المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء فيها من الإعراب - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٣

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة الدخان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فْصَلُ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجاثية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأحقاف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفتح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحجرات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة ق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الذاريات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطور

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النجم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القمر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الرحمن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الواقعة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحديد

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المجادلة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحشر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الامتحان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة الصف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجمعة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل في ذِكر بعض ما ورد من الأخبار في فَضْلِ هذا اليومِ وسُنَتِهِ

- ‌سورة المنافقين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة التغابن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطلاق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة التحريم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الملك

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

‌سورة التحريم

مدنية

نزلت في مارِيةَ القِبْطِيّةِ

(1)

، وهي ألف ومائة وستون حرفًا، ومائتان وسبع وأربعون كلمةً، واثنتا عشرة آيةً.

‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأ سُورةَ التَّحْرِيمِ {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}، أعْطاهُ اللَّهُ تَوْبةً نَصُوحًا"

(2)

.

ورُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ قَرَأ سُورةَ التَّحْرِيمِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النّارَ، وَجَعَلَ مَأْواهُ الجَنّةَ، واللَّهُ وَلِيُّهُ وَحافِظُهُ"

(3)

.

‌باب ما جاء فيها من الإعراب

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} يعني: لِمَ تُحَرِّمُ على

(1)

ينظر: أسباب النزول ص 291، لباب النقول ص 199.

(2)

ينظر: الكشف والبيان 9/ 343، الوسيط 4/ 317، الكشاف 4/ 133، مجمع البيان 10/ 52، عين المعانِي ورقة 135/ أ.

(3)

لَمْ أعثر له على تخريج.

ص: 451

نفسك ما أحَلَّ اللَّهُ مِنْ مِلْكِ اليَمِينِ؟، وقوله:{يَا} نداء، "أيُّ" إشارة

(1)

، والهاء تنبيه، و {النَّبِيُّ} نعت لـ "أيّ"؛ لأن المبهمات تُنْعَتُ بالمعارف التي هي الأجناس بالألف واللام

(2)

، وضَمَمْتَ أيًّا لأنه نداء مفرد، وقوله:{لِمَ} هي "ما" دخلت عليها اللام، فحذفت الألِفُ فَرْقًا بين الاستفهام والخبر، وأنها قد اتصلت باللام، والوقوف عليها في غير القرآن: لِمَهْ، ويؤتى بالهاء لبيان الحركة، وفي القرآن لا يُوقَفُ عليها

(3)

.

وقوله: {تَبْتَغِي} في موضع نصب على الحال {مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} هذه هاء التأنيث، ولو كانت هاءَ الجَمْعِ لَكُسِرَتْ، ومعنى قوله:{تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} ؛

(1)

ربما يعني المؤلف بالإشارة هنا الإشارةَ بمعناها اللغوي، لا بمعناها الاصطلاحي، فقد قال سيبويه:"وزعم الخليل، رحمه الله، أن الألف واللام إنما مَنَعَهُما أن يدخلا في النداء مِنْ قِبَلِ أن كل اسم في النداء مرفوعٌ معرفةٌ، وذلك أنه إذا قال: يا رَجُلُ ويا فاسِقُ، فمعناه كمعنى: يا أيُّها الفاسقُ ويا أيُّها الرَّجُلُ، وصار معرفةً لأنك أشَرْتَ إليه، وقَصَدْتَ قَصْدَهُ، واكتفيتَ بهذا عن الألف واللام، وصار كالأسماء التي هي للإشارة نحو هذا وما أشبه ذلك". الكتاب 2/ 197.

وقال المبرد: "ألا ترى أنك تقول، إذا أردتَ المعرفةَ، يا رَجُلُ أقْبِلْ، فإنما تقديره: يا أيُّها الرَّجُلُ أقْبِلْ، وليس على معنى معهود، ولكن حدثت فيه إشارةُ الندَاء، فلذلك لَمْ تدخل فيه الألف واللام، وصار معرفة بما صارت به المبهمةُ معارفَ". المقتضب 4/ 205.

(2)

يعني المؤلف أن أيًّا تُنْعَتُ بما فيه الألف واللام، ولَمْ يذكر أنها تنعت بمضاف إلى ما فيه الألف واللام، أو باسم موصول، أو باسم إشارة، ينظر في نعت "أيٍّ" في النداء: الكتاب 2/ 106، 188 - 189، المقتضب 4/ 216، مجالس ثعلب ص 42، 586، معانِي القرآن وإعرابه 1/ 99، إعراب القرآن للنحاس 1/ 197، النكت للأعلم ص 542، أسرار العربية ص 197، ارتشاف الضرب ص 2193 - 2195 وغيرها.

(3)

من أول قوله: "هي ما دخلت عليها اللام" قاله النحاس في إعراب القرآن 4/ 459. وقد وقف عليها البَزِّيُّ بالهاء، ينظر: الإتحاف 2/ 547.

ص: 452

أي: تَطْلُبُ رِضا عائشة وحفصة بتحريمِ مارِيةَ على نفسك {وَاللَّهُ غَفُورٌ} لِهَذِهِ اليمينِ التي حَلَفْتَ عليها {رَحِيمٌ (1)} بِكُمْ لا يُعَذِّبُ مَنْ تاب إليه.

قوله: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ} ؛ أي: بَيَّنَ وأوْجَبَ لكم {تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} يعني تَحْلِيلَها بِالكَفّارةِ. وأصل تَحِلّةٍ: تَحْلِلةٌ على وزن "تَفْعِلة"، ثم ألقيت حركة اللام الأولَى على الحاء، وأدغمت في الثانية

(1)

، وتَفْعِلةٌ من مصادر التَّفْعِيل كالتوصية والتسمية، والتَّحِلّةُ مصدر حَلَّلْتُ {وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ} وَلِيُّكُمْ وَناصِرُكُمْ {وَهُوَ الْعَلِيمُ} بِخَلْقِهِ {الْحَكِيمُ (2)} فيما فَرَضَ من حُكْمِهِ.

قوله عز وجل: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} يعني عائشة وحفصة، يريد: مِنْ أذَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} ؛ أي: عَدَلَتْ ومالَتْ إلى الحق، قال الشاعر:

365 -

تُصْغِي القُلُوبُ إلى أعَزِّ مَنازِلٍ

مِنْ آلِ عَبّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبْ

(2)

أي: إلَى الحق، وإنما جمع القَلْبَ -وهما اثنان- لأن كل شيء ليس في الإنسان منه غَيْرُ واحدٍ إذا قُرِنَ به مِثْلُهُ فهو جَمْعٌ

(3)

، وقيل

(4)

: لأن معنى الجمع

(1)

قاله مَكِّيٌّ بنصه في مشكل إعراب القرآن 2/ 387.

(2)

البيت من الكامل، لم أقف على قائله.

التخريج: عين المعانِي ورقة 135/ أ.

(3)

قاله الخليل وسيبويه والفراء والأخفش، ينظر: الكتاب 3/ 621 - 622، معانِي القرآن للفراء 1/ 306: 308، معانِي القرآن للأخفش ص 229، 503، وينظر أيضًا: إعراب القرآن للنحاس 2/ 19، الإغفال 1/ 268، المسائل الشيرازيات ص 465، مشكل إعراب القرآن 2/ 387.

(4)

قاله الزَّجّاجُ والزَّجّاجِيُّ، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 173، الجمل للزجاجي ص 312، وحكاه النحاس عن بعضهم في إعراب القرآن 4/ 2/ 20، وينظر: مشكل إعراب القرآن 2/ 387، كشف المشكلات 2/ 372، الفريد للهمداني 4/ 488.

ص: 453

ضَمُّ شَيْءٍ إلَى شَيْءٍ، فهو يقع على القليل والكثير، قال الفرزدق:

366 -

بِما فِي فُؤادَيْنا مِنَ الهَمِّ والهَوَى

فَيَبْرَأُ مُنْهاضُ الفُؤادِ المُشَعَّفُ

(1)

فجاء به مُثَنًّى كما ترى.

وقيل

(2)

: إنما جَمَعَهُ لأنه استثقل الجمع بين تَثْنِيَتَيْنِ، ولا تجوز الكناية عن الاثنين بلفظ الجمع، ولكن الخلاف: هل هو حقيقة في الاثنين أو مَجازٌ؟ فيه وجهان، أحدهما: أنه حقيقة، وإليه ذهب مالك وأبو بكر بن داود

(3)

، والثانِي:

(1)

البيت من الطويل، للفرزدق، ورواية ديوانه:

بِما فِي فُؤادَينا مِنَ الشَّوْقِ والهَوى

فَيُجْبَرُ مُنْهاضُ الفُؤادِ المُسَقَّفُ

ويروى: "المُشَعَّفِ" بالخفض و"المُشَغَّفُ" بالغَيْنِ، والجار والمجرور في قوله:"بِما" متعلق بقوله: "فَنُسْعَفُ" في البيت السابق، وهو قوله:

لِيَشغَلَ عَنّي بَعلَها بِزَمانةٍ

تُدَلِّهُهُ عَنّي وَعَنها فَنُسعَفُ

اللغة: رَجُلٌ مُنْهاضُ الفؤادِ: عاوَدَهُ الحُبُّ بعد ذَهابه عنه، والأصل في الانْهِياضِ أن يُجْبَرَ العَظْمُ، ثم يَنْكَسِرَ، المُشَعَّفُ: الذي أحْرَقَهُ الحُبُّ، وقيل: الذي بَلَغَ الحُبُّ شَعْفَتَهُ؛ أي: أعلاه.

التخريج: ديوانه 2/ 25، الكتاب 3/ 623، شرح نقائض جرير والفرزدق 2/ 196، معانِي القرآن للأخفش ص 230، الجمل للزجاجي ص 312، جمهرة أشعار العرب ص 697، الحلل ص 362، أمالِي ابن الشجري 1/ 16، 2/ 496، شرح الجمل لطاهر بن أحمد 2/ 136، منتهى الطلب 5/ 253، شرح المفصل 4/ 155، همع الهوامع 1/ 168، خزانة الأدب 7/ 538.

(2)

هذا قول الزجاجي، فقد قال:"وقد يَجُوزُ أن تقول: ضَرَبْتُ رَأْسَيْهِما، وقَطَعْتُ رِجْلَيْهِما، والأول [يعنِي الجمع] أكثرُ في كلام العرب، كرهوا أن يجمعوا بين تَثْنِيَتَيْنِ في كلمة واحدة، فصرفوا الكلمة الأولى إلَى لفظ الجمع". الجمل ص 312، وبه قال أبو حيان في البحر المحيط 8/ 268، وينظر: الدر المصون 6/ 335.

(3)

هو محمد بن داود بن عَلِيٍّ الظاهريُّ العلامة البارع ذو الفنون، كان ممن يضرب المثل بذكائه، وله بَصَرٌ تامٌّ بالحديثِ وأقوالِ الصحابة، وكان يجتهد ولا يُقَلِّدُ أحَدًا، وتَصَدَّرَ =

ص: 454

أنه مَجازٌ، وهو الصحيح، وإليه ذهب الشافعي

(1)

وأبو حنيفة

(2)

.

قال صاحب "إنسان العين"

(3)

: وفي التثنية معنى الجمع، والإضافة بلفظ الجمع أخَفُّ وأمْكَنُ وألْيَقُ وأشْبَهُ بإعراب الواحد، قال الشاعر:

367 -

ظَهْراهُما مِثْلُ ظُهُورِ التُّرْسَيْنْ

(4)

فَجَمَعَ بَيْنَ المَذْهَبَيْنِ.

= للفتوى بعد أبيه وهو صغير، توفِّي سنة (297 هـ) عن ثلاث وأربعين سنة، من كتبه: الزهرة، المناسك. [تاريخ بغداد 5/ 256 - 263، الأعلام 6/ 120].

(1)

كتاب الأم للشافعي 5/ 29، 6/ 140، 7/ 18، 23، 92، 304.

(2)

ينظر هذا الخلاف في المستصفى في علم الأصول للغزالِيِّ 2/ 243 - 244، الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم 2/ 222 - 226، أصول السرخسي 1/ 151 وما بعدها، المحصول للرازي 2/ 371 - 375.

(3)

هذا القول ليس في عين المعانِي.

(4)

البيت من مشطور السريع، وعَدَّهُ بعضهم من مشطور الرَّجَزِ، وهو لِخِطامٍ المُجاشِعِيِّ، ونسب لِهِمْيانَ بن قُحافةَ، وقبله:

وَمَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنْ

اللغة: المَهْمَهُ: القَفْرُ المَخُوفُ، القَذَفُ: ما ارتفع من الأرض، المَرْتُ: التي لا ماء فيها ولا نبات، الظَّهْرُ: ما ارتفع من الأرض يُشَبَّهُ بظهر التُّرْسِ في ارتفاعه وتَعَرِّيهِ من النبات، التُّرْسُ من السلاح: المُتَوَقَّى بها.

التخريج: شعر خِطامٍ المُجاشِعِيِّ ص 269 - 270 (ضمن أراجيز المقلين)، الكتاب 2/ 48، 622، معانِي القرآن للفراء 3/ 118، معانِي القرآن وإعرابه 2/ 173، المخصص 9/ 7، الحلل ص 364، البيان للأنباري 2/ 446، شرح شواهد الإيضاح ص 387، 388، 560، شرح الجمل لطاهر بن أحمد 2/ 137، شرح المفصل 4/ 156، التبيان للعكبري ص 436، شرح الشافية للرضي 1/ 194، همع الهوامع 1/ 169، خزانة الأدب 2/ 314، 4/ 302، 7/ 539، 572، شرح شواهد شرح الشافية ص 94.

ص: 455

قوله: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} ؛ أي: تَعاوَنا على أذَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قرأ أهل الكوفة:{تَظَاهَرَا} بتخفيف الظاء على الحذف، واختاره أبو عبيد، وقرأ الباقون بالتشديد على الإدغام

(1)

، واختاره أبو حاتم؛ لأن الأصل "تَتَظاهَرا"، فأدغمت التاء في الظاء.

وقوله: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} ؛ أي: وَلِيُّهُ وناصِرُهُ وحافِظُهُ {وَجِبْرِيلُ} وَلِيُّهُ {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} أبو بكر وعُمَرُ رضي الله عنهما، وقيل: عَلِيُّ بن أبِي طالب -كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ-، وقيل: هم المخلصون الذين ليسوا بِمُنافِقِينَ، {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)}؛ أي: أعْوانٌ له بعد اللَّه وجبريل وصالحُ المؤمنين، قال الشاعر:

368 -

يا سَمِيَّ النَّبِيِّ أصْبَحْتَ للدِّيـ

نِ قِوامًا وَلِلإمامِ ظَهِيرا

(2)

يعني: عَوْنًا، وجمع صالِحٍ صالحون، وجمع ظَهْيرٍ ظُهَراءُ وظُهُرٌ.

وإنما قال: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} ، ولَمْ يقل: صالِحُو ولا ظُهَراءُ؛ لأن لفظهم -وإن كان واحدًا-، فهو في معنى الجمع، وهذا من الواحد الذي يؤدي عن الجمع، كقوله:{وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}

(3)

. وارتفع

(1)

قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب: {تَظَاهَرَا} ، وقرأ عكرمة:"تَتَظاهَرا"، وقرأ عبد الوارث عن أبِي عمرو:{تَظَّهَّرا} ، وقرأ عاصمٌ وحمزةُ والكسائيُّ، ونافعٌ في روايةٍ عنه، والحسنُ وأبو رجاء وطلحةُ وخلفٌ:{تَظَاهَرَا} بالتخفيف، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 159، البحر المحيط 8/ 286، الإتحاف 2/ 548.

(2)

البيت من الخفيف، لَمْ أقف على قائله.

اللغة: قِوامُ الأمر: نظامه وعِماده، وقِوامُ الأمر أيضًا: مِلاكُهُ الذي يقوم به.

التخريج: السيرة النبوية لابن هشام 2/ 410.

(3)

النساء 69، وهذا قول الفراء والأخفش وغيرهما، ينظر: معاني القرآن للفراء 3/ 167، =

ص: 456

"جِبْرِيلُ" وما بعده عطفًا على محل قوله: {اللَّهِ} قبل دخول "إنَّ"، نظيره قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}

(1)

، وقد مضت هذه المسألة.

قوله: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} {عَسَى} من اللَّه واجِبٌ وَيَقِينٌ، ومن الناس شَكٌّ ووَهْمٌ

(2)

؛ أي: واجِبٌ من اللَّه إن طَلَّقَكُنَّ رسولُ اللَّهِ عليه السلام {أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} {أَنْ} في موضع نصب بـ {عَسَى} ، والشرط

= معانِي القرآن للأخفش ص 238 - 239، وينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 193، تهذيب اللغة 6/ 246، وأجاز الزمخشري أن يكون المراد به "صالِحُو" بالواو على الجمع، ولكنه كُتِبَ بِغَيْرِ واوٍ إتْباعًا لِلَّفْظِ كما في قوله تعالى:"سَنَدْعُ الزَّبانِيةَ". الكشاف 4/ 127، وبه قال السجاوندي في عين المعانِي 135/ أ، وينظر: الفريد للهمداني 4/ 489، البحر المحيط 8/ 287.

(1)

المائدة 69، على أن تنظير المؤلف بآية المائدة هنا لا معنى له؛ لأن آية المائدة استشهد بها الكوفيون على أن هذا الاسم معطوف على محل اسم "إنَّ" قبل دخول {إِنْ} ، وأما البصريون فإنهم لا يجيزون هذا، ويُخَرِّجُونَهُ على التقديم والتأخير، وأما آية التحريم التي معنا فقد جاء فيها العطف على اسم {إِنْ} بعد مجيء الخبر، فـ "جِبْرِيلُ" مبتدأ، و"صالِحُ المُؤْمِنِينَ" و"المَلائِكةُ" معطوفان عليه، والخبر قوله:"ظَهِيرٌ".

وفيها أوجه أخرى تنظر في: الكتاب 1/ 2/ 155 - 156، معانِي القرآن للفراء 1/ 310 - 312، مجالس ثعلب ص 262، الأصول 1/ 327، مشكل إعراب القرآن 2/ 388، 389، أسرار العربية ص 151: 155، الإنصاف ص 185: 195، التبيان للعكبري ص 1230، الفريد للهمدانِي 4/ 489، شرح التسهيل لابن مالك 2/ 47: 52، همع الهوامع 3/ 205، 206، وغيرها.

(2)

ولهذا جعلها بعضهم من الأضداد، ينظر: معانِي القرآن للأخفش ص 392، الأضداد لقطرب ص 70، الأضداد لابن الأنباري ص 22، 23، الأضداد لأبي الطيب ص 486 - 488، شفاء الصدور ورقة 144/ أ.

ص: 457

معترض

(1)

، قرأ نافع وأبو عمرو:"يُبَدِّلَهُ"

(2)

بالتشديد، وقرأ الباقون بالتخفيف.

ثم نعت تلك الأزواج التي كان يُبْدِلُهُ بِهِنَّ لو طَلَّقَ نِساءَهُ، فقال:{مُسْلِمَاتٍ} أي: خاضعات للَّه بالطاعة {مُؤْمِنَاتٍ} ؛ أَي: مُصَدِّقاتٍ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ {قَانِتَاتٍ} ؛ أي: طائعاتٍ داعياتٍ مُصَلِّياتٍ {تَائِبَاتٍ} ؛ أي: عائدات {سَائِحَاتٍ} ؛ أي: يَسِحْنَ مَعَهُ حيث ساحَ، وقيل: صائِماتٍ {ثَيِّبَاتٍ} جمع ثَيِّبٍ وهي المرأة التي قد تَزَوَّجَتْ ثم ثابَتْ عن زوجها، فعادت كما كانت غَيْرَ ذاتِ زَوْجٍ {وَأَبْكَارًا (5)} يريد: عَذارَى وهو جمع بِكْرٍ.

قال ابن عباس

(3)

: وَعَدَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أن يُزَوِّجَهُ بِالثَّيِّبِ آسِيةَ بنت مُزاحِمٍ امرأةَ فرعون، وبِالبِكْرِ مَرْيَمَ ابنة عمران، قال الثعلبي رحمه الله

(4)

: وهذه الآية واردة في الإخبار عن القدرة لا عن الكَوْنِ في الوقت؛ لأنه عز وجل قال: {إِنْ طَلَّقَكُنَّ} ، وقد عَلِمَ أنه لا يُطَلِّقُهُنَّ، وهذا كقوله تعالى:{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}

(5)

، فهذا إخْبارٌ عن القدرة، وتَخْوِيفٌ لهم؛ لأنه ما فِي الوجود مَنْ هُوَ خَيْرٌ من أُمّةِ محمد صلى الله عليه وسلم.

ومحل الهاء والأزواج نصب بوقوع التبديل عليه

(6)

، ونصب {خَيْرًا}

(1)

قاله النحاس في إعراب القرآن 4/ 462.

(2)

قرأ نافع وأبو جعفر: {يُبْدِّلَهُ} بالتشديد، ورَواهُ اليَزِيدِيُّ عن أبِي عمرو، ورَوَى عَبّاسٌ عن أبِي عمرو:"يُبْدِلَهُ" بالتخفيف كقراءة الباقين، ينظر: السبعة ص 640 - 641.

(3)

ينظر قوله في عين المعانِي ورقة 135/ ب، ونسبه القرطبي للكلبي في تفسيره 18/ 194.

(4)

الكشف والبيان 9/ 349.

(5)

محمد 38.

(6)

يعني في قوله تعالى: {أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا} ، فالهاء مفعول أول، و {أَزْوَاجًا} مفعول ثانٍ، ينظر: الفريد للهمدانِيِّ 4/ 490.

ص: 458

و {مُسْلِمَاتٍ} وما بعدها إلى آخر الآية كُلِّها على النعت للأزواج.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} يعني: مُرُوهُمْ بالخَيْرِ، وانْهَوْهُمْ عن الشَّرِّ، وعَلِّمُوهُمْ وأدِّبُوهُمْ، تَقُوهُمْ بذلك نارًا، وأصله: اوْقِيُوا، فحذفت الواو لوقوعها بين ياءٍ وكسرةٍ في قولك: يَقِي

(1)

، واستغني عن ألف الوصل، ثم ألقيت حركة الياء على القاف، وحُذِفَتْ لسكونها وسكون الواو بعدها فصارت: قُوا.

وقوله: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [6] قال ابن السِّكِّيتِ

(2)

: الوُقُودُ -بالضم- المصدر، يقال: وَقَدَتِ النّارُ تَقِدُ وُقُودًا، والوَقُودُ -بالفتح- اسم لِما تُوقَدُ به النارُ، يقال: ما أجْوَدَ هذا الوَقُودَ لِلْحَطَبِ.

والحِجارةُ جمع حَجَرٍ، وليس بقياس، ولكنهم قالوه كما قالوا: جَمَلٌ وجِمالةٌ، وذَكَرٌ وذِكارةٌ، والقياس أحْجارٌ

(3)

، وجاء في التفسير عن ابن عُمَرَ وغيرِهِ أن الحجارة هاهنا حجارة الكِبْرِيتِ، وهي أشَدُّ لإيقادِ النار.

(1)

في الأصل: "تقي" بالتاء، وهو تصحيف، وهذا مذهب البصريين، وأما الكوفيون فيقولون: إنما حُذِفَت الواو في مثل هذا من المتعدي، وأُثْبِتَتْ في اللازم فَرْقًا بين المتعدي واللازم، فقالوا في المتعدي: وَعَدَ يَعِدُ وَوَقَى يَقِي، وقالوا في اللازم: وَجِلَ يَوْجَلُ ونحوه، ينظر: الكتاب 4/ 52، 53، المقتضب 1/ 88، 2/ 97، الأصول لابن السراج 3/ 108، 3/ 276، إعراب القرآن للنحاس 1/ 297، 4/ 462، 463، مشكل إعراب القرآن 2/ 389، الإنصاف ص 782 - 787، البيان للأنباري 2/ 448، الفريد للهمداني 4/ 490.

(2)

إصلاح المنطق ص 332 باختلاف في ألفاظه.

(3)

قال سيبويه: "وما كان على ثلاثة أحرف، وكان "فَعَلًا" فإنك إذا كَسَّرْتَهُ لأدْنَى العدد بَنَيْتَهُ على "أفْعال"، وذلك قولك: جَمَلٌ وأجْمالٌ وجَبَلٌ وأجْبالٌ وأسَدٌ وآسادٌ، فإذا جاوزوا به أدْنَى العدد فإنه يجيء على "فِعالٍ" وفُعُولٍ"، فأما الفعال فنحو جِمالٍ وجِبالٍ، وأما الفُعُولُ فنحو أُسُودٍ وذُكُورٍ، والفِعالُ في هذا أكثر. . . وقد يُلْحِقُونَ الفِعالَ الهاءَ كما ألحقوا الفِعالَ =

ص: 459