الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على قُضُبِهِ
(1)
وأُصُولِهِ، وقرأ قُنْبُل:"سُؤْقِهِ"
(2)
بالهمز {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ} حَسُنَ زَرْعُهُ حين استوى قائما على سُوقِهِ {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} يعني: يغيظهم كَثْرةُ المؤمنين واجتماعهم، والغيظ: اجتماع الغضب {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً} لذنوبهم {وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)} يعني: جزاء عظيمًا وهو الجنة.
وقوله: "مِنْهُمْ" قال الزجاج
(3)
: هو تخليص للجنس، وليس يريد بعضهم؛ لأنهم كُلَّهُمْ مؤمنون، وقال صاحب "إنسان العين"
(4)
: "مِنْهُمْ" للتبعيض؛ إذ المنافقون أيضًا كانوا يُؤازِرُونَ، أو للجنس كقول الزجاج، نحو قولك: أنْفِقْ مِنَ الدراهم لا الدنانير.
فصل
في معنى قوله تعالى: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم "فَآزَرَهُ" بِأبِي بكر، {فَاسْتَغْلَظَ} بِعُمَرَ، {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} بعثمان، {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ}
(1)
القُضُبُ: جمع قَضِيبٍ وهو الغصن. اللسان: قضب.
(2)
قرأ ابن كثير في رواية قُنْبُلٍ والقَوّاسِ عنه: "سُؤْقِهِ"، ورُوِيَ عن قُنْبُلٍ أيضًا:"سُؤُوقِهِ" بواو بعد الهمزة، ووافقه ابن محيصن، ينظر: السبعة ص 605، حجة القراءات ص 675، النشر 2/ 338، الإتحاف 2/ 484.
(3)
معانِي القرآن وإعرابه 5/ 29.
(4)
قوله في كتابه عين المعانِي ورقة 124/ ب بنصه، وعلى هذا يكون الكلام شاملًا للمؤمنين والمنافقين، ويكون معنى {آمَنُوا}: ثَبَتُو وأقامُوا على الإيمان، وهو الوجه الثانِي الذي ذكره الزجاج، حيث قال:"والوجه الثانِي: أن يكون المعنى: وَعَدَ اللَّهُ الذين أقاموا منهم على الإيمانِ والعَمَلِ الصّالِحِ مغفرةً وأجرًا عظيمًا". معانِي القرآن وإعرابه 5/ 30، وقد عَقَّبَ النحاسُ على كلام الزجاج، فقال:"وذلك مجاز، ولا يُحْمَلُ الشيءُ على المَجازِ ومعناه صحيح على الحقيقة". إعراب القرآن 4/ 206، وينظر: المحرر الوجيز 5/ 143، البحر المحيط 8/ 102.
عَلِيُّ بن أبِي طالب، {لِيَغِيظَ} اللَّهُ بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه {الْكُفَّارَ}
(1)
.
ورَوَى أنسُ بنُ مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن مثل أصحابي في أُمَّتِي كمثل الملح فِي الطعام، لا يصلح الطعام إلّا بالملح"، قال الحسنَ:"ذَهَبَ مِلْحُنا فكيف نَصْلُحُ؟ "
(2)
.
وقال سفيان بن عُيَيْنةَ
(3)
: "الرّافِضِيُّ كافر؛ لأن اللَّه تعالى قال: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}، فمن غاظَهُ أصحابُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فهو كافر"، واللَّه أعلم.
* * *
(1)
رواه النقاش عن جعفر بن محمد عن أبيه في شفاء الصدور ورقة 38/ ب، 39/ أ، وينظر: تاريخ دمشق 39/ 177 - 178، 42/ 284،، تاريخ بغداد 11/ 171، 13/ 155، زاد المسير 7/ 449، وذكره الثعالبي في تفسيره 5/ 265 وقال:"وهذا لين الإسناد والمتن"، وينظر: الدر المنثور 6/ 83.
(2)
رواه عبد الرزاق في مصنفه 11/ 221، وينظر: المصنف لابن أبِي شيبة 7/ 548، 8/ 259، شفاء الصدور ورقة 39/ أ، الشفا للقاضي عياض 2/ 53، مجمع الزوائد 10/ 18 كتاب المناقب: باب في فضائل الصحابة.
(3)
رواه النقاش في شفاء الصدور ورقة 39/ أ، وقد حكم الإمام مالك وابن عيينة وغيرهما بتكفير الروافض استنادًا لهذه الآية. ينظر: الشفا للقاضي عياض 2/ 54، تفسير ابن كثير 4/ 219.