6986) .
ش- أي:: ثبت الإمام حال كونه قائماً، حتى تتم الطائفة الأولى لأنفسهم ركعة، ثم يسلموا ، لأنهم كملوا صلاتهم، حيث صلوا مع الإمام ركعة، وصلوا لأنفسهم ركعة أخرى، فإذا سلموا انصرفوا قبالة العدو.
قوله: " واختلف في السلام " أي: في سلام الطائفة الأولى بعد أن يتموا لأنفسهم، لما نبينه الآن في الحديث.
1209-
ص- نا (1) القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوَات، أن سهل بن أبي حثمةَ الأنصاري، حدثه:" أن صَلاةَ الخَوْف أن يَقُومَ الإمَامُ وطائفة مِن أصحَابِه، وطَائفة مُوَاجهَةُ العَدُوِّ، فيركَعُ الإمَامُ رَكعة، وَيسجُدُ بالذين معه، ثم يًقومُ، فإذا اسْتَوًى قائماً ثبَتَ قائماً، وأتمُوا لأنفُسهم الركعةَ البَاقيةَ، ثم سَلَمُوا، وانصَرَفُوا، والإمَامُ قَائم، فكَانوا وِجَاهَ الَعًدوِّ، ثم يُقْبِلُ الآخَرُونَ الذين لمِ يُصَفُوا، فَيُكبِّرُوا وَرَاءَ/ 1 الإمام، فَيَرْكعُ، ويَسْجُدُ بهم، ثم يُسَلمُ، فَيَقُومُون فَيَرْكَعُونَ [2/ 120 - أ] لأنفُسِهِمْ الركَعةَ البَاقِيةَ، ثم يسَلِّمُونَ "(2) .
ش- هذا حديث موقوف.
1210-
ص- نا القعنبي، عن مالك، دن يزيد بن رُومان، عن صالح ابن خوَّات:" عَمنْ صَلَّى مِع رسولِ الله- عليه السلام يَومَ ذَات الرقاع صَلاةَ الخَوْفِ، أن طَائفَة صَفتْ مَعَهُ، وَطائفَة وِجَاهَ العَدُو، فَصَلَّى بالَتي مَعه رَكعة، ثم ثبَتَ قائماً، وَأتَمُوا لأنفُسِهِم، ثم انصَرَفُوا، وصَفوا وِجَاه العَدُوَ، وجَاءَت الطَائفَةُ الأخْرَى، فَصلى بهمُ الركعَةَ التي بَقيَتْ من صَلاِتهِ، ثم ثَبَتَ جَالِسا، وَأتَموا لأنفُسِهِمْ، ثم سلم بهم "(3) .
(1) جاء هذا الحديث في سنن أبي داود بعد الحديث الآتي.
(2)
انظر الحديث قبل السابق.
(3)
البخاري: كتاب المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع (4129)، مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الخوف (841)، النسائي: في كتاب صلاة الخوف.
ش- ذات الرقاع غزوة مشهورة كانت سنة خمس من الهجرة، بأرض غطفان من نجد، سميت ذات الرقاع ش لأن أقدام المسلمين نقبت من الحَفَا، فلفوا عليها الخرق، هذا هو الصحيح في سبب تسميتها، وقد ثبت هذا في " الصحيح "(1)، عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه وقيل: سميت به لجبل هناك يقال له: الرقاع ، لأن فيه بياضا، وحمرة، وسوادا، وقيل: سميت بشجرة هناك يقال لها ذات الرقاع، وقيل: لأن المسلمين رقعوا راياتهم، ويحتمل أن هذه الأمور كلها وجدت فيها.
وقال الشيخ محيي الدين (2) : " وشرعت صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع، وقيل: في غزوة بني النضير". والحديث أخرجه: البخاري، ومسلم، والنسائي.
ص- قال مالك: وحديثُ يزيدَ بن رومانَ أحب ما سمعتُ إِلي.
ش- إنما قال ذلك لأنه أشد موافقة لظاهر القرآن، لأن الله تعالى قال:{وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأقَمْتَ لَهُمُ الصلاة فَلتَقُمْ طَائِفَةٌ منْهُم معَكَ} الآية (3) فجعل إقامة الصلاة لهم كلها لا بعضها، وفي غير هذه الصورة إنما يقيم لهم الإمام بعض الصلاة لا كلها، ومعنى قوله:{فإذَا سَجَدُوا فَليَكُونُوا من وَرَائكُم} (3) أي: إذا صلوا، ثم قال:{ولتَأَتِ طَائفَةٌ أخْرَى لَمْ يُصًلوا فًليُصَفُوا مَعَكَ} (3)، فكان دليل مفهومه: أن هؤلاءَ قد صدوا، وقوله:{فليُصَلُّوا مَعَكَ} مقتضاه تمام الصلاة، وهو على قول غيره.
(1) أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع (4128) بلفظ: " خرجنا معه النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن في ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنَقبَتْ أقدامنا، ونقِبَتْ قدمايَ، وسقطت أظفاري، فكنا نلف على أرجلنا الخِرَقً، فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا. وحدث
أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذاك، قال: ما كنت أصنع بأن أذكره؟ كأنه
كره أن يكون شيء من عمله أفشاه ".
(2)
شرح صحيح مسلم (6/ 128) .
(3)
سورة النساء: (102)