الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الإِذْخِر والحشيش في القبر
أراد المصنف بذكر الحشيش التنبيه على إلحاقه بالإِذخر، وأن المراد باستعمال الإِذخر البسط ونحوه، لا التطيب. ومراده بالحشيش ما يجوز حشه من الحرم، إذ لم يقيده بشيء.
الحديث الرابع والمئة
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: حَرَّمَ اللَّهُ مَكَّةَ، فَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي وَلَا لأَحَدٍ بَعْدِي، أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلَاّ لِمُعَرِّفٍ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه إِلَاّ الإِذْخِرَ لِصَاغَتِنَا وَقُبُورِنَا. فَقَالَ إِلَاّ الإِذْخِرَ.
هذا الحديث مرَّ في باب "كتابة العلم" من كتاب العلم عن أبي هريرة، ومرَّ الكلام عليه مستوفى إلا ما ذكر في حديث أبي شُريح قبله في "باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب". وما دل عليه هذا الحديث من جعل الإِذْخر، تقدم مثله في باب "إذا لم يجد كفنًا". في قصة مصعب بن عُمير، لما قصر كفنه أن يغطي رأسهُ، وأنْ يجعل على رجليه من الإِذْخِر.
ولأحمد عن خبّاب أيضاً أن حمزة لم يوجد له كفن إلا بُرْدة، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مدت على رأسه، وجعل على قدميه الإِذخِر.
رجاله خمسة:
وفيه ذكر العباس، وقد مرَّ الجميع مرَّ ابن حَوْشب في التاسع من الجماعة والإِمامة، ومرَّ عبد الوهاب الثقفيّ في التاسع من الإِيمان، ومرَّ خالد الحذّاء وعكرمة في التاسع عشر من العلم، وابن عباس في الخامس من بدء الوحي، وأبوه العباس في الثالث والستين من الوضوء.
وأخرجه البخاريّ في الحج وفي البيوع وفي اللقطة.
ثم قال: وقال أبو هُريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لِقبورنا وبيوتنا" هذا طرف من حديث أبي هريرة المذكورة فيه قصة أبي شاه المُخَرَّج، موصولًا، في باب "كتابة العلم" المار قريبًا أنه استوفى عليه الكلام هناك، ومرَّ أبو هريرة في الثاني من الإِيمان.
ثم قال: وقال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم .. مثله. وهذا وصله ابن ماجه من طريقه، وفيه فقال العباس:"إلا الإِذْخِر، فإنه للبيوت".
رجاله ثلاثة:
قد مرّوا، مرَّ أبان بن صالح في تعليق بعد التاسع عشر من الجمعة، ومرَّ الحسن بن مسلم وصفية بنت شيبة في التاسع والعشرين من الغُسل.
ثم قال: وقال مجاهد عن طاوس عن ابن عباس، رضي الله عنهما:"لِقَيْنهم وبيوتهم" وهذا طرف من حديث ابن عباس المذكور أول الباب، ويأتي موصولًا في كتاب الحج، وأورده لقوله فيه "لقَينهم" بدل لقبورهم، والقين، بفتح القاف وسكون التحتانية بعدها نون: هو الحدّاد، وكأنه أشار إلى ترجيح الرواية الأولى لموافقة رواية أبي هريرة وصفية، وقد مرَّ قريبًا محل استيفاء الكلام عليه.
ورجاله ثلاثة:
قد مرّوا، مرَّ مجاهد في أثر أول الإِيمان، ومرَّ طاوس في باب "مَن لم يتوضأ إلا من المخرجين" بعد الأربعين من الوضوء، ومرَّ ابن عباس في الخامس من بدء الوحي. ثم قال المصنف: