المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء فيها من الإعراب - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٣

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة الدخان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فْصَلُ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجاثية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأحقاف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفتح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحجرات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة ق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الذاريات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطور

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النجم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القمر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الرحمن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الواقعة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحديد

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المجادلة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحشر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الامتحان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة الصف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجمعة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل في ذِكر بعض ما ورد من الأخبار في فَضْلِ هذا اليومِ وسُنَتِهِ

- ‌سورة المنافقين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة التغابن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطلاق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة التحريم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الملك

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

‌باب ما جاء فيها من الإعراب

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله عز وجل: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} أخْبَرَ اللَّهُ تعالى أنه يُسَبِّحُ له مَنْ فِي السماوات ومَنْ فِي الأرض، نظيرها قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}

(1)

، {وَهُوَ الْعَزِيزُ} فِي انتقامه مِمَّنْ عَصاهُ {الْحَكِيمُ (1)} فِي تَدْبِيرِهِ خَلْقَهُ، والذي لا يَدْخُلُ فِي تَدْبِيرِهِ خَلَلٌ، وهو مبتدأ، و {الْعَزِيزُ} خبره، و {الْحَكِيمُ} نعت لـ {الْعَزِيزُ} ، ويجوز أن يكون خبرًا ثانيًا

(2)

.

قوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} يعني بَنِي النَّضِيرِ لَمّا أجْلاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَسَدُوا المُسْلِمِينَ أنْ يَسْكُنُوا مَنازِلَهُمْ، فَجَعَلُوا يُخْرِبُونَها مِنْ داخِلٍ، والمسلمون مِنْ خارِجٍ، قرأ العامة:{يُخْرِبُونَ} بالتخفيف من الإخْرابِ، وقرأ أبو عمرو بالتشديد

(3)

من التَّخْرِيبِ، والمعنى واحد مثل فَرَّحْتُهُ وأفْرَحْتُهُ {فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (2)} معنى الاعتبار: النَّظَرُ فِي الأُمُورِ لِيُعْرَفَ بِها شَيْءٌ آخَرُ مِنْ جِنْسِها، والمعنى: تَدَبَّرُوا وانْظُرُوا واتَّعِظُوا فيما نَزَلَ بِهِمْ يا أهْلَ اللُّبِّ والعَقْلِ والبَصائِرِ.

(1)

النور 41.

(2)

قاله النحاس فِي إعراب القرآن 4/ 385.

(3)

هذه قراءة أبي عمرو واليَزِيدِيِّ والحَسَنِ وقَتادةَ والجَحْدَرِيِّ ومجاهد وأبي حَيْوةَ وعيسى بن عمر والسُّلَمِيِّ ونصر بن عاصم وأبي العالية، ينظر: السبعة ص 632، تفسير القرطبي 18/ 4، البحر المحيط 8/ 242، الإتحاف 2/ 529.

ص: 364

قوله: {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ} ؛ أي: قَضَى عليهم أنَّهُمْ يَخْرُجُونَ عن أوطانهم إلى الشام {لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} بالقتل والسَّبْيِ كما فعل بِبَنِي قُرَيْظةَ، يقال: جَلا قَوْمٌ عَنْ دِيارِهِمْ جَلاءً: إذا هَرَبُوا، وأجْلَاهُم غَيرُهُمْ إجْلاءً

(1)

، والجَلَاءُ: الهَرَبُ والخُرُوجُ عن الأوطان، تقول: إمّا حَرْبٌ مُجْلِيةٌ أوْ سِلْمٌ مُخْزِيةٌ

(2)

، المعنى: إمّا حَرْبٌ ودَمارٌ وخُرُوجٌ عن الديار، وإمّا صُلْحٌ وقَرارٌ على صَغارٍ {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)} .

قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} اللِّينةُ: النَّخْلُ كُلُّهُ ما خَلا العَجْوةَ والبَرْنيَّ

(3)

، وقيل

(4)

: هي ألوان النخل كُلُّها من غير استثناء، وقيل

(5)

: هي النخلة القريبة من الأرض، واحدها: لِوْنٌ، وجمعها: لِوانٌ، ذَهَبَت الواوُ لكسرة اللام

(6)

،

(1)

قاله النقاش فِي شفاء الصدور ورقة 115/ أ.

(2)

قال ابن قتيبة: "والعرب تقول: إمّا سِلْمٌ مُخْزِيةٌ، وإمّا حَرْبٌ مُجْلِيةٌ". أدب الكاتب ص 424، وأورد البيهقيُّ هذا القول فِي كلام لأبِي بكر الصديق، رحمه الله، فِي السنن الكبرى 8/ 183/ كتاب قتال أهل البغي: باب من قال: يُتْبَعُونَ بالدَّمِ، وينظر: الفائق للزمخشري 1/ 196، النهاية لابن الأثير 2/ 281، اللسان: جلا.

(3)

قاله ابن عباس وعكرمة وابن جبير والزهري ويزيد بن رومان وأبو عبيدة، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 144، مجاز القرآن 2/ 256، جامع البيان 28/ 42، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 144، إعراب القرآن 4/ 391، الكشف والبيان 9/ 275، تفسير القرطبي 18/ 8.

(4)

قاله ابن عباس ومجاهد وابن زيد وعمرو بن ميمون، ينظر: جامع البيان 28/ 42 - 43، إعراب القرآن 4/ 391، الكشف والبيان 9/ 271، تفسير القرطبي 18/ 8 - 9.

(5)

ذكره الثعلبي بغير عزو فِي الكشف والبيان 9/ 271، وينظر: عين المعانِي ورقة 133/ أ، تفسير القرطبي 18/ 9.

(6)

هذا الكلام معناه أن اللينة مشتقة من اللَّوْنِ، فتكون الياء فيها منفلبة عن واو، وأصلها لِوْنةٌ، وهذا قول أبِي عبيدة والأخفش والزجاج، ينظر: مجاز القرآن 2/ 256، معانِي القرآن للأخفش ص 497، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 144، وقال النحاس رَدًّا على هذا الرأي: =

ص: 365

وقيل: واحدها: لِينةٌ، وجمعها: لِينٌ وألْيانٌ وليانٌ

(1)

، وأصلها: لِوْنةٌ، فقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها، والعرب تسمي ألوان النخل كُلَّها لِينةً، قال الأخفش

(2)

:

346 -

قَدْ شَجانِي الحَمامُ حِينَ تَغَنَّى

بِفِراقِ الأحْبابِ مِنْ فَوْقِ لِينَهْ

(3)

وقوله: {أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} يعني سُوقَها، فَلَمْ تَقْطَعُوها ولَمْ تُحْرِقُوها {فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)}؛ أي: لِيُذِلَّ اليهودَ ويُهِينَهُمْ ويُحْزِنَهُمْ ويَغِيظَهُمْ، والواو بمعنى التكرار، ونصب {قَائِمَةً} على الحال، وقرأ عبد اللَّه بن مسعود:{قُوَّمًا}

(4)

.

قوله تعالى: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} يعني من أموال بني النَّضِيرِ، يقال: فاءَ يَفِيءُ: إذا رَجَعَ، وأفاءَهُ اللَّهُ: إذا رَدَّهُ

(5)

{فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ} ؛ أي: على

= "ولو كانت من اللَّوْنِ قيل فِي الجمع: لِوانٌ". إعراب القرآن 4/ 392، وينظر: شفاء الصدور ورقة 115/ أ.

(1)

ألْيانٌ عند أبِي العباس ثعلب جَمْعُ لِيني، ذكره النقاش فِي شفاء الصدور ورقة 115/ أ، وينظر: إعراب القرآن للنحاس 4/ 392، الصحاح 6/ 2197، الفريد للهمداني 4/ 446، عين المعانِي ورقة 133/ أ، اللسان: لون، البحر المحيط 8/ 243، الدر المصون 6/ 294.

(2)

البيت أنشده الأخفش كما ذكر الثعلبي في الكشف والبيان 9/ 271 والقرطبي في تفسيره 18/ 9.

(3)

البيت من الخفيف، لَمْ أقف على قائله، ويُرْوَى:

قَدْ جَفانِي الأحْبابُ حِينَ تَغَنَّوْا

التخريج: الكشف والبيان 9/ 271، تفسير القرطبي 18/ 9، البحر المحيط 8/ 240، اللباب في علوم الكتاب 18/ 570.

(4)

وهي أيضًا قراءة زيدِ بن عَلِيٍّ والأعمش وطلحة، وقرأ ابن مسعود أيضًا:"ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينةٍ وَلَا تَرَكْتُمْ قَوْماءَ عَلَى أُصُولِها"، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 154، تفسير القرطبي 18/ 10، البحر المحيط 8/ 243 - 244.

(5)

قاله الأخفش في معانِي القرآن ص 497، وينظر: شفاء الصدور ورقة 115/ ب.

ص: 366

ما أفاء اللَّه {مِنْ خَيْلٍ} يعني الفَرَسَ {وَلَا رِكَابٍ} يعني الإبِلَ خاصّةً، ومعنى {أَوْجَفْتُمْ}؛ أي: أسْرَعْتُمْ على الفَيءِ، والإيجافُ: إسْراعُ الدّابّةِ، والوَجِيفُ: السَّيْرُ السَّرِيعُ، يقال: وَجَفَ الرَّجُلُ وَأوْجَفْتُهُ، وَوَجَفَ الفَرَسُ والبَعِيرُ يَجِفُ وَجِيفًا، وهو سُرْعةُ السَّيْرِ، وأوْجَفَهُ صاحِبُهُ: إذا حَمَلَهُ على السَّيْرِ السَّرِيعِ

(1)

.

وقال عبد الملك بن هشام

(2)

: {أَوْجَفْتُمْ} حَرَّكْتُمْ وأتْعَبْتُمْ فِي السَّيْرِ، قال تَمِيمُ بنُ أُبَيِّ بنِ مُقْبِلٍ:

347 -

مَذاوِيدُ بِالبِيضِ الحَدِيثِ صِقالُها

عَنِ الرَّكبِ أحْيانًا إذا الرَّكبُ أوْجَفُوا

(3)

والوَجِيفُ أيضًا: وَجِيفُ القَلْبِ والكَبدِ، وهو الضَّرَباتُ، قال قيس بن الخطيم:

348 -

إنّا وَإنْ قَدَّمُوا الَّتِي عَلِمُوا

أكْبادُنا مِنْ وَرائِهِمْ تَجِفُ

(4)

وهذا البيت في قصيدة له.

قوله: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً} قرأ العامة بالياء، و {دُولَةً} بالنصب على معنى: كَيْ لا يكون الفيء دولةً، وقرأ أبو جعفر وهشام ويزيد بن القَعْقاعِ بالتاء

(1)

قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص 460، وينظر: التهذيب 11/ 213، الصحاح 4/ 1437.

(2)

السيرة النبوية لابن هشام 3/ 685.

(3)

البيت من الطويل، لِتَمِيمِ بن أُبَيِّ بنِ مُقْبِلٍ.

اللغة: مَذاوِيدُ: جمع مِذْوَدٍ وهو المِطْرَدُ، والذوْد: الطَّرْدُ والدَّفْعُ، ومَذاوِيدُ هنا من المجاز.

التخريج: ملحق ديوان ابن مقبل ص 262، أساس البلاغة: ذود، تفسير القرطبي 18/ 10.

(4)

البيت من المنسرح لِقَيْسِ بن الخَطِيمِ، ورواية ديوانه:"وَلَوْ قَدَّمُوا التِي".

التخريج: ديوانه ص 116، السيرة النبوية لابن هشام 3/ 685، الأغاني 2/ 169، البحر المحيط 8/ 412، فتح القدير 5/ 374.

ص: 367

والرفعِ

(1)

؛ أي: لا تكون الغنيمةُ والأموالُ، ورفع "دُولةٌ" على اسم "كانَ"، وجعل الكَيْنُونةِ بمعنى الوقوع، وحينئذ لا خَبَرَ لَها.

وأجمع القُرّاءُ على ضَمِّ الدّالِ إلا ما حُكِيَ عن أبِي عبد الرحمن السُّلَمِيِّ، فإنه فَتَحَ الدّالَ، قال عيسى بن عُمَرَ

(2)

: وهما لغتان بمعنًى واحدٍ، وفَرَّقَ الآخرون بينهما

(3)

، فقالوا: الدَّوْلةُ -بالفتح-: القَهْرُ والغَلَبةُ فِي الحَرْبِ وغَيْرِها، وهو مصدر، والدُّولةُ بالضَّمِّ: اسْمٌ للشيءِ الذي يَتَداوَلُونَهُ النّاسُ بينهم، مثل العارية تكون لِهَذا مَرّةً ولِهَذا مَرّةً، فالدَّوْلةُ -بالفتح- فِي الأيام، وبالضَّمِّ فِي الأموال.

ومعنى الآية: كَي لا يَكُونَ الفَيءُ دُولةً {بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} والرؤساء والأقوياء، فَيَغْلِبُوا عليه الفُقَراءَ والضُّعَفاءَ، وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا غَنِمُوا غَنِيمةً أخَذَ الرَّئِيسُ رُبُعَها، وهو المِرْباعُ، ثم يَصْطَفِي منها أيضًا بعد

(1)

قرأ ابن مسعود وأبو جعفر وأبو حَيْوةَ والأعرجُ وابن عامر، فِي رواية هشام عنه:"كَي لا تَكُونَ دُوْلةٌ" بالتاء والرفع، ورُوِىَ عن هشامٍ التذكيرُ والنصبُ كقراءة الجمهور، وقرأ عَلِيُّ ابنُ أبِي طالب والسُّلَمِيُّ وأبو حَيْوةَ وابن عامر وأبو جعفر:"دَوْلةً" بفتح الدال والنصب، ينظر: السبعة ص 632، مختصر ابن خالويه ص 154، تفسير القرطبي 18/ 16، البحر المحيط 8/ 244، النشر 2/ 386، الإتحاف 2/ 530.

(2)

ينظر قوله في إصلاح المنطق ص 115، شفاء الصدور ورقة 116/ أ، تهذيب اللغة 14/ 175، الصحاح 4/ 1700، الكشف والبيان 9/ 276، المحرر الوجيز 5/ 286، تفسير القرطبي 18/ 16، البحر المحيط 8/ 244.

(3)

مِمَّنْ فَرَّقَ بينهما: أبو عمرو بن العلاء والكسائي والفراء والأخفش وأبو عبيد والزجاج، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 145، معانِي القرآن للأخفش ص 497، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 146، وينظر قول أبِي عمرو فِي إصلاح المنطق ص 115، شفاء الصدور ورقة 116/ أ، تهذيب اللغة 14/ 175، وقول أبِي عبيد في الصحاح 4/ 1700، وينظر أيضًا: الوسيط 4/ 272، المحرر الوجيز 5/ 286، البحر المحيط 8/ 244.

ص: 368

المِرْباعِ ما شاء، ومنه قَوْلُ شاعرهم فِي عَدِيِّ بن حاتم الطّائِيِّ

(1)

:

349 -

لَكَ المِرْباعُ مِنْها والصَّفايا

وَحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضُولُ

(2)

فالمِرْباعُ: ما ذكرناه، والصَّفايا: ما يَصْطَفِيهِ لِنَفْسِهِ قبل القِسْمةِ، والنَّشِيطةُ: ما انْتَشَطَهُ أيضًا قَبْل القِسْمةِ، والانْتِشاطُ: الانْتِزاعُ، وحُكْمُهُ: ما أحْكَمَهُ فِي المَغْنَمِ، والفُضُولُ: ما فَضلَ بعد القِسْمةِ، هكذا قاله صاحب نظام الغريب

(3)

.

فَجَعَلَ اللَّهُ تعالى هذا لرسوله صلى الله عليه وسلم يُقَسِّمُهُ في المواضع التي أُمِرَ بِها.

قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} قيل: هو بَدَلٌ مما تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ بإعادة الحرف كقوله: {لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ}

(4)

، وقيل: التقدير: كَيْ لا يَكُونَ دُولةً بَيْنَ الأغْنِياءِ مِنْكُمْ، ولَكِنْ يَكُونُ لِلْفُقَراءِ المُهاجِرِينَ

(5)

{الَّذِينَ أُخْرِجُوا

(1)

عَدِيُّ بن حاتم بن عبد اللَّه بن سعد بن الحَشْرَجِ، أبو وهب الطائيُّ، أمِيرٌ صَحابِيٌّ من الأجواد العقلاء، كان رئيس طيء في الجاهلية والإسلام، أسلم سنة (9 هـ)، وشهد فتح العراق، ثم سكن الكوفة، وشهد الفتنة مع عَلِيَّ، وفُقِئَتْ عَيْنُهُ فيها، تُوُفِّيَ سنة (68 هـ). [الإصابة 4/ 388 - 390، تهذيب الكمال 19/ 524 - 531، الأعلام 4/ 220].

(2)

البيت من الوافر، لعبد اللَّه بن عَنَمةَ الضَّبِّيِّ يخاطب بِسْطامَ بن قُيْسٍ.

التخريج: العين 2/ 133، الأصمعيات ص 37، الحيوان 1/ 330، جمهرة اللغة ص 867، 1241، الجليس الصالح 2/ 409، تهذيب اللغة 2/ 369، 11/ 314، 12/ 41، 249، مقاييس اللغة 2/ 479، 3/ 292، 5/ 427، المخصص 12/ 274، ديوان الأدب 1/ 311، 432، عين المعاني ورقة 133/ أ، اللسان: ربع، صفا، فضل، نشط، تاج العروس: ربع، صفا، فضل، نشط.

(3)

هو عيسى بن إبراهيم الرَّبَعِيُّ، ينظر: نظام الغريب ص 237.

(4)

الأعراف 75.

(5)

هذان الوجهان ذكرهما النحاس بغير عزو في إعراب القرآن 4/ 396.

ص: 369