الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يد الأدنى على الأعلى، فأما الأعلى على مثله فلا، ولم يذكر لمن أجاز مطلقًا دليل.
الحديث الثالث والتسعون
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَخَذَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كِخٍ كِخٍ لِيَطْرَحَهَا ثُمَّ قَالَ أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ.
قوله: قال: أخذ الحسن، في رواية معمر عن محمد بن زياد أنه سمع أبا هريرة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقسم تمرًا من تمر الصدقة، والحسن في حجره. أخرجه أحمد. وقوله: فجعلها في فيه، زاد أبو مسلم الكجيّ عن محمد بن زياد "فلم يفطن له النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام، ولعابه يسيل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم شدْقه" وفي رواية معمر "فلما فرغ حمله على عاتقه، فسال لعابه، فرفع رأسه، فإذا تمرة في فيه" وقوله: كِخْ. كِخْ، بفتح الكاف وكسرها وسكون المعجمة، وبكسر الخاء منونة وغير منونة، والثانية توْكيد للأولى، وهي كلمة تقال لردع الصبي عند تناوله ما يستقذر. قيل: عربية، وقيل: أعجمية. وزعم الداوديّ أنها معربة. وقد أوردها البخاريّ في باب "من تكلم بالفارسية".
وقوله: ليطرحها، زاد مسلم "ارم بها" وفي رواية حماد بن سلمة عند أحمد "فنظر إليه، فإذا هو يلوك تمرة، فحرك خده، وقال: أبقها يا بني، أبقها يا بُني" ويجمع بين هذا وبين قوله "كخ كخ" بأنه كلّمه أولًا بهذا، فلما تمادى قال له "كخ كخ" إشارة إلى استقذار ذلك له، ويحتمل العكس بأن يكون كلمه أولًا بذلك، فلما تمادى نزعها من فيه. وقوله: أما شعرت، وفي رواية البخاريّ في الجهاد "أما تعرف؟ " ولمسلم "أما علمت" هو شيء يقال عند الأمر الواضح، وإن لم يكن المخاطب بذلك عالمًا، أي: كيف خفي عليك هذا مع ظهوره؟ وهو أبلغ في الزجر من قوله "لا تفعل" وفي بعض النسخ "ما علمت" بحذف همزة الاستفهام. قال ابن مالك: وقد كثر حذف الهمزة إذا كان معنى ما حذفت منه لا يستقيم إلا بتقديرها. قال في المصابيح: ووقع في كلام سيبويه ما يقتضي أن حذفها من الضرائر، وذلك أنه قال، وزعم الخليل أن قول الأخطل:
كذبتكَ عينُك أم رأيت بواسِطٍ
…
غَلَسَ الظلامِ من الرَّباب خَيَالًا
كقوله إنها لإبل أم شآء؟ ويجوز في الشعر أن يريد بكذبتك الاستفهام، وحذفت الألف. وقال ابن أم قاسم في الجنى الداني: المختار اطراد حذفها إذا كان بعدها أم المصلة، لكثرتها نظمًا ونثرًا.
وقوله إنّا لا نأكل الصدقة، في رواية مسلم "إنا لا تحل لنا الصدقة" وفي رواية معمر "إن الصدقة لا تحل لآل محمد" وكذا عند أحمد والطحاويّ من حديث علي بن الحسن نفسه. قال: كنت مع