الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)} الرُّطَبُ والرُّمّانُ من الفواكه، ولكنه ثَنَّى ذِكْرَهُما تَخْصِيصًا وتفضيلًا لهما، كقوله تعالى {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ}
(1)
، فذكر الملائكة، ثم أعادَ ذِكْرَ جبريلَ ومِيكالَ تخصيصًا وتفضيلًا لهما
(2)
.
قوله تعالى: {فِيهِنَّ} يعني: في الجِنانِ الأرْبَعِ {خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70)} نعت "خَيْراتٌ" يعني: حِسانُ الوُجُوهِ والأخْلَاقِ، وأراد: خَيِّراتٌ فخفف، قرأه العامة بالتخفيف، وقرأ أبو رجاء العُطارِدِيُّ بالتشديد
(3)
، وهما لغتان مثل هَيْنٍ وهَيِّنٍ، ولَيْنٍ ولَيِّنٍ.
فصل
عن أُمِّ سلَمةَ رضي الله عنها قالت: قلتُ: يا رسول اللَّه! أخْبِرْنِي عن قوله تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} ، قال:"خَيْراتُ الأخْلَاقِ حِسانُ الوُجُوهِ"
(4)
.
(1)
البقرة 98.
(2)
قاله الفراء وابن قتيبة، وحكاه الزجاج عن يونس بن حبيب، وحكاه النقاش عن الحسن البصري، وحكاه الأزهري عن الليث، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 119، تأويل مشكل القرآن ص 240، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 103، شفاء الصدور ورقة 90/ ب، التهذيب: فكه 6/ 25، رمن 15/ 216، الوسيط 4/ 228.
(3)
قرأ أبو رجاء العُطارِدِيُّ وابن السَّمَيْفَعِ وقتادة وبكر بن حبيب والزُّهْرِيُّ وأبو عثمان النَّهْدِيُّ: "خَيِّراتٌ" بالتشديد. ينظر: مختصر ابن خالويه ص 151، شواذ القراءة ورقة 236، تفسير القرطبي 17/ 122، البحر المحيط 8/ 359.
(4)
هذا جزء من حديث طويل رواه الطبرانِي في المعجم الأوسط 3/ 278، والكبير 23/ 368 - 367، وينظر: جامع البيان 27/ 205، الكشف والبيان 9/ 195، الوسيط 4/ 229، تفسير القرطبي 17/ 187، الدر المنثور 6/ 150 - 151.