الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المدبر والمكاتب وأم الولد
باب المدبر
مشتق من التدبير وهو لغة النظر في العواقب وشرعًا تعليق من مالك يموته.
والمكاتب مشتق من الكتابة وهي بكسر الكاف وحكي فيها لغة الضم وشرعًا عقد عتق بلفظها يعوض منجم بنجمين فأكثر وأم الولد بضم الهمزة وكسرها.
والأصل في الأول أخبار كخبر جابر الآتي، وفي الثاني كذلك آية {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيمَانُكُمْ} [النور: 33] وأخبار كخبر عمرو بن شعيب الآتي، وفي الثالث أخبار كخبر عمرو بن الحارث الآتي وخبر أيما أم ولدت من
سيدها فهي حرة (عن دبر منه رواه ابن ماجه والحاكم وصحح إسناده).
1/ 617 - (وعن جابر رضي الله عنه أن رجلًا مِن الأنْصارِ أعْتَقَ غلامًا لَهُ اسمُه يعْقوبُ القبطي عَنْ دُبُرٍ) كأن قال له أنت، حر بعد موتي والموت دبر الحياة (لمْ يَكُنْ لَه مالٌ غيرهُ وَكَانَ عَلَيهِ دَينٌ فَبْلَغَ ذَلِكَ النَّبي صلى الله عليه وسلم فَبَاعَهُ) بحكم الولاية على الرعيةِ والنظر في مصالحهم (لِنَعيمٍ بنِ النَّحام بثمانمائةِ دِرْهمٍ ثم أرسَلَ ثَمَنَهُ إلَيهِ وَقَال اقْضِ دَينَكَ رواه الشيخان والنسائي) إلا وقال اقض دينك فالنسائي وفيه مشروعية التدبير وصحة بيع المدبر قبل موت سيده كالمعلق عتقه بصفةٍ.
2/ 618 - (وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قَال النبيُّ صلى الله عليه وسلم المُكَاتِبُ عَبْدٌ ما بقيَ عَلَيهِ مِنْ مُكَاتَبَتِهِ دِرْهَمٌ رواه أبو داود وغيره بإسناد حسن وصححه الحاكم).
وفيه مشروعية الكتابة وهي سنة بطلب أمين قوي على الكسب وإلا فمباحة وفيه أن المكاتب قن ما بقي عليه درهم.
3/ 619 - (وعن عمرو بن الحارث بن أبي ضرار بن عائدة رضي الله عنه قَال ما تَرَكَ رسولُ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ درهمًا ولا دينارًا ولا عبدًا ولا أمةً ولا شيئًا إِلَّا بَغْلَتَهُ البيضاءَ وَسِلاحَه وَأرضًا جَعَلَهَا) أي الثلاثة (صَدَقَة رواه البخاري).
وفيه أنه صلى الله عليه وسلم لم يترك مالًا غير ما هو صدقة الدال عليه أيضًا خبر الصحيحين لا نورث ما تركنا صدقة "وابن مارية التي ولدت منه عتقت بموته صلى الله عليه وسلم وقوله في حديث إسناده ضعيف أعتقها ولدها" معناه أثبت لها حرمة الحرية الأرض المذكورة هي نصف أرض فدك وثلث أرض وادي القرى وسهم من خمس خيبر وصفية من أرض بني النضير.
والله أعلم وحده: نجز شرح الإِعلام ببركة الملك العلام يوم الإِثنين المبارك ثامن شهر ربيع الأول سنة ثمانين وألف ختمها الله بخير ونفع به كتابه أفقر عباد الله وأحوجهم لمغفرة ربه محمد بن عمر بن محمد بن محمد بن عثمان
ابن إبراهيم بن ناصر بن نجيم الشافعي مذهبًا والأحمدي خرقة ومعتقدًا غفر له ولوالديه ولجميع المسلمين. آمين.
قال مؤلفه: نجز شرح الاعلام يوم الجمعة سابع عشرى ذي القعدة سنة 910 عشرة وتسعمائة ووجد بها النسخة المنقول منها هذه النسخة بلغ مقابلهُ بأصل مؤلفه يوم السبت ثاني جمادى الثاني سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة غفر الله لكاتبه ونفعه به آمين ختمها الله بخير ونفع به آمين وقارئه والناظر فيه وجميع المسلمين وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين آمين (1).