المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء فيها من الإعراب - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٣

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة الدخان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فْصَلُ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجاثية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأحقاف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفتح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحجرات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة ق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الذاريات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطور

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النجم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القمر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الرحمن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الواقعة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحديد

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المجادلة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحشر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الامتحان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة الصف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجمعة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل في ذِكر بعض ما ورد من الأخبار في فَضْلِ هذا اليومِ وسُنَتِهِ

- ‌سورة المنافقين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة التغابن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطلاق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة التحريم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الملك

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

‌باب ما جاء فيها من الإعراب

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} في الآية تقديم وتأخير، مجازها: انْشَقَّ القَمَرُ واقْتَرَبَتِ السّاعةُ

(1)

، وإنما ذكر اقتراب الساعة مع انشقاق القمر؛ لأن انشقاقه من علامات نُبُوّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ونُبُوَّتُهُ وزَمانُهُ من أشراط اقتراب الساعة، وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنْ كُنْتَ صادقًا فَشُقَّ لنا القَمَرَ فِرْقَتَيْنِ، فقال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنْ فَعَلْتُ ذلك تُؤْمِنُونَ"؟ قالوا: نعم! وكانت ليلةَ بَدْرٍ، فسأل رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ أن يُعْطِيَهُ ما قالوا، فانْشَقَّ القَمَرُ فِرْقَتَيْنِ، ورسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنادِي:"يا فُلَانُ! يا فُلَانُ! اشْهَدُوا"، قال ابن مسعود وحذيفةُ: لقد رأيناه حتى صار نصفه على جَبَلٍ، ونصفه على جَبَلٍ آخرَ، ثم الْتَأمَ بعد ذلك، وعاد كما كان، فلما رَأوْا ذلك أعْرَضُوا عن الإيمان

(2)

.

وذلك قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً} شرط، يعني انشقاق القمر {يُعْرِضُوا} جواب الشرط، يعني: عن التصديق والإيمان بها {وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} ؛ أي: هذا سِحْرٌ قَوِيّ شَدِيدٌ، يَعْلُو كُل سِحْرٍ، مأخوذ من قولهم: اسْتَمَرَّ الشَّيءُ: إذا قَوِيَ

(1)

هذا قول الفراء، ذكره عند إعرابه قوله تعالى:{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} معانِي القرآن 3/ 96، وحكاه أبو عمر الزاهد عن ثعلب في ياقوتة الصراط ص 493، وحكاه الثعلبي عن ابن كيسان في الكشف والبيان 9/ 160، وينظر: زاد المسير 8/ 88، تفسير القرطبي 17/ 126 - 127.

(2)

حادثة انشقاق القمر رواها الإمام أحمد في المسند 1/ 447، 3/ 165، والبخاري في صحيحه 6/ 52 - 53 كتاب تفسير القرآن: سورة {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} ، والحاكم في المستدرك 2/ 471 - 472 كتاب التفسير: سورة القمر، وينظر: جامع البيان 27/ 111، 116، زاد المسير 8/ 87 - 88، تفسير القرطبي 17/ 127.

ص: 228

واسْتَحْكَمَ، واسْتَمَرَّ فلانٌ على أمْرِ كَذا: إذا اسْتَحْكَمَ فِي معرفته ومُمارَسَتِهِ

(1)

.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ} يعني أهل مكة {مِنَ الْأَنْبَاءِ} يعني: من أخبار الأمم الماضية {مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} ؛ أي: نَهْيٌ وعِظةٌ، وهو مصدر بمعنى الازْدِجارِ، يقال: زَجَرْتُهُ وازْدَجَرْتُهُ: إذا نَهَيْتَهُ عن السوء، وهو "مُفْتَعَلٌ" من الزَّجْرِ، وهو الانْتِهارُ، وأصله: مُزْتَجَرٌ، فَقُلِبَت التاءُ دالًا؛ لأن التاء مهموسة والزاي مجهورة، فثَقُلَ الجمع بينهما، فأبدل من التاء ما هو من مخرجها وهو الدال

(2)

.

وقوله: {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} يعني القرآن، أي: هو حكمة بالغة تامّةٌ لمن أخذ بما فيه، وآمن بما فيه، واتبع ما أمر فيه، ووصفها بقوله:"بالِغةٌ"؛ لأن هذه الصفة لكل ما بَلَغَ فِي نهاية الغاية، كما يُقالُ: فُلَانٌ جَيِّدٌ بالِغٌ، أي: قد بَلَغَ في الجَوْدةِ الغايةَ

(3)

.

وقوله: {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)} ؛ أي: لا تُغْنِي عَمَّنْ لا يُؤْمِنُ بها، ويَتَّبِعُ ما أُمِرَ فيها، و"ما" هاهنا يجوز أن تكون نفيًا على معنى: فليست تغني النُّذُرُ، وهو نَذِيرٌ، ويجوز أن تكون استفهامًا، المعنى: بِأيِّ شَيءٍ تُغْنِي النُّذُرُ إذا لَمْ يُؤْمِنُوا بها؟

(4)

، نظيرها في سورة يونس، وهو قوله تعالى:{وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}

(5)

.

(1)

قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة 77/ أ، وينظر: الوسيط للواحدي 4/ 207.

(2)

ينظر: الكتاب 4/ 467 وما بعدها، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 85، إعراب القرآن 4/ 286.

(3)

قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة 77/ ب.

(4)

هذان الوجهان في "ما" قالهما الفراء في معانِي القرآن 3/ 105، وينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 85، إعراب القرآن 4/ 286، الوسيط 4/ 208، تفسير القرطبي 17/ 129.

(5)

يونس من الآية 101.

ص: 229

ثم أمَرَ اللَّهُ تعالى نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بالإعراض عنهم بقوله: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} ؛ أي: فَأعْرِضْ يا محمد عن كفار مكة مما تسمع منهم من الأذى، وهاهنا وقف تام

(1)

، والخبر محذوف، أي: تَرَى ما تَرَى {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} وهو إسرافيل عليه السلام حين يَنْفُخُ النَّفْخةَ الثانيةَ، وهو قائمٌ على صخرة بيت المقدس {إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6)}؛ أي: عظيم فظيع، لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ، فينكرونه استعظامًا له، قال الخليل

(2)

: النُّكُرُ: نعت للأمر الشديد، والنُّكُرُ: الداهية.

قرأ وَرْشٌ وأبو عمرو: "الدّاعِي"

(3)

بياء فِي الوصل فقط، وقرأ الباقون بحذفها في الحالين، وقرأ ابن كثير:"إلى شَيْءٍ نُكْرٍ"

(4)

ساكنةَ الكاف، الباقون بالتحريك

(5)

.

(1)

قاله الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه 5/ 86، ولكن ابن الأنباري جعله وقفًا غير تامٍّ. إيضاح الوقف والابتداء ص 913، وينظر: المكتفى فِي الوقف والابتدا ص 340.

(2)

العين للخليل 5/ 355.

(3)

قرأ ابن جَمّازٍ وإسماعيلُ بن جعفر، ووَرْشٌ عن نافع، وأبو عمرو وأبو جعفر:"الدّاعِي" بياء في الوصل فقط، وقرأ البَزِّيُّ ويعقوب وابن محيصن وحُمَيْدٌ بياءٍ في الوصل والوقف، وقرأ الباقون بغير ياء في الحالين، ينظر: السبعة ص 617، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 298، النشر 2/ 380، الإتحاف 2/ 505، 506.

(4)

وهي قراءة الحسن وشبل أيضًا، ينظر: السبعة ص 617، تفسير القرطبي 17/ 129، البحر المحيط 8/ 173.

(5)

ذكر سيبويه هذا اللفظ في باب التصريف، فقال:"ويكون فُعُلًا فيهما، فالاسم: الطُّنُبُ والعُنُقُ والعُضُدُ والجُمُدُ، والصفة: الجُنُبُ والأُجد ونضد ونكر، قال سبحانه: {إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}. الكتاب 4/ 243 - 244. وذكر الفارسي قول سيبويه، ثم قال: "فقولُ مَنْ قال: "نكر" إنما هو على التخفيف مثل: رُسْلٍ وكتِبٍ وسَبْعٍ، والضمة في تقدير الثبات". الحجة 4/ 11، وقال الأزهري: "هما لغتان: نكر ونكر، والتثقيل أجود الوجهين لتتفق الفواصل بحركتين". معانِي القراءات 3/ 42، وينظر: الصحاح 2/ 837.

ص: 230

قوله: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ (7)} قرأ ابن عباس وأبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف: "خاشِعًا"

(1)

بالألف على الواحد، وهو الاختيار اعتبارًا بقراءة عبد اللَّه وأبِي رَجاءٍ:{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ}

(2)

؛ أي: ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب، وقرأ الباقون:"خُشَّعًا" بغير ألف

(3)

على الجمع، قال الفراء

(4)

وأبو عبيدة

(5)

: إذا تأخرت الأسماءُ عن فِعْلِها فَلَكَ فيها التوحيدُ والجَمْعُ والتأنيثُ والتذكيرُ، ويَجُوزُ فِي أسماء الفاعِلِينَ إذا تقدمتْ على الجماعةِ التوحيدُ والجَمْعُ والتأنيثُ، تقول مِنْ ذلك: مَرَرْتُ بِشُبّانٍ حَسَنٍ أوْجُهُهُمْ، وحِسانٍ

(6)

أوْجُهُهُمْ، وحَسَنةٍ أوْجُهُهُمْ، قال الشاعر:

304 -

وَشَبابٍ حَسَنٍ أوْجُهُهُمْ

مِنْ إيادِ بْنِ نِزارِ بْنِ مَعَدْ

(7)

(1)

وهي قراءة ابن جبير ومجاهد وعاصم الجحدري واليزيدي والحسن والأعمش، ينظر: السبعة ص 617، 618، حجة القراءات ص 688، البحر المحيط 8/ 173، الإتحاف 2/ 506.

(2)

ينظر: مختصر ابن خالويه ص 148، تفسير القرطبي 17/ 129، البحر المحيط 8/ 173.

(3)

في الأصل: "بالألف".

(4)

معانِي القرآن 3/ 105، وهو معنى كلام الفراء، وليس نصه.

(5)

تكلم أبو عبيدة عن هذا عند تناوله لقوله تعالى: {تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} ، فقال: "والعرب إذا بدأت بالأسماء قبل الفعل جعلت أفعالها على العَدَدِ، فهذا المستعمل، وقد يجوز أن يكون الفعل على لفظ الواحد، كأنه مُقَدَّمٌ ومُؤَخَّرٌ، كقولك: وَتَفِيضُ أعْيُنُهُمْ، كما قال الأعْشَى:

فَإنْ تَعْهَدِينِي وَلِي لِمّةٌ

فَإنّ الحَوادِثَ أوْدَى بها

ووجه الكلام أن يقول: أوْدَيْنَ بِها، فلما تُوُسِّعَ للقانية جاز على النَّكْسِ، كَأنه قال: فإنه أوْدَى الحَوادِثُ بِها". مجاز القرآن 1/ 267 - 268.

(6)

في الأصل: "حسنة"، وهو خطأ.

(7)

البيت من الرَّمَلِ، لأبِي دُؤادٍ الإيادِيِّ، ونُسِبَ للحارث بن دَوْسٍ الإيادِيِّ، ويروى:

فِي فُتُوٍّ حَسَنٍ أوجههم =

ص: 231

وقال آخر:

305 -

يَرمِي الفِجاجَ بِها الرُّكْبانُ مُعْتَرِضًا

أعْناقَ بُزَّلِها مُرْخًى لَها الجُدُلُ

(1)

قال الفراء

(2)

: ولو قال: مُعْتَرِضةً أو مُعْتَرِضاتٍ، أو مُرْخاةً أو مُرْخَياتٍ، كان كُلُّ ذلك جائزًا.

فَمَنْ وَحَّدَ فلأنه في معنى الجمع، ومَنْ جَمَعَ فلأنه صفات، والصفات أسماء، ومَنْ أنّثَ فَلِتَأْنِيثِ الجماعةِ، وهو نصب على الحال تقديره: يخرجون من الأجداث خُشَّعًا أبْصارُهُمْ

(3)

، و {أَبْصَارُهُمْ} رفع فاعل، وفِعْلُها الخُشُوعُ، والأجداث: القبور، واحدها جَدَثٌ، {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} متفرق يَنْبَثُّ بَعْضُها

= التخريج: ديوان أبِي دؤاد الإيادي ص 305، معانِي القرآن للفراء 3/ 105، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 86، تهذيب اللغة 1/ 152، معانِي القراءات 3/ 42، العمدة لابن رشيق 2/ 83، الكشف والبيان 9/ 163، المحرر الوجيز 5/ 213، زاد المسير 8/ 91، عين المعانِي ورقة 129/ أ، تفسير القرطبي 17/ 129، غرائب التفسير ص 1163، اللسان: أيد، البحر المحيط 8/ 173، الدر المصون 6/ 223، اللباب فِي علوم الكتاب 18/ 238، التاج: أيد.

(1)

البيت من البسيط للقِطامِيِّ.

اللغة: البُزَّلُ: جمع بازل وهي الناقة، الجُدُلُ: جمع جَدِيلِ وهو الحَبْلُ.

التخريج: ديوانه ص 195، معاني القرآن للفراء 3/ 105، جمهرة أشعار العرب ص 649، الكشف والبيان 9/ 163، عين المعاني ورقة 129/ أ، البحر المحيط 8/ 173، الدر المصون 6/ 223، اللباب في علوم الكتاب 18/ 238.

(2)

معانِي القرآن 3/ 106.

(3)

يعني أن العامل في الحال هو الفعل "يَخْرُجُونَ"، وصاحب الحال هو واو الجماعة فيه، ينظر: مشكل إعراب القرآن 2/ 336، كشف المشكلات 2/ 342، التبيان للعكبري ص 1193، الفريد للهمداني 4/ 393، البحر المحيط 8/ 173.

ص: 232

في بعضٍ، والمعنى: أنهم يخرجون من قبورهم فَزِعِينِ حَيارَى، لا جِهةَ لأحَدٍ منهم فيقصدها، والجَرادُ لا جِهةَ لها، تكون أبَدًا مختلفةً بعضها فِي بعض، والجَرادُ جمع جَرادةٍ، وهو مُذَكَّرٌ، قاله صاحب الضياء

(1)

، وَذَكَّرَ المُنْتَشِرَ على لفظ الجَرادِ، ونظيرها:{كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ}

(2)

.

قوله: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} يعني: مُقْبِلِينَ مُسْرعِينَ إلَى صَوْتِ إسرافيل إذا دَعاهُمْ من قبورهم {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)} لا يقومون مَقامًا، ولا يَخْرُجُونَ مَخْرَجًا، إلّا عَسُرَ عليهم في كل مَوْطِنٍ شَرُّهُ، ويقال: المُهْطِعُ: الذّاهِلُ العَقْلِ

(3)

، وهو نصب على الحال، قرأ نافع وأبو عمرو:"الدّاعِي" بياء في الوصل، وقرأ ابن كثير بِياءٍ في الحالين، وقرأ الباقون بغير ياء في الحالين

(4)

.

قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ} ؛ أي: هو مجنون {وَازْدُجِرَ (9)} زَجَرُوهُ عن دعوته بالشتم والضرب والوعيد {فَدَعَا} نوحٌ عليه السلام {رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)} ؛ أي: فَخُذْ لِي بِحَقِّي، وانْتَقِمْ لِي مِمَّن كَذَّبَنِي، وذلك أنه كان يُضْرَبُ فِي كل يوم مرتين حتى يُغْشَى عليه، فإذا أفاقَ قال: اللَّهُمَّ اهْدِ قومي فإنهم لا يعلمون

(5)

، قرأ العامة:{أَنِّي مَغْلُوبٌ}

(1)

يعني ضياء الحلوم، انظر: شمس العلوم 2/ 1050.

(2)

القارعة 4.

(3)

ذكره النقاش في شفاء الصدور ورقة 78/ أ.

(4)

قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر وَوَرْشٌ وابن جَمّازٍ وقالُونُ: "الدّاعِي" بياء في الوصل، وقرأ ابن كثير في رواية أخرى، ويعقوبُ وابنُ محيصن بياء في الحالين، وقرأ الباقون بغير ياء في الحالين، ينظر: السبعة ص 617، النشر 2/ 380، الإتحاف 2/ 506.

(5)

قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة 78/ ب.

ص: 233

بالفتح يعني: بِأنِّي، وقرأ بعض القراء:"إنِّي" بالكسر

(1)

؛ لأن الدعاء قول فِي المعنى.

قوله: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11)} يعني: مُنْصَبًّا كثيرًا شديدَ الانْصِبابِ، لا ينقطع أربعين يومًا، يقال: هَمَرْتُ الماءَ فانْهَمَرَ؛ أي: فانْصَبَّ، ويقال: هَمَرَ الرَّجُلُ: إذا أكْثَرَ من الكلام وأسْرَعَ

(2)

، ويقال: المُنْهَمِرُ: الماء السائل، قرأ ابن عامر:{فَفَتَّحْنا} بالتشديد

(3)

، وقرأ الباقون بالتخفيف.

{وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} جمع عَيْنٍ، يعني يوم الطُّوفانِ، وذلك أن اللَّه أرسل من السماء ماءً كأفواه القِرَبِ في أربعين يومًا وأربعين ليلة، وانفتحت الأرض بعيونٍ من الماء حتى اجتمع الماءان، وهو قوله تعالى:{فَالْتَقَى الْمَاءُ} ماء الأرض وماء السماء {عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)} ؛ أي: قُضِيَ عليهم في أُمِّ الكتاب،

(1)

هذه قراءة ابن أبِي إسحاق وعيسى بن عمر والأعمش وزيد بن عَلِيٍّ، ورُوِيتْ عن عاصم، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 148، البحر المحيط 8/ 175، قال سيبويه:"وقال تعالى: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ}، وقال: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ}، إنما أراد: بِأنِّي مغلوب وبِأنِّي لكم نذير مبين، ولكنه حذف الباءَ". الكتاب 3/ 127، ثم قال سيبويه:"وكان عيسى يقرأ هذا الحرف: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ}، أراد أن يحكي كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ} كأنه قال، واللَّه اعلم: قالوا: ما نعبدهم". الكتاب 3/ 143، وينظر أيضًا: معاني القرآن وإعرابه 5/ 87، الأصول 1/ 262، 263، إعراب القرآن 4/ 288.

(2)

قاله ابن قتيبة والنقاش، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 431، شفاء الصدور ورقة 78/ ب، 79/ أ، وينظر: غريب القرآن للسجستانِي ص 150، اللسان: همر.

(3)

قرأ بالتشديد أيضًا: ابنُ عامر وأبو جعفر ورَوْحٌ، ورُويَسٌ من طريق النحاس، وابنُ وَرْدانَ وابنُ جَمّازٍ والأعرجُ ويعقوبُ، ينظر: السبعة ص 618، البحر المحيط 8/ 175، النشر 2/ 258، الإتحاف 2/ 506.

ص: 234

وعُيُونٌ جمع عَيْنٍ فِي أكثر العدد، وقرأ الكوفيون بكسر العين

(1)

، والأصل الضَّمُّ فأبدل من الضمة كسرة استثقالًا للجمع بين ضمةٍ وياءٍ

(2)

.

ونصب {عُيُونًا} على التفسير، إذْ ليس كل الأرض عيونًا، فيكون كقوله:{بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا}

(3)

، وقيل: هو نصب على الحال؛ أي: ذاتَ عُيُونٍ، وقيل: هو مفعول {فَجَّرْنَا}

(4)

، وإنما قال:{الْمَاءُ} ، ولَمْ يقل: الماءانِ على هذه القراءة، والالتقاء لا يكون من واحد، وإنما يكون من اثنين فصاعدًا؛ لأن الماء يكون جمعًا وواحدًا

(5)

، وقرأ عاصم الجَحْدَرِيُّ:{فَالْتَقَى الماءانِ} ، وقرأ الحسن:{فَالْتَقَى الماوانِ}

(6)

، جعل أحد الألفين واوًا.

(1)

قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وابن ذكوان، وأبو بكر عن عاصم:"عِيُونًا" بكسر العين، ينظر: النشر 2/ 226، الإتحاف 2/ 506.

(2)

من أول قوله: "وعيون جمع عين في أكثر العدد" قاله النحاس في إعراب القرآن 4/ 288، وقد قال الزجاج:"وقد رُوِيتْ: "عِيُونًا"، وهي رديئة في العربية". معانِي القرآن وإعرابه 5/ 87.

(3)

الكهف 103.

(4)

وأشهر هذه الأوجه نصبُهُ على التمييز، وإن كان بعض النحويين يمنع التمييز المنقول من المفعول، ومن منع ذلك نصب {عُيُونًا} على الحال بتقدير مضاف؛ أي: ذاتَ عُيُونٍ، فتكون حالًا مقدرة، ومن جعله مفعولًا لـ {فَجَّرْنَا} نصب الأرض على نزع الخافض؛ أي: وَفَجَّرْنا من الأرض عيونًا، ويجوز أن يكون {فَجَّرْنَا} متعديًا إلى مفعولين بتضمينه معنى صَيَّرْنا، فتكون الأرض مفعولًا أوَّلَ، و {عُيُونًا} مفعولًا ثانيًا. ينظر: كشف المشكلات 2/ 342، الفريد 4/ 394، ارتشاف الضرب ص 1623، البحر المحيط 8/ 175، الدر المصون 6/ 226، اللباب في علوم الكتاب 18/ 247.

(5)

يعني أن الماء اسم جنس، وهذا قول الفراء والزجاج والنحاس، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 106، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 87، إعراب القرآن 4/ 288، وينظر أيضًا: شفاء الصدور ورقة 79/ أ، عين المعانِي ورقة 129/ أ، تفسير القرطبي 17/ 132.

(6)

قرأ عَلِي بنُ أبِي طالب والحسن والجَحْدَرِيُّ ومحمد بن كعب: "الماءانِ"، وقرأ الحسن: =

ص: 235

قوله: {وَحَمَلْنَاهُ} يعني نوحًا {عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ} يعني صَفائِحَ السفينة، أي: على سفينةٍ ذاتِ ألواح، وهي خُشْبانُها العَرِيضةُ التي منها جُمِّعَتْ {وَدُسُرٍ (13)} يعني المسامير التي تُشدُّ بها الألواحُ، واحدها دِسارٌ ودَسِيرٌ، دَسَرْتُ السفينةَ: إذا شَدَدْتَها بالمسامير، وكل شيء إذا دَخَلَ فِي شيء بشِدّةٍ فهو الدَّسْرُ

(1)

، وقيل

(2)

: الدُّسُرُ: حِبالُ اللِّيفِ.

قوله: {تَجْرِي} يعني السفينة {بِأَعْيُنِنَا} بنَظَرٍ ومَرْأًى مِنّا، وقيل: بحِفْظِنا، ومنه قول الناس لِلْمُوَدَّعِ: عَيْنُ اللَّهِ عليك أي: حِفْظُهُ {جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14)} يعني: فَعَلْنا ذلك ثَوابًا لِنُوحٍ عليه السلام، فأنجيناه ومَنْ آمَنَ به، وأغرقنا من جَحَدَ أمْرَهُ وكَفَرَ به، وما نَجا من الكفار غيْرُ عُوجِ بن عُنُقٍ

(3)

، كان الماء إلى مِنْخَرَيْهِ

(4)

، ونصب "جَزاءً" على المصدر

(5)

.

= "الماوانِ"، ورُوِيَ عنه أيضًا:"المايانِ" بقلب الهمزة ياء. ينظر: مختصر ابن خالويه ص 148، تفسير القرطبي 17/ 132، البحر المحيط 8/ 175.

(1)

قاله ابن عباس وابن زيد وقتادة وابن جبير وأبو عبيدة وابن قتيبة والزجاج وغيرهم، ينظر: مجاز القرآن 2/ 240، غريب القرآن لابن قتيبة ص 432، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 87، 88، زاد المسير 8/ 93، تفسير القرطبي 17/ 132.

(2)

قاله الليث، ينظر: تهذيب اللغة 12/ 355، شفاء الصدور 79/ أ، الصحاح 2/ 657، تفسير القرطبي 17/ 133.

(3)

قال الفيروزآبادي: "وعُوقٌ كنوح والدُ عُوج الطويل، ومن قال: عوجُ بنُ عنق فقد أخطأ". القاموس المحيط: عنق، عوق، وَرَدَّهُ الزَّبِيدِيُّ بقوله:"هذا الذي خَطَّأهُ [يعني الفَيْرُوزآبادِيَّ] هو المشهور على الألسنة، قال شيخنا: وزعم قوم أن عنق هي أم عوج وعوق أبوه، فلا خطأ ولا غلط". التاج: عوق.

(4)

قاله السجاوندي في عين المعانِي ورقة 129/ أ، ولكن هذا القول غير صحيح، فإن عُوجًا هذا غرق فيمن غرق، ينظر: البداية والنهاية 1/ 114.

(5)

أي: جزيناهم جزاء، فهو مصدر مؤكد لفعله المحذوف، وهذا قول النحاس في إعراب القرآن 4/ 289، ويجوز أن يكون "جزاء" مفعولًا له؛ أي: فعلنا ذلك جزاءً للمكفور، =

ص: 236

قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا} يعني السفينة {آيَةً} ؛ أي: عِبْرةً وعِظةً {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15)} ؛ أي: مُتَّعِظٍ، والأصل عند سيبويه

(1)

: مُذْتَكِرٌ، فاجتمعت الذال، وهي مجهورة أصلية، والتاءُ وهي مهموسة زائدة، فأبدلوا من التاء حرفًا مجهورًا من مخرجها، فصار: مُذْدَكِرٌ، فأدغمت الدال فصار: مُدَّكِرٌ.

قوله: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)} استفهام عن تلك الحالة، ومعناه التعظيم لذلك العذاب، وفيه تخويفٌ لِمُشْرِكِي مَكّةَ، وقوله:"نُذُرِ"؛ أي: إنذاري، قرأ وَرْشٌ:"نُذُرِي" بياء فِي الوصل حيث وقع فقط، وقرأ الباقون بحذفها في الحالين

(2)

، قال الفراء

(3)

: النُّذُرُ والإنْذارُ مصدران.

تقول العرب: أنْذَرْتُ إنْذارًا ونُذُرًا، كقوله: أنْفَقْتُ إنْفاقًا ونَفَقةً، وأيْقَنْتُ إيقانًا ويَقِينًا، و"كَيْفَ" في موضع نصب على خبر "كان"، إلا أنها مبنية لأن فيها معنى الاستفهام، وفُتِحَتْ لالتقاء الساكنين

(4)

.

قوله: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} يعني: للحفظ والقراءة، قال سعيد ابن جُبَيْرٍ

(5)

: ليس مِنْ كُتُبِ اللَّه كتابٌ يُقْرَأُ كُلُّهُ ظاهرًا إلا القرآن {فَهَلْ مِنْ

= وهو نوح عليه السلام، وهذا قول الزمخشري في الكشاف 4/ 38، وينظر: التبيان للعكبري ص 1194، الفريد 4/ 395.

(1)

الكتاب 4/ 469 - 470.

(2)

قرأ وَرْشٌ عن نافع: "وَنُذُرِي" بياء في الوصل فقط، وقرأ يعقوب بياء في الوصل والوقف، وقرأ الباقون بغير ياء في الحالين، ينظر: السبعة ص 618، النشر 2/ 380، الإتحاف 2/ 506.

(3)

قال الفراء: "النُّذُرُ هاهنا مصدر معناه: فكيف كان إنْذارِي". معانِي القرآن 3/ 107.

(4)

قاله الأزهري في التهذيب 10/ 392، وقال الجوهوي:"كَيْفَ: اسم مبهم غير متمكن، وإنما حُرِّكَ آخِرُهُ لالتقاء الساكنين، وبُنِيَ على الفتح دون الكسر لمكان الياء". الصحاح 3/ 1425.

(5)

ينظر قوله في شفاء الصدور ورقة 79/ ب، الكشف والبيان 9/ 165، الوسيط 4/ 209، المحرر الوجيز 5/ 215، عين المعانِي ورقة 129/ أ.

ص: 237

مُدَّكِرٍ (17)} يعني: مِنْ ذاكِرٍ يَذْكُرُهُ، وقارِع يَقْرَؤُهُ، ومعناه الحَثُّ على قراءة القرآن ودَرْسِهِ وتَعَلُّمِهِ.

قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ} يعني: على قوم هود {رِيحًا صَرْصَرًا} وهي الدَّبُورُ، والصَّرْصَرُ: الرِّيحُ الشدِيدةُ البارِدةُ

(1)

، قيل

(2)

: كانت الريح تَمُرُّ على الرّاعِي فتحمله مع غَنَمِهِ، وتَمُرُّ على العَرُوسِ وهي في خِدْرِها فتحملها {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19)} دائِمِ الشُّؤْمِ، اسْتَمَرَّ عليهم بِنُحُوسِهِ، قيل

(3)

: كان فِي يوم الأربعاء آخرَ الشهر، وكان القمر منحوسًا بِزُحَلَ، واستمرت الريح لا تَفْتُرُ عنهم سَبْعَ لَيالٍ وثَمانِيةَ أيّامٍ حُسُومًا دائمةً {تَنْزِعُ النَّاسَ} يعني الريحُ، تَنْزِعُ أرْواحَ الناس؛ أي: تقطعها عن أجسامها فَتَصْرَعُهُمْ.

ثم شَبَّهَهُمْ فقال: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20)} شَبَّهَهُمْ بالنخل لِطُولِهِمْ، يقال: قَعَرَتْهُ الرِّيحُ: إذا ألْقَتْهُ على الأرض، وانْقَعَرَتِ النَّخْلةُ من أصلها: إذا سَقَطَتْ

(4)

، وقوله:"مُنْقَعِرٍ"؛ لأن النخل يُؤَنَّثُ ويُذَكَّرُ، يقال: هذا نَخْلٌ، وهَذِهِ نَخْلٌ، فـ {مُنْقَعِرٍ} على لغة من قال: هذا نَخْلٌ، ومن قال: هذه نَخْلٌ فدليله قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}

(5)

، وأعْجازٌ جمع عَجُزٍ، وهو مُؤَخَّرُ الشَّيْءِ.

(1)

قاله الزجاج وابن قتيبة، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 432، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 88، وهو قول قتادة والضحاك أيضًا، ينظر: تهذيب اللغة 12/ 106، غريب القرآن للسجستانِي ص 150، تفسير القرطبي 17/ 135.

(2)

ينظر: شفاء الصدور ورقة 80/ أ.

(3)

قاله جعفر بن محمد، ينظر: شفاء الصدور ورقة 80/ أ.

(4)

قاله ابن السكيت فِي إصلاح المنطق ص 247، وينظر: شفاء الصدور ورقة 80/ أ، تهذيب اللغة 1/ 228، اللسان: قعر.

(5)

الحاقة 7، وتأنيث النسخل لغة أهل الحجاز كما ذكر الفراء في المذكر والمؤنث =

ص: 238

قوله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23)} يعني: بالرسل، وهم قوم صالح، وأراد بالإنذار: الذي جاءهم به صالح، ولَمْ يصرف "ثَمُودُ" لأنه اسم للقبيلة، ويجوز صرفه على أنه اسم للحي {فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ}؛ أي: هذا آدَمِيٌّ مِثْلُنا، وهو واحد، فلا نكون له تَبَعًا {إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24)}؛ أي: خَطَأٍ وشَقاءٍ وغَباءٍ وشِدّةِ عَذابٍ بما يلزمنا من طاعته، ونصب {أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا} على تفسير ما بعده

(1)

، وتقديره: أنتَّبِعُ بَشَرًا نتَّبِعُهُ، أنكروا أن يكون الوحي إليه.

ثم قالوا: {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا} استفهامُ إنكارٍ؛ أي: كيف خُصَّ من بيننا بالنبوة والوحي؟ {بَلْ هُوَ كَذَّابٌ} فيما يقول {أَشِرٌ (25)} ؛ أي: بَطِرٌ مُتَكَبِّرٌ يريد أن يَتَعَظَّمَ علينا بالنبوة، فقال اللَّه تعالى:{سَيَعْلَمُونَ غَدًا} يعني: يوم القيامة، حين يَنْزِلُ بهم العذابُ {مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26)} .

قوله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ} ؛ أي: باعِثُوها ومُخْرِجُوها من الصخرة التي سألوا {فِتْنَةً لَهُمْ} ؛ أي: مِحْنةً واختبارًا لقوم صالح، وهو منصوب على المصدر

(2)

، وقيل

(3)

: على المفعول من أجله {فَارْتَقِبْهُمْ} ؛ أي: فانْتَظِرْ ما هم

= ص 90، وينظر أيضًا: المذكر والمؤنث للسجستانِيِّ ص 83، المقتضب 3/ 346، المذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/ 124، المذكر والمؤنث لابن التستري ص 106، شفاء الصدور ورقة 80/ أ.

(1)

يعني أنه منصوب على الاشتغال. ينظر: إعراب القرآن 4/ 293، الفريد للهمداني 4/ 396، الدر المصون 6/ 229.

(2)

على معنى: فَتَنّاهُمْ بذلك فتنةً، وهو قول حكاه النحاس بغير عزو في إعراب القرآن 4/ 294.

(3)

قاله الزجاج ومَكِّيٌّ، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 89، مشكل إعراب القرآن 2/ 339، وينظر أيضًا: الفريد للمنتجب الهمدانِيِّ 4/ 398.

ص: 239

صانعون {وَاصْطَبِرْ (27)} على ما يُصِيبُكَ]

(1)

من الأذى، و"اصْطَبِرْ": افْتَعِلْ من الصَّبْرِ، وأصل الطاء فيه تاء، فَحُوِّلَتْ طاءً لأجل الصاد.

قوله: {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} يعني: بَيْنَ ثَمُودَ وبَيْنَ الناقةِ، يَوْمٌ لها ويَوْمٌ لهم، وإنما قال:"بَيْنَهُمْ"؛ لأن العرب إذا أخبرت عن بني آدم وعن البهائم غَلَّبُوا بني آدم على البهائم

(2)

، وقوله:{كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28)} يعني: إذا كان يومُ الناقة حَضرَتْ شِرْبَها، وإذا كان يَوْمُهُمْ حَضَرُوا شِرْبَهُمْ، والشِّرْبُ: النَّصِيبُ، وحُضِرَ واحْتُضِرَ واحد.

قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ} يعني: على قوم صالح {صَيْحَةً وَاحِدَةً} صاحَ بهم جبريلُ عليه السلام صَيْحةً، فَخَمَدُوا جميعًا {فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)} الهَشِيمُ: حُطامُ الشَّجَرِ والبَقْلِ، شَبَّهَهُمْ بالشيء الذي قد بَلِيَ وتَغَيَّرَ. والمُحْتَظِرُ -بكسر الظاء-: الرَّجُلُ الذي يَتَّخِذُ الحَظِيرةَ لإبلِهِ أو غَنَمِهِ من البَرْدِ

(3)

، ويقال: احْتَظَرَ على غَنَمِهِ: إذا جَمَعَ الشَّجَرَ، ووَضَعَ بَعْضَهاَ فَوْقَ بَعْضٍ، وهو كُلُّ شَيءٍ كان رَطْبًا فَيَبسَ

(4)

، وقيل

(5)

: المُحْتَظَرُ: هو الشَّوْكُ الذي تَحْظُرُ به العَرَبُ حَوْلَ مَواشِيها من السباع، والمعنى: أنهم بادُوا وهَلَكُوا، فصاروا كَيابِسِ الشَّجَرِ إذا تَحَطَّمَ.

(1)

ما بين المعقوفتين زيادة من زاد المسير 8/ 97.

(2)

قال الفراء: "لأن الناس إذا خالَطَهُمْ شَيْءٌ من البهائم صار فِعْلُهُمْ كَفِعْلِ الناس كما قال: "وَنَبِّئْهُمْ أنّ الْماءَ قِسْمةٌ بينَهُمْ"، فصارت الناقة بِمَنْزِلةِ الناس". معانِي القرآن 3/ 112، وينظر: الكشف والبيان 9/ 168، تفسير القرطبي 17/ 140.

(3)

قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة 81/ أ.

(4)

قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة 81/ أ، وحكاه ابن الجوزي عن ابن عباس في زاد المسير 8/ 98، وينظر: تفسير القرطبي 17/ 98، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص 150، الوسيط 4/ 211.

(5)

قاله ابن عباس والضحاك وابن زيد، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 434، جامع =

ص: 240

قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33)} يعني الرسل {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا} يعني: رِيحًا تَرْضَخُهُمْ بالحَصْباءِ، وهي الحَصَى، والحاصِبُ والحَصَبُ والحَصْباءُ هي الحَجَرُ الذي دُونَ مِلْءِ الكَفِّ، والمُحَصَّبُ: الموضع الذي تُرْمَى فيه الحِجارةُ

(1)

.

ثم استثنى فقال: {إِلَّا آلَ لُوطٍ} يعني لوطا وابنتيه {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34)} يريد: من ذلك العذاب الذي أصاب قومه {نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} قال الأخفش

(2)

: إنما أجرى قوله: "بسَحَرٍ" لأنه نَكِرةٌ، ومجازه: بِسَحَرٍ من الأسْحارِ، ولو أراد سَحَرَ يَوْمٍ بعينه لقالَ:"بِسَحَرَ" غير مُجْرًى.

ونصب "نِعْمةً" على تقدير: جعلنا ذلك نعمةً من عندنا عليهم، وقيل

(3)

: هو مفعول له؛ أي: للإنعام عليهم، وقيل

(4)

: هو نصب على المصدر، ويجوز الرفع بمعنى: تلك نعمةٌ من عندنا

(5)

، {كَذَلِكَ}؛ أي: كما أنعمنا عليهم {نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35)} قال مقاتل: مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ لَمْ يُعَذَّبْ مع المشركين.

= البيان 27/ 136 - 137، إعراب القرآن 4/ 295، شفاء الصدور ورقة 81/ أ، الكشف والبيان 9/ 168.

(1)

ينظر: تهذيب اللغة 4/ 260، 261، الصحاح 1/ 112.

(2)

لَمْ أقف على قوله في معانِي القرآن، وإنما ذكره الثعلبي في الكشف والبيان 9/ 169، وينظر: تفسير القرطبي 17/ 143.

(3)

قاله الزجاج والنحاس وغيرهما، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 90، إعراب القرآن 4/ 297، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن 2/ 340، الفريد للهمداني 4/ 399.

(4)

قاله ابن عطية في المحرر الوجيز 5/ 219، وينظر: التبيان للعكبري ص 1195، البحر 8/ 180.

(5)

هذا في غير القرآن، قال الزجاج:"ولو قُرِئَتْ: "نِعْمةٌ مِنْ عِنْدِنا" كان وجهًا، ويكون المعنى: تِلْكَ نِعْمة مِنْ عِنْدِنا. . . ولكني لا أعلم أحدًا قرأ بها، فلا تَقْرَأنّ بها إلّا أن تَثْبُتَ روايةٌ صحيحةٌ". معانِي القرآن وإعرابه 5/ 90 - 91، وينظر: إعراب القرآن 4/ 297.

ص: 241

قوله: {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ} يعني لوطًا، أنذر قومه {بَطْشَتَنَا}؛ أي: أخْذَنا إيّاهُمْ بالعذاب {فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36)} ؛ أي: شَكُّوا بالإنذار، ولَمْ يُصدِّقُوا، ونصب "بَطْشَتَنا" بنَزْعِ الصفة، تقديره: ببَطْشَتِنا {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ} طلبوا أن يُسْلِمَ إليهم أضْيَافَهُ {فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} وهو أن جبريل عليه السلام صَفَقَ عليهم بِجَناحَيْهِ فَأذْهَبَها، والقصة مذكورة في سورة هود

(1)

.

وتَمَّ الكلامُ ثم قال: {فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37)} ؛ أي: وما أنْذَرَكُمْ به لوطٌ من العذاب، سُمِّيَ العذابُ باسم الإنذار.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً} يعني: أتاهم العذاب صباحًا {عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38)} يعني: استقر بقوم لوط عذاب اللَّه، ونصب {بُكْرَةً} على الظرف أي: في وقت الصبح.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41)} يجوز أن يكون جمع نَذِيرٍ وهي الآيات، وذلك قوله:{كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا} يعني الآيات التي أنذرهم بها موسى {فَأَخَذْنَاهُمْ} يريد: بالعذاب {أَخْذَ عَزِيزٍ} ؛ أي: غالب في انتقامه {مُقْتَدِرٍ (42)} قادر على هلاكهم، ونصب "أخْذَ" على المصدر.

ثم خَوَّفَ كُفّارَ مكة، فقال تعالى:{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ} هذه إشارة إلى قوم فرعون، والخطاب لكفار قريش، وهذا استفهام معناه الإنكار، وقيل: هو إشارة إلى مَنْ مَضَى من الأمم الخالية، والمعنى: ليسوا بأقوى ولا أشَدَّ من قوم نوح وعاد وثمود، وقد أهلكناهم {أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)} يعني الكتب التي أنزلها اللَّه، بأنكم لا تُعَذَّبُونَ، والمعنى: ألَكُمْ بَراءةٌ من العذاب في الكتب أنه لن يصيبكم ما أصاب الأمم الخالية.

(1)

وهي في القسم المفقود من هذا الكتاب.

ص: 242

قوله: {أَمْ يَقُولُونَ} يعني كفار مكة {نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44)} ؛ أي: جماعة لا تُرامُ ولا تُضامُ، ننتصر على أعدائنا، و"نَحْنُ" مبتدأ، و"جَمِيعٌ" توكيد، و"مُنْتَصِرٌ" خبره

(1)

، والمعنى: نَحْنُ يَدٌ واحدةٌ على مَنْ خالَفَنا، وكان حقه: مُنْتَصِرُونَ، فَتَبِعَ رُؤُوسَ الآيِ، وَوُحِّدَ في اللفظ وإن كان اسْمًا للجماعة كالرَّهْطِ والجيش

(2)

.

قوله: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} يعني جَمْعَ كُفّارِ مكة {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)} يعني: ينهزمون، فَيُوَلُّونَكُمْ أدْبارَهُمْ، وكان ذلك يَوْمَ بَدْرٍ، وإنما وَحَّدَ الدُّبُرَ ولَمْ يقل: الأدْبار لأجل رُؤُوسِ الآيِ أيضًا، كما يقال: ضَرَبْنا منهم الرُّؤوسَ، وضَرَبْنا منهم الرَّأْسَ، إذْ كان الواحد يُؤَدِّي عن معنى الجميع

(3)

.

ثم قال: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ} يعني أن موعدهم الجَمْعُ للعذاب يوم القيامة {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى} أعظم فِي الضرر وأفظع، مأخوذ من الدهاء، وهو النُّكْرُ والفظاعة {وَأَمَرُّ (46)} أشَدُّ مَرارةً من القَتْلِ والأسْرِ فِي الدنيا.

قوله: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ} يريد القَدَرِيّةَ {فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} نارٍ مُسَعَّرةٍ،

(1)

"جَمِيعٌ" هنا ليس توكيدًا، وإنما هو خبر المبتدأ، وهو بمعنى مُجْتَمِعُونَ، قال ابن منظور: "وقول أُمَيّةَ الهُذَلِيِّ:

أُولَئِكَ آبائِي، وَهُمْ لِيَ ناصِرٌ

وَهُمْ لَكَ إنْ صانَعْتَ ذا مَعْقِلُ

أراد: جَمْعٌ ناصِرٌ كقوله تعالى: {نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ} . اللسان: نصر، وقال الرازي:"والجميع: الجيش، والجميع: الحَيٌّ المجتمع، قلتُ: ومن أحدهما قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ} ". مختار الصحاح: جمع.

(2)

قال النحاس: " {نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ} على اللفظ، ولو كان على المعنى قيل: منتصرون". إعراب القرآن 4/ 299، وينظر: الكشف والبيان 9/ 169، الوسيط 4/ 213.

(3)

قاله الفراء في معاني القرآن 3/ 110، وينظر: التهذيب 14/ 110 - 111، الكشف والبيان 9/ 170، زاد المسير 8/ 100.

ص: 243