المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا}؛ أي: على الأرض {فَانٍ (26)}؛ أي: - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٣

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة الدخان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فْصَلُ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجاثية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأحقاف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفتح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحجرات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة ق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الذاريات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطور

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النجم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القمر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الرحمن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الواقعة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحديد

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المجادلة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحشر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الامتحان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة الصف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجمعة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل في ذِكر بعض ما ورد من الأخبار في فَضْلِ هذا اليومِ وسُنَتِهِ

- ‌سورة المنافقين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة التغابن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطلاق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة التحريم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الملك

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: قوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا}؛ أي: على الأرض {فَانٍ (26)}؛ أي:

قوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا} ؛ أي: على الأرض {فَانٍ (26)} ؛ أي: هالِكٌ، وهو ابتداء وخبر {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}؛ أي: رَبُّكَ الظّاهِرُ بأدِلَّتِهِ ظُهُورَ الإنسانِ بوجهه {ذُو الْجَلَالِ} والعظمة والكبرياء {وَالْإِكْرَامِ (27)} ؛ أي: المُتَكَرِّمُ على أنبيائه وأوليائه بِلُطْفِهِ مع جلاله وعظمته، و"ذُو الجَلَالِ" نعت لـ "وَجْهُ رَبِّكَ".

قوله تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يقول: يسأله مَنْ في السماوات المغفرةَ، ويسأله مَنْ في الأرض الرزقَ والمغفرةَ، لا يَسْتَغْنِي عنه أهْلُ السماء ولا أهْلُ الأرض {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)} الشأنُ: الأمْرُ والحالُ، ومعناه أنه يُحْيِي ويُمِيتُ، ويُعِزُّ ويُذِلُّ، ويُغْنِي ويُفْقِرُ، ويُعافِي ويَبْتَلِي، ويَفُكُّ أسِيرًا ويَجْبُرُ كَسِيرًا، ويَغْفِرُ ذَنْبًا ويَكْشِفُ كَرْبًا، ويُجِيبُ داعِيًا ويُعْطِي سائِلًا، ويَفْعَلُ ما يشاء، لا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عن شَأْنٍ، ونصب "كُلَّ يَوْمٍ" على الظرف.

‌فصل

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: تَلا علينا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذه الآيةَ: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} ، فقلنا: يا رسول اللَّه: ما ذلك الشأنُ؟ قال: "يَغْفِرُ ذَنْبًا، ويُفَرِّجُ كَرْبًا، ويَرْفَعُ قَوْمًا، وَيَضَعُ آخَرِينَ"

(1)

.

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "إن مِمّا خَلَقَ اللَّهُ عز وجل لَوْحًا من دُرّةٍ بَيْضاءَ، دَفَّتاهُ ياقوتة حمراء، قَلَمُهُ نُورٌ، وكتابه نور، يَنْظُرُ اللَّهُ فيه كُلَّ يَوْمٍ

(1)

رُوِيَ هذا الحديث عن أبِي الدَّرْداءِ، وعن عبد اللَّه بن منيب الأزدي، لا عن عبد اللَّه بن مسعود كما ذكر المؤلف، رواه البخاري في صحيحه 6/ 55 كتاب التفسير: سورة الرحمن، ورواه ابن ماجه في سننه 1/ 73 باب فيما أنْكَرَتِ الجَهْمِيّةُ، والطبرانِيُّ في المعجم الأوسط 3/ 278، 6/ 362، وذكره الهيثميُّ في مجمع الزوائد 7/ 117 كتاب التفسير: سورة الرحمن.

ص: 262

ثَلَاثَمِائةٍ وستين نَظْرةً، يخلق ويرزق، ويحيي ويميت، ويُعِزُّ ويُذِلُّ، ويفعل ما يشاء، فذلك قوله تعالى:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}

(1)

.

قيل

(2)

: نزلت هذه الآية في اليهود، حين قالوا: إن اللَّه لا يَقْضي يَوْمَ السبت شيئًا، فأنزل اللَّه عز وجل:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} .

قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31)} يعني الإنس والجن، قرأ عبد اللَّه بن مسعود وأُبَي بنُ كعب:{سَنَفْرُغُ لَكُمْ}

(3)

، وقرأ الأعمش:{سَيُفْرَغُ}

(4)

بضم الياء وفتح الراء على غير تسمية الفاعل، وقرأ الأعرج بفتح النون والراء

(5)

، قال الكسائي

(6)

: هي لغة تميم، وقرأ حمزة والكسائي وخلف ويحيى بفتح الياء وضم الراء

(7)

، واختاره أبو عبيد، اعتبارًا بقوله: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي

(1)

رواه الطبري في جامع البيان 27/ 176، والحاكم في المستدرك 2/ 474، 519 كتاب التفسير: سورة الرحمن، وسورة البروج، وينظر: الكشف والبيان 9/ 184، الوسيط 4/ 222، الدر المنثور 6/ 143.

(2)

ينظر: الكشف والبيان 9/ 184، زاد المسير 8/ 114.

(3)

ينظر: الكشف عن وجوه القراءات 2/ 302، تفسير القرطبي 17/ 168.

(4)

وقرأ بها أيضًا الأعمشُ وأبو حَيْوةَ بخلاف عنهما، وابنُ أبِي عبلة والنَّخْعِي والزَّعْفَرانِيُّ، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 150، المحتسب 2/ 304، القرطبي 17/ 168 - 169، البحر 8/ 192.

(5)

قرأ الأعرج وقتادة ويحيى بن عمارة الزراع والأعمش وابن إدريس، وهُبَيْرةُ عن حفص عن عاصم:{سَنَفْرُغُ} . ينظر: مختصر ابن خالويه ص 150، المحتسب 2/ 304، تفسير القرطبي 17/ 169، البحر المحيط 8/ 192.

(6)

ينظر قوله في الكشف والبيان 9/ 185، والقرطبي 17/ 169، وحكاه النحاس عن أبِي عبيد في إعراب القرآن 4/ 309، وحكاه الفارسي عن الأخفش في الحجة 4/ 160، وينظر: عين المعانِي للسجاوندي ورقة 130/ أ.

(7)

وقرأ بها أيضًا الأعمشُ وأبو حَيْوةَ والأعرجُ وطلحةُ بنُ مُصَرِّفٍ وزيدُ بنُ عَلِيٍّ، ينظر: مختصر =

ص: 263

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، فَأتْبَعُوا الخَبَرَ الخَبَرَ، وقرأ الباقون بفتح النون وضم الراء

(1)

، واختاره أبو حاتم، وقرأ ابن عامر:{أَيُّهُ الثَّقَلَانِ} بضم الهاء، ومثله في النور والزخرف

(2)

.

ومعنى الآية: سَنَقْصِدُ لَكُمْ ونُجازِيكُمْ، وسَنُجازِيكُمْ على أعمالكم بما تَسْتَحِقُّونَ عليها أيُّها الثَّقَلَانِ، وليس معنى قوله:{سَنَفْرُغُ لَكُمْ} عن شغل، وإنما هو من كلام العرب، تقول: سَأفْرُغُ لك، تريد بذلك تَوَعُّدًا وتَهَدُّدًا، أي: أقْصِدُ قَصْدَكَ

(3)

.

قوله تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)} الأقطار جمع قُطْرٍ، وهي الجوانب والنواحي والأطراف، وإنما قال:"إنِ اسْتَطَعْتُمْ"، وَلَمْ يقل: اسْتَطَعْتُما؛ لأنهما فريقان في حال الجمع، كقوله تعالى:{فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ}

(4)

، وقوله:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}

(5)

.

ورفع {لَا تَنْفُذُونَ} لأن معناه الإخبارُ دُونَ النَّهْيِ، بخلاف قوله تعالى:

= ابن خالويه ص 150، إعراب القراءات السبع 2/ 336، تفسير القرطبي 17/ 169، البحر المحيط 8/ 192، الإتحاف 2/ 511.

(1)

قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وعيسى بن عمر: {سَنَفْرُغُ} ، وهي لغة الحجاز. ينظر: السبعة ص 620، تفسير القرطبي 17/ 169، الإتحاف 2/ 511.

(2)

النور 31، والزخرف 49، وينظر ما سبق فِي هذه القراءة في سورة النور 1/ 322.

(3)

قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة 87/ ب، وينظر: الصناعتين للعسكري 204، 213.

(4)

النمل 45.

(5)

الحج 19.

ص: 264

{لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}

(1)

، {لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ}

(2)

، والباء في قوله:{إِلَّا بِسُلْطَانٍ} بمعنى "إلى"، يعني إلَّا إلى سلطان، في قول بعض المفسرين كقوله تعالى:"وَقَدْ أحْسَنَ بِي"

(3)

؛ أي: إلَي، ومنه قول الشاعر:

315 -

أسِيئِي بِنا، أوْ أحْسِنِي، لَا مَلُومةٌ

لَدَيْنا وَلَا مَقْلِيّةٌ إنْ تَقَلَّتِ

(4)

والسُّلْطانُ: الحُجّةُ والبُرْهانُ، وهو جِوارٌ يُعْطِي اللَّهُ أهْلَ الجَنّةِ، وقيل: معنى "إلّا بِسُلْطانٍ"؛ أي: بقدرة على ذلك، ولَمْ تُعْطَوْها، وقيل: إلّا بِمُلْكِي، حيث تَوَجَّهْتُمْ فثَمَّ مُلْكِي، وأنا أخَذْتُكُمْ بالموت، ومعنى السلطان القوة التي يُتَسَلَّطُ بها على الأمر، ثم المُلْكُ والقدرة والحجة والبرهان كلها سلطان.

ومعنى الآية: إن استطعتم أن تَهْرُبُوا من الموت بالخروج من أقطار السماوات والأرض فاهْرُبُوا واخرجوا منها، ولن تستطيعوا ذلك، إنكم حيثما كنتم أدْرَكَكُم الموتُ، قال اللَّه تعالى:{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} . . . الآية

(5)

.

(1)

البقرة 83.

(2)

البقرة 84.

(3)

يوسف 100، وكون الباء هنا بمعنى "إلى" ذكره الثعلبي في الكشف والبيان 9/ 186، وحكاه السجاوندي عن ابن عباس في عين المعانِي 130/ أ، وينظر: القرطبي 17/ 170.

(4)

البيت من الطويل، لِكُثَيِّرِ عَزّةَ يذكر عزة، ويُرْوَى:"لَا مَلُولةٌ"، ومعنى "تَقَلَّتْ": تَبَغَّضَتْ.

التخريج: ديوانه ص 101، معانِي القرآن للفراء 1/ 441، معانِي القرآن للأخفش ص 130، 342، معانِي القرآن وإعرابه 3/ 13، أمالِيُّ القالِي 2/ 109، تهذيب اللغة 4/ 318، الكشف والبيان 9/ 186، أماليُّ ابن الشجري 1/ 74 - 177، 3/ 192، التنبيه والإيضاح 1/ 21، زاد المسير 3/ 451، عين المعانِي 130/ أ، تفسير القرطبي 8/ 161، 17/ 170، 20/ 94، اللسان: حسن، سوأ، قلا، البحر المحيط 6/ 23، التاج: سوأ، قلي.

(5)

النساء 78.

ص: 265

وقيل: يقال لهم هذا يوم القيامة، وفي الخبر أنه يُحاطُ على الخَلْقِ يوم القيامة بالملائكة وبِلِسانٍ من نار، ثم يُنادَوْنَ:{يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}

(1)

، فذلك قوله تعالى:{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا} يعني: على الجن والإنس {شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35)} ؛ أي: فلا تَمْتَنِعانِ من ذلك، ولا يَمْنَعُ أحَدٌ أحَدًا، والشُّواظُ: القطعة من النار التي لا دُخانَ فيها، والنُّحاسُ: الدُّخانُ

(2)

، قال النابغة:

316 -

يُضِيءُ كَضَوْءِ سِراجِ السُّلِيـ

طِ، لَمْ يَجْعَلِ اللَّه فِيهِ نُحاسا

(3)

(1)

ينظر هذا الخبر في الكشف والبيان 9/ 186، مجمع البيان 9/ 342، عين المعانِي ورقة 130/ أ، تفسير القرطبي 17/ 170.

(2)

قاله ابن قتيبة والمبرد وأبو عمر الزاهد والنقاش، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 438، الكامل للمبرد 1/ 371، 372، ياقوتة الصراط ص 498، شفاء الصدور 87/ ب.

(3)

البيت من المتقارب، للنابغة الجَعْدِيِّ، ونُسِبَ للنابغة الذُّبْيانِيِّ، وليس في ديوانه، ويروى:"سِراجِ الذُّبالِ".

اللغة: السَّلِيطُ: الزيت، الذُّبالُ: جمع ذُبالةٍ وهي الفتيلة التي تُسْرَجُ.

التخريج: ديوان النابغة الجعدي ص 100، معانِي القرآن للفراء 3/ 117، مجاز القرآن 2/ 245، غريب القرآن لابن قتيبة ص 438، الكامل للمبرد 1/ 372، جامع البيان 27/ 183، جمهرة اللغة ص 536، تهذيب اللغة 4/ 320، معانِي القراءات 3/ 47، إعراب القراءات السبع 2/ 338، الحجة للفارسي 4/ 17، الكشف والبيان 9/ 187، الاقتضاب 3/ 285، الكشاف 4/ 47، المحرر الوجيز 5/ 231، شمس العلوم 10/ 6518، زاد المسير 8/ 116، عين المعانِي ورقة 130/ أ، الفريد 4/ 409، تفسير القرطبي 17/ 172، اللسان: سلط، نحس، البحر المحيط 8/ 184، الدر المصون 6/ 243، التاج: نحس، سلط.

ص: 266

قرأ ابن كثير وابن أبِي إسحاق: "شِواظٌ" بكسر الشين، وقرأ غيرهما بالضم

(1)

، وهما لغتان مثل صِوارٍ وصُوارٍ

(2)

، وهو اللَّهَبُ الذي لا دُخانَ فيه

(3)

، قال حسان بن ثابت يهجو أُمَيّةَ بن أبِي الصَّلْتِ:

317 -

هَجَوْتُكَ فاخْتَضَعْتَ لَها بِذُلٍّ

بِقافِيةٍ تَأجَّجُ كالشُّواظِ

(4)

و {نُحاسٌ} ويقرأ بالرفع والخفض، قرأ ابن كثير وأبو عمرو بكسر السين

(5)

(1)

قرأ ابن كثير وابن أبِي إسحاق وابن محيصن والأعمش وعيسى بن عمر والحسن وشبل: "شِواظٌ" بكسر الشين، وقرأ الباقون بالضم. ينظر: السبعة ص 621، تفسير القرطبي 17/ 171، البحر المحيط 8/ 193، الإتحاف 2/ 511.

(2)

قاله الفراء في معانِي القرآن 3/ 117، وقال ابن السكيت:"أبو زيد قال: قال الكِلابيُّونَ: شِواظٌ من نار، وقال غيرهم: شُواظٌ". إصلاح المنطق ص 106، وينظر: إعراب القرآن 4/ 310، معانِي القراءات 3/ 47، والصِّوار: القطيع من البقر، وجمعه صِيرانٌ وأصْوِرةٌ. اللسان: صور.

(3)

قاله الخليل وأبو عبيدة وثعلب، ينظر: العين للخليل 6/ 278، مجاز القرآن 2/ 244، مجالس ثعلب ص 397، وينظر أيضًا: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 99، الوسيط 4/ 223.

(4)

البيت من الوافر، لحسان بن ثابت، ورواية ديوانه:

مُجَلَّلة تُعَمّمُكُمْ شَنارًا

مُضَرَّمةً تَأجَّجُ كالشُواظِ

اللغة: اخْتَضَعَ: ذَلَّ، تَأجَّجُ: يريد: تتَأجَّجُ، فحذف إحدى التاءين، الشَّنار: العيب والعار، مُضَرَّمة: مشتعلة ملتهبة.

التخريج: ديوانه ص 198، السيرة النبوية لابن هشام 1/ 238، الزاهر لابن الأنباري 2/ 133، الكشف والبيان 9/ 186، المحرر الوجيز 5/ 230، عين المعانِي ورقة 130/ أ، تفسير القرطبي 17/ 171، 20/ 181، البحر المحيط 8/ 184، الدر المصون 6/ 243، اللباب في علوم الكتاب 18/ 332، روح المعانِي 27/ 112.

(5)

قرأ ابن كثير وأبو عمرو ورَوْحٌ وابن مُحَيْصِنٍ والحَسَنُ واليَزِيدِيُّ وابن أبِي إسحاق والنَّخْعِيُّ ومجاهد والكلبي وطلحة: {وَنُحاسٍ} بالخفض، وقرأ الباقون بالرفع، ينظر: السبعة ص 621، تفسير القرطبي 17/ 171، البحر المحيط 8/ 193، النشر 2/ 381، الإتحاف 2/ 511.

ص: 267

عطفًا على النار، واختاره أبو حاتم، وقرأ الباقون بالرفع عطفًا على الشُّواظِ، واختاره أبو عبيد

(1)

، والمعنى: يُرْسَلُ عليكما شُواظٌ، ويُرْسَلُ نُحاسٌ؛ أي: يُرْسَلُ هذا مَرّةً وهذا مَرّةً، ويَجُوزُ أن يُرْسَلا مَعًا من غير أن يَمْتَزِجَ أحَدُهُما بالآخَرِ.

والرفع أقوى، والكَسْرُ ضعيف؛ لأنه لا يُمْكِنُ أن يُعْطَفَ به على "نارٍ" في قوله:"مِنْ نارٍ"؛ لأنه لا يكون شواظ من نحاس، قال أبو علي الفارسي

(2)

: وهذا يجوز من وَجْهٍ على أنّ تَقْدِيرَهُ: يُرْسَلُ عليكما شُواظٌ من نار وشَيْءٌ من نُحاسٍ، على أنه قد يُحْكَى أن الشُّواظَ لا يكون إلا من النارِ والدُّخانِ جميعًا، ونَحْوُ هذا حُكِيَ عن أبِي عمرو، وقال النابغة:

يُضِيءُ كَضَوْءِ سِراجِ السَّلِيـ

طِ لَمْ يَجْعَلِ اللَّه فِيهِ نُحاسا

(3)

قوله تعالى: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ} فصارت أبوابًا لِنُزُولِ الملائكة {فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)} يعني: مُشْرِقةً، وقيل

(4)

: مُتَغَيِّرةً كَلَوْنِ الفَرَسِ الوَرْدِ، يكون في الربيع كُمَيْتًا أصْفَرَ، فإذا ضربه الشتاءُ يكون كُمَيْتًا أحْمَرَ، فإذا اشْتَدَّ الشتاءُ يكون كُمَيْتًا أغْبَرَ، فَشَبَّهَ السماءَ في تَغَيُّرِها عند انشقاقها بهذا الفرس في أوَّلِ تَلَوُّنِهِ.

(1)

ينظر اختياره واختيار أبِي حاتم في شمس العلوم 10/ 6517.

(2)

الحجة 4/ 17، 18، وهو اختصار لكلام الفارسي.

(3)

تقدم برقم 316، 3/ 266.

(4)

قاله ابن عباس والضحاك وقتادة والربيع والفراء، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 117، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 101، شفاء الصدور ورقة 88/ أ، الكشف والبيان 9/ 187، عين المعانِي ورقة 130/ أ، تفسير القرطبي 17/ 173.

ص: 268