الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ سورة الفتح أمِنَ من كل داء في الدنيا ومن خوف الآخرة"
(1)
.
وعن يزيد بن هارون
(2)
قال: سمعت المسعوديَّ
(3)
يَذْكُرُ فقال: بلغني أنه من قرأ في أول ليلة من شهر رمضان: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} في التطوع حُفِظَ ذلك العامَ
(4)
.
باب ما جاء فيها من الإعراب
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} ؛ أي: يَسَّرْنا لك يا محمد يُسْرًا، وقيل: قَضَيْنا لك قَضاءً بَيِّنًا، والفتح هاهنا قيل: هو فتح مكة، وقيل: خَيْبَرُ، وقيل: هو صُلْحُ الحُدَيْبِيةِ، وهو الصحيح، كان فتحا بغير قتال
(5)
، ومعنى الفتح
(1)
لَمْ أعثر له على تخريج.
(2)
يزيد بن هارون بن زاذان بن ثابت السُّلَمِيُّ بالولاء، أبو خالد الواسطي، حافظ ثقة، أصله من بخارى، وتُوُفِّيَ بِواسِطٍ سنة (206 هـ)، قال المأمون:"لولا مكان يزيد بن هارون لأظْهَرْتُ أن القرآن مخلوق". [تهذيب الكمال 32/ 261، سير أعلام النبلاء 9/ 358 - 371، الأعلام 8/ 190].
(3)
هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة بن عبد اللَّه بن مسعود المسعودي الهُذَليُّ، رَوَى عن الأعمش وحُمَيْدٍ الطويلِ وزيد بن أسلم، روى عنه وكيع ويزيد بن هارون، كان ثقة صدوقًا إلا أنه اختلط في آخر عمره اختلاطًا شديدًا، توفِّي سنة (160 هـ). [تهذيب الكمال 17/ 219: 227، سير أعلام النبلاء 7/ 93 - 95].
(4)
ينظر: الكشف والبيان 9/ 40، تفسير القرطبي 16/ 260، اللباب في علوم الكتاب 17/ 519، الدر المنثور 6/ 70.
(5)
ينظر: الوسيط 4/ 133، عين المعانِي ورقة 123/ ب، تفسير القرطبي 16/ 261، زاد المسير 7/ 418، 423.
في اللغة فَتْحُ المُنْغَلِقِ، والأصل في "إنّا" إنّنا، فحُذفت النون لاجتماع النونات وللألف
(1)
.
قوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ} ؛ أي: ما كان عليك من إثم الجاهلية {وَمَا تَأَخَّرَ} مما يكون، واللام في قوله:{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} لامُ القَسَمِ، لَمّا حُذِفَت النونُ من فعله كُسِرَتِ اللامُ، ونُصِبَ فِعْلُها تشبيها بلام "كَيْ"
(2)
،
(1)
قاله النحاس في إعراب القرآن 4/ 195.
(2)
هذا قول أبِي حاتم السجستانِيِّ، قال ابن الأنباري:"وقال السجستاني: هي لام القسم". إيضاح الوقف والابتداء ص 900، وأورد ابن الأنباري قوله تعالى:{إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [التوبة: 121]، ثم قال:"وقال السجستانِيُّ: اللام في "لِيَجْزِيَهُم" لام اليمين، كأنه قال: لَيَجْزِيَنُّهُمُ اللَّهُ، فحذفوا النون، وكسروا اللام، وكانت مفتوحة، فأشبهت في اللفظ لام "كَيْ"، فنصبوا بها كما نصبوا بلام "كَيْ". . . واحتج بأن العرب تقول في التعجب: أظْرِفْ بِزَيْدٍ، فيجزمونه لِشَبَهِهِ لَفْظَ الأمرِ". إيضاح الوقف ص 700، وذكر ابن الأنباري مثل ذلك عن أبي حاتم في مواضع أخرى من إيضاح الوقف والابتداء ص 767، 799، 834.
ورَدَّ ابن الأنباري على كلام أبِي حاتم، فقال:"وهذا غلط؛ لأن لامَ القَسَمِ لا تُكْسَرُ، ولا يُنْصَبُ بها، ولو جاز أن يكون معنى "لِيَجْزِيَهُم": لَيَجْزِيَنَّهُمْ لقلنا: واللَّهِ لِيَقُمْ زَيْدٌ، بتأويل: واللَّهِ لَيَقُومَنَّ، وهذا معدوم فِي كلام العرب". إيضاح الوقف والابتداء ص 700.
وأما قياس أبِي حاتم لَامَ القَسَمِ على التعجب فقد رَدَّه ابن الأنباري بقوله: "وليس هذا بِمَنْزِلةِ ذاك؛ لأن التعجب عُدِلَ إلى لفظ الأمر، ولام اليمين لَمْ توجد مكسورةً قَطُّ في حال ظهور اليمين، ولا في حال إضمارها". إيضاح الوقف والابتداء ص 701.
وينظر قول أبِي حاتم أيضًا في معانِي القرآن للنحاس 6/ 495، تهذيب اللغة 15/ 408، الكشف والبيان 9/ 42، عين المعانِي ورقة 123/ ب، تفسير القرطبي 16/ 262. وقول أبِي حاتم حكاه النقاش عن بعض البصريين، واختاره، فقال: "وليس المعنى: فتحنا مكة كي يغفر اللَّه لك، ولَمْ يكن الفتح سببًا للمغفرة"، ينظر: شفاء الصدور ورقة 31/ ب.