الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكنت استوقفكم طويلاً ، لو شئت أن أدرس حياته كموظف وكرجلٍ وكمفكر. ولذلك أكتفي بأن أقولَ بالإجمال: أن تلك الحياة كانت صفحة ناصعة البياض ، لم تخط فيها إلَاّ سطور الهمة والنزاهة والشهامة والمرؤة. وإني لأذكر أبداً آخر مرة قابلته فيها ، وكان يُعد مقالاتٍ ضافية في بعض المواضيع الاقتصادية الوطنية ، ولا أزال أرى ذاك الذكاءَ اللامع ، ومع ذلك الإخلاص المجسَّم ، وهو يشرح نظريته ورأيه في ذاك الموضوع الحيوي. كما أنني لا أزال أذكر آخر مرةٍ سمعتهُ فيها خطيباً ، وقد وقف يؤبن أحد عظماء رجالنا ، فكان ينادينا بأعلى صوته إلى العلى! إلى العلى. . .! وكأني الآن بروحه الطاهرة تشرف علينا من الأخدار العلوية وتنادي بنا إلى العلى! إلى العلى. . .! إلى العلى! يا سادتي. فلتكن هذه الكلمة شعاراً لنا. . إلى العلى! يا شبيبة الشرق الناهضة. فلتكن هذه الآية السامية العظة التي نستخلصها من حياة ذلك الرجل الكبير. إلى العلى ، في أقوالنا وأعمالنا! إلى العلى ، في مقاصدنا وآمالنا!. . . .
النهر
ونهر حالَفَ الأهواَء حتى
…
غدا طوعاً لها في كلّ أمرِ
إذا سرقتْ حُلى الأزهارِ ألقتْ
…
إليهِ بها فيأخذُها ويجري
عبد العزيز الأنصاري