الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فكاهة
كان رجلٌ يكثرُ الطعامَ على العشاء ، فإذا نام غطَّ غطيطاً هائلاً ، وشخر شخيراً متواصلاً ، فيقلق زوجتهُ ، فتوقظهُ ليُغيّر ضجعتهُ ويريحها من غطيطه ، فكان يغضب ويجادلها قائلاً: ما أنا غططتُ وشخرتُ ، بل أنتِ فتصمتُ ، وتصبرُ على مصيبتها حتى عيل صبرها وفارقها جلدها. فعمدتُ أخيراً إلى حيلةٍ تحجُّهُ بها ، وتقنعْهُ عساهُ أن يُقَلّلَ من نهمتهِ ، ولا يغطّ في نومهِ. فجاءَتهُ ذاتَ يومٍ ، وبيدها الفونوغراف ، وأدارتهُ وقالت: أتعلم ما هذا الصوت؟
فقال: هديرُ البعير ، بل نهيقُ الحمير ، لا بل قباعُ الخنزير ، بل مواءُ السنانير ، بل طنين الزنانير.
وكان كلما أدارت مرّةً ، غيَّر حكمهُ في الصوت؛ وهي تقول لا حتى ضاق صدره. فقال: قولي لي ما هو ، وأريحيني ، من هذه الأصوات المنكرة التي تملأُ الجسمَ رعدةً وقشعريرة. قالت: هذه أصواتُ شخيرِكَ التي صبرتُ عليها الأعوامَ ، ولم تصبر عليها أنتَ لحظةً من الزمان. فقد وضعتُ الفونوغراف فوق رأسك وأنتَ نائمٌ ، فدوَّنَ ما أنتَ سامع. فإِذا أيقظتُك بعد الآن ، فاترك الحِجَاجَ والجدال ، وارثِ لحالتي ، واطلب إلى اللهِ أن يُصبّرني على مصيبتي. فسكتَ خجلاً ، ثمَّ أطرقَ هُنيهة وقال: اثنان لا بّدَّ من تركها: النهمةُ على العشاء ، ومجادلة النساءِ