المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

عنه، ومنه: ألَمَّ في الخَيالِ، قال الأعشى: 298 - ألَمَّ - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٣

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة الدخان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فْصَلُ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجاثية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأحقاف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفتح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحجرات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة ق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الذاريات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطور

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النجم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القمر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الرحمن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الواقعة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحديد

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المجادلة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحشر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الامتحان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة الصف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجمعة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل في ذِكر بعض ما ورد من الأخبار في فَضْلِ هذا اليومِ وسُنَتِهِ

- ‌سورة المنافقين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة التغابن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطلاق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة التحريم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الملك

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: عنه، ومنه: ألَمَّ في الخَيالِ، قال الأعشى: 298 - ألَمَّ

عنه، ومنه: ألَمَّ في الخَيالِ، قال الأعشى:

298 -

ألَمَّ خَيالٌ مِنْ قُتَيْلةَ بَعْدَما

وَهَى حَبْلُها مِنْ حَبْلِنا فَتَصَرَّما

(1)

وقال آخر:

299 -

أنّى ألَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطِيفُ

وَمَطافُهُ لَكَ ذُكْرةٌ وَشُعُوفُ

(2)

‌فصل

عن أبِي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّهَ كَتَبَ على ابن آدم حَظَّهُ من الزِّنا، أدْرَكَهُ لا مَحالةَ، فَزِنا العَيْنَيْنِ النَّظَرُ، واللِّسانِ النُّطْقُ، والنَّفْسُ تَشْتَهِي وتَتَمَنَّى، ويُصَدِّقُ ذلك ويُكَذِّبُهُ الفَرْجُ، فإن تَقَدَّمَ بفَرْجِهِ كان الزِّنا، وإلا فهو اللَّمَمُ"، هكذا رواه البخاري عن محمود بن غَيْلَانَ

(3)

عن عبد الرَّزّاقِ

(4)

.

(1)

البيت من الطويل للأعشى، من قصيدة يمدح بها إياسَ بن قُبَيْصةَ الطّائِيَّ، ومعنى وَهَى: ضَعُفَ.

التخريج: ديوانه ص 343، الأغانِي 8/ 143، الكشف والبيان 9/ 149، القرطبي 17/ 109.

(2)

البيت من الكامل، لكعب بن زهير.

اللغة: طاف الخيال يَطِيفُ: زاره في النوم، الذُّكْرةُ: الذِّكرى، الشُّعُوفُ: الوُلُوعُ بالشيء حتى لا يَعْدِلَ عنه.

التخريج: ديوانه ص 113، مجاز القرآن 1/ 237، 257، الزاهر 1/ 293، إعراب القراءات السبع 1/ 219، مقاييس اللغة 3/ 432، المخصص 5/ 109، ديوان الأدب 1/ 197، الكشف والبيان 9/ 149، الاقتضاب 2/ 153، تفسير غريب القرآن للسجستاني ص 62، اللسان: ذكر، شعف، طيف، التاج: ذكر، شعف، طيف.

(3)

محمود بن غيلان العَدَوِيُّ بالولاء، أبو أحمد المَرُوزِيُّ الحافظ، نزيل بغداد، محدث ثقة صاحب سُنّةٍ، روى عن وكيع وابن عيينة والنضر بن شميل، توفِّي سنة (239 هـ). [تهذيب الكمال 27/ 305، 309، سير أعلام النبلاء 12/ 223].

(4)

صحيح البخاري 7/ 130 كتاب الاستئذان: باب زنا الجوارح دون الفرج، 7/ 214 =

ص: 216

قوله: {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} لِمَنْ تابَ إليه واسْتَغْفَرَهُ، وتَمَّ الكلامُ هاهنا، ثم قال تعالى:{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} ؛ أي: خَلَقَ أباكُمْ آدَمَ من التراب {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} هو جمع جَنِينٍ، وهو الولد ما دام فِي البطن، سُمِّيَ جَنِينًا لاجْتِنانِهِ؛ أي: لاسْتِتارِهِ، وكذلك سُمِّيَ الجِنُّ جِنًّا لاختفائهم

(1)

، ومعنى الآية أن اللَّه -سبحانه- عَلِمَ من كل نفس ما هي صانِعةٌ، وإلى ما هي صائِرةٌ {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ}؛ أي: لا تُبَرِّئُوها عن الإثْمِ، ولا تَمْدَحُوها بِحُسْنِ أعمالها {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)}؛ أي: بمَنْ بَرِئَ وأطاع اللَّه، وأخلص العمل له.

قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33)} ؛ أي: أعْرَضَ عن الحق وعن طاعة اللَّه تعالى {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34)} قيل

(2)

: نزلت هذه الآية في الوليد بن المغيرة، كان قد أسْلَمَ، ثُمَّ عَيَّرَهُ بعضُ المشركين على تَرْكِ دِينِهِ، فقال: إنِّي خَشِيتُ عَذابَ اللَّه، فقال: أنا أتَحَمَّلُ عنك العذابَ إن أعْطَيْتَنِي من مالك كذا وكذا، فرجع إلى الشِّرْكِ، فَأعْطَى الذي عَيَّرَهُ بَعْضَ ذلك المالِ الذي ضَمِنَ له، ومَنَعَهُ تَمامَهُ، فنَزَلَ فيه:{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى} ؛ أي: أدْبَرَ عن الحق والإسلام، {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى}؛ أي: قَطَعَ ومَنَعَ وبَخِلَ.

وأصله من الكُدْيةِ وهو حَجَرٌ يظهر فِي البِئْرِ، ويَمْنَعُ من الحَفْرِ، ويُيْئِسُ من الماء، تقول العرب: أكْدَى الحافِرُ وأجْبَلَ: إذا بلغ فِي الحَفْرِ الكُدْيةَ

= كتاب الرقاق: باب "وَحَرامٌ عَلَى قَرْيةٍ أهْلَكْناها"، ورواه مسلم في صحيحه 8/ 52 كتاب القَدَرِ: باب "قُدِّرَ على ابن آدم حظُّهُ من الزنا".

(1)

قاله النقاش في شفاء الصدور 73/ ب، وحكاه الأزهري عن الليث في التهذيب 10/ 496.

(2)

ينظر: تفسير مجاهد 2/ 631، جامع البيان 27/ 92، الكشف والبيان 9/ 151، أسباب النزول ص 267.

ص: 217

والجَبَلَ، ويقال: كَدِيَتْ أصابِعُهُ: إذا بَخِلَتْ، وكَدِيَتْ أصابِعُهُ: إذا كَلَّتْ فَلَمْ تَعْمَلْ شَيْئًا

(1)

، وقال المُؤَرِّجُ

(2)

. أكْدَى: إذا مَنَعَ الخَيْرَ، قال الحطيئة:

300 -

فَأَعْطَى قَلِيلًا ثُمَّ أكْدَى بِنَفْسِهِ

وَمَنْ يَبْذُلِ المَعْرُوفَ فِي النّاسِ يُحْمَدِ

(3)

قوله تعالى: {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ} يريد: ما غاب عنه من أمر العذاب {فَهُوَ يَرَى (35)} ؛ أي: يعلم أن صاحبه يَتَحَفلُ عنه عَذابَهُ {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ} ؛ أي: لَمْ يُخَبَّرْ ولَمْ يُحَدَّثْ {بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36)} يعني أسفار التوراة {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)} ؛ أي: صحف إبراهيم الذي وَفَّى، أي: أتَمَّ وأكْمَلَ ما أُمِرَ به.

ثم بيَّنَ ما في صحفهما، فقال:{أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38)} ؛ أي: لا تُؤْخَذُ نَفْسٌ بِإثْمِ غَيْرِها، وهذا في صحف إبراهيم {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39)} عطف على قوله:"أنْ لَا تَزِرُ"، وهذا أيضًا ما في صحف إبراهيم وموسى.

والمعنى: ليس له جَزاءٌ إلّا جَزاءُ سَعْيِهِ فِي الدنيا، إنْ عَمِلَ خَيْرًا جُزِيَ خَيْرًا، وإنْ عَمِلَ شَرًّا جُزِيَ شَرًا، و"أنْ" هاهنا هي المخففة من الثقيلة، والهاء مضمرة، والتقدير: وأنه ليس للإنسان إلّا ما سعى {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)} يوم القيامة فِي ميزانه {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)} يعني: يُجْزَى الإنسانُ

(1)

قاله أبو عبيدة وابن قتيبة، ينظر: مجاز القرآن 2/ 238، غريب القرآن لابن قتيبة ص 429، وينظر: تهذيب اللغة 10/ 323، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص 149، الكشف والبيان 9/ 151.

(2)

ينظر قوله في الكشف والبيان 9/ 151.

(3)

من الطويل للحُطَيْئةِ، وليس في ديوانه، ويُرْوَى:"أكْدَى عَطاؤُهُ"، يقال: أكْدَى الرَّجُلُ أي: قَلَّ خيرُهُ.

التخريج: الكشف والبيان 9/ 151، عين المعانِي ورقة 128/ ب، تفسير القرطبي 17/ 112، البحر المحيط 8/ 153، اللباب في علوم الكتاب 18/ 201، فتح القدير 5/ 114.

ص: 218

بِسَعْيِهِ الجَزاءَ الأتَمَّ الأكمَلَ، وهو مفعولٌ ثانٍ

(1)

.

قوله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)} يعني: أن مُنْتَهَى العبادِ ومرجعهم إليه في الآخرة، وقيل: منه ابتداء المِنّةِ، وإليه انتهاء الآمال {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)} وهذا يدل على أن كل ما يعمله الإنسان بقضائه وقَدَرِهِ، حتى الضحك والبكاء، وفي هذا رَدٌّ على القَدَرِيّةِ.

وقال الكلبي: أضْحَكَ أهْلَ الجَنّةِ، وأبْكَى أهْلَ النارِ. وقال الضحاك: أضحك الأرض بالنبات، وأبكى السماء بالمطر. وقيل: أضحك الأشجار بالأنوار، وأبكى السماء بالأمطار.

وقال ذو النون

(2)

: أضحك قلوب المؤمنين والعارفين بشمس معرفته، وأبكى قلوب الكافرين والعاصين بِظُلْمةِ نُكْرتِهِ ومَعْصِيَتِهِ. وقال بَسّامُ بن عبد اللَّه

(3)

:

(1)

يعني أن {الجَزاءَ} مفعول ثانِ لـ "يُجْزَى"، قال العكبري:"قوله تعالى: {الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} هو مفعول {يجْزَى}، وليس بمصدر؛ لأنه وُصِفَ بالأوْفَى، وذلك من صفة المَجْزِيِّ به لا من صفة الفعل". التبيان ص 1190، وذهب غيره إلى أن الهاء في "يُجْزاهُ" هي المفعول الثانِي، وأما المفعول الأول فهو نائب الفاعل المضمر في الفعل، وأما الجزاء فهو مفعول مطلق مُبَيِّنٌ للنوع، والعامل فيه "يُجْزَى". ينظر: البيان للأنباري 2/ 400، الفريد للهمداني 4/ 378، الدر المصون 6/ 213.

(2)

هو ثَوْبانُ بن إبراهيم، أبو الفَيّاضِ أو أبو الفَيْضِ الإخْمِيمِيُّ المصري، أحد الزُّهّادِ والعُبّادِ المشهورين، نُوبِيُّ الأصلِ، كانت له فصاحة وحكمة وشعر، اتهمه الخليفة المتوكل بالزندقة، فاستحضره إليه، فلما سمعه أطلقه فعاد إلى مصر، وتوفِّي بالجيزة سنة (245 هـ). [حلية الأولياء 9/ 331 - 397، الأعلام 2/ 102].

(3)

بَسّامُ بن عبد اللَّه الأسدي بالولاء، أبو عبد اللَّه الصَّيْرَفِيُّ الكُوفِيُّ، محدِّثٌ ثقة صالح الحديث، روى عن زيد بن عَلِيٍّ وعكرمة وابن يامين، وروى عنه وكيع وخَلّادٌ، توفِّيَ بعد سنة (150 هـ). [تهذيب الكمال 4/ 58، 59].

ص: 219

أضحك أسنانهم وأبكى قلوبهم

(1)

، وأنشد:

301 -

السِّنُّ تَضْحَكُ والأحْشاءُ تَحْتَرِقُ

وَإنّما ضِحْكُها زُورٌ وَمُخْتَلَقُ

يا رُبَّ باكٍ بِعَيْنٍ لَا دُمُوعَ لَها

وَرُبَّ ضاحِكِ سِنٍّ ما بِهِ رَمَقُ

(2)

قوله: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)} أماتَ الخَلْقَ في الدنيا، وأحْياهُمْ لِلْبَعْثِ فِي الآخرة {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ} يعني الصِّنْفَيْنِ {الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45)} فالذَّكَرُ زَوْجٌ والأنثى زَوْجٌ، خَلَقَهُما {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)} يعني: تُصَبُّ فِي الرَّحِمِ، يقال: مَنَى الرَّجُلُ وأمْنَى، وقيل: تُقَدَّرُ، يقال: مُنَيْتُ الشَّيْءَ: إذا قَدَرْتَهُ، ويقال:

302 -

ارْضَ بِما يَمْنِى لَكَ المانِي

(3)

أي: ما يَقْدُرُ لَكَ

(4)

، والمَنَى: المَقْدُورُ، واللَّهُ المانِي

(5)

، ومنه سُمِّيَت

(1)

ينظر في هذه الأقوال في معنى {أَضْحَكَ وَأَبْكَى} : شفاء الصدور ورقة 74/ ب، الكشف والبيان 9/ 155، 156، عين المعانِي ورقة 128/ ب، تفسير القرطبي 17/ 116، 117.

(2)

البيتان من بحر البسيط.

التخريج: الكشف والبيان 9/ 156، عين المعانِي ورقة 128/ ب، تفسير القرطبي 17/ 117، اللباب في علوم الكتاب 18/ 212.

(3)

هذا عجز بيت من السريع لِلْباخَرْزِيِّ عَلِيِّ بن الحسن بن عَلِيٍّ المتوفِّى سنة (467 هـ)، وهو بتمامه:

فلا تُلَجِّجْ فِي غِمارِ المُنَى

وارْضَ بِما يَمْنِي لَكَ المانِي

التخريج: ديوانه ص 194، دمية القصر لِلْباخَرْزِيِّ ص 808.

(4)

قال أبو عبيدة: "تُمْنَى": إذا تُخْلَقُ وَتُقَدَّرُ، ويقال: ما تَدْرِي ما يَمْنِى لك المانِي: ما يَقْدِرُ لَكَ القادِرُ". مجاز القرآن 2/ 238، ومثله قال ابن الأنباري في الزاهر 2/ 150، وقد ذكر النَّحّاسُ الاشْتِقاقَيْنِ في إعراب القرآن 4/ 278، وينظر: شفاء الصدور 74/ ب، الكشف والبيان 9/ 156.

(5)

قال ابن وَلّادٍ: "المَنا الذي يُوزَنُ به مقصور يُكْتَبُ بالألف؛ لأنه تقول في التثنية: مَنَوانِ، =

ص: 220

المَنِيّةُ لأنها مُقَدَّرةٌ، وأصلها: مَنِييةٌ

(1)

.

قوله: {وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47)} يعني الخَلْقَ الثانِيَ للبعث يوم القيامة، وقرأ أبو عمرو وابن كثير:"النَّشاءةَ" بالمد، ومثله في العنكبوت والواقعة

(2)

{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48)} أغْنَى الناسَ بالأموال، وأعْطاهُم القِنْيةَ وما يَدَّخِرُونَهُ بعد الكفاية {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49)} وهو كوكب خَلْفَ الجَوْزاءِ، كانت خُزاعةُ يعبدونها من دون اللَّه، فقال تعالى: أنا رَبُّ الشِّعْرَى فاعبدوني.

{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50)} وهم قوم هُودٍ أُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ، وكان لهم عَقِبٌ، فهم عاد الأُخْرَى، وقرأ نافع وأبو عمرو ويعقوب:{عَادًا لُّولَى} بتشديد اللّام من غير هَمْزٍ، غير أن قالُونَ جَعَلَ مكان الواو هَمْزةً ساكنةً، وقرأ الباقون بالتشديد مع الهمزة

(3)

.

= والمَنَى: القَدَرُ يُكْتَبُ بالياء؛ لأنك تقول: مَنَى يَمْنِي". المقصور والممدود ص 102، وينظر: المقصور والممدود للقالِي ص 114.

(1)

في الأصل: "ممنية". قال ابن الأنباري: "والأصل في المنية: مَمْنُويةٌ أي: "مَفْعُولةٌ" من القَدَر، فصُرِفَتْ عن "مفعولة" إلى "فَعِيلةٍ"، كما قالوا: مطبوخ وطبيخ، ومقتول وقتيل، فكان أصلها بعد النقل: مَنِييةٌ، فلما اجتمع ياءان، الأولَى منهما ساكنة، اندغمت في الياء التي بعدها، فصارتا ياءً مشددة". الزاهر 2/ 225.

(2)

العنكبوت 20، والواقعة 62، وينظر ما تقدم 2/ 13، وما سيأتي 3/ 309.

(3)

قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوبُ، وقالُونُ في روايةٍ عنه، وابنُ جَمّازٍ وإسماعيلُ ابن جعفر ومحمد بن إسحاق المُسَيَّبِيُّ ووَرْشٌ والأعمشُ:"عادًا لُّولَى" بإدغام التنوين في اللام بعد نقل حركة الهمزة إليها، وحَذْفِ الهمزة، ورَوى قالونُ عن نافع:"عادًا لُّؤْلَى" كالقراءة السابقة ولكن مع إبدال الواو همزة ساكنة، وهي أيضًا قراءة ابن ذكوان وابن سعدان والسوسي. ينظر: السبعة ص 615، تفسير القرطبي 17/ 120، البحر 8/ 166، النشر 1/ 410، 411، الإتحاف 2/ 502. =

ص: 221

{وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51)} وهم قوم صالح، أهلكهم اللَّه بالصيحة، فما أبقى منهم أحَدًا، وقرأ حمزة وعاصم:{ثَمُودَ}

(1)

بغير تنوين، وثَمُودُ على وزن فَعُولٍ، فمن جعله اسمَ حَيٍّ أو أبٍ صَرَفَهُ لأنه مُذَكَّر، ومن جعله اسمَ قبيلةٍ أو أرْضٍ لَمْ يصرفه

(2)

، وسُمِّيَتْ ثَمُودً لِقِلّةِ مائِها، والثَّمَدُ: الماء القليل.

قوله: {وَقَوْمَ نُوحٍ} يعني: أهْلَكَ اللَّهُ قَوْمَ نُوحٍ من قبل عادٍ وثمودَ {إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53)} وهي قُرَى قَوْمِ لُوطٍ المَخْسُوفِ بها، وذلك أن جبريل عليه السلام أدخل جَناحَهُ تحتها، فَرَفَعَها إلى السماء حتى سَمِعَ ملائكةُ السماء الدنيا أصوات الدِّيَكةِ ونَبْحَ الكِلَابِ، ثُمَّ قَلَبَها فَهَوَتْ من السماء إلى الأرض

(3)

، ونصب "المُؤْتَفِكةَ" بـ "أهْوَى".

وقوله: {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54)} يعني: من العذاب؛ أي: ألْبَسَها الحِجارةَ، ومحل "ما" نصب لأنه مفعولٌ ثانٍ لِلتَّغْشِيةِ

(4)

، والفائدة في هذا معنى التعظيم،

= قال الزجاج: "فأما "الأُولَى" ففيها ثلاث لغات: بسكون اللام وإثبات الهمزة، وهي أجود اللغات، والتي تليها في الجودة: "الُاولَى" بضم اللام وطرح الهمزة". معانِي القرآن وإعرابه 5/ 77. وقد حكم الأزهري على قراءة نافع بالشذوذ، فقال: "وأما هَمْزُ نافعٍ "لُؤْلَى" فإني أظُنُّهُ نَقَلَ هَمْزةَ "الأُولَى" من أولها إلى الواو، وليست بجيدة، ولا أرى أن يُقْرَأ بها لأنها شاذة". معانِي القراءات 3/ 39، وينظر: الحجة للفارسي 4/ 8 - 10، الإغفال 2/ 540 - 543.

(1)

قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وخلف: "وَثَمُودًا" بالتنوين، ورواها حسينٌ الجعفيُّ والكسائي عن أبِي بكر عن عاصم، ورَوَى يحيى بنُ آدم عن أبِي بكر عن عاصم، وحفصٌ عن عاصم:"وثمودَ" بغير تنوين، وهي قراءة الباقين. ينظر: السبعة ص 616، النشر 2/ 289 - 290، الإتحاف 2/ 129، 503.

(2)

ذكره سيبويه في الكتاب 3/ 252 - 253، وينظر: ما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج ص 79.

(3)

قاله السُّدِّيُّ، ينظر: جامع البيان 12/ 128، 27/ 104، تفسير ابن كثير 2/ 471.

(4)

"ما" اسم موصول بمعنى "الَّذِي"، وهو مفعولٌ ثانٍ لـ "غَشّاها"، والمفعول الأول هو =

ص: 222