الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الطلاق
مدنية
وهي ألف وستون حرفًا، ومائتان وتسع وأربعون كلمةً، واثنتا عشرة آيةً.
باب ما جاء فِي فضل قراءتها
عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} مات فِي سُنّةِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم"
(1)
.
ورُوِيَ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ سورة الطلاق حُجِزَتْ عنه الضَّلَالةُ والرَّدَى، ووُفِّقَ لِلصَّلاحِ والهُدَى"
(2)
.
باب ما جاء فيها من الإعراب
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} نادَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ خاطَبَ أُمَّتَهُ؛ لأنه السَّيِّدُ المُقَدَّمُ، فإذا نُودِيَ وخُوطِبَ خِطابَ الجَمْعِ كانت أُمَّتُهُ داخلةً
(1)
ينظر: الكشف والبيان 9/ 331، الوسيط 4/ 310، الكشاف 4/ 124، مجمع البيان 10/ 36، عين المعانِي ورقة 135/ أ.
(2)
لَمْ أعثر له على تخريج.
في ذلك الخطاب كدخول الرعايا في خطاب الرئيس، وهذه السورة تسمى سورة النساء القُصْرَى، ومعنى الآية: إذا أرَدْتُمْ تَطْلِيقَهُنَّ، كقوله تعالى:{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ}
(1)
، {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}
(2)
.
وقوله: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ (1)} ؛ أي: في عِدَّتِهِنَّ، اللام هاهنا في موضع "في"، وتُسَمَّى لامَ التوقيت
(3)
، والمعنى: فَطَلِّقُوهُنَّ في حالِ وَقْتِ العِدّةِ، وهو زمان الطهر، وتقول: آتِيكَ لِشَهْرِ رَمَضانَ أي: في شهر رمضان أوَّلَهُ أو أوْسَطَهُ أو آخِرَهُ، وإذا لَمْ يكن الوقت فَسِيحًا كان اللام بمعنى "عِنْدَ" نحو: آتِيكَ لِغُرُوبِ الشمس
(4)
.
نزلت هذه الآية في عبد اللَّه بن عُمَرَ
(5)
لَمّا طَلَّقَ امرأته حائِضًا، فَأمَرَ اللَّهُ تعالى الزَّوْجَ أن يطلق امرأتَهُ -إذا شاءَ الطلاقَ- في طُهْرِها، وهو قوله:{لِعِدَّتِهِنَّ} ؛ أي: لِزَمانِ عِدَّتِهِنَّ، وهو أن يطلقها طاهرا من غير جماع.
(1)
المائدة 6.
(2)
النحل 98، وهذا قول الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه 5/ 183.
(3)
قاله الجرجانِي كما ذكر القرطبي في تفسيره 18/ 152، وهذه هي اللام المسماة باللام الظرفية، وينظر: الفريد 4/ 482، الجنى الدانِي ص 99، مغني اللبيب ص 141، 280، 281، 342.
(4)
يرى ابن جني أن اللام هنا بمعنى "عِنْدَ"، فقد قال:{فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} ؛ أي: عند عِدَّتِهِنَّ، ومثله قوله تعالى:{لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} . المحتسب 2/ 323، وبه قال العكبريُّ في التبيان ص 1227، وينظر: الفريد للمنتجب الهمدانِي 4/ 481، 482، البحر المحيط 8/ 277.
(5)
ينظر: الكشف والبيان 9/ 333، أسباب النزول ص 289، الوسيط 4/ 310، لباب النقول ص 198.