الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَجَثا وَجَذا -بالثاء والذال- لغتان
(1)
، والمعنى أن كل أمة تَجْثُو على الرُّكَبِ عند الحساب، حتى تَجِيءَ بين يدي الحاكم لانتصار القضاء، ونصب {جَاثِيَةً} على الحال.
فصل
رُوِيَ عن سَلْمانَ الفارِسِيِّ رضي الله عنه أنه قال: "إن في القيامة ساعةً هي عَشْرُ سِنِينَ، يَخِرُّ الناسُ على رُكَبِهِمْ جُثاةً، حتى إبراهيمُ عليه السلام يُنادِي: نفسي نفسي، لا أسألك إلّا نفسي"
(2)
.
قوله: {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} ؛ أي: إلى ما كُتِبَ عليها من خير وشر، وهو رفع على الابتداء، وأجاز الكسائي:{كُلَّ أُمَّةٍ} بالنصب
(3)
على التكرير على {كُلَّ} الأولى {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ} ؛ أي: ويقال لهم: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا
(1)
قال أحمد بن يحيى: الجُذُوُّ: على أطراف الأصابع، والجُثُوُّ: على الرُّكَبِ، وقال ابن الأعرابِيِّ: الجاذِي: على قدميه، والجاثي: على رُكْبَتَيْهِ، وأما الفراء فإنه جعلهما بمعنى واحد، وقال أبو عمرو: جَذا وجَثا لغتان، والأصمعي على أنهما بمعنًى واحد، وأن الذال بدل من الثاء. ينظر: الإبدال لابن السكيت ص 108، شفاء الصدور ورقة 12/ ب، التهذيب 11/ 166، 167، الصحاح 6/ 2300، وقال ابن جني:"وأما قولهم: جَذَوْتُ وجَثَوْتُ: إذا قُمْتَ على أطراف أصابعك. . . فليس أحد الحرفين بدلًا من صاحبه، بل هما لغتان". سر صناعة الإعراب ص 189 - 190.
(2)
ينظر: الكشف والبيان 8/ 366، الوسيط 4/ 100، عين المعانِي ورقة 121/ ب، تفسير القرطبي 16/ 174.
(3)
قول الكسائي في إعراب القرآن للنحاس 4/ 150، والتكرير يعني البدل، وقد قرأ بالنصب يعقوب الحضرمي والأعرج، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 139، المحتسب 2/ 262، عين المعانِي ورقة 121/ ب، تفسير القرطبي 16/ 175.