الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الاعتكاف وقيام رمضان
وهو صلاة التراويح والأصل فيه قبل الإجماع حديث أبي هريرة الآتي.
والاعتكاف لغة اللبث، وشرعًا اللبث بمسجد من شخص مخصوص بنية، والأصل فيه قبل الإجماع آية {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ} وقوله تعالى {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ} وللاتباع الآتي، ويعتبر في اللبث المذكور أن يزيد على طمأنينة الركوع.
1/ 282 - (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمانًا) أي تصديقًا بأنه حق واعتقاد الفضيلة (واحْتسَابًا) أي طلبًا للأجر وقيل إخلاصًا (غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّم منْ ذَنْبِه) أي من الصغائر (رواه الشيخان).
وفيه الحث على قيام رمضان لشرفه.
2/ 283 - (وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ منْ رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ الله ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ، رَواه الشيخان) وفيه سن الاعتكاف وتأكده حيث واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي وأنه متأكد في العشر الأواخر من رمضان لأنه خاتمة الصيام، والاحتمال أن يصادف ليلة القدر، وأنه يستوي فيه الرجل والمرأة نعم إن كانت مزوجة أو رقيقة فلا يجوز إلا بإذن الزوج والسيد.
3/ 284 - (وعنها) أي عن عائشة رضي الله عنها أَنْ) مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن وخبرها (كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيُدْخِل عليّ رَأْسَه -وهو معتكف في المسجد- فأُرجِّلُهُ) أي أسرح شعره بمشط (وكَانَ لا يدخُلُ
البَيتَ) أي بيتنا (إلا لِحَاجَةٍ) وهي البول والغائط (إذا كَانَ مُعْتَكِفا، رواه الشيخان واللفظ للبخاري).
وفيه أن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأصحابه إنما اعتكفوا فيه مع المشقة في ملازمته، فلو جاز في الْبيت لفعلوه ولو مرة.
وفيه أيضًا جواز إخراج بعض المعتكف من المسجد إذا كان اعتماده على الباقي فيه، وفيه سن ترجيل الشعر عند احتياجه إليه.
4/ 285 - (وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُرُوا) بضم الهمزة أي أراهم الله (لَيلَةَ القَدْرِ في المنامِ في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ) من رمضان (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أُرَى رُؤْيَاكُم) أي أعلم الآن أن رؤياكم (قَدْ تَوَاطَأَتْ أي توافقت (في) ليالي (السبع الأواخر، فَمَنْ كَانَ مُتَحرِّيَها) أي ليلة القدر (فَلْيَتَحرَّهَا في) ليالي (السبع الأواخر) منه (رواه الشيخان).
وفيه أن ليلة القدر موجودة الآن، وقد أجمع من يعتد به على دوامها إلى آخر الدهر.
وفيه أنها تكون في شهر رمضان، وقيل في جميع السنة وأنه يجوز العمل برؤيا الكثير في الأحكام، ومحله إذا لم يخالف نصًّا ولا إجماعًا ولا قياسًا جليًّا وسميت هذه الليلة ليلة القدر، قيل لعظم قدرها وشرفها لنزول القرآن جملة فيها إلى سماء الدنيا، وقيل لأنها ليلة يُكَتِّبُ اللهُ تعالى فيها الملائكة الأقدار والأرزاق والآجال التي تكون في تلك السنة.
5/ 286 - (وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرَأيتَ) أي أخبرني (إنْ عَلِمْت أيّ ليلةٍ) هي (ليلةُ القَدْرِ مَا أقولُ فِيَها: قال قولي اللَّهُمَّ إنّكَ عفوٌ تُحِبُ العَفْوَ فاعْفُ عَنِّي، رواه الترمذي وغيره وصححه).
وفيه أنه يسن لمن رأى ليلة القدر أن يدعو بهذا الدعاء.